الملخص
تستهدف هذه الورقة تقديم نموذج مقترح للتصميم التعليمي عبر الإنترنت من المنظور البنائي، وذلك من خلال القراءة الناقدة للبحوث والأدبيات التربوية في مجال النظرية البنائية والتصميم التعليمي عبر الإنترنت من المنظور البنائي، حيث تتناول الورقة مميزات التعلم عبر الإنترنت وأهدافه التي شجعت تطبيق مبادئ النظرية البنائية، وأهم المهام والأنشطة البنائية التي يجب أن يضطلع بها الطلاب والأدوات المدعمة لها عبر الإنترنت، ثم تتناول الورقة عدداً من نماذج التصميم التعليمي عبر الإنترنت والتي من خلالها تم التوصل للنموذج المقترح الذي تألف من ست مراحل هي: التحليل، والتصميم، والإنتاج، والتجريب، والعرض، والتقويم.
مقدمة:
نظراً للنقد الذي وجه إلى النظرية السلوكية - التي تهدف إلى نقل المعلومات المحددة سلفاً من قبل الخبراء والمتخصصين إلى المتعلم، ويكون الاهتمام بالتسلسل والتتابع في نقل المعرفة والمهارات الفرعية - ظهرت مفاهيم تربوية جديدة تدعو لا إلى تطوير معارف المتعلم ومهاراته فحسب، بل تدعو أيضاً إلى معرفة كيف يتعلم ؟ وكيف يفكر ؟، وتعد النظرية البنائية أحد المداخل التي تحاول حل مثل هذه الأمور، والذي يأتي تماشياً مع العصر الذي نعيشه، والذي تغير فيه هدف التربية من نقل المعرفة للمتعلم إلى تعليم المتعلم كيف يبني معرفته بنفسه، كما نجد كثيرين من المهتمين بعمليتي التعليم والتعلم ينادون بضرورة أن تستند عمليتي التعليم والتعلم بصفة عامة – سواء أكان تعلماً عبر الإنترنت أم تعليماً تقليدياً - إلى مبادئ المنظور البنائي Constructivism والذي يرى أصحابه أن المعرفة أياً كانت تكتسب بشكل أفضل إذا ما أتيح للمتعلم أن يعالجها بنفسه مشيداً بنيته المعرفيةKnowledge Structure الخاصة، والتي غالباً ما تختلف عن تلك التي تقدم له من خلال المعلم أو أي مصدر آخر، وهذا يعنى أن اكتساب المعرفة يكون عن طريق إعادة بنائها من الداخل وليس استقبالها من الخارج.
وبالرغم من وجود هؤلاء الذين يذكرون أن البنائية لا تقدم نموذجًا للتطبيق، فإن عديداً من الباحثين والمربين شاركوا في استخدام مبادئ البنائية في تصميم بيئات تعلم جيدة وتطبيقها، وقد وصفت عديد من بيئات التعلم عبر الإنترنت كأنسب وسيط لتطبيق مبادئ البنائية للأغراض التعليمية، كما أظهرت بيئة الإنترنت أن المنظور البنائي يمكن أن يكون مرشداً فعالاً للتطبيق والممارسة التربوية (Murphy, 1997).
مميزات التعلم عبر الإنترنت:
يؤكد " فيليبس " (1997:21) Phillips أن المبادئ الأساسية للنظرية البنائية في التربية تأتي متوافقة مع الإمكانات والمميزات التي تقدمها بيئة التعلم عبر الإنترنت، حيث تصمم المادة العلمية بحيث تترك للمتعلم إمكانية بناء المعرفة وفق خبراته، كما يضيف بأن النظرية البنائية تؤكد على تعلم المتعلم وعمله، وهنا يأتي دور بيئة التعلم عبر الإنترنت – وبخاصة التي تحتوى على وسائط متعددة تفاعلية - في تطبيق مبادئ النظرية البنائية؛ لما تتمتع به من عناصر تتفق مع تلك المبادئ، وبخاصة في اكتساب المتعلم لمهارات التفكير العليا، وفيما يلي بعض مميزات التعلم عبر الإنترنت، والتي شجعت على تطبيق مبادئ النظرية البنائية (Johnson, 1999 :186)، (Rosenberg, 2001 :30)، (Weston & Barker, 2001 : 15 )، (عبد الرحمن توفيق، 2001 : 20-21)، (Iowa State University, 2003)، (رمزي عبد الحي، 2005 : 127 – 129 ) :
- تقديم خيارات مبدعة للتعليم والتعلم لبناء المعرفة لهؤلاء الطلاب الذين لا يمكنهم الحضور إلى فصول الدراسة التقليدية بسبب ظروف البعد أو العمل.
- توفر بعض المواقع التعليمية عبر الإنترنت بدائل تعليمية يختار منها الطلاب مواد التعلم التي تقابل اهتماماتهم ومستوياتهم المعرفية المختلفة، وتسمح لكل طالب بأن يخطو في تعلمه وفقاً لسرعته الخاصة.
- تعزيز الاتصال، وتدعيم التعلم التعاوني بين الطلاب عن طريق: البريد الإلكتروني، ولوحات النشر الإلكترونية.
- تميزه بالمرونة والكفاءة والسرعة والمتعة، ودعمه لدور المعلم كمرشد لعملية التعليم.
- إمكانية التعديل والتحديث الفوري للمقررات الدراسية، وتعميم هذه التعديلات على جميع الطلاب والمعلمين.
- إجراء الاختبارات عبر الشبكات، وتقويم نتائجها إلكترونياً وبصورة تلقائية.
- التغذية الراجعة الفورية للدارسين، مما يعزز من دافعيتهم لمواصلة التعلم.
- نمو المعرفة بالإنترنت ومهارات الكمبيوتر التي تساعد المتعلمين في حياتهم ومهنهم المستقبلية.
- إكمال المتعلمين للمقررات عبر الإنترنت بنجاح يعزز الثقة بالنفس ويشجعهم لتحمل مسئولية تعلمهم.
- تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمعلم، وأصبح من الممكن للمعلم إرسال التكليفات والاختبارات واستلامها عبر الإنترنت.
ويرى " لينش " (1997) Lynch أنه يمكن للتكنولوجيا تطبيق مبادئ البنائية في مواقف التعلم المختلفة، كما يمكنها تدعيم العمليتين الضرورتين لبناء المعرفة، وهما : الربط بين المعلومات القديمة والمعلومات الحديثة، والتفاعل الاجتماعي، حيث توفر أدوات البحث عبر الإنترنت للمتعلم فرصاً لإيجاد مواقف ذات معنى وثيقة الصلة بالمشكلات، كما أن الاتصال عن طريق الإنترنت يمد الطلاب بالقدرة على المشاركة والتباحث في النتائج مع زملائهم.
