أكد المشاركون في مؤتمر لندن الذي عقد الشهر الماضي لدعم اليمن عسكرياً وتنموياً أن اليمن تواجه مشكلة الجفاف وأنها أشد دول العالم فقراً بالنسبة لموارد المياه.
وقد أكد رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور في المؤتمر أن 26 في المئة فقط من السكان يحصلون على خدمات شبكة توزيع المياه العامة، الأمر الذي يؤثر سلباً على الأمن الغذائي.
وقد قدرت "الرؤية الإستراتيجية لليمن حتى عام 2025" الصادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي، المخزون المائي الجوفي المتاح في كل الأحواض بما يقارب 20 بليون متر مكعب. وطبقًا لمعدل الاستهلاك الحالي، فإن اليمن سيستنزف حوالي 12.02 بليون متر مكعب حتى عام 2010، ما يعني أن المخزون لن يكون كافياً إلا لسنوات قليلة.
وقد تصبح صنعاء في فترة قريبة، حسب خبراء دوليين، أول عاصمة في العالم من دون مياه، مما قد يتطلب نقل العاصمة إلى مكان آخر.
حول هذا الموضوع، التقت "الشرفة" الدكتور عبد الرحمن الأرياني، وزير المياه والبيئة اليمني، وكان حوار عن أزمة المياه في اليمن، حدتها وعواقبها المحتملة.
الشرفة: ما هي أبعاد أزمة المياه في اليمن؟
الأرياني: أزمة اليمن بالنسبة للمياه قديمة وناتجة عن ظروف جغرافية ومناخية وانفجار سكاني. المصادر المائية في اليمن كانت كافية لأن عدد السكان كان يمثل خمس ما هو عليه الآن، فيما مصادر المياه لا زالت كما هي بل تدهورت بسبب التغيرات المناخية والتصحر وانهيار المدرجات. لذلك، فالمياه المتجددة محدودة جداً. وهذا يعتبر السبب الجذري الأول في أزمة المياه.
أما السبب الآخر للأزمة المائية فهو الاستخدام غير الكفء لهذه الموارد المحدودة. فالزراعة تستهلك 91 في المئة من مصادر المياه، كما أن كفاءة الري لا تتجاوز 40 في المئة، لذلك هناك هدر كبير للمصادر المائية.
الشرفة: ماذا عن "القات" وكم حجم استهلاكه للمصادر المائية؟
الأرياني: زراعة القات تستهلك 40 في المئة من كمية المياه المستخدمة في الزراعة. وهذا شيء خطير للغاية، لأن القات لا يضيف ثروة للبلاد، بل يستهلك كميات كبيرة من المياه ويأخذ مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية الخصبة. ويستهلك وقتًا كبيرًا، سواء في زراعته أو في استهلاكه. ويجب أن نعترف أن القات مخدر، وحتى وإن لم يذهب بالعقل، بل يحاط بمظاهر الإدمان.
الشرفة: ولكن، أليست محاربة زراعة القات صعبة جدا لارتباط القات بحياة القبائل والعشائر؟
الأرياني: هذا صحيح، لكن إذا استمر الحال كما هو فإن هذه القبائل والعشائر سوف تصل لوقت تتقاتل مع بعضها لتوفر لها ماء تشربها. وهذا ما حصل بالفعل من حيث البلاغات التي تصل إلى الوزارة بشكل أسبوعي وشهري عن صراعات في بعض المناطق للقتل في سبيل الحصول على الماء.
الشرفة: ما هي أبعاد أزمة المياه على الأمن الغذائي والأمن القومي في اليمن؟
الأرياني: الماء هو أساس الأمن الغذائي والأمن القومي، وإذا لم نوقف الممارسات الخاطئة للحفاظ على المصادر المائية، فإننا سنواجه مستقبلاً غير واضح الملامح، مستقبل بدون ماء.
الشرفة: كم حجم مخزون اليمن من المياه الجوفية وكم نصيب الفرد اليمني من الماء؟
الأرياني: إن الدراسات المتوفرة لدينا لا يمكن أن تحدد بالضبط كمية المخزون المائي، لكن المؤكد أن المخزون يتناقص بشكل كبير، حيث حدث هبوط حاد لمستويات المياه الجوفية. بدليل أننا وصلنا في حفر الآبار في بعض المناطق إلى ألف متر، ومعناه أننا نحفر في الطبقات البركانية لنجد مياه متمعدنة للغاية وغير صالحة للشرب. أما في مناطق أخرى، فكثير من الآبار الجوفية قد جفّت.
بالنسبة لنصيب الفرد اليمني من الماء، هو الأقل على مستوى المنطقة والعالم، حيث أن نصيب الفرد لا يتجاوز 125 مترًا مكعبًا. والحد الأدنى لضمان بقاء الفرد على قيد الحياة هو حصوله على 1500 متر مكعب، وهذا يكشف حجم الأزمة في اليمن.
الشرفة: إذاً ما هي المعالجة لهذه الأزمة؟
الأرياني: المعالجة لهذه الأزمة التي تولدت بسبب الزيادة السكانية الكبيرة تكمن في إدارة الموارد المائية المتاحة بحكمة شديدة مع البحث عن موارد أخرى مثل تحلية المياه ونقلها من البحر، ولكن عندما يصبح الاقتصاد قادرا على تحمل نفقات التحلية والنقل.
الشرفة: تتحدث عن التحلية كحل مستقبلي، ولكن كيف ستنقلون المياه بعد تحليتها لصنعاء، وهي على ارتفاع يبلغ 2300 متر عن سطح البحر؟
الأرياني: أعتقد أنه في هذه الحالة حل غير عملي لأن تكلفة المتر المكعب ستترواح بين خمسة دولارات وسبعة دولارات، بينما سعر الوحدة الآن 40 ريالاً. فمن سيقدر على شراء الوحدة بسعر ألف ريال، أي ما يعادل الخمسة دولارات؟ كما أن استخدام الماء في الزراعة مستحيل بسبب التكلفة الباهظة.
الشرفة: هناك تقارير تؤكد حدوث الجفاف في حوض صنعاء خلال خمس سنوات، ما رأيك في ذلك؟
الأرياني: هذه تعتبر توقعات غير مدروسة، وصعب تحديد موعد للكارثة لأن تحديد موعد للكارثة هو يشبه تحديد يوم القيامة. فالكارثة ستحدث وهذا ما يؤكده نضوب حوض صنعاء بشكل متسارع. لكن متى ستحدث الكارثة؟ هذا صعب.
لكن الحقيقة المرة هي أننا ننزلق باتجاه الهاوية، لكن متى سنقع فيها؟ لا نعلم ذلك، لكننا سنقع في أزمة نضوب المياه في اليمن.
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري