الذكاء في القياس و التقويم
مقدمة :
أصل مفهوم الذكاء الإنساني حيزاً واسعاً في عمليات البحث العلمي في محاولات تهدف للوقوف على حقيقته اتمثل ذلك في عدد لا نهائي من الدراسات و البحوث و النظريات متعددة المناهج و الأساليب التي سعت للوصول إلى تصور واضح عن طبيعة الذكاء الإنساني من حيث مكوناته ، خصائصه ، و مظاهره ، وأساليب التعبير عنه وقياسه وقد تباينت هذه الدراسات في نظرتها لمفهوم الذكاء من التكوين الأحادي أي التكوين الثنائي ثم التكوين المتعدد الأبعاد فينما يعرف بنظريات التكوين العقلي أو هي النظريات التي حاولت إعطاء تفسيرات عمليه منهجية و منطقية للنشاط العقلي من حيث محدداته و مكوناته و أنواع العوامل التي تكونه (حسين 2003)
و من الناحية التاريخية كانت وجهات النظر التي تدور حول الذكاء تتمحور حول قطبين متناقضين : في الطرف الأكثر محافظة تسود النظرية الأحادية للذكاء ، وهي وجهة النظر التي تصور القدرات العقلية على أنها فطريه تعود للوراثة أكثر مما تعود أي التربية ، لذا يعتبر الذكاء تبعاً لذلك عبارة عن كيان عقلي موحد مبني في الأساس على قدرات الاستدلال و القدرات اللغوية و ينعكس في اختبارات الذكاء المقننة التي تصنف الأشخاص على أنهم ذوي قدرات عقليه مرتفعة أو منخفضة أو متوسطي الذكاء حسب منحنى التوزيع الإعتدالي و في الطرف النقيض تقع فكرة الذكاء الدينامكي المتعدد لعلماء النفس العرفيين الذين يفترضون أن الذكاء سلسلة من العمليات العقلية الواسعة التي تشمل أشكالاً مختلفة من عمليات التفكير .
معني الذكاء :
الذكاء عند عامة الناس مرادف (للنباهة) وهي يقظة المرء وحسن انتباهه وتفطنه لما يدور حوله وما يقوم به من أعمال ، وهم يصفون بالذكاء كذلك الشخص حسن التصرف الذي يصطنع الحيلة لبلوغ أهدافه والذي يقدر على التبصر في عواقب أعماله ، كما يميلون عادة إلى اعتبار الذكاء قدرة عامة شاملة يبدو آثرها في ميادين مختلفة ، فالذكي في ميدان التجارة يغلب أن يكون ذكياً في ميدان السياسة أو الخدمة الاجتماعية أو في معالجة مشاكل أطفاله ، هذا إلى أنهم يرونه موهبة طبيعية لا قدرة يكتسبها الفرد عن طريق الخبرة والتعلم والتحصيل ، فهم يفرقون بين العلم والثقافة، يضاف إلى هذا أن الناس يفرقون في العادة بين الذكاء وبين الصفات الخلقية أو الاجتماعية فيقال أن فلاناً ضيف الإرادة أو حاد المزاج بالرغم من ذكائه.
أما علماء النفس فقد تقدموا بتعريفات مختلفة متعددة كثيرة ، حتى أنه منذ أكثر من 50 عاماً أجرت مجلة (علم النفس التربوي) الأمريكية استفتاء للوصول إلى تعريف لذكاء وجه إلى قادة حركة القياس العقلي في ذلك الوقت طلب فيه تحديد معنى الذكاء وكانت النتيجة أن تلقت عدداَ من الإجابات (بقدر عدد العلماء) الذين شاركوا بالاستفتاء.
ويمكن تعميم عرض سريع ومحدد لخمسة اتجاهات توجز تلك الإجابات :
1- اتجاه التوافق مع البيئة:
- شتيرن : الذكاء هو القدرة على التكيف العقلي لمشكلات الحياة وظروفها الجديدة.
- بينتز : الذكاء هو القدرة على التكيف بنجاح مع ما يستجد في الحياة من علاقات.
- كروز: الذكاء هو القدرة على التوافق الملائم للمواقف الجديدة المختلفة مع وجود الفوارق بين فرد وفرد في قدرته.
- من : الذكاء هو المرونة على التوافق في شتى مستويات التطور.
2- اتجاه القدرة على التعلم أو (الاستعداد للتعلم):
- كولفن : الذكاء هو القدرة على تعلم التكيف مع البيئة .
- ووردور: الذكاء هو القدرة على أكتساب الخبرات .
- جودار: الذكاء هو القدرة على الاستفادة من الخبرات السابقة في حل المشكلات الجديدة.
3- اتجاه القدرة على التفكير:
- تيرمان : الذكاء هو القدرة علىالتفكير المجرد.
- سبيرمان : الذكاء هو القدرة على تجريد العلاقات والمتعلقات في القدرة على الاستقراء والاستنباط.
- ميومان: الذكاء هو الاستعداد للتفكير الاستقلالي الابتكاري الانتاجي.
- بينية : الذكاء هو القدرة على الفهم والابتكار والتوجه الهادف للسلوك والنقد الذاتي.
4- اتجاه الوظائف السلوكية:
- ويكسلر : الذكاء هو القدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادف والتفكير المنطقي والتعامل المجدي مع البيئة.
- ستودارد : الذكاء هو نشاط عقلي يتميز بالصعوبة ، والتعقيد والتجريد والاقتصاد في الوقت والجهد ، والتكيف الهادف والقيمة الاجتماعية ، والابتكار وتركيز الطاقة ومقاومة الاندفاع العاطفي.
5- الاتجاه الاجرائي القياسي:
أي أن الذكاء هو ما تقيسه اختبارات الذكاء.
- بورنج: أن الذكاء هو إمكانية الأداء الجيد في اختبار الذكاء .
- سانفورد ، رايستمان : الذكاء هو خاصية مستنبطة لسلوك الفرد وثبته نسبياً وهي خاصية مرتبطة بقدرة الفرد على الاستجابة بنجاح كثير للمشكلات الإدراكية والمعرفية واللفظية.
قياس الذكاء:
اتجه الباحثون في أول عهدهم بالقياس العقلي إلى قياس بعض الإمارات والصفات الجسمية طمعاً في أن يجدوا في بعضها دلائل على القوة العقلية ، فبدأ القياس العقلي بقياس الرأس وأبعاد الجمجمة وما بها من نتوءات بحجة أن الرأس مستقر العقل ، حتى جاء (بيرسون) في أوائل القرن العشرين وأثبت أن العلاقة بين القوة العقلية والمظاهر الجسمية جد ضعيفة لا يعتد بها.
بعد ذلك اتجه القياس العقلي إلى تقدير بعض القدرات والصفات الجسمية البسيطة كالقدرة على التمييز الحسي ، ودرجة الحساسية للألم ، وسرعة الحركة ، والقدرة على تحمل التعب ، وكانت حجتهم أن القدرة على التمييز الحسي تتوقف على القدرة على تركيز الانتباه ، وهذه لها علاقة مباشرة بالذكاء ، كما أن حساسية الجلد دليل على يقظة العقل وحدته أي دليل على الذكاء .
غير أنه اتضح بالتدريج أن الذكاء كما يعرفه الناس لا يمكن أن يقاس بأمثال هذه القدرات البسيطة ، فاتجه الباحثون إلى قياس العمليات العقلية العليا كالتفكير والفهم والحكم والتخيل.
وفي عام 1905م ظهر أول مقياس حقيقي للذكاء على يد العالم بينيه ، ذلك أن وزارة المعارف الفرنسية عهدت إلى لجنة أن تبحث عن وسيلة دقيقة للتميز بين الأطفال الأسوياء وبين شديدي الغباء والمتخلفين عقلياً ممن لا يصلحون للدراسة بالمدارس الابتدائية ، وكان بينيه أحد أعضاء هذه اللجنة فرأى أنه ليس من الإنصاف أن يعتمد في مهمته هذه على أحكام المدرسين لأنها ستكون من دون شك أحكاماً ذاتية منحازة ، وعمل على ابتكار وسيلة تقيس مستوى الذكاء العام لأي طفل كما يقيس المتر أطوال الأشياء ، وقد اشترك معه زميله سيمون، حيث احتوى هذا المقياس على 130 اختبارا متنوعاً تختبر العمليات العقلية كالفهم والتفكير والتخيل ، وتتدرج مما هو سهل إلى ما هو أصعب ، وقد أطلقا عليه اسم السلم القياسي .
ثم قام بينيه وسيمون بتنقيح هذا المقياس عام 1908م ثم تناولاه بالتعديل للمرة الثالثة والأخيرة عام 1911م وأصبح يحتوي على 54 اختبارا مقسمين إلى مجموعات كل مجموعة منها تصلح لعمر معين ابتداء من الثالثة وتتكون كل مجموعة من أربع أو خمس اختبارات ، وقد رتبت ترتيباً تدريجياً يدل على مستوى صعوبتها بحيث يصبح السؤال الأول أسهلها والسؤال الأخير أصعبها.
مثال من مقياس بينيه:
من كمقياس بينيه – سمون لمن أتموا السنة الرابعة:
1- إذا كان المسئول ذكراً فاسأله: أولد أنت أم بنت؟ وإذا كانت أنثى فاسألها : أبنت أم ولد؟
2- يعرض على الطفل مفتاح ، ثم قرش ثم سكين ، ويسأل عن كل منها على التوالي بأن يقال له : ما هذا؟ مع الإشارة إلى المفتاح مثلاً.
3- سأذكر 3 أعداد فأصغ إليّ لتذكرها من بعدي 5، 7 ، 3، : ويكرر السؤال مرتين أخريين بذكر أرقام أخرى إن لم يجب الطفل عن السؤال إجابة صحيحة.
4- أنت ترى هذين الخطين فقل لي : أيهما أطول؟ يشير الممتحن إلى خطين أفقيين مرسومين أمام الطفل أحدهما أطول قليلاً من الآخر بحيث يكون الأطول تحت الأقصر.
طبقات الذكاء:
تدلنا نسبة الذكاء على أن الفرد ذكي أو غبي أو متوسط لكنها لا تدلنا على مدى ما لديه من تفوق أ, تأخر ، فنسبة الذكاء إن زادت على 100 كانت دليلاً على أن صاحبها فوق المتوسط في الذكاء لكن هل تشير النسبة 130 مثلا إلى ذكاء خارق ونبوغ؟ أم أنها أمر شائع بين الناس ؟ وهل النسبة 80 تشير إلى غباء مطبق أم أنها أمر مألوف ، ومن ثم فالمدلول الحقيقي لنسبة الذكاء لدى فرد معين لا يمكن معرفته على وجه التحديد إلا إذا درسنا توزيع نسب الذكاء توزيع نسب الذكاء بين الناس جميعاً ، وقد طبقت مقاييس الذكاء على نطاق واسع فدلت نتائجها على أن الذكاء موزع بين الناس توزيعاً طبيعياً وفق المنحنى الاعتدالي أي أن السواد الأعظم منهم متوسطوا الذكاء في حين أن النوابغ وضعاف العقول قلة قليلة ، وقد اتفق العلماء على أن :
- من تزيد نسبة ذكاءه من 140 يعد ألمعياً .
- من تكون نسبة ذكاءه من 120 إلى 140 يعد ذكياً جداً .
- من تكون نسبة ذكاءه 110 إلى 120 يعد فوق المتوسط.
- من تكون نسبة ذكاءه من 90 إلى 110 يعد متوسط الذكاء.
- من تكون نسبة ذكاءه من 80 إلى 90 يعد دون المتوسط.
- من تكون نسبة ذكاءه من 70 إلى 80 يعد غبياً جداً.
- من تكون نسبة ذكاءه أقل من 70 فهو ضعيف العقل.
- من تكون نسبة ذكاءه من 50 إلى 70 فهو أهوك.
- من تكون نسبة ذكاءه من 20 أو 25 إلى 50 فهو أبله.
- من تكون نسبة ذكاءه أقل من 20 أو 25 فهو معتوه.
الذكاء والنجاح الدراسي:
يتوقف النجاح في الدراسة على عوامل شتى صحية وعقلية وانفعاليه واجتماعية ، والذكاء عامل رئيسي من هذه العوامل ، ولقد تأكدت فائدة اختبارات الذكاء على نحو لا يرقى إليه الشك في التنبؤ بالنجاح الدراسي والأكاديمي بحيث يميل كثير من العلماء إلى تسمية اختبارات الذكاء باختيارات (الاستعداد الدراسي) أو (القدرة الأكاديمية).
من ذلك أن الطالب لا يرجى له النجاح في الدراسة الثانوية إن كان ذكاءه دون المتوسط ، ولا يرجى له نجاح في الدراسة الجامعية إن لم يكن ذكاءه فوق المتوسط ، كما أن النجاح في بعض الكليات يتطلب مستوى ذكاء أعلى من النجاح في كليات أخرى ، فالدراسة بكلية الطب أو الهندسة تتطلب قدراً أكبر من الذكاء اللازم للنجاح في كليتي التجارة والآداب.
على أنه قد اتضح أن الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي أكثر وأوثق منه في مراحل التعليم الأولى من في مراحل التعليم العليا أو الجامعي ، فمن إحصاء أمريكي أن معامل الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي هو 0.75 لدى تلاميذ المدارس الابتدائية وأنه يتراوح بين 0.60 و 0.65 بين تلاميذ المرحلة الثانوية وأنه ينخفض إلى 0.5 بين طلبة الجامعات، فأما كون هذه المعاملات جزئية فيشير إلى أن التحصيل يتأثر بعوامل أخرى غير الذكاء ، وأما انخفاضها بتقدم المراحل التعليمية فالمرجح أنه يرجع إلى أن التحصيل في الجامعة يتوقف إلى حد كبير على الاستعدادات الخاصة وعلى الميول والاهتمامات والاتزان الانفعالي للطالب ، أو لأن بعض الأذكياء الممتازين ينصرفون عن التحصيل إلى نواح أخرى , ومهما يكن من الأمر فالأرقام السابقة تشير إلى أن التنبؤ بالنجاح الدراسي على أساس اختبارات يتفوقون في دراستهم الجامعية ، وأن من تكون نتائجهم فيها غير مرضية يفشلون في دراستهم الجامعية أو يجتازونها في عسر، وهذا يعني أن نجاح الطالب في الدراسة الجامعية يمكن التنبؤ به بدرجة كبيرة من الدقة على أساس نجاحه في اختبار ذكاء يجرى عليه قبل دخول الجامعة ، وأكبر الظن أننا لو أجرينا عليه إلى جانب اختبار الذكاء اختباراً يقيس استعداده الخاص للدراسة في الكلية المعينة التي يريد الالتحاق بها لخفضنا إلى حد كبير عدد من تلفظهم الكليات في سنواتها الأولى ، ومما يستأنس بذكره هنا أن الاختبار الشفوي الشخصي الذي تعقده بعض الجامعات لانتقاء طلابها قد فشل فشلاً ذريعاً في التنبؤ بنجاح الطالب أو تعثره في الدراسة الجامعية.
الذكاء والنجاح المهني :
يقتضي النجاح في المهن والأعمال المختلفة نسباً مختلفة من الذكاء ، فالمهن التي تتطلب التخطيط والتصميم والحكم والابتكار والدهاء وسعة الحيلة ، أو التي تتطلب أشخاصاً يستطيعون العمل دون إشراف دقيق عليهم ، يتوقف النجاح فيها على قدر كبير من الذكاء على تفاوت واختلاف في المقدار.
غير أن النجاح في بعض المهن يتطلب من القدرات والاستعدادات الخاصة أكثر مما يتطلبه من الذكاء العام، فقد يكون نصيب الفرد من الذكاء كبيراً لكنه يعجز عن النجاح في الأعمال الميكانيكية أو الحركية أو إجادة الرسم أو العزف أو الغناء أو الرقص إن كانت استعداداته الخاصة في هذه النواحي ضعيفة ، وقد يكون ذكاءه متوسطاً أو دون المتوسط لكنه يتفوق في هذه النواحي إن كانت استعداداته الخاصة لها قوية ، وهنا تكون اختبارات الذكاء محدودة الفائدة في التنبؤ بالنجاح.
بل إن الذكاء الرفيع قد يكون ضاراً ببعض المهن كالمهن الرتيبة البسيطة التي لا تتطلب تقديراً وتفكيراً ، وقد دل التجريب على أن ذوي الذكاء المرتفع أكثر عرضة للملل من غيرهم ، تضجرهم الأعمال التكرارية التي لا تنو فيها ، فإن مارسوها زادت أخطاؤهم وكثرت حوادثهم ولم يبلغوا بها حد الإتقان ، في حين أن أصحاب الذكاء المنخفض يرتاحون بوجه عام إلى أوجه النشاط التي تجري على وتيرة واحده .
كما وجد أن هناك صلة بين ذكاء الفرد وترقيته في وظيفته ، فذوو الذكاء المنخفض ينزعون إلى البقاء في مناصبهم الدنيا ، وفي حين يرقى الأذكياء إلى مناصب أعلى ، هذا ما أتضح في الأعمال الكتابية والمكتبية بوجه خاص.
وقد اتضح أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الذكاء وحسن اختيار المهنة، وهذا ليس بمستغرب فالذكي أقدر على فهم نفسه والحكم على قدراته وميوله وعلى ما تتطلبه المهن المختلفة من قدرات ، وصفات ، كما أن مستوى طموحه لا يكون في العادة مسرفاً في البعد عن الواقع.
من هذا نرى ما لاختبارات الذكاء من قيمة كبيرة في كثير من النواحي المهنية والصناعية وقد كان هذا مما يجعل علماء النفس على الاستمرار في تحسين هذه الاختبارات وجعلها أكثر صلاحية لقياس الذكاء من الاختبارات التي ظهرت في مطلع حركة القياس العلمي .
ولابد أن يقترن في كثير من الأحيان اختبار الذكاء باختبارات للقدرات الخاصة في عملية التوجيه والاختيار المهني ذلك أ، النجاح في بعض المهن يتطلب من القدرات الخاصة أكثر مما يتطلبه من الذكاء العام.
اختبارات الذكاء:
يشدد علماء القياس على القول أنه طالما لا توجد (بدائل ثابتة) بين أيدينا فإن اختبارات الذكاء هي من أدق وأفضل أدوات التقييم والتشخيص بين أيدينا ، وتطبيقاتها العلمية أصبحت هائلة وكثيرة في شتى ميادين الحياة وعلى وجه التحديد في مجالات الإرشاد والتوجيه.
ولا يسعنا إلا أن تعترف بقيمة هذه الاختبارات وأهميتها وفوائدها ولكن هذا لا يعفينا من بيان قصورها وعجزها والمطالبة بتطويرها ورفع صدقها وثباتها من الأيام ، والقول بأن مخاطرها لا تقل عن فوائدها لاسيما حين نفسرها بشكلها الحرفي ، متجاهلين أبعاداً دينامية كثيرة غير مرئية في سلوك الإنسان وكامل شخصيته ، وأصبح معلوماً لدى معظم المدرسين والأخصائيين على ضوء ذلك، بأن نتائج اختبارات الذكاء تستخدم (كوسيلة) لتساعد المختصين على فهم كل تلميذ (بالحدود) التي تقيسه وتدل عليه اختبارات الذكاء.
واختبارات الذكاء كثيرة ومتنوعة ومنها الاختبارات التي تعتمد على اللغة والاختبارات العلمية التي تتطلب طريق الخروج من متاهة أو وضع قطع مختلفة الأشكال في أماكنها المناسبة في لوحة معينة وغير ذلك من الأعمال المشابهة ، وقد تكون فردية أي تطبق على أفراد متفرقين في وقت واحد ويجريها باحث واحد ، وقد تكون جمعية أي تجري على مجموعة من الأشخاص في وقت معين ويجريها باحث واحد ، والاختبارات الجمعية قد تكون لفظية أو غير لفظية وإن كان الكثير منها يتضمن النوعين معاً.
المراجع:
1) المدخل إلى علم النفس ، عبد الله عبد الحي موسى الطبعة الثالثة 1988م
2) أصول علم النفس ، أحمد عزت راجح ، الطبعة الثامنه 1970م ، المكتب المثري الحديث للطباعة والنشر – الاسكندرية.
3) اختبارات الذكاء والقدرات العقلية ، د. عطوف محمود ياسين ، الطبعة الأولى 1981م ، دار الاندلس للنشر ، بيروت – لبنان.
إعداد الطالبة : سوسن عباس محمد بشر
قسم مجال انجليزي (نظامي )
مقدمة :
أصل مفهوم الذكاء الإنساني حيزاً واسعاً في عمليات البحث العلمي في محاولات تهدف للوقوف على حقيقته اتمثل ذلك في عدد لا نهائي من الدراسات و البحوث و النظريات متعددة المناهج و الأساليب التي سعت للوصول إلى تصور واضح عن طبيعة الذكاء الإنساني من حيث مكوناته ، خصائصه ، و مظاهره ، وأساليب التعبير عنه وقياسه وقد تباينت هذه الدراسات في نظرتها لمفهوم الذكاء من التكوين الأحادي أي التكوين الثنائي ثم التكوين المتعدد الأبعاد فينما يعرف بنظريات التكوين العقلي أو هي النظريات التي حاولت إعطاء تفسيرات عمليه منهجية و منطقية للنشاط العقلي من حيث محدداته و مكوناته و أنواع العوامل التي تكونه (حسين 2003)
و من الناحية التاريخية كانت وجهات النظر التي تدور حول الذكاء تتمحور حول قطبين متناقضين : في الطرف الأكثر محافظة تسود النظرية الأحادية للذكاء ، وهي وجهة النظر التي تصور القدرات العقلية على أنها فطريه تعود للوراثة أكثر مما تعود أي التربية ، لذا يعتبر الذكاء تبعاً لذلك عبارة عن كيان عقلي موحد مبني في الأساس على قدرات الاستدلال و القدرات اللغوية و ينعكس في اختبارات الذكاء المقننة التي تصنف الأشخاص على أنهم ذوي قدرات عقليه مرتفعة أو منخفضة أو متوسطي الذكاء حسب منحنى التوزيع الإعتدالي و في الطرف النقيض تقع فكرة الذكاء الدينامكي المتعدد لعلماء النفس العرفيين الذين يفترضون أن الذكاء سلسلة من العمليات العقلية الواسعة التي تشمل أشكالاً مختلفة من عمليات التفكير .
معني الذكاء :
الذكاء عند عامة الناس مرادف (للنباهة) وهي يقظة المرء وحسن انتباهه وتفطنه لما يدور حوله وما يقوم به من أعمال ، وهم يصفون بالذكاء كذلك الشخص حسن التصرف الذي يصطنع الحيلة لبلوغ أهدافه والذي يقدر على التبصر في عواقب أعماله ، كما يميلون عادة إلى اعتبار الذكاء قدرة عامة شاملة يبدو آثرها في ميادين مختلفة ، فالذكي في ميدان التجارة يغلب أن يكون ذكياً في ميدان السياسة أو الخدمة الاجتماعية أو في معالجة مشاكل أطفاله ، هذا إلى أنهم يرونه موهبة طبيعية لا قدرة يكتسبها الفرد عن طريق الخبرة والتعلم والتحصيل ، فهم يفرقون بين العلم والثقافة، يضاف إلى هذا أن الناس يفرقون في العادة بين الذكاء وبين الصفات الخلقية أو الاجتماعية فيقال أن فلاناً ضيف الإرادة أو حاد المزاج بالرغم من ذكائه.
أما علماء النفس فقد تقدموا بتعريفات مختلفة متعددة كثيرة ، حتى أنه منذ أكثر من 50 عاماً أجرت مجلة (علم النفس التربوي) الأمريكية استفتاء للوصول إلى تعريف لذكاء وجه إلى قادة حركة القياس العقلي في ذلك الوقت طلب فيه تحديد معنى الذكاء وكانت النتيجة أن تلقت عدداَ من الإجابات (بقدر عدد العلماء) الذين شاركوا بالاستفتاء.
ويمكن تعميم عرض سريع ومحدد لخمسة اتجاهات توجز تلك الإجابات :
1- اتجاه التوافق مع البيئة:
- شتيرن : الذكاء هو القدرة على التكيف العقلي لمشكلات الحياة وظروفها الجديدة.
- بينتز : الذكاء هو القدرة على التكيف بنجاح مع ما يستجد في الحياة من علاقات.
- كروز: الذكاء هو القدرة على التوافق الملائم للمواقف الجديدة المختلفة مع وجود الفوارق بين فرد وفرد في قدرته.
- من : الذكاء هو المرونة على التوافق في شتى مستويات التطور.
2- اتجاه القدرة على التعلم أو (الاستعداد للتعلم):
- كولفن : الذكاء هو القدرة على تعلم التكيف مع البيئة .
- ووردور: الذكاء هو القدرة على أكتساب الخبرات .
- جودار: الذكاء هو القدرة على الاستفادة من الخبرات السابقة في حل المشكلات الجديدة.
3- اتجاه القدرة على التفكير:
- تيرمان : الذكاء هو القدرة علىالتفكير المجرد.
- سبيرمان : الذكاء هو القدرة على تجريد العلاقات والمتعلقات في القدرة على الاستقراء والاستنباط.
- ميومان: الذكاء هو الاستعداد للتفكير الاستقلالي الابتكاري الانتاجي.
- بينية : الذكاء هو القدرة على الفهم والابتكار والتوجه الهادف للسلوك والنقد الذاتي.
4- اتجاه الوظائف السلوكية:
- ويكسلر : الذكاء هو القدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادف والتفكير المنطقي والتعامل المجدي مع البيئة.
- ستودارد : الذكاء هو نشاط عقلي يتميز بالصعوبة ، والتعقيد والتجريد والاقتصاد في الوقت والجهد ، والتكيف الهادف والقيمة الاجتماعية ، والابتكار وتركيز الطاقة ومقاومة الاندفاع العاطفي.
5- الاتجاه الاجرائي القياسي:
أي أن الذكاء هو ما تقيسه اختبارات الذكاء.
- بورنج: أن الذكاء هو إمكانية الأداء الجيد في اختبار الذكاء .
- سانفورد ، رايستمان : الذكاء هو خاصية مستنبطة لسلوك الفرد وثبته نسبياً وهي خاصية مرتبطة بقدرة الفرد على الاستجابة بنجاح كثير للمشكلات الإدراكية والمعرفية واللفظية.
قياس الذكاء:
اتجه الباحثون في أول عهدهم بالقياس العقلي إلى قياس بعض الإمارات والصفات الجسمية طمعاً في أن يجدوا في بعضها دلائل على القوة العقلية ، فبدأ القياس العقلي بقياس الرأس وأبعاد الجمجمة وما بها من نتوءات بحجة أن الرأس مستقر العقل ، حتى جاء (بيرسون) في أوائل القرن العشرين وأثبت أن العلاقة بين القوة العقلية والمظاهر الجسمية جد ضعيفة لا يعتد بها.
بعد ذلك اتجه القياس العقلي إلى تقدير بعض القدرات والصفات الجسمية البسيطة كالقدرة على التمييز الحسي ، ودرجة الحساسية للألم ، وسرعة الحركة ، والقدرة على تحمل التعب ، وكانت حجتهم أن القدرة على التمييز الحسي تتوقف على القدرة على تركيز الانتباه ، وهذه لها علاقة مباشرة بالذكاء ، كما أن حساسية الجلد دليل على يقظة العقل وحدته أي دليل على الذكاء .
غير أنه اتضح بالتدريج أن الذكاء كما يعرفه الناس لا يمكن أن يقاس بأمثال هذه القدرات البسيطة ، فاتجه الباحثون إلى قياس العمليات العقلية العليا كالتفكير والفهم والحكم والتخيل.
وفي عام 1905م ظهر أول مقياس حقيقي للذكاء على يد العالم بينيه ، ذلك أن وزارة المعارف الفرنسية عهدت إلى لجنة أن تبحث عن وسيلة دقيقة للتميز بين الأطفال الأسوياء وبين شديدي الغباء والمتخلفين عقلياً ممن لا يصلحون للدراسة بالمدارس الابتدائية ، وكان بينيه أحد أعضاء هذه اللجنة فرأى أنه ليس من الإنصاف أن يعتمد في مهمته هذه على أحكام المدرسين لأنها ستكون من دون شك أحكاماً ذاتية منحازة ، وعمل على ابتكار وسيلة تقيس مستوى الذكاء العام لأي طفل كما يقيس المتر أطوال الأشياء ، وقد اشترك معه زميله سيمون، حيث احتوى هذا المقياس على 130 اختبارا متنوعاً تختبر العمليات العقلية كالفهم والتفكير والتخيل ، وتتدرج مما هو سهل إلى ما هو أصعب ، وقد أطلقا عليه اسم السلم القياسي .
ثم قام بينيه وسيمون بتنقيح هذا المقياس عام 1908م ثم تناولاه بالتعديل للمرة الثالثة والأخيرة عام 1911م وأصبح يحتوي على 54 اختبارا مقسمين إلى مجموعات كل مجموعة منها تصلح لعمر معين ابتداء من الثالثة وتتكون كل مجموعة من أربع أو خمس اختبارات ، وقد رتبت ترتيباً تدريجياً يدل على مستوى صعوبتها بحيث يصبح السؤال الأول أسهلها والسؤال الأخير أصعبها.
مثال من مقياس بينيه:
من كمقياس بينيه – سمون لمن أتموا السنة الرابعة:
1- إذا كان المسئول ذكراً فاسأله: أولد أنت أم بنت؟ وإذا كانت أنثى فاسألها : أبنت أم ولد؟
2- يعرض على الطفل مفتاح ، ثم قرش ثم سكين ، ويسأل عن كل منها على التوالي بأن يقال له : ما هذا؟ مع الإشارة إلى المفتاح مثلاً.
3- سأذكر 3 أعداد فأصغ إليّ لتذكرها من بعدي 5، 7 ، 3، : ويكرر السؤال مرتين أخريين بذكر أرقام أخرى إن لم يجب الطفل عن السؤال إجابة صحيحة.
4- أنت ترى هذين الخطين فقل لي : أيهما أطول؟ يشير الممتحن إلى خطين أفقيين مرسومين أمام الطفل أحدهما أطول قليلاً من الآخر بحيث يكون الأطول تحت الأقصر.
طبقات الذكاء:
تدلنا نسبة الذكاء على أن الفرد ذكي أو غبي أو متوسط لكنها لا تدلنا على مدى ما لديه من تفوق أ, تأخر ، فنسبة الذكاء إن زادت على 100 كانت دليلاً على أن صاحبها فوق المتوسط في الذكاء لكن هل تشير النسبة 130 مثلا إلى ذكاء خارق ونبوغ؟ أم أنها أمر شائع بين الناس ؟ وهل النسبة 80 تشير إلى غباء مطبق أم أنها أمر مألوف ، ومن ثم فالمدلول الحقيقي لنسبة الذكاء لدى فرد معين لا يمكن معرفته على وجه التحديد إلا إذا درسنا توزيع نسب الذكاء توزيع نسب الذكاء بين الناس جميعاً ، وقد طبقت مقاييس الذكاء على نطاق واسع فدلت نتائجها على أن الذكاء موزع بين الناس توزيعاً طبيعياً وفق المنحنى الاعتدالي أي أن السواد الأعظم منهم متوسطوا الذكاء في حين أن النوابغ وضعاف العقول قلة قليلة ، وقد اتفق العلماء على أن :
- من تزيد نسبة ذكاءه من 140 يعد ألمعياً .
- من تكون نسبة ذكاءه من 120 إلى 140 يعد ذكياً جداً .
- من تكون نسبة ذكاءه 110 إلى 120 يعد فوق المتوسط.
- من تكون نسبة ذكاءه من 90 إلى 110 يعد متوسط الذكاء.
- من تكون نسبة ذكاءه من 80 إلى 90 يعد دون المتوسط.
- من تكون نسبة ذكاءه من 70 إلى 80 يعد غبياً جداً.
- من تكون نسبة ذكاءه أقل من 70 فهو ضعيف العقل.
- من تكون نسبة ذكاءه من 50 إلى 70 فهو أهوك.
- من تكون نسبة ذكاءه من 20 أو 25 إلى 50 فهو أبله.
- من تكون نسبة ذكاءه أقل من 20 أو 25 فهو معتوه.
الذكاء والنجاح الدراسي:
يتوقف النجاح في الدراسة على عوامل شتى صحية وعقلية وانفعاليه واجتماعية ، والذكاء عامل رئيسي من هذه العوامل ، ولقد تأكدت فائدة اختبارات الذكاء على نحو لا يرقى إليه الشك في التنبؤ بالنجاح الدراسي والأكاديمي بحيث يميل كثير من العلماء إلى تسمية اختبارات الذكاء باختيارات (الاستعداد الدراسي) أو (القدرة الأكاديمية).
من ذلك أن الطالب لا يرجى له النجاح في الدراسة الثانوية إن كان ذكاءه دون المتوسط ، ولا يرجى له نجاح في الدراسة الجامعية إن لم يكن ذكاءه فوق المتوسط ، كما أن النجاح في بعض الكليات يتطلب مستوى ذكاء أعلى من النجاح في كليات أخرى ، فالدراسة بكلية الطب أو الهندسة تتطلب قدراً أكبر من الذكاء اللازم للنجاح في كليتي التجارة والآداب.
على أنه قد اتضح أن الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي أكثر وأوثق منه في مراحل التعليم الأولى من في مراحل التعليم العليا أو الجامعي ، فمن إحصاء أمريكي أن معامل الارتباط بين الذكاء والتحصيل الدراسي هو 0.75 لدى تلاميذ المدارس الابتدائية وأنه يتراوح بين 0.60 و 0.65 بين تلاميذ المرحلة الثانوية وأنه ينخفض إلى 0.5 بين طلبة الجامعات، فأما كون هذه المعاملات جزئية فيشير إلى أن التحصيل يتأثر بعوامل أخرى غير الذكاء ، وأما انخفاضها بتقدم المراحل التعليمية فالمرجح أنه يرجع إلى أن التحصيل في الجامعة يتوقف إلى حد كبير على الاستعدادات الخاصة وعلى الميول والاهتمامات والاتزان الانفعالي للطالب ، أو لأن بعض الأذكياء الممتازين ينصرفون عن التحصيل إلى نواح أخرى , ومهما يكن من الأمر فالأرقام السابقة تشير إلى أن التنبؤ بالنجاح الدراسي على أساس اختبارات يتفوقون في دراستهم الجامعية ، وأن من تكون نتائجهم فيها غير مرضية يفشلون في دراستهم الجامعية أو يجتازونها في عسر، وهذا يعني أن نجاح الطالب في الدراسة الجامعية يمكن التنبؤ به بدرجة كبيرة من الدقة على أساس نجاحه في اختبار ذكاء يجرى عليه قبل دخول الجامعة ، وأكبر الظن أننا لو أجرينا عليه إلى جانب اختبار الذكاء اختباراً يقيس استعداده الخاص للدراسة في الكلية المعينة التي يريد الالتحاق بها لخفضنا إلى حد كبير عدد من تلفظهم الكليات في سنواتها الأولى ، ومما يستأنس بذكره هنا أن الاختبار الشفوي الشخصي الذي تعقده بعض الجامعات لانتقاء طلابها قد فشل فشلاً ذريعاً في التنبؤ بنجاح الطالب أو تعثره في الدراسة الجامعية.
الذكاء والنجاح المهني :
يقتضي النجاح في المهن والأعمال المختلفة نسباً مختلفة من الذكاء ، فالمهن التي تتطلب التخطيط والتصميم والحكم والابتكار والدهاء وسعة الحيلة ، أو التي تتطلب أشخاصاً يستطيعون العمل دون إشراف دقيق عليهم ، يتوقف النجاح فيها على قدر كبير من الذكاء على تفاوت واختلاف في المقدار.
غير أن النجاح في بعض المهن يتطلب من القدرات والاستعدادات الخاصة أكثر مما يتطلبه من الذكاء العام، فقد يكون نصيب الفرد من الذكاء كبيراً لكنه يعجز عن النجاح في الأعمال الميكانيكية أو الحركية أو إجادة الرسم أو العزف أو الغناء أو الرقص إن كانت استعداداته الخاصة في هذه النواحي ضعيفة ، وقد يكون ذكاءه متوسطاً أو دون المتوسط لكنه يتفوق في هذه النواحي إن كانت استعداداته الخاصة لها قوية ، وهنا تكون اختبارات الذكاء محدودة الفائدة في التنبؤ بالنجاح.
بل إن الذكاء الرفيع قد يكون ضاراً ببعض المهن كالمهن الرتيبة البسيطة التي لا تتطلب تقديراً وتفكيراً ، وقد دل التجريب على أن ذوي الذكاء المرتفع أكثر عرضة للملل من غيرهم ، تضجرهم الأعمال التكرارية التي لا تنو فيها ، فإن مارسوها زادت أخطاؤهم وكثرت حوادثهم ولم يبلغوا بها حد الإتقان ، في حين أن أصحاب الذكاء المنخفض يرتاحون بوجه عام إلى أوجه النشاط التي تجري على وتيرة واحده .
كما وجد أن هناك صلة بين ذكاء الفرد وترقيته في وظيفته ، فذوو الذكاء المنخفض ينزعون إلى البقاء في مناصبهم الدنيا ، وفي حين يرقى الأذكياء إلى مناصب أعلى ، هذا ما أتضح في الأعمال الكتابية والمكتبية بوجه خاص.
وقد اتضح أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الذكاء وحسن اختيار المهنة، وهذا ليس بمستغرب فالذكي أقدر على فهم نفسه والحكم على قدراته وميوله وعلى ما تتطلبه المهن المختلفة من قدرات ، وصفات ، كما أن مستوى طموحه لا يكون في العادة مسرفاً في البعد عن الواقع.
من هذا نرى ما لاختبارات الذكاء من قيمة كبيرة في كثير من النواحي المهنية والصناعية وقد كان هذا مما يجعل علماء النفس على الاستمرار في تحسين هذه الاختبارات وجعلها أكثر صلاحية لقياس الذكاء من الاختبارات التي ظهرت في مطلع حركة القياس العلمي .
ولابد أن يقترن في كثير من الأحيان اختبار الذكاء باختبارات للقدرات الخاصة في عملية التوجيه والاختيار المهني ذلك أ، النجاح في بعض المهن يتطلب من القدرات الخاصة أكثر مما يتطلبه من الذكاء العام.
اختبارات الذكاء:
يشدد علماء القياس على القول أنه طالما لا توجد (بدائل ثابتة) بين أيدينا فإن اختبارات الذكاء هي من أدق وأفضل أدوات التقييم والتشخيص بين أيدينا ، وتطبيقاتها العلمية أصبحت هائلة وكثيرة في شتى ميادين الحياة وعلى وجه التحديد في مجالات الإرشاد والتوجيه.
ولا يسعنا إلا أن تعترف بقيمة هذه الاختبارات وأهميتها وفوائدها ولكن هذا لا يعفينا من بيان قصورها وعجزها والمطالبة بتطويرها ورفع صدقها وثباتها من الأيام ، والقول بأن مخاطرها لا تقل عن فوائدها لاسيما حين نفسرها بشكلها الحرفي ، متجاهلين أبعاداً دينامية كثيرة غير مرئية في سلوك الإنسان وكامل شخصيته ، وأصبح معلوماً لدى معظم المدرسين والأخصائيين على ضوء ذلك، بأن نتائج اختبارات الذكاء تستخدم (كوسيلة) لتساعد المختصين على فهم كل تلميذ (بالحدود) التي تقيسه وتدل عليه اختبارات الذكاء.
واختبارات الذكاء كثيرة ومتنوعة ومنها الاختبارات التي تعتمد على اللغة والاختبارات العلمية التي تتطلب طريق الخروج من متاهة أو وضع قطع مختلفة الأشكال في أماكنها المناسبة في لوحة معينة وغير ذلك من الأعمال المشابهة ، وقد تكون فردية أي تطبق على أفراد متفرقين في وقت واحد ويجريها باحث واحد ، وقد تكون جمعية أي تجري على مجموعة من الأشخاص في وقت معين ويجريها باحث واحد ، والاختبارات الجمعية قد تكون لفظية أو غير لفظية وإن كان الكثير منها يتضمن النوعين معاً.
المراجع:
1) المدخل إلى علم النفس ، عبد الله عبد الحي موسى الطبعة الثالثة 1988م
2) أصول علم النفس ، أحمد عزت راجح ، الطبعة الثامنه 1970م ، المكتب المثري الحديث للطباعة والنشر – الاسكندرية.
3) اختبارات الذكاء والقدرات العقلية ، د. عطوف محمود ياسين ، الطبعة الأولى 1981م ، دار الاندلس للنشر ، بيروت – لبنان.
إعداد الطالبة : سوسن عباس محمد بشر
قسم مجال انجليزي (نظامي )
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري