ما الذكاء؟
واحدة من المشاكل التي شغلت اهتمام الفلاسفة والعلماء في قديم الزمان، وهي مستمرة حتى وقتنا الراهن، حيث امتد الجدل وتصاعدت حدته عبر العصور الطويلة لايجاد تعريف مناسب لظاهرتي الذكاء والغباء، والكشف عن طبيعتهما العصبية، لكنهم لم يتوصلوا الى نتائج مقنعة.
بيد ان الأمر تغير في وقتنا الراهن، فقد اصبح بمقدور العالم ان يعتمد على التكنولوجيا وان يتفحص ادق واعقد القضايا المتعلقة بانسجة الجسم المختلفة، بما فيها علم الجينات الذي هو علم حديث، ولكنه فعال جدا، اضافة الى علم الاعصاب والخلايا المختلفة.
عالم الجينات الايطالي ادواردو بونسيليني، اكتشف اخيرا الجين الذي اعتبره 'جين التفكير'، وروجت لهذا الاكتشاف وسائل الإعلام المختلفة، واشارت المجلة البريطانية Science الى ان علماء الاعصاب البريطانيين اعلنوا في الفترة نفسها التي اكتشف فيها بونسيليني 'جين التفكير' عن نتائج عمل عصبي مضن، استطاعوا من خلاله الكشف عن الجزء المسؤول عن إدارة الذكاء في دماغ الإنسان.
لقد ارقت اسرار الذكاء على مر العصور العديد من العلماء، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية قام العالم النفساني جارلس سبيرمان عام 1904 باطلاق عبارته المعروفة التي قال فيها 'ان الذكاء عند الانسان من فعل الجينات'، ومنذ ذلك الحين تواصلت البحوث العلمية لاثبات ذلك، ولكن العلماء لم يتوصلوا حتى نهاية القرن العشرين الى معرفة الجزء الدماغي الذي يدير او يقود الذكاء، لكنهم توصلوا الى الجزء الذي يدير اللغة والقراءة والكتابة، وبقي السؤال قائما: أين هو مكان التفكير في الدماغ؟ وربما عجزوا عن الإجابة عليه.
ارتباط الدماغ
لقد قامت مجموعة من العلماء في المجلس البريطاني للبحوث الطبية بقيادة جون دونكان باجراء سلسلة من الدراسات والبحوث والفحوصات، راقبوا خلالها وظيفة الدماغ وارتباط المواقع المحددة فيه اثناء عمليات النشاطات المختلفة للكشف عن موقع الذكاء.
وبمساعدة المسح السطحي بواسطة اشعة اكس، تمكنوا من مراقبة المتغيرات الكيماوية، في اجهزة الجسم، وكذلك في المواقع الدماغية المختلفة.
ومع استمرار الجهد العلمي للوصول الى نتيجة مقنعة، يمكن من خلالها معرفة حقائق اللغز المستعصي، اتضح لهؤلاء العلماء ان الذكاء يرتبط بالفص الامامي للدماغ، وهذا الفص هو المسؤول ايضا عن ادارة الشعور بالاجهاد والضغط وارتفاع مستوى التركيز او انخفاضه، اما الفص الأيسر، فهو المسؤول عن قرارات الإنسان الحركية، اضافة الى نواح اخرى ليس من بينها الذكاء.
قشرة الدماغ
تحديد مستوى الذكاء والغباء تقرره كل أجزاء القشرة الدماغية من خلال عملها وتشكيلتها، ومن دون هذا النشاط لا يمكن الحديث عن الذكاء، لذلك فإن اكتشاف ادواردو بنسينيلي يعتبر من الاكتشافات المهمة، حيث توصل الى معرفة واحد من اربعة جينات هي مسؤولة عن 'بناء' الدماغ.
فقشرة الدماغ عند الإنسان تنقسم الى اكثر من 50 منطقة، كل منطقة منها مسؤولة عن وظيفة محددة، فهناك المنطقة التي تدير اللغة، والمنطقة التي تدير الحركة، والمنطقة التي تدير الذاكرة والمنطقة التي تدير الاجتماع، والمنطقة التي تدير التفكير... الخ.
وقد اطلق بنسينيلي اسم Emx2 على جينه المكتشف، وهذا الجين موجود في منطقة محددة، هي المنطقة المسؤولة عن 'التفكير'.
وإذا غاب هذا الجين من الدماغ، فهذا يعني عدم جدوى الحديث عن الذكاء مطلقا، فالدماغ في الواقع يتوقف عن العمل، ولكن يمكن ان يتعرض هذا الجين او الاجزاء الدماغية الى متغيرات جزئية، قد تكون هي السبب في وجود حالة الغباء عند بعض الاشخاص.
الجين والذكاء
الذكاء مرتبط بفعاليات الدماغ كلها، ولكن كيف يتقرر ذلك، والى اي حد يمكن ان يرتقي هذا الذكاء في دماغ الانسان؟
وحسب علماء الوراثة، فإن الذي يؤثر في ارتقاء درجة الذكاء هو قدرة الجينات التي يتوارثها الإنسان والموجودة في النصف الأول من الدماغ، اما النصف الثاني، فهو الذي يبني ذاته من خلال التعلم والحصول على التجارب، فالوراثة ليست هي العامل الوحيد الذي يحدد مستوى ارتقاء الذكاء الإنساني.
وبناء على الاختبارات التي اجراها العلماء، فإن قدرة وحيوية الجينات، هي التي تفصل بين الذكاء والغباء، اي بين الأشخاص الموسومين بالذكاء الاستثنائي والأشخاص الموسومين بالغباء الاستثنائي. ففي عام 1997، أعلن عالم الوراثة البريطاني روبرت بلومين عن اكتشافه للجين الموجود في الكروموزوم، وحسب رأيه، فإن هذا الجين هو الذي يؤثر في تفكير الانسان وذكائه بدرجة لا تقل عن الاثنين في المائة.
ولتعريف الذكاء، ينبغي الانتباه الى انه ظاهرة تتأثر ليس فقط بالوراثة، وانما ايضا بعوامل اخرى تشمل الصغار والكبار.
فعند الاطفال، لا يمكن الحديث عن الجانب المرتبط بالتعلم او التجارب، لذلك ليس الاطفال اكثر ذكاء من الحيوانات البدائية التي تمتلك عنصر التجربة، فهم يتلمسون العالم من خلال النظر والسمع والتفريق بين الأصوات، ويتعرفون بذلك على أمهاتهم والعالم بصورة تدريجية، لذلك يوجد فرق بمستوى ذكائهم الصغير.
وحالما يبلغون من العمر خمس سنوات، تبدأ الجينات بالظهور، وتدعى به 'الجينات الصغيرة'، ويبقى الاختلاف في مستوى ذكائهم ساري المفعول، حتى التحاقهم بالصف الاول الابتدائي. ففي هذا العمر يمكن معرفة بدايات الذكاء من خلال 'فحوصات الذكاء'، التي تشمل ثلاثة نماذج هي: اللغة،
والأرقام،
والتخطيطات الهندسية والصورية.
فالبعض من الأطفال ينجذب الى التخطيطات الهندسية والصورية المرئية،
بينما ينجذب البعض الآخر الى اللغة او التعبير او النطق،
في حين ينجذب القسم الاخير الى الارقام.
اذن، فإن الطفل يرث بعض الاشياء ويتعلم اشياء اخرى، فهو يرث 'الجين' ولكنه يكتسب الجزء الآخر من الذكاء من خلال تدرجه البطيء في اكتشاف الأشياء والعالم....
واحدة من المشاكل التي شغلت اهتمام الفلاسفة والعلماء في قديم الزمان، وهي مستمرة حتى وقتنا الراهن، حيث امتد الجدل وتصاعدت حدته عبر العصور الطويلة لايجاد تعريف مناسب لظاهرتي الذكاء والغباء، والكشف عن طبيعتهما العصبية، لكنهم لم يتوصلوا الى نتائج مقنعة.
بيد ان الأمر تغير في وقتنا الراهن، فقد اصبح بمقدور العالم ان يعتمد على التكنولوجيا وان يتفحص ادق واعقد القضايا المتعلقة بانسجة الجسم المختلفة، بما فيها علم الجينات الذي هو علم حديث، ولكنه فعال جدا، اضافة الى علم الاعصاب والخلايا المختلفة.
عالم الجينات الايطالي ادواردو بونسيليني، اكتشف اخيرا الجين الذي اعتبره 'جين التفكير'، وروجت لهذا الاكتشاف وسائل الإعلام المختلفة، واشارت المجلة البريطانية Science الى ان علماء الاعصاب البريطانيين اعلنوا في الفترة نفسها التي اكتشف فيها بونسيليني 'جين التفكير' عن نتائج عمل عصبي مضن، استطاعوا من خلاله الكشف عن الجزء المسؤول عن إدارة الذكاء في دماغ الإنسان.
لقد ارقت اسرار الذكاء على مر العصور العديد من العلماء، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية قام العالم النفساني جارلس سبيرمان عام 1904 باطلاق عبارته المعروفة التي قال فيها 'ان الذكاء عند الانسان من فعل الجينات'، ومنذ ذلك الحين تواصلت البحوث العلمية لاثبات ذلك، ولكن العلماء لم يتوصلوا حتى نهاية القرن العشرين الى معرفة الجزء الدماغي الذي يدير او يقود الذكاء، لكنهم توصلوا الى الجزء الذي يدير اللغة والقراءة والكتابة، وبقي السؤال قائما: أين هو مكان التفكير في الدماغ؟ وربما عجزوا عن الإجابة عليه.
ارتباط الدماغ
لقد قامت مجموعة من العلماء في المجلس البريطاني للبحوث الطبية بقيادة جون دونكان باجراء سلسلة من الدراسات والبحوث والفحوصات، راقبوا خلالها وظيفة الدماغ وارتباط المواقع المحددة فيه اثناء عمليات النشاطات المختلفة للكشف عن موقع الذكاء.
وبمساعدة المسح السطحي بواسطة اشعة اكس، تمكنوا من مراقبة المتغيرات الكيماوية، في اجهزة الجسم، وكذلك في المواقع الدماغية المختلفة.
ومع استمرار الجهد العلمي للوصول الى نتيجة مقنعة، يمكن من خلالها معرفة حقائق اللغز المستعصي، اتضح لهؤلاء العلماء ان الذكاء يرتبط بالفص الامامي للدماغ، وهذا الفص هو المسؤول ايضا عن ادارة الشعور بالاجهاد والضغط وارتفاع مستوى التركيز او انخفاضه، اما الفص الأيسر، فهو المسؤول عن قرارات الإنسان الحركية، اضافة الى نواح اخرى ليس من بينها الذكاء.
قشرة الدماغ
تحديد مستوى الذكاء والغباء تقرره كل أجزاء القشرة الدماغية من خلال عملها وتشكيلتها، ومن دون هذا النشاط لا يمكن الحديث عن الذكاء، لذلك فإن اكتشاف ادواردو بنسينيلي يعتبر من الاكتشافات المهمة، حيث توصل الى معرفة واحد من اربعة جينات هي مسؤولة عن 'بناء' الدماغ.
فقشرة الدماغ عند الإنسان تنقسم الى اكثر من 50 منطقة، كل منطقة منها مسؤولة عن وظيفة محددة، فهناك المنطقة التي تدير اللغة، والمنطقة التي تدير الحركة، والمنطقة التي تدير الذاكرة والمنطقة التي تدير الاجتماع، والمنطقة التي تدير التفكير... الخ.
وقد اطلق بنسينيلي اسم Emx2 على جينه المكتشف، وهذا الجين موجود في منطقة محددة، هي المنطقة المسؤولة عن 'التفكير'.
وإذا غاب هذا الجين من الدماغ، فهذا يعني عدم جدوى الحديث عن الذكاء مطلقا، فالدماغ في الواقع يتوقف عن العمل، ولكن يمكن ان يتعرض هذا الجين او الاجزاء الدماغية الى متغيرات جزئية، قد تكون هي السبب في وجود حالة الغباء عند بعض الاشخاص.
الجين والذكاء
الذكاء مرتبط بفعاليات الدماغ كلها، ولكن كيف يتقرر ذلك، والى اي حد يمكن ان يرتقي هذا الذكاء في دماغ الانسان؟
وحسب علماء الوراثة، فإن الذي يؤثر في ارتقاء درجة الذكاء هو قدرة الجينات التي يتوارثها الإنسان والموجودة في النصف الأول من الدماغ، اما النصف الثاني، فهو الذي يبني ذاته من خلال التعلم والحصول على التجارب، فالوراثة ليست هي العامل الوحيد الذي يحدد مستوى ارتقاء الذكاء الإنساني.
وبناء على الاختبارات التي اجراها العلماء، فإن قدرة وحيوية الجينات، هي التي تفصل بين الذكاء والغباء، اي بين الأشخاص الموسومين بالذكاء الاستثنائي والأشخاص الموسومين بالغباء الاستثنائي. ففي عام 1997، أعلن عالم الوراثة البريطاني روبرت بلومين عن اكتشافه للجين الموجود في الكروموزوم، وحسب رأيه، فإن هذا الجين هو الذي يؤثر في تفكير الانسان وذكائه بدرجة لا تقل عن الاثنين في المائة.
ولتعريف الذكاء، ينبغي الانتباه الى انه ظاهرة تتأثر ليس فقط بالوراثة، وانما ايضا بعوامل اخرى تشمل الصغار والكبار.
فعند الاطفال، لا يمكن الحديث عن الجانب المرتبط بالتعلم او التجارب، لذلك ليس الاطفال اكثر ذكاء من الحيوانات البدائية التي تمتلك عنصر التجربة، فهم يتلمسون العالم من خلال النظر والسمع والتفريق بين الأصوات، ويتعرفون بذلك على أمهاتهم والعالم بصورة تدريجية، لذلك يوجد فرق بمستوى ذكائهم الصغير.
وحالما يبلغون من العمر خمس سنوات، تبدأ الجينات بالظهور، وتدعى به 'الجينات الصغيرة'، ويبقى الاختلاف في مستوى ذكائهم ساري المفعول، حتى التحاقهم بالصف الاول الابتدائي. ففي هذا العمر يمكن معرفة بدايات الذكاء من خلال 'فحوصات الذكاء'، التي تشمل ثلاثة نماذج هي: اللغة،
والأرقام،
والتخطيطات الهندسية والصورية.
فالبعض من الأطفال ينجذب الى التخطيطات الهندسية والصورية المرئية،
بينما ينجذب البعض الآخر الى اللغة او التعبير او النطق،
في حين ينجذب القسم الاخير الى الارقام.
اذن، فإن الطفل يرث بعض الاشياء ويتعلم اشياء اخرى، فهو يرث 'الجين' ولكنه يكتسب الجزء الآخر من الذكاء من خلال تدرجه البطيء في اكتشاف الأشياء والعالم....
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري