الذكاء وقياساته
I. مقدمة :
يشير تعبير الذكاء عادة إلى قدرة عقلية عامة ل حل المشاكل ، التفكير المجرد ، تعلم وفهم المواضيع الجديدة ، التفكير المنطقي ، والاستفادة من الخبرات السابقة ، ويعبر عن هذه القدرة في نواحي عدة من حياة الإنسان . يتعلق الذكاء بعمليات عقلية مختلفة ، منها : الذاكرة ، التعلم ، الملاحظة ، القدرة على الفهم ، اتخاذ القرارات ، التفكير ، الاستنتاج.
II. تعريف الذكاء :
يملك معظم الناس تعريفاً فطرياً للذكاء ، وهناك العديد من الكلمات التي تشير إلى مستويات مختلفة منه : لامع ، ذكي ، غبي ، بسيط ، أبله ، عبقري ، بطيء الفهم ، ساذج ، وغيرها ... مع ذلك ، لا يوجد تعريف عالمي موحد للذكاء ، إذ ما زال النقاش مستمراً بين العلماء لتحديد ماهيته . وتبقى الأسئلة الأساسية : هل الذكاء قدرة عقلية واحدة ؟ أم أنظمة مختلفة ومستقلة ؟ هل هو خاصية عقلية ؟ ميزة سلوكية ؟ أم مجموعة معارف ومهارات ؟
التعريف الأبسط المقترح : الذكاء هو مختلف ما تقسية روائز ومقاييس الذكاء . لكن هذا التعريف لا يقدم إلا القليل حول الطبيعة الخاصة للذكاء ، كما أن هناك العديد من المقاييس وهي لا تقيس نفس الأشياء !
عندما يطلب من العلماء تعريف الذكاء ، مسبباته أو ماهيته ، يقدمون تعريفات مختلفة : (القدرة على التكيف مع مشكلات الحياة ، القدرة على التجريد ، التوافق مع البيئة وتعديلها ، المعرفة المختزنة ، الاستقلالية ، الأصالة والجدة والإبداع في التفكير ، المقدرة على الاستيعاب ، القدرة على الحكم الصحيح ، القدرة المعرفية الفطرية ، إدراك العلاقات المناسبة ، الاستنتاج والاستدلال من العلاقات) . يشير هذا الكم إلى اختلاف المنظور والتوجه لكل عالم ، فالبعض يربط الذكاء بالثقافة ، بينما يجادل آخرون بكونه قدرة معرفية أساسية مستقلة عنها . في السنوات الأخيرة ، ظهرت نظريات عديدة تناقش مسألة مقاييس الذكاء باعتبارها تقيس أجزاء من القدرات الإنسانية التي تعتبر مظاهر للذكاء . ويعتبر آخرون أن هذه المقاييس دقيقة ، وأن الاختلاف حول التعريف لا يقلل من مصداقيتها فبرأيهم أن الذكاء كالعديد من المفاهيم العلمية التي قيست قبل الاتفاق على تعريف محدد لها : الجاذبية ، الحرارة ، الإشعاع ، إلخ ...
III. قياس الذكاء :
كانت المقاييس الأولى عبارة عن أسئلة قصيرة مهمتها معرفة الأولاد المحتاجين لعناية خاصة لكي يحققوا النجاح في المدرسة . وباعتبار أن المقاييس كانت تقرر حياة الناس فمن المحتم أن تصبح مثيرة للجدل . تستخدم مقاييس الذكاء اليوم بكثرة في : التعليم ، الأعمال ، الجندية ، ... وما زال علماء النفس يناقشون نوعية ما يقيسه المقياس ، وكيفية استخدام النتائج .
يعد فرانسيس غالبون من الرواد في دراسة الاختلافات الشخصية وهو أول من أدخل فكرة القياس الكمي للذكاء ، وساعد عمله في تطوير مفاهيم وتقنيات إحصائية ما زالت مستخدمة إلى اليوم .
امابينيه فأول من طور مقياساً للذكاء يمكن أن يتوقع النجاح المدرسي ، وهو من ابتكر مفهوم العمر العقلي ، فإذا نجح طفل في العاشرة في تخطي الامتحان المعد لأطفال العاشرة ، ولم يقدر على تخطي الامتحان المعد لأطفال الحادية عشرة ، يعتبر عندها هذا الطفل ذو عمر عقلي في العاشرة . لا يرتبط العمر العقلي بالضرورة بالعمر الفعلي ، فطفل في السادسة من عمره ، على سبيل المثال ، استطاع أن ينجح في الامتحان المخصص للأطفال في التاسعة ، يعتبر ذو عمر عقلي في التاسعة .
استخدم لويس تيرمان مقياس بينيه على البالغين بعد أن عدله ، وأطلق عليه اسم " مقياس ستانفورد – بينيه للذكاء " . حوّر تيرمان آداء الشخص كعمر عقلي إلى نتيجة واحدة أطلق عليها تسمية "حاصل الذكاء – (I.Q.) Intelligence quotient– . ولحساب حاصل الذكاء يتم قسمة العمر العقلي على العمر الفعلي ويُضرب الحاصل بمئة . مثال : فتاة في السادسة ، عمرها العقلي "9" ، يكون حاصل ذكائها "150" [9÷6×100=150] . مع أن هذه الطريقة فعالة في مقارنة الأطفال ، إلا أنها عديمة الجدوى للكبار . توقفت مقاييس الذكاء الحديثة بما فيها مقياس ستانفورد – بينيه ، عن حساب الذكاء عن طريق حاصل الذكاء (I.Q.) ، وتعطي بدلاً منه علامة تشير إلى مدى انحراف آداء الفرد عن آداء رفاقه في مجموعة عمرية مساوية – وإن كان المصطلح نفسه ما زال مستخدماً .
أشهر مقاييس الذكاء هي مقياس ستانفورد – بينيه ، مقياس وكسلرللأطفال (WISC) ، ومقياس وكسلر للبالغين(WAIS) ، ويحتوي كل مقياس على عشرة مقاييس فرعية أو أكثر ، ويعطى على كل مفردة من كل مقياس فرعي علامة معينة ، وتتدرج المفردات من الأقل صعوبة إلى الأصعب ، وكل مقياس فرعي له علامة أيضاً ، ويتم جمعها أخيراً للحصول على المجموع الخام الكلي ، والذي يحوّل إلى حاصل الذكاء . تتألف بعض المقاييس ،كمقياس سبيبودى للصور والكلمات ، من نوع واحد من المفردات ، ففي هذا المقياس يطلب من الشخص الذي يقوم به أن يعرف كلمة ما من خلال إختياره أقرب صورة توضّح المعنى في مجموعة من أربع صور .
مقاييس الكفاءة ، والمؤهلات الطبيعية ، قريبة من مقاييس الذكاء . مقياس الكفاءة مخصص لرؤية ما الذي تعلمه الشخص ، أما مقياس المؤهلات فهو مخصص لتوقع الآداء المستقبلي وتقييم المقدرة على التعلم . ترتبط مفردات هذين المقياسين عادة بحقل خاص من المعرفة ، كالرياضيات مثلاً . تحتوي مقاييس الذكاء على نفس الحقول المعرفية ، لذا يعتبر الخبراء أنه من المستحيل التمييز بين هذه المقاييس .
يجب على مقياس الذكاء ، باعتباره كأي مقياس سيكولوجي ، أن يتوافق مع معيار ثابت متفق عليه ليعتبر علمياً ودقيقاً . ومحكاته ثلاثة : المعيارية ، القابلية للثقة ، والمصداقية .
تعني المعيارية ، إجراء المقياس أولاً على جماعة ضابطة من مختلف الطبقات والفئات والأعمار في المجتمع ، ثم إخضاع الأفراد له ، فتعكس نتيجة الفرد آداءه مقارنةً بنفس الفئة العمرية في المجموعة الضابطة .
أما القابلية للثقة فتعني إستمرارية النتيجة ، أي أن شخصاً ما حصل على نتيجة معينة ، يجب أن يحصل عليها أو على نتيجة قريبة لها في كل مرة يخضع فيها للقياس . في الحقيقة ، إن مقاييس الذكاء هي أكثر قابلية للثقة من كل المقاييس السيكولوجية .
وتعني المصداقية أن المقياس يتوقع ما وُضِع لتوقّعه . فمقاييس الذكاء وُضعت لتوقع التحصيل المدرسي وهي تفعل ذلك أفضل من أي شيء آخر .
IV. النظريات حول الذكاء حاول العلماء لسنين عديدة فهم طبيعة الذكاء ، لكنهم لم يتفقوا على تعريف أو نظرية . حاول بعضهم فهمه من خلال تحليل نتائج مقاييس الذكاء ، وتحديد مجموعات القدرات . ويعتقد آخرون أن الذكاء يحوي قدرات عديدة لا تستطيع المقاييس تحديدها . في السنوات الأخيرة ، حاول السيكولوجيون شرح وتفسير الذكاء من منظور بيولوجي . بدأت المحاولات لتفسير الذكاء قبل أن يطور بينيه مقياسه الأول . ففي بدايات عام 1900 لاحظ عالم النفس البريطاني تشارلزسبيرمان أن كل مقاييس القدرات العقلية ذات معامل ارتباط إيجابي [معامل الارتباط هو الدرجة التي يرتبط بها متغيران سوياً ، ويستدعي التغير بأحدهما تغيّراً بالآخر] . إكتشف سبيرمان أن الأشخاص الذين حققوا نتائج عالية في واحد من المقاييس العقلية حققوا نفس النتائج في كل البقية ، وكذلك الذين حققوا نتائج متدنية حققوا نفس النتائج في البقية . إستنتج سبيرمان وجود متغير مشترك أو عامل ينتج هذه الارتباطات الإيجابية . في العام 1904 نشر سبيرمان مقالته المهمة حول الذكاء محدداً فيها عاملاً كامناً مسبباً لهذه الارتباطات . كما أشار سبيرمان إلى وجود عاملين يمكن لهما التسبب بالاختلافات في مقاييس الذكاء ، هذان العاملان هما : الذكاء العام أو العامل العام الذي يكمن خلف كل المهام والقدرات العقلية وهو يشير إلى المشترك في المقاييس العقلية ، الثاني هو العامل الخاص ، ويشير إلى القدرات الخاصة التي يحتاجها مقياس ما ، لذا فهو يختلف من مقياس لآخر . ما لبثت أن طُورت طريقته إلى تقنية إحصائية معقدة معروفة بـ "عامل التحليل" [وهي تقنية إحصائية تُستخدم لمعرفة القوة النسبية لعوامل مختلفة على الناتج النهائي] ، بإستخدامها يمكن تحديد مجموعات المقاييس لقياس مقدرة عامة .
في العام 1938 ، أعلن عالم النفس الامريكي لويس تيرستون أن الذكاء ليس عاملاً واحداً ، بل مجموعة من العوامل المستقلة ذات الأهمية المتساوية ، وأطلق عليها إسم القدرات العقلية الأوّلية . لتحديد هذه القدرات ، أنشئ ثيرستون وزوجته مجموعة من 56 مقياساً وأخضعوا 240 طالباً جامعياً لها ، ثم قاموا بتحليل النتائج تبعاً لوسائل إبتكرها ثيرستون . حدد ثيرستون بعدها سبع قدرات عقلية أولية :
-1 الطلاقة اللفظية : أو السرعة في المواد الشفهية ، كقراءة القوافي والسجع مثلاً .
2- الفهم اللفظي : وهو القدرة على فهم معاني الكلمات .
3- القدرة الحسابية العددية .
4- الذاكرة : القدرة على تذكر الكلمات ، الحروف ، الأعداد ، والصور .
5- سرعة الإدراك الحسي : القدرة على تمييز التفاصيل بسرعة ، وملاحظة التشابه والإختلاف بين الموضوعات .
6- المنطق الإستقرائي : استخلاص الأفكار العامة والقواعد من معلومات محددة .
7- التخيّل المكاني/الحيّزي : القدرة على التصور أو التلاعب العقلي بالأشياء بالأبعاد الثلاثة .
في العام 1960 ، طبّق العالمان الأمريكيان رايموندكاتل وجون هورت ، طرائق جديدة على عامل التحليل وتوصلا إلى إستنتاج نوعين من الذكاء العام : الذكاء السائل ، والذكاء المتبلّر . يشير الذكاء السائل إلى الركيزة البيولوجية للذكاء . تزداد قياسات الذكاء السائل كسرعة التذكر والربط المنطقي مثلاً مع فترة البلوغ ثم تبدأ بالتدني بسبب الشيخوخة . الذكاء المتبلّر في المقلب الآخر ، هو المعارف والمهارات التي تُحصّل من خلال التعلم والتجربة ، وما دامت فرص التعلم مفتوحة للفرد ، يزداد الذكاء المتبلّر خلال حياة الشخص ، فالمعرفة المعجمية على سبيل المثال ، تزداد عند أساتذة الجامعة خلال مدى حياتهم .
في العام 1983 ، أطلق عالم النفس الأمريكي هواردغاردنر نظريته التي وسّعت في التعريف التقليدي للذكاء . فقد لاحظ أن مفاهيم الذكاء كما حددّت بالمقاييس العقلية ، لا يمكن أن تحصر كل الطرق والوسائل والأساليب التي يمكن أن يتفوق فيها البشر على أنفسهم . قرر غاردنر أننا لا نملك ذكاءً عاماً كامناً واحداً ، لكننا نملك ذكاءات متعددة ، لكل منها نظام مستقل في الدماغ . لكي يصل إلى هذه النظرية ، نظر غاردنر إلى مدى القدرات الإنسانية الموجودة عبر الثقافات ، وليس إلى نتائج المقاييس العقلية . فقد لاحظ على سبيل المثال ، أن الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ قد فقدوا قدرة واحدة كالتخيّل المكاني ، لكن حافظوا على أخرى كاللغة مثلاً . حقيقة وجود قدرتين تعملان بشكل منفصل أكدت وجود ذكاءات منفصلة . حدد غاردنر سبع ذكاءات وعرض شخصية ممثلة لكل واحد منها :
1 ا لذكاء اللغوي : يتضمن القابلية للحديث واللغة ، ويمثّلها الشاعر ت. س. إليوت .
2. الذكاء المنطقي – الرياضي : يتضمن القدرة على التفكير المجرد وحل المسائل المنطقية والرياضية ، الفيزيائي ألبرت أينشتاين مثال جيد عن هذا النوع من الذكاء .
3 . الذكاء الحيّزي : يستخدم لإدراك المعلومات الصورية والمكانية وتصوير مفاهيم العالم بوسائل كالفن مثلاً ، الفنان بابلو بيكاسو يمثل شخصاً ذو ذكاء حيّزي عال .
4. الذكاء الموسيقي : القدرة على آداء وتقدير وفهم الموسيقى ، يمثلها الملحن إيغور سترافنسكي .
5. الذكاء الجسدي – الحركي : القدرة على استخدام جسد الإنسان أو أجزاء منه بنشاطات متنوعة كالرقص ، الألعاب الرياضية ، التمثيل ، الجراحة ، السحر ، مارثا غراهام الراقصة ومصممة الرقصات هي مثال واضح .
6. الذكاء البَيْشخصي : ويتضمن فهم الآخرين والتعامل معهم على أساس هذا الفهم ، ويمثله المعالج النفسي سيجموند فرويد
7. الذكاء الشخصي : وهو القدرة على الفهم .
المراجع من الانترنت.
المواقع ألتاليه:www.mshkor.com
www.ibtesama.com:
ألطالبه/أروى احمد عبده الشر عبي.
I. مقدمة :
يشير تعبير الذكاء عادة إلى قدرة عقلية عامة ل حل المشاكل ، التفكير المجرد ، تعلم وفهم المواضيع الجديدة ، التفكير المنطقي ، والاستفادة من الخبرات السابقة ، ويعبر عن هذه القدرة في نواحي عدة من حياة الإنسان . يتعلق الذكاء بعمليات عقلية مختلفة ، منها : الذاكرة ، التعلم ، الملاحظة ، القدرة على الفهم ، اتخاذ القرارات ، التفكير ، الاستنتاج.
II. تعريف الذكاء :
يملك معظم الناس تعريفاً فطرياً للذكاء ، وهناك العديد من الكلمات التي تشير إلى مستويات مختلفة منه : لامع ، ذكي ، غبي ، بسيط ، أبله ، عبقري ، بطيء الفهم ، ساذج ، وغيرها ... مع ذلك ، لا يوجد تعريف عالمي موحد للذكاء ، إذ ما زال النقاش مستمراً بين العلماء لتحديد ماهيته . وتبقى الأسئلة الأساسية : هل الذكاء قدرة عقلية واحدة ؟ أم أنظمة مختلفة ومستقلة ؟ هل هو خاصية عقلية ؟ ميزة سلوكية ؟ أم مجموعة معارف ومهارات ؟
التعريف الأبسط المقترح : الذكاء هو مختلف ما تقسية روائز ومقاييس الذكاء . لكن هذا التعريف لا يقدم إلا القليل حول الطبيعة الخاصة للذكاء ، كما أن هناك العديد من المقاييس وهي لا تقيس نفس الأشياء !
عندما يطلب من العلماء تعريف الذكاء ، مسبباته أو ماهيته ، يقدمون تعريفات مختلفة : (القدرة على التكيف مع مشكلات الحياة ، القدرة على التجريد ، التوافق مع البيئة وتعديلها ، المعرفة المختزنة ، الاستقلالية ، الأصالة والجدة والإبداع في التفكير ، المقدرة على الاستيعاب ، القدرة على الحكم الصحيح ، القدرة المعرفية الفطرية ، إدراك العلاقات المناسبة ، الاستنتاج والاستدلال من العلاقات) . يشير هذا الكم إلى اختلاف المنظور والتوجه لكل عالم ، فالبعض يربط الذكاء بالثقافة ، بينما يجادل آخرون بكونه قدرة معرفية أساسية مستقلة عنها . في السنوات الأخيرة ، ظهرت نظريات عديدة تناقش مسألة مقاييس الذكاء باعتبارها تقيس أجزاء من القدرات الإنسانية التي تعتبر مظاهر للذكاء . ويعتبر آخرون أن هذه المقاييس دقيقة ، وأن الاختلاف حول التعريف لا يقلل من مصداقيتها فبرأيهم أن الذكاء كالعديد من المفاهيم العلمية التي قيست قبل الاتفاق على تعريف محدد لها : الجاذبية ، الحرارة ، الإشعاع ، إلخ ...
III. قياس الذكاء :
كانت المقاييس الأولى عبارة عن أسئلة قصيرة مهمتها معرفة الأولاد المحتاجين لعناية خاصة لكي يحققوا النجاح في المدرسة . وباعتبار أن المقاييس كانت تقرر حياة الناس فمن المحتم أن تصبح مثيرة للجدل . تستخدم مقاييس الذكاء اليوم بكثرة في : التعليم ، الأعمال ، الجندية ، ... وما زال علماء النفس يناقشون نوعية ما يقيسه المقياس ، وكيفية استخدام النتائج .
يعد فرانسيس غالبون من الرواد في دراسة الاختلافات الشخصية وهو أول من أدخل فكرة القياس الكمي للذكاء ، وساعد عمله في تطوير مفاهيم وتقنيات إحصائية ما زالت مستخدمة إلى اليوم .
امابينيه فأول من طور مقياساً للذكاء يمكن أن يتوقع النجاح المدرسي ، وهو من ابتكر مفهوم العمر العقلي ، فإذا نجح طفل في العاشرة في تخطي الامتحان المعد لأطفال العاشرة ، ولم يقدر على تخطي الامتحان المعد لأطفال الحادية عشرة ، يعتبر عندها هذا الطفل ذو عمر عقلي في العاشرة . لا يرتبط العمر العقلي بالضرورة بالعمر الفعلي ، فطفل في السادسة من عمره ، على سبيل المثال ، استطاع أن ينجح في الامتحان المخصص للأطفال في التاسعة ، يعتبر ذو عمر عقلي في التاسعة .
استخدم لويس تيرمان مقياس بينيه على البالغين بعد أن عدله ، وأطلق عليه اسم " مقياس ستانفورد – بينيه للذكاء " . حوّر تيرمان آداء الشخص كعمر عقلي إلى نتيجة واحدة أطلق عليها تسمية "حاصل الذكاء – (I.Q.) Intelligence quotient– . ولحساب حاصل الذكاء يتم قسمة العمر العقلي على العمر الفعلي ويُضرب الحاصل بمئة . مثال : فتاة في السادسة ، عمرها العقلي "9" ، يكون حاصل ذكائها "150" [9÷6×100=150] . مع أن هذه الطريقة فعالة في مقارنة الأطفال ، إلا أنها عديمة الجدوى للكبار . توقفت مقاييس الذكاء الحديثة بما فيها مقياس ستانفورد – بينيه ، عن حساب الذكاء عن طريق حاصل الذكاء (I.Q.) ، وتعطي بدلاً منه علامة تشير إلى مدى انحراف آداء الفرد عن آداء رفاقه في مجموعة عمرية مساوية – وإن كان المصطلح نفسه ما زال مستخدماً .
أشهر مقاييس الذكاء هي مقياس ستانفورد – بينيه ، مقياس وكسلرللأطفال (WISC) ، ومقياس وكسلر للبالغين(WAIS) ، ويحتوي كل مقياس على عشرة مقاييس فرعية أو أكثر ، ويعطى على كل مفردة من كل مقياس فرعي علامة معينة ، وتتدرج المفردات من الأقل صعوبة إلى الأصعب ، وكل مقياس فرعي له علامة أيضاً ، ويتم جمعها أخيراً للحصول على المجموع الخام الكلي ، والذي يحوّل إلى حاصل الذكاء . تتألف بعض المقاييس ،كمقياس سبيبودى للصور والكلمات ، من نوع واحد من المفردات ، ففي هذا المقياس يطلب من الشخص الذي يقوم به أن يعرف كلمة ما من خلال إختياره أقرب صورة توضّح المعنى في مجموعة من أربع صور .
مقاييس الكفاءة ، والمؤهلات الطبيعية ، قريبة من مقاييس الذكاء . مقياس الكفاءة مخصص لرؤية ما الذي تعلمه الشخص ، أما مقياس المؤهلات فهو مخصص لتوقع الآداء المستقبلي وتقييم المقدرة على التعلم . ترتبط مفردات هذين المقياسين عادة بحقل خاص من المعرفة ، كالرياضيات مثلاً . تحتوي مقاييس الذكاء على نفس الحقول المعرفية ، لذا يعتبر الخبراء أنه من المستحيل التمييز بين هذه المقاييس .
يجب على مقياس الذكاء ، باعتباره كأي مقياس سيكولوجي ، أن يتوافق مع معيار ثابت متفق عليه ليعتبر علمياً ودقيقاً . ومحكاته ثلاثة : المعيارية ، القابلية للثقة ، والمصداقية .
تعني المعيارية ، إجراء المقياس أولاً على جماعة ضابطة من مختلف الطبقات والفئات والأعمار في المجتمع ، ثم إخضاع الأفراد له ، فتعكس نتيجة الفرد آداءه مقارنةً بنفس الفئة العمرية في المجموعة الضابطة .
أما القابلية للثقة فتعني إستمرارية النتيجة ، أي أن شخصاً ما حصل على نتيجة معينة ، يجب أن يحصل عليها أو على نتيجة قريبة لها في كل مرة يخضع فيها للقياس . في الحقيقة ، إن مقاييس الذكاء هي أكثر قابلية للثقة من كل المقاييس السيكولوجية .
وتعني المصداقية أن المقياس يتوقع ما وُضِع لتوقّعه . فمقاييس الذكاء وُضعت لتوقع التحصيل المدرسي وهي تفعل ذلك أفضل من أي شيء آخر .
IV. النظريات حول الذكاء حاول العلماء لسنين عديدة فهم طبيعة الذكاء ، لكنهم لم يتفقوا على تعريف أو نظرية . حاول بعضهم فهمه من خلال تحليل نتائج مقاييس الذكاء ، وتحديد مجموعات القدرات . ويعتقد آخرون أن الذكاء يحوي قدرات عديدة لا تستطيع المقاييس تحديدها . في السنوات الأخيرة ، حاول السيكولوجيون شرح وتفسير الذكاء من منظور بيولوجي . بدأت المحاولات لتفسير الذكاء قبل أن يطور بينيه مقياسه الأول . ففي بدايات عام 1900 لاحظ عالم النفس البريطاني تشارلزسبيرمان أن كل مقاييس القدرات العقلية ذات معامل ارتباط إيجابي [معامل الارتباط هو الدرجة التي يرتبط بها متغيران سوياً ، ويستدعي التغير بأحدهما تغيّراً بالآخر] . إكتشف سبيرمان أن الأشخاص الذين حققوا نتائج عالية في واحد من المقاييس العقلية حققوا نفس النتائج في كل البقية ، وكذلك الذين حققوا نتائج متدنية حققوا نفس النتائج في البقية . إستنتج سبيرمان وجود متغير مشترك أو عامل ينتج هذه الارتباطات الإيجابية . في العام 1904 نشر سبيرمان مقالته المهمة حول الذكاء محدداً فيها عاملاً كامناً مسبباً لهذه الارتباطات . كما أشار سبيرمان إلى وجود عاملين يمكن لهما التسبب بالاختلافات في مقاييس الذكاء ، هذان العاملان هما : الذكاء العام أو العامل العام الذي يكمن خلف كل المهام والقدرات العقلية وهو يشير إلى المشترك في المقاييس العقلية ، الثاني هو العامل الخاص ، ويشير إلى القدرات الخاصة التي يحتاجها مقياس ما ، لذا فهو يختلف من مقياس لآخر . ما لبثت أن طُورت طريقته إلى تقنية إحصائية معقدة معروفة بـ "عامل التحليل" [وهي تقنية إحصائية تُستخدم لمعرفة القوة النسبية لعوامل مختلفة على الناتج النهائي] ، بإستخدامها يمكن تحديد مجموعات المقاييس لقياس مقدرة عامة .
في العام 1938 ، أعلن عالم النفس الامريكي لويس تيرستون أن الذكاء ليس عاملاً واحداً ، بل مجموعة من العوامل المستقلة ذات الأهمية المتساوية ، وأطلق عليها إسم القدرات العقلية الأوّلية . لتحديد هذه القدرات ، أنشئ ثيرستون وزوجته مجموعة من 56 مقياساً وأخضعوا 240 طالباً جامعياً لها ، ثم قاموا بتحليل النتائج تبعاً لوسائل إبتكرها ثيرستون . حدد ثيرستون بعدها سبع قدرات عقلية أولية :
-1 الطلاقة اللفظية : أو السرعة في المواد الشفهية ، كقراءة القوافي والسجع مثلاً .
2- الفهم اللفظي : وهو القدرة على فهم معاني الكلمات .
3- القدرة الحسابية العددية .
4- الذاكرة : القدرة على تذكر الكلمات ، الحروف ، الأعداد ، والصور .
5- سرعة الإدراك الحسي : القدرة على تمييز التفاصيل بسرعة ، وملاحظة التشابه والإختلاف بين الموضوعات .
6- المنطق الإستقرائي : استخلاص الأفكار العامة والقواعد من معلومات محددة .
7- التخيّل المكاني/الحيّزي : القدرة على التصور أو التلاعب العقلي بالأشياء بالأبعاد الثلاثة .
في العام 1960 ، طبّق العالمان الأمريكيان رايموندكاتل وجون هورت ، طرائق جديدة على عامل التحليل وتوصلا إلى إستنتاج نوعين من الذكاء العام : الذكاء السائل ، والذكاء المتبلّر . يشير الذكاء السائل إلى الركيزة البيولوجية للذكاء . تزداد قياسات الذكاء السائل كسرعة التذكر والربط المنطقي مثلاً مع فترة البلوغ ثم تبدأ بالتدني بسبب الشيخوخة . الذكاء المتبلّر في المقلب الآخر ، هو المعارف والمهارات التي تُحصّل من خلال التعلم والتجربة ، وما دامت فرص التعلم مفتوحة للفرد ، يزداد الذكاء المتبلّر خلال حياة الشخص ، فالمعرفة المعجمية على سبيل المثال ، تزداد عند أساتذة الجامعة خلال مدى حياتهم .
في العام 1983 ، أطلق عالم النفس الأمريكي هواردغاردنر نظريته التي وسّعت في التعريف التقليدي للذكاء . فقد لاحظ أن مفاهيم الذكاء كما حددّت بالمقاييس العقلية ، لا يمكن أن تحصر كل الطرق والوسائل والأساليب التي يمكن أن يتفوق فيها البشر على أنفسهم . قرر غاردنر أننا لا نملك ذكاءً عاماً كامناً واحداً ، لكننا نملك ذكاءات متعددة ، لكل منها نظام مستقل في الدماغ . لكي يصل إلى هذه النظرية ، نظر غاردنر إلى مدى القدرات الإنسانية الموجودة عبر الثقافات ، وليس إلى نتائج المقاييس العقلية . فقد لاحظ على سبيل المثال ، أن الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ قد فقدوا قدرة واحدة كالتخيّل المكاني ، لكن حافظوا على أخرى كاللغة مثلاً . حقيقة وجود قدرتين تعملان بشكل منفصل أكدت وجود ذكاءات منفصلة . حدد غاردنر سبع ذكاءات وعرض شخصية ممثلة لكل واحد منها :
1 ا لذكاء اللغوي : يتضمن القابلية للحديث واللغة ، ويمثّلها الشاعر ت. س. إليوت .
2. الذكاء المنطقي – الرياضي : يتضمن القدرة على التفكير المجرد وحل المسائل المنطقية والرياضية ، الفيزيائي ألبرت أينشتاين مثال جيد عن هذا النوع من الذكاء .
3 . الذكاء الحيّزي : يستخدم لإدراك المعلومات الصورية والمكانية وتصوير مفاهيم العالم بوسائل كالفن مثلاً ، الفنان بابلو بيكاسو يمثل شخصاً ذو ذكاء حيّزي عال .
4. الذكاء الموسيقي : القدرة على آداء وتقدير وفهم الموسيقى ، يمثلها الملحن إيغور سترافنسكي .
5. الذكاء الجسدي – الحركي : القدرة على استخدام جسد الإنسان أو أجزاء منه بنشاطات متنوعة كالرقص ، الألعاب الرياضية ، التمثيل ، الجراحة ، السحر ، مارثا غراهام الراقصة ومصممة الرقصات هي مثال واضح .
6. الذكاء البَيْشخصي : ويتضمن فهم الآخرين والتعامل معهم على أساس هذا الفهم ، ويمثله المعالج النفسي سيجموند فرويد
7. الذكاء الشخصي : وهو القدرة على الفهم .
الخاتمه
لقد بذلت جهود كبيره منذو القدم وما زالت حتى الان فى عمل دراسات وبحوث حول الذكا ءوانوعه وهناك فروق بين الافراد املا.اسفر هذا كله عن ظهور العديد من ا لنظرريات اختلفت فى مواضع واتفقت فى اخرى.المراجع من الانترنت.
المواقع ألتاليه:www.mshkor.com
www.ibtesama.com:
ألطالبه/أروى احمد عبده الشر عبي.
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري