الملاحظة
المقدمة
تعتبر الملاحظة من الأدوات الهامة في البحث العلمي عندما تكون قابلة للتحقق منها.فالملاحظة هي الربط بين المشاهد والمسموع لأنها الأداة المستعملة لحاستي السمع و البصر والعقل في وقت واحد.والملاحظة تشتمل على لحظة حدوث الشيء فيلاحظ في حينها،وتستند على المنطق واللغة والفكر واستنباط القوانين.
فالملاحظة هي الأداة الأكثر وضوحا لإثبات الحقائق والما صدق،فهي تتكون من عمليات عقلية متداخلة إلى جانب توليد المشاهدات فهي الحوار الذي يتم بين الباحث وذاته والمبادئ العلمي حول الموضوع والأهداف.
كما أن الملاحظة تفسيرية إلى جانب كونها وصفية ،لأنها تعتمد على الحس والعقل، وتتعلق بالظاهر، والكامن والملاحظة تكون ناجحة كلما كانت قدرة انتباه الباحث كبيرة ومركزة.
المبحث الأول: تعريف الملاحظة ومدى أهميتها
المطلب الأول: تعريف الملاحظة
يحتوي معنى الملاحظة على المتابعة الواعية بالسمع والنظر ،فإذا استمع الباحث بانتباه الحديث المبحوث فإنه يستطيع تتبع بنات تفكيره ويستوعب مقاصده، وإذا نظر الباحث بانتباه يستطيع الملاحظ سلوكياته من خلال الحركة. فلو أراد الباحث أن يدرس سلوك فرد منحرف من حيث درجة تعاونه من عدمها ، وحدد وسيلة الملاحظة لسلوكه من خلال اشتراكه مع الجماعة في النشاط الرياضي .فقد يشاهد الباحث أن المنحرف يتعمد عرقلة اللاعبين ،وكلما تحصل على الكرة أبعدها في نفس الاتجاه الذي ينبغي أن يتجه نحوه من خلال المشاهدات . يلاحظ الباحث أن المحترف غير متعاون وغير مهتم وغير مبال. فالملاحظة هي عميقة ،وتحتوي على الاستنتاج العقلي.
المطلب الثاني: أهمية الملاحظة
*تفيد الملاحظة في دراسة المبحوثين الذين قد لا يستجيبون للمقابلة أو الاستبيان.
*أنها تمكن الباحث من أن يكون شاهد عيان وفق خطة علمية واضحة.
*أنها تفيد في دراسة ديناميكية الأفراد والجماعات والمجتمعات.
* أنها تفيد في دراسات الكشفية والوصفية ، والتجريبية والتاريخية .
*تمكن الباحث من متابعة التغيرات السلوكية ورصدها إيجابيا أو سلوكيا.
المطلب الثالث: تعريف الملاحظة العلمية وخطواتها
أ/ تعريف الملاحظة العلمية:
فهي تتحدث وفق خطة وانتباه واع ،وتتبع دقيق وتنطلق من موضوع وتحقق أهدافها . فالملاحظة العلمية ضرورية وهامة في أطار البحوث العلمية فهي دقيقة في قياسها. وتكون نتائجها ايجابية.
ب/ خطوات الملاحظة العلمية:
أن للملاحظات العلمية خطوات محددة يتم استخدامها في البحث والدراسة ،وتتحقق وفق خطة واضحة ومنهج سليم وتتكون هذه الخطوات من الآتي:
1/ اختيار الموضوع وتحديده وفق أهداف واضحة ومحددة .
لأن نقطة الانطلاق للملاحظة هي أهمية الموضوع الذي تم اختياره ، فبدون موضوع لا يمكن أن تكون الملاحظة هادفة وجادة،لأن الموضوع هو الإطار العام الذي تتبلور فيه الأفكار ،وتستنبط منه العروض مما يجعل الملاحظة مترسخة في الموضوع ومنطلقة منه ومثيرة له.
2/ تحديد وحدة الاهتمام.
بناء على الخطوة الأولى وهي تحديد الموضوع يتم تحديد وحدة الاهتمام الفرد سواء كان ذكرا أو أنثى صغيرا أو كبيرا ثم تحديد صفاته هل هو مدرس أو مدرسة ؟ وهل الصفة المستهدفة بالملاحظة تتعلق بنوع المهنة < حدادة ، تجارة ، حياكة .. > وقد تكون وحدة الاهتمام بين الاثنين ذكر وأنثى أو ذكرين أو أنثيين أو طرفين أو دولتين .. قد تكون وحدة الاهتمام حالة زواج أو طلاق أو قضية دينية أو قومية أو شذوذا جنسيا وقد تكون وحدة الاهتمام دورا مثل دور الزوجة أو دور الزوج أو دور المعلم أو دور التلميذ مما يجعل الباحث يهتم بمشاهدة وملاحظة السلوك والفعل للاثنين المشتركين في الموضوع ومراعاة اللغة والدين والجنسية والمهنة واللون والظرف لكل من الطرفين وقد تكون وحدة الاهتمام جماعة وقد تكون نشاطا فنيا أو أدبيا أو مسرحيا أو أدبيا أو ثقافيا فمن خلال ممارسة الجماعة لهذه النشاطات يمكن ملاحظة أفعالها وسلوكياتها والأثر المتبادل بينهما وقد تكون وحدة الاهتمام مجتمعا محليا أو قرية أو مدينة عندما يستهدف الباحث ملاحظة الإنسان الاجتماعية واتجاهات المجتمع واهتماماته وتضامنه في العمل ومناسبات العامة وفي الأفراح والمآتم والتعاون المنظم في البناء والأعمار والإنتاج وقد تكون وحدة الاهتمام مؤسسة أو مزرعة أوعملا إداريا أو قلاعا صناعية...
3/ تحديد الظرف المناسب لإجراء الملاحظة ،نتيجة لأن الموضوع يتأثر ويؤثر على الظرف الزماني والمكاني ، وينبغي على الباحث إجراء الملاحظة والمقابلة في الظروف الطبيعية لها لكي يتحصل على معلومات غير متأثرة بظروف خارجية فإذا أراد ملاحظة دور المدرس في الفصل لا يأتي في الفصل في وقت إجراء الاختبارات للطلبة أو أثناء معاناة المدرس من زكام حاد وإذا أن يلاحظ درجة السمو الذي تحدث للفنان عند انسجامه مع أنغام الموسيقى لا يأتي له في ازدحام يجعله لايجيد الإنصات للمعزوف والعازف مما يعطي أهمية للظرف الزماني والمكاني عند إجراء الملاحظات العلمية.
4/ تحديد نوع العلاقة المناسبة للموضوع:قد تكون العلاقة بين الباحث والمبحوثين علاقة ثقة تطمئن فيها الجماعة أو الفرد للباحث وتقبله وتحترمه وتمكنه الحصول على المعلومات المستهدف البحث عنها والحصول عليها وقد ترتقي العلاقة بينهما(الباحث والمبحوث) إلا درجة الصداقة لاتخل بالمبادئ المهنية للبحث العلمي وقد يفضل الباحث أن لا ترتقي العلاقة إلا درجة الصداقة حتى لاتؤثر على الموضوع وتكون على بعد وقد تكون العلاقة الرسمية كل ذلك يتحدد حسب متطلبات الموضوع.
5/ تحديد كيفية وأسلوب التسجيل :
إن الملاحظات العلمية الدقيقة كثيرو ومترتبة على بعضها بعضا مما يستوجب تسجيلها حتى لا تضيع بدون جدوى .إلا أن التسجيل مسألة فنية من حيث التقنية ومن حيث الأسلوب فقد يستوجب الموضوع أن يكون التسجيل أثناء زمن حدوث الفعل أو السلوك الملاحظة، وقد يتطلب الموضوع أن يكون التسجيل في نهاية الملاحظة وقد أن يكون التسجيل بعلم المبحوث وقد لا يكون بعلمه ولأسلوب التسجيل ميزات وعيوب هي: أ/ ميزات التسجيل أثناء زمن الملاحظة: أن الباحث يسجل ملاحظاته في وقتها وبالتالي لا ينسى شيئا منها ولن تضيع منه أية ملاحظة قد حصلت وهي هامة في تفسير السلوك والفعل الاجتماعي وألا التسجيل يزود الباحث بالمعلومات الكافية والهامة.
ب/ عيوب التسجيل: فقد تجعل الباحث منغمسا في التفسير ما يشاهده وبالتالي تقع مجموعات من الملاحظات وتنتهي دون أن تسجل وقد لاتتكرر وهي هامة أيضا في تفسير السلوك، من عيوبها أيضا أنه قد يتحسس المبحوث من التسجيل ويتخوف من نتائجه وبالتالي قد يمتنع عن ممارسة بعض الأفعال وإذا كان التسجيل بدون علم المبحوث ثم ينتبه إلا أنه تحت الملاحظة والتسجيل فقد يصنع سلوكا أو تعابير ليست من طبيعة أمره ، وقد يفقد الثقة في الباحث ويعتبره يتجسس عليه.
المبحث الثاني: أنواع وميزات الملاحظة
المطلب الأول: أنواع الملاحظة العلمية
*أنواع الملاحظة العلمية من حيث دور الباحث:
-تنقسم الملاحظة العلمية حيث دور الباحث إلى نوعين هما: الملاحظة غير المشارك والملاحظة المشارك
المطلب الثاني: كيفية القيام بالملاحظة المشاركة
أ/ الملاحظ غير المشارك: إنه الملاحظ العلمي الذي لم يختلط مع الملاحظين أو المشاهدين قيد البحث والدراسة ويجري ملاحظاته ويسجلها دون أن تحس الجماعة أو الفرد أوالاثنين بأنهم تحت المراقبة .مما يجعل تصرفاتهم تجاه الفعل الاجتماعي طبيعية، دون تكلف في السلوك وتجرى مثل هذه الملاحظات على الأفراد أوعلى الأنشطة وعلى المواقف وقد تكون مباشرة وقد تكون غير مباشرة فالأولى هي التي يقوم بها الباحث مباشرة دون وسيط وتتم عن بعد وكأن الأمر لايعني الباحث في شيء مع أنه منتبه لكل ما يجري أو ما هو مشاهد كمشاهدته أو ملاحظته للوحدات السكنية والحالة التي يكون عليها ومدى اهتمام السكان بنظافتها وجمالها أو حين يلاحظ السلوك جماعة من الصيادين أو الفلاحين أو المتظاهرين دون أن تشاركهم السلوك أو الفعل موضوع المشاهدة والملاحظة.
أما الملاحظة غير المباشرة فهي التي تتم عن طريق وسطاء قاموا بها في الزمن الماضي ولازال بعضهم على قيد الحياة مع أن الموقف أو خلال إجراء مقابله أو مجموعة من المقابلات معهم يتم التعرف على ملاحظاتهم السابقة وتعتبر هامة للمقارنة أو لإجراء ملاحظات على أفعال حاضرة أكثر تركيزا واتساعا من حيث المجال وقد تكون مصادر الملاحظة أشرطة مسموعة أو مرئية . أن هذا النوع مهم جدا في الدراسات الاستطلاعية والدراسات المتعمقة مع أن هذا النوع محفوف بخطأ النسيان أو الزيادة من قبل الناقلين لأن العنعنة لا دقة فيها .
ب/الملاحظ المشارك:
هو الباحث الذي يقوم بملاحظة مباشرة من أجل تجمع البيانات والمعلومات وقد يكون الباحث مشارك كاملا وقد يكون مشاركا ملاحظا .
ج/ المشارك الكامل:
هو الذي يتحدث من خلال دور الباحث أثناء ملاحظة سلوك فرد أو اثنين أو جماعة أو مجتمع وينبغي أن لا تعرف الجماعة أن هناك من يقوم بملاحظتها ويكون الباحث في هذه الحالة كأنه عضو أساسي في الجماعة بما يستوجب عليه الإيمان باتجاهاتها وأهدافها والتقيد بتعاليمها وأساليب المعاملة فيما بينها ومع الآخرين أن يلتزم بتأدية طقوسها خاصة إذا كانت الجماعة دينية متعلقة على ذاتها وأن يمارس نشاطها ،ويفضل أن يمتاز الباحث بالمرونة العالية في تعامله مع أعضاء الجماعة وخاصة وأنه قد يتعرض لمواقف استفزازية إذا لم يتم تقبله من الجماعة وإذا لم تثق الجماعة فيه كل الثقة .
إن الهدف من ممارسة هذا الدور من قبل الباحث هو التعرف على الأساليب التنظيمية للجماعة والمنهج التربوي التي تنظم فيه والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والمخاطر المترتبة عليها أو الفوائد المحققة لها وذلك من اجل أخذ العبرة ليستفاد منها في العامة وتنظيم المجتمع والمحافظة على سلامته مع أن بعض أنواع التفاعل الاجتماعية أن يقوم الباحث بملاحظتها وذلك مثل الممارسات الجنسية والاختلافات الأسرية وأن هذا الدور يحتاج إلى وقت كاف وتدريب راق حتى يتمكن الباحث من اقتران إلى مبحوث أو مبحوثين والتعرف على ما يكنوه أو يعلنوه فيما يتعلق بموضوع الملاحظة .
د/المشارك الملاحظ: هو الباحث الذي حدد وسيلة الملاحظة كأداة هامة في جميع البيانات من المبحوثين الذين يعرفون دوره المعلن بأنه المشارك الملاحظ وينتشر هذا النوع في الدراسات الانتروبولوجية وقد ترتقي درجة الثقة بين الباحث والمبحوثين إلى درجة الصداقة التي لا ينبغي أن تؤثر على موضوع الملاحظة ، وينتشر هذا النوع في الدراسات الميدانية وفيها ميزا ت وعيوب ومن ميزاتها تقبل المبحوثين للباحث والتعرف عليه وقد تثق فيه الجماعات إلى درجة إظهار كل ماهو كامن وغيرها.
أما من عيوبها إذ لم تتقبل الجماعة الباحث وتثق فيه فتظهر أمامه سلوكيات مصطنعة وتكون الأفعال ليست طبيعية.
المطلب الثالث: ميزات الملاحظة
للملاحظة عدة ميزات وخاصيات تميزها على غيرها من أشكال البحث العلمي ومن بين هذه الميزات مايلي:
1-تمكن الملاحظ والمشاهد الباحث من رؤية البحوث والاستماع عليه.
2-مشاهدة الأفعال والسلوكيات المختلفة لملاحظة تفاعلات ونوايا والمقاصد في وسطها الطبيعي الذي لاتحققه المعامل والمختبرات .
3-تعطي الباحث فرصة التأكد من الأشياء الممكن ملاحظتها .
4-تمكن الباحث من التعرف على مشاكل المبحوثين.
5-أنها وسيلة لاختيار إجابات المبحوثين التي أدلوا بها عن طريق الاستبيان أو استمارة مقابلة ،لأن الفعل لا ينطبق على القول وقد يخالفه
الخاتمة:
نستنتج من كل ما قدمناه ودرستاه في بحثنا هذا أن الملاحظة لها دور هام وبارز وفعال في خطوات البحث العلمي فهي دقيقة وتتحقق الملاحظة وفق خطة واضحة ومنهج سليم ،كما أنها الأداة الأساسية في اثباث الحقائق فهي تتكون من عمليات عقلية متداخلة كما أنها تعتمد على العقل وتعتمد على قدرة وانتباه الباحث أكثر .
ومنه فإن الملاحظة ركن أساسي في خطوات البحث العلمي فأي بحث علمي يكون ناقصا ولا يؤدي إلى أي نتيجة أو هدف في دراسة أي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية.
قائمة المصادر والمراجع:
* مصطفى عمر التبر ، مساهمات في أسس البحث الاجتماعي ،بيروت معهد الانماء العربي سنة1989 .
*محمد علي عمر ،مناهج البحث في الجغرافيا والوسائل الكمية ، الكويت وكالة المطبوعات 1978.
*ماهر عبد القادر محمد ، فلسفة العلوم (المشكلات المعرفية) بيروت،دار النهضة العربية ،ج2 1984
اعداد / صابرين سلطان سيفالمقطري
مستوى/ رابع
قسم علوم حياة
المقدمة
تعتبر الملاحظة من الأدوات الهامة في البحث العلمي عندما تكون قابلة للتحقق منها.فالملاحظة هي الربط بين المشاهد والمسموع لأنها الأداة المستعملة لحاستي السمع و البصر والعقل في وقت واحد.والملاحظة تشتمل على لحظة حدوث الشيء فيلاحظ في حينها،وتستند على المنطق واللغة والفكر واستنباط القوانين.
فالملاحظة هي الأداة الأكثر وضوحا لإثبات الحقائق والما صدق،فهي تتكون من عمليات عقلية متداخلة إلى جانب توليد المشاهدات فهي الحوار الذي يتم بين الباحث وذاته والمبادئ العلمي حول الموضوع والأهداف.
كما أن الملاحظة تفسيرية إلى جانب كونها وصفية ،لأنها تعتمد على الحس والعقل، وتتعلق بالظاهر، والكامن والملاحظة تكون ناجحة كلما كانت قدرة انتباه الباحث كبيرة ومركزة.
المبحث الأول: تعريف الملاحظة ومدى أهميتها
المطلب الأول: تعريف الملاحظة
يحتوي معنى الملاحظة على المتابعة الواعية بالسمع والنظر ،فإذا استمع الباحث بانتباه الحديث المبحوث فإنه يستطيع تتبع بنات تفكيره ويستوعب مقاصده، وإذا نظر الباحث بانتباه يستطيع الملاحظ سلوكياته من خلال الحركة. فلو أراد الباحث أن يدرس سلوك فرد منحرف من حيث درجة تعاونه من عدمها ، وحدد وسيلة الملاحظة لسلوكه من خلال اشتراكه مع الجماعة في النشاط الرياضي .فقد يشاهد الباحث أن المنحرف يتعمد عرقلة اللاعبين ،وكلما تحصل على الكرة أبعدها في نفس الاتجاه الذي ينبغي أن يتجه نحوه من خلال المشاهدات . يلاحظ الباحث أن المحترف غير متعاون وغير مهتم وغير مبال. فالملاحظة هي عميقة ،وتحتوي على الاستنتاج العقلي.
المطلب الثاني: أهمية الملاحظة
*تفيد الملاحظة في دراسة المبحوثين الذين قد لا يستجيبون للمقابلة أو الاستبيان.
*أنها تمكن الباحث من أن يكون شاهد عيان وفق خطة علمية واضحة.
*أنها تفيد في دراسة ديناميكية الأفراد والجماعات والمجتمعات.
* أنها تفيد في دراسات الكشفية والوصفية ، والتجريبية والتاريخية .
*تمكن الباحث من متابعة التغيرات السلوكية ورصدها إيجابيا أو سلوكيا.
المطلب الثالث: تعريف الملاحظة العلمية وخطواتها
أ/ تعريف الملاحظة العلمية:
فهي تتحدث وفق خطة وانتباه واع ،وتتبع دقيق وتنطلق من موضوع وتحقق أهدافها . فالملاحظة العلمية ضرورية وهامة في أطار البحوث العلمية فهي دقيقة في قياسها. وتكون نتائجها ايجابية.
ب/ خطوات الملاحظة العلمية:
أن للملاحظات العلمية خطوات محددة يتم استخدامها في البحث والدراسة ،وتتحقق وفق خطة واضحة ومنهج سليم وتتكون هذه الخطوات من الآتي:
1/ اختيار الموضوع وتحديده وفق أهداف واضحة ومحددة .
لأن نقطة الانطلاق للملاحظة هي أهمية الموضوع الذي تم اختياره ، فبدون موضوع لا يمكن أن تكون الملاحظة هادفة وجادة،لأن الموضوع هو الإطار العام الذي تتبلور فيه الأفكار ،وتستنبط منه العروض مما يجعل الملاحظة مترسخة في الموضوع ومنطلقة منه ومثيرة له.
2/ تحديد وحدة الاهتمام.
بناء على الخطوة الأولى وهي تحديد الموضوع يتم تحديد وحدة الاهتمام الفرد سواء كان ذكرا أو أنثى صغيرا أو كبيرا ثم تحديد صفاته هل هو مدرس أو مدرسة ؟ وهل الصفة المستهدفة بالملاحظة تتعلق بنوع المهنة < حدادة ، تجارة ، حياكة .. > وقد تكون وحدة الاهتمام بين الاثنين ذكر وأنثى أو ذكرين أو أنثيين أو طرفين أو دولتين .. قد تكون وحدة الاهتمام حالة زواج أو طلاق أو قضية دينية أو قومية أو شذوذا جنسيا وقد تكون وحدة الاهتمام دورا مثل دور الزوجة أو دور الزوج أو دور المعلم أو دور التلميذ مما يجعل الباحث يهتم بمشاهدة وملاحظة السلوك والفعل للاثنين المشتركين في الموضوع ومراعاة اللغة والدين والجنسية والمهنة واللون والظرف لكل من الطرفين وقد تكون وحدة الاهتمام جماعة وقد تكون نشاطا فنيا أو أدبيا أو مسرحيا أو أدبيا أو ثقافيا فمن خلال ممارسة الجماعة لهذه النشاطات يمكن ملاحظة أفعالها وسلوكياتها والأثر المتبادل بينهما وقد تكون وحدة الاهتمام مجتمعا محليا أو قرية أو مدينة عندما يستهدف الباحث ملاحظة الإنسان الاجتماعية واتجاهات المجتمع واهتماماته وتضامنه في العمل ومناسبات العامة وفي الأفراح والمآتم والتعاون المنظم في البناء والأعمار والإنتاج وقد تكون وحدة الاهتمام مؤسسة أو مزرعة أوعملا إداريا أو قلاعا صناعية...
3/ تحديد الظرف المناسب لإجراء الملاحظة ،نتيجة لأن الموضوع يتأثر ويؤثر على الظرف الزماني والمكاني ، وينبغي على الباحث إجراء الملاحظة والمقابلة في الظروف الطبيعية لها لكي يتحصل على معلومات غير متأثرة بظروف خارجية فإذا أراد ملاحظة دور المدرس في الفصل لا يأتي في الفصل في وقت إجراء الاختبارات للطلبة أو أثناء معاناة المدرس من زكام حاد وإذا أن يلاحظ درجة السمو الذي تحدث للفنان عند انسجامه مع أنغام الموسيقى لا يأتي له في ازدحام يجعله لايجيد الإنصات للمعزوف والعازف مما يعطي أهمية للظرف الزماني والمكاني عند إجراء الملاحظات العلمية.
4/ تحديد نوع العلاقة المناسبة للموضوع:قد تكون العلاقة بين الباحث والمبحوثين علاقة ثقة تطمئن فيها الجماعة أو الفرد للباحث وتقبله وتحترمه وتمكنه الحصول على المعلومات المستهدف البحث عنها والحصول عليها وقد ترتقي العلاقة بينهما(الباحث والمبحوث) إلا درجة الصداقة لاتخل بالمبادئ المهنية للبحث العلمي وقد يفضل الباحث أن لا ترتقي العلاقة إلا درجة الصداقة حتى لاتؤثر على الموضوع وتكون على بعد وقد تكون العلاقة الرسمية كل ذلك يتحدد حسب متطلبات الموضوع.
5/ تحديد كيفية وأسلوب التسجيل :
إن الملاحظات العلمية الدقيقة كثيرو ومترتبة على بعضها بعضا مما يستوجب تسجيلها حتى لا تضيع بدون جدوى .إلا أن التسجيل مسألة فنية من حيث التقنية ومن حيث الأسلوب فقد يستوجب الموضوع أن يكون التسجيل أثناء زمن حدوث الفعل أو السلوك الملاحظة، وقد يتطلب الموضوع أن يكون التسجيل في نهاية الملاحظة وقد أن يكون التسجيل بعلم المبحوث وقد لا يكون بعلمه ولأسلوب التسجيل ميزات وعيوب هي: أ/ ميزات التسجيل أثناء زمن الملاحظة: أن الباحث يسجل ملاحظاته في وقتها وبالتالي لا ينسى شيئا منها ولن تضيع منه أية ملاحظة قد حصلت وهي هامة في تفسير السلوك والفعل الاجتماعي وألا التسجيل يزود الباحث بالمعلومات الكافية والهامة.
ب/ عيوب التسجيل: فقد تجعل الباحث منغمسا في التفسير ما يشاهده وبالتالي تقع مجموعات من الملاحظات وتنتهي دون أن تسجل وقد لاتتكرر وهي هامة أيضا في تفسير السلوك، من عيوبها أيضا أنه قد يتحسس المبحوث من التسجيل ويتخوف من نتائجه وبالتالي قد يمتنع عن ممارسة بعض الأفعال وإذا كان التسجيل بدون علم المبحوث ثم ينتبه إلا أنه تحت الملاحظة والتسجيل فقد يصنع سلوكا أو تعابير ليست من طبيعة أمره ، وقد يفقد الثقة في الباحث ويعتبره يتجسس عليه.
المبحث الثاني: أنواع وميزات الملاحظة
المطلب الأول: أنواع الملاحظة العلمية
*أنواع الملاحظة العلمية من حيث دور الباحث:
-تنقسم الملاحظة العلمية حيث دور الباحث إلى نوعين هما: الملاحظة غير المشارك والملاحظة المشارك
المطلب الثاني: كيفية القيام بالملاحظة المشاركة
أ/ الملاحظ غير المشارك: إنه الملاحظ العلمي الذي لم يختلط مع الملاحظين أو المشاهدين قيد البحث والدراسة ويجري ملاحظاته ويسجلها دون أن تحس الجماعة أو الفرد أوالاثنين بأنهم تحت المراقبة .مما يجعل تصرفاتهم تجاه الفعل الاجتماعي طبيعية، دون تكلف في السلوك وتجرى مثل هذه الملاحظات على الأفراد أوعلى الأنشطة وعلى المواقف وقد تكون مباشرة وقد تكون غير مباشرة فالأولى هي التي يقوم بها الباحث مباشرة دون وسيط وتتم عن بعد وكأن الأمر لايعني الباحث في شيء مع أنه منتبه لكل ما يجري أو ما هو مشاهد كمشاهدته أو ملاحظته للوحدات السكنية والحالة التي يكون عليها ومدى اهتمام السكان بنظافتها وجمالها أو حين يلاحظ السلوك جماعة من الصيادين أو الفلاحين أو المتظاهرين دون أن تشاركهم السلوك أو الفعل موضوع المشاهدة والملاحظة.
أما الملاحظة غير المباشرة فهي التي تتم عن طريق وسطاء قاموا بها في الزمن الماضي ولازال بعضهم على قيد الحياة مع أن الموقف أو خلال إجراء مقابله أو مجموعة من المقابلات معهم يتم التعرف على ملاحظاتهم السابقة وتعتبر هامة للمقارنة أو لإجراء ملاحظات على أفعال حاضرة أكثر تركيزا واتساعا من حيث المجال وقد تكون مصادر الملاحظة أشرطة مسموعة أو مرئية . أن هذا النوع مهم جدا في الدراسات الاستطلاعية والدراسات المتعمقة مع أن هذا النوع محفوف بخطأ النسيان أو الزيادة من قبل الناقلين لأن العنعنة لا دقة فيها .
ب/الملاحظ المشارك:
هو الباحث الذي يقوم بملاحظة مباشرة من أجل تجمع البيانات والمعلومات وقد يكون الباحث مشارك كاملا وقد يكون مشاركا ملاحظا .
ج/ المشارك الكامل:
هو الذي يتحدث من خلال دور الباحث أثناء ملاحظة سلوك فرد أو اثنين أو جماعة أو مجتمع وينبغي أن لا تعرف الجماعة أن هناك من يقوم بملاحظتها ويكون الباحث في هذه الحالة كأنه عضو أساسي في الجماعة بما يستوجب عليه الإيمان باتجاهاتها وأهدافها والتقيد بتعاليمها وأساليب المعاملة فيما بينها ومع الآخرين أن يلتزم بتأدية طقوسها خاصة إذا كانت الجماعة دينية متعلقة على ذاتها وأن يمارس نشاطها ،ويفضل أن يمتاز الباحث بالمرونة العالية في تعامله مع أعضاء الجماعة وخاصة وأنه قد يتعرض لمواقف استفزازية إذا لم يتم تقبله من الجماعة وإذا لم تثق الجماعة فيه كل الثقة .
إن الهدف من ممارسة هذا الدور من قبل الباحث هو التعرف على الأساليب التنظيمية للجماعة والمنهج التربوي التي تنظم فيه والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والمخاطر المترتبة عليها أو الفوائد المحققة لها وذلك من اجل أخذ العبرة ليستفاد منها في العامة وتنظيم المجتمع والمحافظة على سلامته مع أن بعض أنواع التفاعل الاجتماعية أن يقوم الباحث بملاحظتها وذلك مثل الممارسات الجنسية والاختلافات الأسرية وأن هذا الدور يحتاج إلى وقت كاف وتدريب راق حتى يتمكن الباحث من اقتران إلى مبحوث أو مبحوثين والتعرف على ما يكنوه أو يعلنوه فيما يتعلق بموضوع الملاحظة .
د/المشارك الملاحظ: هو الباحث الذي حدد وسيلة الملاحظة كأداة هامة في جميع البيانات من المبحوثين الذين يعرفون دوره المعلن بأنه المشارك الملاحظ وينتشر هذا النوع في الدراسات الانتروبولوجية وقد ترتقي درجة الثقة بين الباحث والمبحوثين إلى درجة الصداقة التي لا ينبغي أن تؤثر على موضوع الملاحظة ، وينتشر هذا النوع في الدراسات الميدانية وفيها ميزا ت وعيوب ومن ميزاتها تقبل المبحوثين للباحث والتعرف عليه وقد تثق فيه الجماعات إلى درجة إظهار كل ماهو كامن وغيرها.
أما من عيوبها إذ لم تتقبل الجماعة الباحث وتثق فيه فتظهر أمامه سلوكيات مصطنعة وتكون الأفعال ليست طبيعية.
المطلب الثالث: ميزات الملاحظة
للملاحظة عدة ميزات وخاصيات تميزها على غيرها من أشكال البحث العلمي ومن بين هذه الميزات مايلي:
1-تمكن الملاحظ والمشاهد الباحث من رؤية البحوث والاستماع عليه.
2-مشاهدة الأفعال والسلوكيات المختلفة لملاحظة تفاعلات ونوايا والمقاصد في وسطها الطبيعي الذي لاتحققه المعامل والمختبرات .
3-تعطي الباحث فرصة التأكد من الأشياء الممكن ملاحظتها .
4-تمكن الباحث من التعرف على مشاكل المبحوثين.
5-أنها وسيلة لاختيار إجابات المبحوثين التي أدلوا بها عن طريق الاستبيان أو استمارة مقابلة ،لأن الفعل لا ينطبق على القول وقد يخالفه
الخاتمة:
نستنتج من كل ما قدمناه ودرستاه في بحثنا هذا أن الملاحظة لها دور هام وبارز وفعال في خطوات البحث العلمي فهي دقيقة وتتحقق الملاحظة وفق خطة واضحة ومنهج سليم ،كما أنها الأداة الأساسية في اثباث الحقائق فهي تتكون من عمليات عقلية متداخلة كما أنها تعتمد على العقل وتعتمد على قدرة وانتباه الباحث أكثر .
ومنه فإن الملاحظة ركن أساسي في خطوات البحث العلمي فأي بحث علمي يكون ناقصا ولا يؤدي إلى أي نتيجة أو هدف في دراسة أي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية.
قائمة المصادر والمراجع:
* مصطفى عمر التبر ، مساهمات في أسس البحث الاجتماعي ،بيروت معهد الانماء العربي سنة1989 .
*محمد علي عمر ،مناهج البحث في الجغرافيا والوسائل الكمية ، الكويت وكالة المطبوعات 1978.
*ماهر عبد القادر محمد ، فلسفة العلوم (المشكلات المعرفية) بيروت،دار النهضة العربية ،ج2 1984
اعداد / صابرين سلطان سيفالمقطري
مستوى/ رابع
قسم علوم حياة
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري