العوامل التي تؤثر على القلق المصاحب لاستخدام الحاسوب وأثرها على فعالية التعلم الإلكتروني

العوامل التي تؤثر على القلق المصاحب لاستخدام الحاسوب وأثرها على فعالية التعلم الإلكتروني
تين شين شين جامعة دايه
ليس الكمبيوتر فقط تقنية قوية لإدارة المعلومات وزيادة الانتاجية ولكنه أيضا أداة فعالة للتعليم والتدريب. إن قلق الحاسوب يمكن أن يكون من المشكلات الرئيسة التي تؤثر على فعالية التعلم. ومن خلال تحليل الأدب السابق فإن هذه الدراسة تصف الظاهرة حول قلق الحاسوب وتتفحص العوامل التي تؤثر على قلق الحاسوب وتكشف الآلية المناسبة لتخفيض ذلك القلق وسيتم أيضا مناقشة أثر الكمبيوتر على التعلم الإلكتروني.
إن الاستخدام الراهن للكمبيوتر في مجتمع اليوم ساعد الناس على التعامل مع كمية كبرى من المعارف أكثر من ذي قبل وفي عصر العولمة يتعامل الناس مع الطلب المتزايد كونهم متعلمي كمبيوتر إنهم يريدون أن يكونوا قادرين على تشغيل هذه الآلة واستخدامها لأغراض العمل والدراسة وكما يدفع الناس على الاحتكاك المتزايد على الكمبيوتر فالبعض يستجيب بكل حماسة وتصميم ورغبة في اتقان الحاسوب والآخرون رغم أنهم وصلوا المستوى ولكن بقلق وخوف. إن القلق حول استخدام الحاسوب يربك البعض ويؤثر على تدريباتهم وانتاجية عملهم.
إن المدارس والشركات تنفق كمية كبيرة من النقود على التعليم المرتبط بالحاسوب والتدريب سنويا والقلق المصاحب لاستخدام الكمبيوتر يعد من المشكلات الرئيسة التي تؤثر على التعلم ويعد قلق الحاسوب ظاهرة ترافق النمو في الحواسيب في مجتمعاتنا ورغم أن هذا الموضوع قد جذب اهتمام الباحثين لثلاثة عقود فإن طبيعة هذه الظاهرة ظلت غير واضحة وهناك نتائج خليطة من مسببات القلق ولحد الآن فإن المعالجات الناجحة لتخفيض ذلك القلق لم تطور بعد
تقرير المشكلة
تهدف هذه الدراسة إلى الحصول على فهم جيد لطبيعة قلق الكمبيوتر وتتفحص العوامل المؤثرة عليه وتكشف طريقة مناسبة لتخفيض القلق من خلال تحليل نقدي للأدب السابق المتعلق حول الموضوع وهذه الدراسة ستناقش أثر قلق الحاسوب على فعالية التعليم الإلكتروني
الإطار النظري
لقد أسست العديد من الدراسات بأن الأفراد غالبا ما يعرضون عقدا من ردود الأفعال المشاعرية في مواضيع تتطلب استخدام تكنولوجيا الحاسوب وإن قلق الحاسوب هو نتيجة للضغط لتكنولوجيا الحاسوب(نورث ونويس 2002) ويمكن تعريفه على أنه " الخوف من التفاعل مع الحاسوب والتهديد الذي يسببه الحاسب" (هاورد، 1986ص18) واشار يليام وبريمر (1991) إلى أن سيبرفوبيا شائعة في الأعمال والصناعة وهذه الفوبيا هي" قلق مكثف عن الحاسب الذي ينتج التفاعل الفيزيائي الذي يتراوح من عرق راحة اليد إلى الدوخة وضعف التنفس وازدياد دقات القلب والشعور بعدم الواقعية ص8
وهذا القلق أيضا يشار إليه على أنه تكنوفوبيا حول الاحتكاك الراهن أو المستقبلي مع الحاسوب أو التقنية المرتبطة بالحاسوب (ماكلوري 2001) ومنذ السبعينات شعر بعض الباحثين بميل إلى اكتشاف ردة فعل الناس السلبية لتكنولوجيا الحاسوب والعديد من الدراسات درست العلاقة بين قلق الحاسوب والعديد من المتغيرات. بعض الباحثين تفحص العلاقة بين قلق الحاسوب وخبرة استخدام الحاسوب والآخرون نظروا إلى داخل العلاقة مع النوع والعمر وسمات الشخصية
العوامل التي تؤثر على قلق الحاسوب
خبرة الكمبيوتر
وجد بعض الباحثين أن خبرة مستعملي الحاسوب لديها فعالية ذاتية عليا وقلق كمبيوتري هابط (ديكر 1991وحسن 2003 تانشر وبيروي 2002) ولخبرات الكمبيوتر علاقة سلبية مع قلق الفرد(بيكر وسكيميوت 2003) إن الأفراد الذين لديهم حواسيب في بيوتهم او استخدموا الكمبيوتر لديهم قلق أقل من الذين ليس لديهم(تشو وسبايرز 1991 وهايل وستيفن 1989) تشو وسبايرز (1991) وجدا بأن طلبة الكلية الذي أخذوا مقررين أو أكثر كانوا أقل قلقا من الذين أخذوا أقل من مقررين وبعد أخذ مقرر الحاسوب فإن الذين كانوا بقلق عال مع الخبرة انخفض قلقهم( تشو وسبايرز 1991) ليسوا وتيك(1992) وبروس (2005) وجدوا بأن استعمال الحاسوب وخبرات الذاتية لإدراك الحاسوب لديها تأثر ايجابي في تخفيض القلق الحاسوبي
روسن وويل(1995) درسا إمكانية اتاحة الحاسوب وخبرات الكمبيوتر وقلق الكمبويتر بين مدرسي المدارس في جنوب كاليفورنيا وقرروا رغم أن الكمبيوترات متاحة في كل المدارس إلا أنها لم تستخدم من قبل المدرسين
المدرسون الذين استخدموا الحاسوب بشكل أقل كان لديهم قلق عال وهذه الدراسات تقترح بأن قلق الحاسوب يتطابق مع خبرات الكمبيوتر ومع ذلك فإنها لم تشرح ما إذا كان القلق المنخفض يمكن الناس من الحصول على خبرة أطول أو أن الخبرة الأطول تسبب قلقا قليلا
بعض الباحثين قرروا بأن الأفراد الذين لديهم خبرات سابقة لم يتطابقوا مع قلقهم وخبرات المستخدمين تعاني من قلق الحاسوب(ماكدوليز 1989(وروزن وسيرس وويل (1987) إنه ليس كمية الخبرة التي تؤثر على قلق الناس ولكن الخبرة الايجابية تخفض القلق(بيكرز وسكيموميت 2001)
إن قلق الكمبيوتر يعتبر في الغالب كاتجاه نحو الحاسوب إن الاتجاه السلبي للشخص نحو الحاسوب عرف على أنه خصائص للشخص في قلق الكمبيوتر ويمكن أن تكون خبرات الكمبيوتر مؤشر ضعيف لاتجاهات الحاسوب إذا لم تغط نطاقا واسعا من الاستعمال والمهارات وقياسهما (جارولاند ونويتر 2004) واقترح بعض الباحثين أن قلق الأفراد واتجاههم نحو الكمبيوتر مرتبطان ولكن يجب التعامل معهم كتركيبات منفصلة(هاريسون ورينر1992 واثيلي 1997) كيمان وهاود (1990) وجدا أيضا أن الأفراد الذين يعانون من قلق متزايد ليس بالضرورة لديهم اتجاهات سلبية
النوع
العديد من الدراسات وجدت بأن الإناث أكثر قلقا من الذكور(بروس 2005 برونسون 1998 تشوشن وونج 1999 سكوتنبر رودربجوز جلاز وأفلوث 2004) وتحليل تضمن بأن الإناث في الغلب لديهن اتجاهات سلبية قوية في الغلب نحو الكمبيوتر (وايتلي 1997) سكوماتشر ومرهان مارتين(2001) أقروا بأن زيادة استعمال الحاسوب في الولايات المتحدة لا يميز نوع المستخدمين في خبرات الكمبيوتر. دراستهم وجدت بأن الاختلافات النوعية توجد بين طلبة الكليات الطالبات الإناث لديهن قلق أعلى من الطلبة الذكور ولديهن اتجاها أكثر سلبية نجو الكمبيوتر
إن النوع يؤثر على نتائج هذه الدراسات فالآباء يجلبون كمبيوتراث أكثر للأبناء من البنات والإناث والذكور ليس لديهم استخدام متساو للحاسوب في البيوت(كامبل 1989) فالأولاد ينفقون وقتا أطول في استخدام الحاسب ولديهم خبرات في الحاسب أكثر من الطالبات ولديهم ميول أكثر للأعمال المرتبطة بالحاسوب
(بانب وارنبجار 1996 وبين جيس وآخرون 1989)
العمر
بعض الدراسات وجدت بأن اليافعين كانوا أكثر خوفا عند استخدام الحاسب من الأطفال والمراهقين وتم مقارنة ذوي الأعمار 55 وما فوق مع اليافعين والشباب 30 وتحت كان الكبار أقل قلقا حول الحاسوب من الأقل عمرا (ديسك وسميثر 1994) الكبار لديهم أيضا اتجاهات ايجابية نحو الكمبيوتر رغم لديهم خبرات حاسوبية أقل من الشباب (ديسك وسميثر 1994) ومع هذا وجد باحثون آخرون أن الكبار لديهم قلق أكثر من الأقل عمرا من خلال استخدام اختبار معرفي يعتمد على الحاسوب فالكبار على وجه العموم لديهم خبرات أقل من الأقل عمرا (لاجونا وبانكوك)
سمات الشخصية
بعض الباحثين اختبروا العلاقة بين سمات الشخصية وقلق الحاسوب وتيبر وبيلاندو (1989) قاسوا طلبة الكلية وقلقهم المصاحب لاستخدام الحاسوب مستخدمين انموذج هولاند الذي يصنف الشخصية المهنية إلى ستة أنماط واقترحت النتائج أن النمط الفني والإجتماعي لديه قلق أكثر من بقية الأنماط
لانكفورد بيل وفلياس (1994) قرروا بأن التوزيعات الاعتدالية الممعيرة لاختبار الشخصية قد لا ينطبق على اختبارات للشخصية المحوسبة ص 497 وطرق مختلفة من القياس أدت الى نتائج مختلفة واقترحوا بأن أي أداة منطقية ينبغي أن تصمم لقياس العلاقة بين سمات الشخصية والقلق المصاحب للحاسوب
القلق الرياضي
بعض الباحثين درسوا العلاقة بين القلق الرياضي وقلق الحاسوب ولوحظ أن قدرة الطلاب في الرياضيات أثرت على القلق الرياضي وقلق الحاسوب فالطلبة الذين لديهم قدرة عالية في الرياضيات لديهم قلق رياضي منخفض وقلق حاسوبي منخفض (لندبيك وداميورث 1989) ومع هذا وجد باحثون آخرون القدرة الرياضية لا تؤثر على قلق الحاسوب (فليتشردديدرو 1994) إن قلق الطلاب الرياضي لم يكن مرتبطا بقلق الحاسوب أيضا (تودمان ولاورسون 1992)
الخلفية الاقتصادية والاجتماعية
إن الخلفية الاقتصادية والاجتماعية للأفراد لديها علاقة ايجابية مع خبرات الكمبيوتر فالناس الذين مستواهم الاجتماعي والاقتصادي متحسن لديهم قلق حاسوبي منخفض( بوزينوزلوز 2004) وهذا يمكن تفسيره بالقول بأن "الناس الذين ترعرعوا في بيئات متحسنة اقتصاديا واجتماعيا حيث لديهم كمبيوترات في البيت ولديهم معدات راقية يحضرون بها الفصول ولديهم مدرسون بمهارات كمبيوترية عالية بوزنيولوز ص 727

النتائج والاستنتاجات
من خلال مراجعة الدراسات السابقة فبغض النظر أكان المتعلم ذكرا أم أنثى بخبرة أم جديد فالجميع يعانون من قلق في استخدام الحاسوب ولأن الأفراد الذين لديهم قلق يتوزعون على مجموعات عمرية ومن فئات اجتماعية واقتصادية وثقافية مختلفة فمن الصعوبة عمل برنامج علاجي موحد لتخفيف حدة القلق ولأن معظم الدراسات درست الموضوع من جوانب متعددة ولكنها في بيئة الولايات المتحدة فيوصي الباحث بعمل دراسات مشابهة في أقطار أخرى.