ويعتقد أنصار البنائية أن معظم ما يتم تعلمه بالأساليب التقليدية ينتج معرفة جامدة لا تطبق بسهولة في مواقف جديدة، وتعد الارتباطات المتشعبة Hyper links، والمميزات غير الخطية لبيئة الإنترنت أكثر مناسبة وملائمة لتدعيم التعلم البنائي؛ حيث ينظر لهذه المميزات على أنها تساعد الطلاب في اكتشاف المعلومات وبناء معرفتهم، كما يشجع البنائيون استخدام أدوات التكنولوجيا التي تتيحها الإنترنت لتعزيز الاتصال بين الطلاب، وتعد المؤتمرات عبر الإنترنت، والبريد الإلكتروني On-line conferencing and e-mail، وغرف الحوار المباشر من أدوات التكنولوجيا التي تتيح الاتصال بين المتعلمين (Miller & Miller, 1999) (Alessi & Trollip : 2000).
كما تسمح بيئة التعلم عبر الإنترنت للمتعلمين بأداء عدد من المهام الفعالة والنشطة التي يمكن أن تصنع نشاطاً بنائياً أكثر فاعلية. وبدون أدوات الإنترنت فإن الأنشطة - التي تستحث المتعلمين لكي يتفاعلوا وينظموا المصادر الخارجية ويتعاونوا ويشاركوا في المشروعات ويطوروا ويتقاسموا المواد الجديدة - يمكن أن تكون محدودة، حيث يمكن للطلاب أن يعملوا معاً من بُعد لحل المشكلات من خلال التفاعل الاجتماعي الضروري؛ لترجمة المادة التربوية إلى خبرات ذات معنى ومغزى، ويتم ذلك عن طريق الاتصال المتزامن وغير المتزامن والبرامج القائمة على النصوص المترابطة؛ لتحسين النقاش والبحث ومشكلات العالم الواقعي، كما تشمل التطبيقات التكنولوجية تحسين التفاعل الاجتماعي الضروري؛ لمساعدة الطلاب في بناء المعرفة (Lynch ,1997)، (Oliver, 2000 : 13).
أهداف ومبادئ التعلم عبر الإنترنت من المنظور البنائي:
يذكر "ميلر" و "ميلر" (1999) Miller & Miller أن أهداف التعلم عبر الإنترنت من المنظور البنائي تتمثل في:
- تقديم المهمة التعليمية في سياق قابل للتطبيق.
- توفير فرص للمتعلمين لبناء المعرفة بطريقة تعاونية قائمة على وجهات النظر المتعددة، من خلال المناقشة والتفكير.
- توفير فرص للمتعلمين لتوضيح تفكيرهم وتعديله؛ لضمان بنية معرفية دقيقة.
- خلق فرص للمعلمين لكي يدربوا وييسروا بناء معرفة الطالب.
كما يذكر "ويلسون" و "لوري" (2000) Wilson & Lowry أن هناك ثلاثة مبادئ أساسية للاستخدام الفعال للإنترنت في التعلم البنائي،وهي:
- توفير الوصول إلى المصادر الغنية بالمعلومات.
- التشجيع على التفاعل ذي المعنى مع المحتوى.
- إحضار المتعلمين معاً ليواجهوا ويدعموا ويجيبوا بعضهم البعض.
ويعرض "ويلسون" و "لوري" (2000) Wilson & Lowry بعض المهام والأنشطة البنائية التي يجب أن تطلب من المتعلمين، بالإضافة إلى الأدوات التي تدعم نشاطهم عبر الإنترنت في الجدول التالي:
جدول ( 1 ) : المهام والأنشطة البنائية التي يجب أن يضطلع بها الطلاب والأدوات المدعمة لها عبر الإنترنت
م المهام البنائية أدوات الإنترنت ومصادرها المستخدمة
1 ناقش المفاهيم الداخلية وأذكر الفكرة أو القضية وتلقى تغذية راجعة e-mail listservs, bulletin boards, video conferencing
2 ابحث عن المعلومات الخارجية، وجمعها. محركات البحث، وقائمة بالمواقع المفضلة، وقص ولصق للمشاركة في الملفات مع المجموعة أو فريق العمل
3 رتب المعلومات الخارجية داخل هياكل مترابطة في فئات (لاحظ أن هذه الفئة إضافة ضرورية للبحث ولجمع البيانات) برامج بناء الجداول والخرائط والرسوم البيانية وخرائط المفاهيم، والقدرة على تنظيم ارتباطات فائقة داخل فئات.
4 كامل أو أدمج المعلومات الخارجية مع المفاهيم الداخلية. التعليق على المصادر، وسؤال الخبراء عبر البريد الإلكتروني وهذا سيسمح للطلاب بكتابة ملاحظاتهم الشخصية على المصادر.
5 أنتج معلومات جديدة. محرر نصوص Html والكلمات وصفحات الويب والفيديو
6 عالج المعلومات والمتغيرات الخارجية لاختبار الافتراضات والنماذج الداخلية. المحاكاة.
نماذج التصميم التعليمي عبر الإنترنت:
هناك عدد من المحاولات من قبل مصممي التعليم لتصميم نماذج تعليمية فعالة عبر الإنترنت، ومن هذه النماذج نموذج كل من: "ماك مانس" McManus، و"رفيني" (2000:58) Ruffini، و"باسيرني و جرانجر"Passerini & Granger، و"ريان" وآخرون (51 – 43 : 2000Ryan et al.(، و"جوليف" وآخرون (62 – 83: 2001Jolliff et al. (، و"دولتيك" Doletyk (2002)، ومصطفى جودت (2003 : 112)، وعبد الله الموسى وأحمد المبارك (2005 : 154 - 179)، ومحمد الهادي (2005 : 129 – 135)، وإبراهيم الفار(2006 : 15-21)، وحسن الباتع (2007)، وياسر شعبان(2007)، وتصميم المقرر الإلكتروني (الغريب زاهر ، 2009)
وبالرغم من تعدد نماذج التصميم التعليمي عبر الإنترنت، فإنها تتشابه إلى حد كبير في إطارها العام، فلا يكاد يخلو نموذج من النماذج السابقة من المراحل التالية : التحليل، والتصميم، والتطوير، والتجريب، والتقويم، غير أن تلك النماذج تختلف في المهام الخاصة بكل مرحلة، وذلك وفقاً للهدف الذي يسعى لتحقيقه النموذج، كما انفردت بعض النماذج بتحديد بعض الخصائص المتصلة بشكل مباشر ببيئة الإنترنت التعليمية، كنماذج كل من " رفيني "، و "جوليف" وآخرون، وإبراهيم الفار، ومصطفى جودت، وحسن الباتع ، وياسر شعبان ، والغريب زاهر، حيث تضمنت تلك النماذج في بعض مراحلها على بعض المهام التي تشير بشكل مباشر إلى كيفية مراعاة مبادئ التصميم عبر الإنترنت، وكيفية اختيار برامج التأليف المناسبة للويب، وكيفية تصميم التفاعل، وكذلك الإشارة إلى عرض ونشر المقرر عبر الإنترنت.
وقد أمكن الإفادة من النماذج السابقة في الخروج بنموذج مقترح يناسب بيئة التعلم عبر الإنترنت، في محاولة لجمع ما يتميز به كل نموذج، وتلافي ما بها من عيوب، كما يعد هذا النموذج المقترح نموذجاً تطبيقياً للتصميم التعليمي عبر الإنترنت من المنظور البنائي، حيث يقدم توجيهات وإرشادات عملية محددة لمصممي التعليم عند تصميم بيئة تعلم إلكتروني عبر الإنترنت تستند إلى مبادئ النظرية، ويتكون هذا النموذج من ست مراحل رئيسة، هي : التحليل، والتصميم، والإنتاج، والتجريب، والعرض، والتقويم، وفيما يلي وصف تفصيلي للإجراءات التي يجب مراعاتها في كل مرحلة من تلك المرحل:
1- مرحلة التحليل :
تمر مرحلة التحليل بعدة خطوات، هي :
1-1- تحليل خصائص الطلاب: حيث يجب اختيار الطلاب الذين تتوافر لديهم متطلبات الدراسة عبر الإنترنت، المتمثلة في امتلاك كل منهم كمبيوتر متصل بالإنترنت؛ حتى يتسنى للطالب التعلم من بعد في أي وقت يناسبه، فضلاً عن توافر بعض مهارات استخدام الكمبيوتر والإنترنت والبريد الإلكتروني لدى هؤلاء الطلاب، كما يجب أن تتوافر لديهم الرغبة القوية للقيد في دراسة المقرر.
1-2- تحديد الأهداف العامة للمقرر: يجب أن تحدد الأهداف العامة للمقرر بحيث تصاغ في عبارات عامة، توضح ما سيتم تدريسه من موضوعات عامة دون الخوض في التفاصيل.
1-3- تحديد مهام التعلم وأنشطته: ويتم في هذه الخطوة تحديد مهام التعلم وأنشطته التي يجب على الطلاب إنجازها عند دراستهم للمقرر عبر الإنترنت، ومن تلك المهام والأنشطة ما يلي :
- استخدام محركات البحث التي يوفرها المقرر لإنجاز مهام التعلم أو الأنشطة في كل درس.
- زيارة بعض المواقع، واستعراضها وقراءة محتواها بشكل دقيق، ثم تلخيص بعض المعلومات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمهام التعلم أو الأنشطة.
- المشاركة في حلقات النقاش وإدارتها، سواء أكان هذا النقاش متزامناً كما في غرف الحوار المباشر، أم غير متزامن كما في منتدى المناقشة.
- إرسال رسائل البريد الإلكتروني واستقبالها فيما بين الطلاب وبعضهم البعض والمعلم.
- استنتاج حلول بعض مهام التعلم وأنشطته، وذلك من خلال تكليف الطالب ببعض المهام العملية، ووضعه في موقف يجعله نشطاً وإيجابياً في بناء المعرفة بنفسه.
1-4- تحليل البنية الأساسية: ويهدف تحليل البيئة التعليمية إلى تحديد ما يلي :
- الميزانية : حيث يجب رصد مبلغ محدد نظير تخصيص أحد مواقع الإنترنت لعرض المقرر.
- القاعات الدراسية : لا يحتاج هذا النوع من التعلم (الإلكتروني) إلى قاعات دراسية.
- الأجهزة : نظراً لأن الطلاب الذين يدرسون عبر الإنترنت يمتلكون أجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت فإنهم ليسوا في حاجة إلى أجهزة توفرها المؤسسة التعليمية.
2- مرحلة التصميم :
وتشتمل تلك المرحلة على مرحلتين رئيستين، وفيما يلي وصف تفصيلي لهما :
2-1- المرحلة الأولى: وتتضمن الخطوات التالية :
2-1-1- تحديد الأهداف التعليمية للمقرر : يجب أن تصاغ الأهداف التعليمية من المنظور البنائي في صورة مقاصد عامة لمهام التعلم يسعى جميع الطلاب لتحقيقها.
2-1-2- تحديد محتوى المقرر : يقوم المنظور البنائي على عدم تحديد المحتوى بشكل تفصيلي مسبق ؛ لأن المتعلم هو الذي يبحث عن هذه المعلومات التفصيلية ، ومن خلال ذلك يبني معارفه الخاصة.
2-1-3- تنظيم محتوى المقرر : يقوم المنظور البنائي على عدم تحديد تتابع عرض المحتوى بشكل صارم مقدمًا ؛ لأن ذلك يمنع عملية البناء ، وفيما يلي وصف تفصيلي لتنظيم المقرر من المنظور البنائي: حيث يجب أن يشتمل كل درس من دروس المقرر على العناصر التالية :
- رقم الوحدة وعنوانها. ثم رقم الدرس وعنوانه.
- الهدف العام للدرس : حيث يجب أن يصاغ الهدف في صورة مقصد عام لمهام التعلم.
- التمهيد لموضوع الدرس : ويهدف إلى استثارة عقل الطالب نحو موضوع الدرس من جهة، والمهمة التي ستُطرح عليه من جهة أخرى.
- مهام الدرس : قد تكون المهمة سؤالاً يجيب عنه الطالب، أو تكليفاً مطلوب إنجازه، وقد يتبع بعض المهام تعليمات خاصة توجه الطالب نحو استخدام مصادر وأدوات تعلم أخرى، كأن توجهه إلى الدخول إلى موقع ما، أو تحميل بعض الملفات من الإنترنت، أو قراءة فصل من كتاب أو رسالة علمية، أو الذهاب إلى مكتبة الكلية.
- أنشطة الدرس: وهي تشمل بعض التكليفات التي على الطالب إنجازها؛ لتعميق فهمه للدرس.
- الأهداف التعليمية للدرس : ويحددها الطالب مشاركة مع أفراد مجموعته في نهاية تعلمه.
- خلاصة الدرس : وتشتمل تلك الخلاصة على ما حدده الطلاب مشاركة معاً من أهداف تعلم الدرس في صورة إجرائية.
2-1-4- تحديد خطة السير في دروس محتوى المقرر : يجب ترجمة المبادئ الأساسية للمنظور البنائي في التعلم إلى عدد من الإجراءات التي ينبغي إتباعها عند تناول دروس المقرر؛ وهي كما يلي :
- تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل متعاونة صغيرة، يتراوح عدد كل مجموعة بين 4–6 طلاب، بحيث يتعاون أفراد كل مجموعة على تحقيق مهام التعلم من خلال الحوار والمناقشة.
- تحديد منسق لكل مجموعة مسئول عن إرسال ما توصل إليه أفراد مجموعته من معلومات إلى المعلم عبر البريد الإلكتروني.
- مشاركة المعلم في كل مجموعة كعضو أساس فيها؛ للتوجيه والإرشاد إذا تطلب الأمر ذلك.
- إنشاء سجل إنجاز Portfolio لكل طالب على حدة، ولكل مجموعة مجتمعة؛ لضمان جدية كل فرد في المجموعة في إنجاز مهام التعلم وأنشطته.
ويتطلب توصل الطلاب إلى حل مهام التعلم وأنشطته من المنظور البنائي القيام بالخطوات الثلاث التالية :
- الخطوة الأولى : يبحث فيها كل طالب بمفرده عن المعلومات المطلوب إنجازها مستخدماً محركات البحث التي يوفرها المقرر، ثم يحفظ ما توصل إليه من معلومات بعد تلخيصها على جهاز الكمبيوتر الخاص به، ويرسل نسخة منها إلى المعلم لتضاف إلى سجل الإنجاز الخاص به.
- الخطوة الثانية : يعرض فيها كل طالب داخل كل مجموعة ما توصل إليه من معلومات، من خلال غرف الحوار المباشر، ومنتدى المناقشة التي يوفرها المقرر، ثم يتم إرسال ما اتفقت عليه المجموعة عبر البريد الإلكتروني إلى المعلم.
- الخطوة الثالثة : يعرض فيها منسق كل مجموعة ما توصلت إليه مجموعته من معلومات مرتبطة بمهام التعلم وأنشطته على باقي المجموعات، للخروج بشكل نهائي لحل مهام التعلم وأنشطته.
ويتمثل دور المعلم في كل مرحلة بالتوجيه والإرشاد، وتشجيع الطلاب على الاندماج في حوارات مع بعضهم البعض ومعه، وتهيئة فرص للطلاب تسمح لهم ببناء معرفة جديدة وفهم عميق، كما يشجع طلابه على التساؤل والاستفسار من خلال طرح أسئلة تثير تفكيرهم.
2-1-5- اختيار الوسائط التعليمية المناسبة : نظراً لأن المقرر معد ليعرض عبر الإنترنت، فإن من أهم الوسائط التعليمية المستخدمة هي الإنترنت التي تجمع في طياتها عديداً من الوسائط، حيث توفر النصوص والرسوم والصور الثابتة والمتحركة، ولقطات الفيديو والصوت، وغرف الحوار المباشر، ومنتديات المناقشة، فضلاً عن البريد الإلكتروني، وخدمة نقل الملفات، ومجموعات الأخبار، والكتب الإلكترونية، والمكتبات الإلكترونية.
2-1-6- تحديد أساليب تقويم أداء الطلاب: يجب تحديد أساليب تقويم أداء الطلاب في المقرر وفقاً لقيامهم بالمهام التالية:
- المشاركة والتفاعل داخل المقرر من خلال استخدام البريد الإلكتروني، وغرف الحوار المباشر، ومنتدى المناقشة، ويخصص لها 20% من الدرجة الكلية للمقرر.
- أداء مهام التعلم وأنشطته، ويخصص لها 40 % من الدرجة الكلية للمقرر.
- أداء الاختبار النهائي لمحتوى المقرر، ويخصص له 40% من الدرجة الكلية.
2-2- المرحلة الثانية : ويجب أن تتضمن الخطوات التالية :
بعد الانتهاء من خطوات المرحلة الأولى من مرحلتي التصميم سالفة الذكر، أصبح المقرر معداً لتصميمه عبر الإنترنت، حيث تم في هذه المرحلة وضع تصور كامل، وخطوط عريضة لما ينبغي أن يكون عليه المقرر، وما يشتمل عليه من عناصر عندما يعرض على الإنترنت ويتاح للطلاب، ويجب أن تمر تلك المرحلة بعدة خطوات كما يلي :
2-2-1- تحديد مبادئ تصميم المقرر: يجب أن يراعى عند تصميم المقرر بعض مبادئ تصميم المقررات عبر الإنترنت، وتتمثل مبادئ تصميم المقررات عبر الإنترنت التي يجب مراعاتها في المقرر المزمع تصميمه عبر الإنترنت في المبادئ الخاصة بما يلي : التفاعل في بيئة التعلم القائم على الإنترنت، والمعلومات العامة عن المقرر، وخطة للمقرر Course Outline، وتصميم الواجهات الرسومية التعليمية، وكتابة النص، والرسوم والتكوينات الخطية graphic، والارتباطات links، وتقديم المساعدة للطلاب.
2-2-2- تصميم الخريطة الانسيابية Flowchart: تستخدم الخريطة الانسيابية لإعداد رسم تخطيطي متكامل بالرموز والأشكال الهندسية لتوضيح تتابع صفحات المقرر وما به من ارتباطات، ويجب أن تتنوع الصفحات التي يشتمل عليها المقرر عبر الإنترنت، وتعدد كذلك وفقاً للوظيفة والهدف الذي تسعى لتحقيقه، حيث يجب أن تصمم صفحات المقرر وما تتضمنه من ارتباطات لتشتمل على فئتين، الأولى: صفحات عامة، والثانية: صفحات المقرر نفسه، وفيما يلي تفاصيل تلك الصفحات:
أ- الصفحات العامة : وتضم بعض الصفحات العامة التي تتاح لأي مستخدم عبر الإنترنت، كنوع من الدعاية والإعلان عن المقرر في الأوساط التعليمية، ويرتبط بهذه الصفحة الصفحات التالية:
- الصفحة الرئيسة : وهي صفحة البداية التي تظهر للمستخدم، ويتم تحميلها بمجرد أن يكتب عنوان الموقع، وتحتوي هذه الصفحة على البيانات التالية : اسم المقرر، والجهة المسئولة عن عرضه، ويأتي في قلب الصفحة عدد من الأيقونات التي تنقل المستخدم إلى الصفحات المرتبطة بها.
- صفحة توصيف المقرر: وتقدم وصفاً تفصيلياً لمكونات المقرر من حيث : أهدافه، والمتطلبات اللازمة لدراسته، وعناصر محتواه، ومصادر المقرر وأدواته، وكيفية تناول كل درس، وكيفية تقويم أداء الطلاب، وقائمة بالمراجع.
- صفحة المعلم : وتقدم بعض المعلومات عن المعلم، من حيث: اسمه، وبريده الإلكتروني، ومؤهلاته العلمية، ووظيفته، ومواعيد تواجده على الشبكة، وساعاته المكتبية بالكلية.
- صفحة الأخبار: وتقدم بعض المعلومات العامة عن المقرر ومواعيد بدء الدراسة والانتهاء منها.
- صفحة دليل الاستخدام: وتقدم للمستخدم بعض التعليمات عن كيفية استخدام أدوات المقرر بسهولة.
- صفحة الحوار المباشر: وتعرض إمكانية إجراء حوار مباشر بين الطلاب فيما بينهم داخل المقرر.
- صفحة التقويم الذاتي : وتوضح الإستراتيجية التي يتم من خلالها تقويم أداء الطالب في المقرر.
- صفحة إدخال البيانات الشخصية : حيث يجب على الطالب للدخول إلى دراسة المقرر أن يختار اسمه من القائمة، ثم كتابة كلمة المرور الخاصة به.
ب- صفحات المقرر:
يجب أن يضم المقرر المصمم عبر الإنترنت من المنظور البنائي عدداً من الصفحات والارتباطات لكل منها وظيفة محددة، وفيما يلي وصف هذه الصفحات وما تتضمنه من ارتباطات :
- الصفحة الرئيسة : وهي تشبه الصفحة الرئيسة في الصفحات العامة، مع زيادة عدد الأيقونات التي تمكن المستخدم من الانتقال إلى صفحات أخرى.
- صفحة المعلم : وهي تشبه صفحة المعلم في الصفحات العامة، مع إضافة رقم تليفون المعلم ليتصل به الطلاب المقيدين في المقرر عند الضرورة القصوى.
- صفحة الطلاب: وتضم قائمة بأسماء الطلاب المقيدين بالمقرر، وتخصصاتهم، وبريدهم الإلكتروني؛ ليتسنى لهم مراسلة بعضهم البعض، والتعرف فيما بينهم.
- صفحة الأهداف : وتضم قائمة بالأهداف العامة للمقرر، وأهداف كل وحدة من، بحيث ينتقل الطالب مباشرة إلى الأهداف التي يريد الاطلاع عليها بمجرد النقر على الأيقونة الخاصة بذلك.
- صفحة المحتوى : وتضم قائمة بوحدات المقرر، وتضم كل وحدة قائمة بدروس الوحدة.
- صفحة التقويم الذاتي : وتوضح الإستراتيجية التي يتم من خلالها تقويم أداء الطالب في المقرر.
- صفحة المراجع : وتضم قائمة بالمراجع والمصادر المطبوعة أو الإلكترونية المرتبطة بالمقرر.
- صفحة البحث : حيث يمكن للطالب البحث في محركات البحث للحصول على المعلومات المرتبطة بمهام التعلم وأنشطته.
- صفحة منتدى المناقشة : ويمكن للطالب المشاركة في المنتدى من خلال طرح موضوعات جديدة أو الرد على موضوعات موجودة بالفعل، سواء أكانت مرتبطة بالمقرر أم موضوعات عامة.
- صفحة الحوار المباشر : ويمكن للطالب إجراء حوار مباشر بشكل متزامن مع الزملاء أو الزملاء والمعلم.
- صفحة البريد الإلكتروني : حيث يمكن للطالب الدخول إلى بريده الخاص، لإرسال مهام التعلم وأنشطته للمعلم.
- صفحة الأخبار : تمكن الطالب من الاطلاع على أهم الأخبار والإعلانات التي يعرضها المعلم بشأن مواد المقرر كمواعيد اللقاءات بالكلية، وكذلك مواعيد إرسال مهام التعلم وأنشطته.
- صفحة التعليقات : حيث يمكن للطالب كتابة أي تعليق أو رأي حول المقرر، وإرساله إلى المعلم.
2-2-3- تصميم التفاعل : يجب عند تصميم المقرر عبر الإنترنت مراعاة أن يتنوع التفاعل داخل المقرر ليشمل : التفاعل بين المتعلم والمحتوى، والتفاعل بين المتعلمين، والتفاعل بين المتعلم والمعلم، والتفاعل بين المتعلم وواجهة التفاعل الرسومية Graphical User Interface.
3- مرحلة الإنتاج : وتمر هذه المرحلة بعدد من الخطوات يمكن تلخيصها فيما يلي :
- تحديد لغات البرمجة المناسبة: تستخدم لغة HTML لبناء صفحات المقرر التي تتصف بالثبات، كما يمكن استخدام لغتا PHP، Java Script لإضفاء عنصر التفاعلية على المقرر.
- ربط المقرر بخدمات الإنترنت: مثل الحوار المباشر، ومنتدى المناقشة، والبريد الإلكتروني، ومحركات البحث.
- كتابة النصوص : يستخدم في كتابة النصوص برنامج Microsoft Word xp، و Microsoft FrontPage xp.
- إدراج الصور الثابتة والرسومات التخطيطية : من خلال إدراج أشكال تلقائية وتأثيرات التعبئة والألوان، ومعالجتها باستخدام برنامجي Paint، Adobe Photoshop، والاستعانة بالبعض الآخر من خلال الإنترنت بعد معالجتها.
- اختيار الرسوم المتحركة : يتم تصميم بعض الرسوم المتحركة لتوظيفها داخل صفحات المقرر، وانتقاء بعض الملفات من بعض برامج الكمبيوتر الجاهزة وكذلك من على الإنترنت.
- اختيار الصوت: يتم انتقاء ملفات الصوت الموجود في المقرر من عدد كبير من ملفات الصوت المسجلة على بعض الأقراص المدمجة C.D أو الإنترنت، أو تسجيل بعضها.
- إدراج لقطات الفيديو : يجب إدراج بعض لقطات الفيديو في محتوى المقرر بشكل وظيفي.
4- مرحلة التجريب : تستهدف هذه المرحلة فحص المقرر والتأكد من صلاحيته للتطبيق على الطلاب ، فضلاً عن تجريبه قبل العرض الفعلي على الإنترنت، وتمر تلك المرحلة بخطوتين رئيستين : الأولى تطبيق بطاقة لتقويم المقرر عبر الإنترنت من قبل مجموعة من المتخصصين في المجال؛ للتعرف على مدى مراعاة المقرر للمعايير الواجب توافرها في المقررات عبر الإنترنت، والثانية عرض المقرر على عدد من المتخصصين في المجال، وكذا عرضه على عدد من الطلاب.
5- مرحلة العرض : بعد اختبار صلاحية المقرر للعرض، يجب اختيار إحدى شركات تقديم خدمة استضافة مواقع الإنترنت؛ لنشر المقرر عبر الإنترنت، مع مراعاة عند اختيار عنوان الموقع أن يتسم بسهولة حفظه من قبل الطالب، ويمثل معنى بالنسبة له حتى يتذكره دون عناء، وبعد ذلك يتم تحميل مواد المقرر وأدواته ليتاح للطلاب الفعليين لدراسته، على أن يؤخذ في الاعتبار أن المقرر بحاجة إلى تحديث معلوماته بصفة مستمرة، فضلاً عن الصيانة المستمرة، وخاصة لاختبار الارتباطات، وسرعة تحميل الصفحة.
6- مرحلة التقويم : تستهدف مرحلة التقويم قياس فاعلية المقرر عبر الإنترنت في تحقيق الأهداف المرجوة، وفحصه بعد الاستخدام الفعلي من قبل الطلاب؛ تمهيداً لتطويره مستقبلاً
تستهدف هذه الورقة تقديم نموذج مقترح للتصميم التعليمي عبر الإنترنت من المنظور البنائي، وذلك من خلال القراءة الناقدة للبحوث والأدبيات التربوية في مجال النظرية البنائية والتصميم التعليمي عبر الإنترنت من المنظور البنائي، حيث تتناول الورقة مميزات التعلم عبر الإنترنت وأهدافه التي شجعت تطبيق مبادئ النظرية البنائية، وأهم المهام والأنشطة البنائية التي يجب أن يضطلع بها الطلاب والأدوات المدعمة لها عبر الإنترنت، ثم تتناول الورقة عدداً من نماذج التصميم التعليمي عبر الإنترنت والتي من خلالها تم التوصل للنموذج المقترح الذي تألف من ست مراحل هي: التحليل، والتصميم، والإنتاج، والتجريب، والعرض، والتقويم.
مقدمة:
نظراً للنقد الذي وجه إلى النظرية السلوكية - التي تهدف إلى نقل المعلومات المحددة سلفاً من قبل الخبراء والمتخصصين إلى المتعلم، ويكون الاهتمام بالتسلسل والتتابع في نقل المعرفة والمهارات الفرعية - ظهرت مفاهيم تربوية جديدة تدعو لا إلى تطوير معارف المتعلم ومهاراته فحسب، بل تدعو أيضاً إلى معرفة كيف يتعلم ؟ وكيف يفكر ؟، وتعد النظرية البنائية أحد المداخل التي تحاول حل مثل هذه الأمور، والذي يأتي تماشياً مع العصر الذي نعيشه، والذي تغير فيه هدف التربية من نقل المعرفة للمتعلم إلى تعليم المتعلم كيف يبني معرفته بنفسه، كما نجد كثيرين من المهتمين بعمليتي التعليم والتعلم ينادون بضرورة أن تستند عمليتي التعليم والتعلم بصفة عامة – سواء أكان تعلماً عبر الإنترنت أم تعليماً تقليدياً - إلى مبادئ المنظور البنائي Constructivism والذي يرى أصحابه أن المعرفة أياً كانت تكتسب بشكل أفضل إذا ما أتيح للمتعلم أن يعالجها بنفسه مشيداً بنيته المعرفيةKnowledge Structure الخاصة، والتي غالباً ما تختلف عن تلك التي تقدم له من خلال المعلم أو أي مصدر آخر، وهذا يعنى أن اكتساب المعرفة يكون عن طريق إعادة بنائها من الداخل وليس استقبالها من الخارج.
وبالرغم من وجود هؤلاء الذين يذكرون أن البنائية لا تقدم نموذجًا للتطبيق، فإن عديداً من الباحثين والمربين شاركوا في استخدام مبادئ البنائية في تصميم بيئات تعلم جيدة وتطبيقها، وقد وصفت عديد من بيئات التعلم عبر الإنترنت كأنسب وسيط لتطبيق مبادئ البنائية للأغراض التعليمية، كما أظهرت بيئة الإنترنت أن المنظور البنائي يمكن أن يكون مرشداً فعالاً للتطبيق والممارسة التربوية (Murphy, 1997).
مميزات التعلم عبر الإنترنت:
يؤكد " فيليبس " (1997:21) Phillips أن المبادئ الأساسية للنظرية البنائية في التربية تأتي متوافقة مع الإمكانات والمميزات التي تقدمها بيئة التعلم عبر الإنترنت، حيث تصمم المادة العلمية بحيث تترك للمتعلم إمكانية بناء المعرفة وفق خبراته، كما يضيف بأن النظرية البنائية تؤكد على تعلم المتعلم وعمله، وهنا يأتي دور بيئة التعلم عبر الإنترنت – وبخاصة التي تحتوى على وسائط متعددة تفاعلية - في تطبيق مبادئ النظرية البنائية؛ لما تتمتع به من عناصر تتفق مع تلك المبادئ، وبخاصة في اكتساب المتعلم لمهارات التفكير العليا، وفيما يلي بعض مميزات التعلم عبر الإنترنت، والتي شجعت على تطبيق مبادئ النظرية البنائية (Johnson, 1999 :186)، (Rosenberg, 2001 :30)، (Weston & Barker, 2001 : 15 )، (عبد الرحمن توفيق، 2001 : 20-21)، (Iowa State University, 2003)، (رمزي عبد الحي، 2005 : 127 – 129 ) :
- تقديم خيارات مبدعة للتعليم والتعلم لبناء المعرفة لهؤلاء الطلاب الذين لا يمكنهم الحضور إلى فصول الدراسة التقليدية بسبب ظروف البعد أو العمل.
- توفر بعض المواقع التعليمية عبر الإنترنت بدائل تعليمية يختار منها الطلاب مواد التعلم التي تقابل اهتماماتهم ومستوياتهم المعرفية المختلفة، وتسمح لكل طالب بأن يخطو في تعلمه وفقاً لسرعته الخاصة.
- تعزيز الاتصال، وتدعيم التعلم التعاوني بين الطلاب عن طريق: البريد الإلكتروني، ولوحات النشر الإلكترونية.
- تميزه بالمرونة والكفاءة والسرعة والمتعة، ودعمه لدور المعلم كمرشد لعملية التعليم.
- إمكانية التعديل والتحديث الفوري للمقررات الدراسية، وتعميم هذه التعديلات على جميع الطلاب والمعلمين.
- إجراء الاختبارات عبر الشبكات، وتقويم نتائجها إلكترونياً وبصورة تلقائية.
- التغذية الراجعة الفورية للدارسين، مما يعزز من دافعيتهم لمواصلة التعلم.
- نمو المعرفة بالإنترنت ومهارات الكمبيوتر التي تساعد المتعلمين في حياتهم ومهنهم المستقبلية.
- إكمال المتعلمين للمقررات عبر الإنترنت بنجاح يعزز الثقة بالنفس ويشجعهم لتحمل مسئولية تعلمهم.
- تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمعلم، وأصبح من الممكن للمعلم إرسال التكليفات والاختبارات واستلامها عبر الإنترنت.
ويرى " لينش " (1997) Lynch أنه يمكن للتكنولوجيا تطبيق مبادئ البنائية في مواقف التعلم المختلفة، كما يمكنها تدعيم العمليتين الضرورتين لبناء المعرفة، وهما : الربط بين المعلومات القديمة والمعلومات الحديثة، والتفاعل الاجتماعي، حيث توفر أدوات البحث عبر الإنترنت للمتعلم فرصاً لإيجاد مواقف ذات معنى وثيقة الصلة بالمشكلات، كما أن الاتصال عن طريق الإنترنت يمد الطلاب بالقدرة على المشاركة والتباحث في النتائج مع زملائهم.
ويعتقد أنصار البنائية أن معظم ما يتم تعلمه بالأساليب التقليدية ينتج معرفة جامدة لا تطبق بسهولة في مواقف جديدة، وتعد الارتباطات المتشعبة Hyper links، والمميزات غير الخطية لبيئة الإنترنت أكثر مناسبة وملائمة لتدعيم التعلم البنائي؛ حيث ينظر لهذه المميزات على أنها تساعد الطلاب في اكتشاف المعلومات وبناء معرفتهم، كما يشجع البنائيون استخدام أدوات التكنولوجيا التي تتيحها الإنترنت لتعزيز الاتصال بين الطلاب، وتعد المؤتمرات عبر الإنترنت، والبريد الإلكتروني On-line conferencing and e-mail، وغرف الحوار المباشر من أدوات التكنولوجيا التي تتيح الاتصال بين المتعلمين (Miller & Miller, 1999) (Alessi & Trollip : 2000).
كما تسمح بيئة التعلم عبر الإنترنت للمتعلمين بأداء عدد من المهام الفعالة والنشطة التي يمكن أن تصنع نشاطاً بنائياً أكثر فاعلية. وبدون أدوات الإنترنت فإن الأنشطة - التي تستحث المتعلمين لكي يتفاعلوا وينظموا المصادر الخارجية ويتعاونوا ويشاركوا في المشروعات ويطوروا ويتقاسموا المواد الجديدة - يمكن أن تكون محدودة، حيث يمكن للطلاب أن يعملوا معاً من بُعد لحل المشكلات من خلال التفاعل الاجتماعي الضروري؛ لترجمة المادة التربوية إلى خبرات ذات معنى ومغزى، ويتم ذلك عن طريق الاتصال المتزامن وغير المتزامن والبرامج القائمة على النصوص المترابطة؛ لتحسين النقاش والبحث ومشكلات العالم الواقعي، كما تشمل التطبيقات التكنولوجية تحسين التفاعل الاجتماعي الضروري؛ لمساعدة الطلاب في بناء المعرفة (Lynch ,1997)، (Oliver, 2000 : 13).
أهداف ومبادئ التعلم عبر الإنترنت من المنظور البنائي:
يذكر "ميلر" و "ميلر" (1999) Miller & Miller أن أهداف التعلم عبر الإنترنت من المنظور البنائي تتمثل في:
- تقديم المهمة التعليمية في سياق قابل للتطبيق.
- توفير فرص للمتعلمين لبناء المعرفة بطريقة تعاونية قائمة على وجهات النظر المتعددة، من خلال المناقشة والتفكير.
- توفير فرص للمتعلمين لتوضيح تفكيرهم وتعديله؛ لضمان بنية معرفية دقيقة.
- خلق فرص للمعلمين لكي يدربوا وييسروا بناء معرفة الطالب.
كما يذكر "ويلسون" و "لوري" (2000) Wilson & Lowry أن هناك ثلاثة مبادئ أساسية للاستخدام الفعال للإنترنت في التعلم البنائي،وهي:
- توفير الوصول إلى المصادر الغنية بالمعلومات.
- التشجيع على التفاعل ذي المعنى مع المحتوى.
- إحضار المتعلمين معاً ليواجهوا ويدعموا ويجيبوا بعضهم البعض.
ويعرض "ويلسون" و "لوري" (2000) Wilson & Lowry بعض المهام والأنشطة البنائية التي يجب أن تطلب من المتعلمين، بالإضافة إلى الأدوات التي تدعم نشاطهم عبر الإنترنت في الجدول التالي:
جدول ( 1 ) : المهام والأنشطة البنائية التي يجب أن يضطلع بها الطلاب والأدوات المدعمة لها عبر الإنترنت
م المهام البنائية أدوات الإنترنت ومصادرها المستخدمة
1 ناقش المفاهيم الداخلية وأذكر الفكرة أو القضية وتلقى تغذية راجعة e-mail listservs, bulletin boards, video conferencing
2 ابحث عن المعلومات الخارجية، وجمعها. محركات البحث، وقائمة بالمواقع المفضلة، وقص ولصق للمشاركة في الملفات مع المجموعة أو فريق العمل
3 رتب المعلومات الخارجية داخل هياكل مترابطة في فئات (لاحظ أن هذه الفئة إضافة ضرورية للبحث ولجمع البيانات) برامج بناء الجداول والخرائط والرسوم البيانية وخرائط المفاهيم، والقدرة على تنظيم ارتباطات فائقة داخل فئات.
4 كامل أو أدمج المعلومات الخارجية مع المفاهيم الداخلية. التعليق على المصادر، وسؤال الخبراء عبر البريد الإلكتروني وهذا سيسمح للطلاب بكتابة ملاحظاتهم الشخصية على المصادر.
5 أنتج معلومات جديدة. محرر نصوص Html والكلمات وصفحات الويب والفيديو
6 عالج المعلومات والمتغيرات الخارجية لاختبار الافتراضات والنماذج الداخلية. المحاكاة.
نماذج التصميم التعليمي عبر الإنترنت:
هناك عدد من المحاولات من قبل مصممي التعليم لتصميم نماذج تعليمية فعالة عبر الإنترنت، ومن هذه النماذج نموذج كل من: "ماك مانس" McManus، و"رفيني" (2000:58) Ruffini، و"باسيرني و جرانجر"Passerini & Granger، و"ريان" وآخرون (51 – 43 : 2000Ryan et al.(، و"جوليف" وآخرون (62 – 83: 2001Jolliff et al. (، و"دولتيك" Doletyk (2002)، ومصطفى جودت (2003 : 112)، وعبد الله الموسى وأحمد المبارك (2005 : 154 - 179)، ومحمد الهادي (2005 : 129 – 135)، وإبراهيم الفار(2006 : 15-21)، وحسن الباتع (2007)، وياسر شعبان(2007)، وتصميم المقرر الإلكتروني (الغريب زاهر ، 2009)
وبالرغم من تعدد نماذج التصميم التعليمي عبر الإنترنت، فإنها تتشابه إلى حد كبير في إطارها العام، فلا يكاد يخلو نموذج من النماذج السابقة من المراحل التالية : التحليل، والتصميم، والتطوير، والتجريب، والتقويم، غير أن تلك النماذج تختلف في المهام الخاصة بكل مرحلة، وذلك وفقاً للهدف الذي يسعى لتحقيقه النموذج، كما انفردت بعض النماذج بتحديد بعض الخصائص المتصلة بشكل مباشر ببيئة الإنترنت التعليمية، كنماذج كل من " رفيني "، و "جوليف" وآخرون، وإبراهيم الفار، ومصطفى جودت، وحسن الباتع ، وياسر شعبان ، والغريب زاهر، حيث تضمنت تلك النماذج في بعض مراحلها على بعض المهام التي تشير بشكل مباشر إلى كيفية مراعاة مبادئ التصميم عبر الإنترنت، وكيفية اختيار برامج التأليف المناسبة للويب، وكيفية تصميم التفاعل، وكذلك الإشارة إلى عرض ونشر المقرر عبر الإنترنت.
وقد أمكن الإفادة من النماذج السابقة في الخروج بنموذج مقترح يناسب بيئة التعلم عبر الإنترنت، في محاولة لجمع ما يتميز به كل نموذج، وتلافي ما بها من عيوب، كما يعد هذا النموذج المقترح نموذجاً تطبيقياً للتصميم التعليمي عبر الإنترنت من المنظور البنائي، حيث يقدم توجيهات وإرشادات عملية محددة لمصممي التعليم عند تصميم بيئة تعلم إلكتروني عبر الإنترنت تستند إلى مبادئ النظرية، ويتكون هذا النموذج من ست مراحل رئيسة، هي : التحليل، والتصميم، والإنتاج، والتجريب، والعرض، والتقويم، وفيما يلي وصف تفصيلي للإجراءات التي يجب مراعاتها في كل مرحلة من تلك المرحل:
1- مرحلة التحليل :
تمر مرحلة التحليل بعدة خطوات، هي :
1-1- تحليل خصائص الطلاب: حيث يجب اختيار الطلاب الذين تتوافر لديهم متطلبات الدراسة عبر الإنترنت، المتمثلة في امتلاك كل منهم كمبيوتر متصل بالإنترنت؛ حتى يتسنى للطالب التعلم من بعد في أي وقت يناسبه، فضلاً عن توافر بعض مهارات استخدام الكمبيوتر والإنترنت والبريد الإلكتروني لدى هؤلاء الطلاب، كما يجب أن تتوافر لديهم الرغبة القوية للقيد في دراسة المقرر.
1-2- تحديد الأهداف العامة للمقرر: يجب أن تحدد الأهداف العامة للمقرر بحيث تصاغ في عبارات عامة، توضح ما سيتم تدريسه من موضوعات عامة دون الخوض في التفاصيل.
1-3- تحديد مهام التعلم وأنشطته: ويتم في هذه الخطوة تحديد مهام التعلم وأنشطته التي يجب على الطلاب إنجازها عند دراستهم للمقرر عبر الإنترنت، ومن تلك المهام والأنشطة ما يلي :
- استخدام محركات البحث التي يوفرها المقرر لإنجاز مهام التعلم أو الأنشطة في كل درس.
- زيارة بعض المواقع، واستعراضها وقراءة محتواها بشكل دقيق، ثم تلخيص بعض المعلومات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمهام التعلم أو الأنشطة.
- المشاركة في حلقات النقاش وإدارتها، سواء أكان هذا النقاش متزامناً كما في غرف الحوار المباشر، أم غير متزامن كما في منتدى المناقشة.
- إرسال رسائل البريد الإلكتروني واستقبالها فيما بين الطلاب وبعضهم البعض والمعلم.
- استنتاج حلول بعض مهام التعلم وأنشطته، وذلك من خلال تكليف الطالب ببعض المهام العملية، ووضعه في موقف يجعله نشطاً وإيجابياً في بناء المعرفة بنفسه.
1-4- تحليل البنية الأساسية: ويهدف تحليل البيئة التعليمية إلى تحديد ما يلي :
- الميزانية : حيث يجب رصد مبلغ محدد نظير تخصيص أحد مواقع الإنترنت لعرض المقرر.
- القاعات الدراسية : لا يحتاج هذا النوع من التعلم (الإلكتروني) إلى قاعات دراسية.
- الأجهزة : نظراً لأن الطلاب الذين يدرسون عبر الإنترنت يمتلكون أجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت فإنهم ليسوا في حاجة إلى أجهزة توفرها المؤسسة التعليمية.
2- مرحلة التصميم :
وتشتمل تلك المرحلة على مرحلتين رئيستين، وفيما يلي وصف تفصيلي لهما :
2-1- المرحلة الأولى: وتتضمن الخطوات التالية :
2-1-1- تحديد الأهداف التعليمية للمقرر : يجب أن تصاغ الأهداف التعليمية من المنظور البنائي في صورة مقاصد عامة لمهام التعلم يسعى جميع الطلاب لتحقيقها.
2-1-2- تحديد محتوى المقرر : يقوم المنظور البنائي على عدم تحديد المحتوى بشكل تفصيلي مسبق ؛ لأن المتعلم هو الذي يبحث عن هذه المعلومات التفصيلية ، ومن خلال ذلك يبني معارفه الخاصة.
2-1-3- تنظيم محتوى المقرر : يقوم المنظور البنائي على عدم تحديد تتابع عرض المحتوى بشكل صارم مقدمًا ؛ لأن ذلك يمنع عملية البناء ، وفيما يلي وصف تفصيلي لتنظيم المقرر من المنظور البنائي: حيث يجب أن يشتمل كل درس من دروس المقرر على العناصر التالية :
- رقم الوحدة وعنوانها. ثم رقم الدرس وعنوانه.
- الهدف العام للدرس : حيث يجب أن يصاغ الهدف في صورة مقصد عام لمهام التعلم.
- التمهيد لموضوع الدرس : ويهدف إلى استثارة عقل الطالب نحو موضوع الدرس من جهة، والمهمة التي ستُطرح عليه من جهة أخرى.
- مهام الدرس : قد تكون المهمة سؤالاً يجيب عنه الطالب، أو تكليفاً مطلوب إنجازه، وقد يتبع بعض المهام تعليمات خاصة توجه الطالب نحو استخدام مصادر وأدوات تعلم أخرى، كأن توجهه إلى الدخول إلى موقع ما، أو تحميل بعض الملفات من الإنترنت، أو قراءة فصل من كتاب أو رسالة علمية، أو الذهاب إلى مكتبة الكلية.
- أنشطة الدرس: وهي تشمل بعض التكليفات التي على الطالب إنجازها؛ لتعميق فهمه للدرس.
- الأهداف التعليمية للدرس : ويحددها الطالب مشاركة مع أفراد مجموعته في نهاية تعلمه.
- خلاصة الدرس : وتشتمل تلك الخلاصة على ما حدده الطلاب مشاركة معاً من أهداف تعلم الدرس في صورة إجرائية.
2-1-4- تحديد خطة السير في دروس محتوى المقرر : يجب ترجمة المبادئ الأساسية للمنظور البنائي في التعلم إلى عدد من الإجراءات التي ينبغي إتباعها عند تناول دروس المقرر؛ وهي كما يلي :
- تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل متعاونة صغيرة، يتراوح عدد كل مجموعة بين 4–6 طلاب، بحيث يتعاون أفراد كل مجموعة على تحقيق مهام التعلم من خلال الحوار والمناقشة.
- تحديد منسق لكل مجموعة مسئول عن إرسال ما توصل إليه أفراد مجموعته من معلومات إلى المعلم عبر البريد الإلكتروني.
- مشاركة المعلم في كل مجموعة كعضو أساس فيها؛ للتوجيه والإرشاد إذا تطلب الأمر ذلك.
- إنشاء سجل إنجاز Portfolio لكل طالب على حدة، ولكل مجموعة مجتمعة؛ لضمان جدية كل فرد في المجموعة في إنجاز مهام التعلم وأنشطته.
ويتطلب توصل الطلاب إلى حل مهام التعلم وأنشطته من المنظور البنائي القيام بالخطوات الثلاث التالية :
- الخطوة الأولى : يبحث فيها كل طالب بمفرده عن المعلومات المطلوب إنجازها مستخدماً محركات البحث التي يوفرها المقرر، ثم يحفظ ما توصل إليه من معلومات بعد تلخيصها على جهاز الكمبيوتر الخاص به، ويرسل نسخة منها إلى المعلم لتضاف إلى سجل الإنجاز الخاص به.
- الخطوة الثانية : يعرض فيها كل طالب داخل كل مجموعة ما توصل إليه من معلومات، من خلال غرف الحوار المباشر، ومنتدى المناقشة التي يوفرها المقرر، ثم يتم إرسال ما اتفقت عليه المجموعة عبر البريد الإلكتروني إلى المعلم.
- الخطوة الثالثة : يعرض فيها منسق كل مجموعة ما توصلت إليه مجموعته من معلومات مرتبطة بمهام التعلم وأنشطته على باقي المجموعات، للخروج بشكل نهائي لحل مهام التعلم وأنشطته.
ويتمثل دور المعلم في كل مرحلة بالتوجيه والإرشاد، وتشجيع الطلاب على الاندماج في حوارات مع بعضهم البعض ومعه، وتهيئة فرص للطلاب تسمح لهم ببناء معرفة جديدة وفهم عميق، كما يشجع طلابه على التساؤل والاستفسار من خلال طرح أسئلة تثير تفكيرهم.
2-1-5- اختيار الوسائط التعليمية المناسبة : نظراً لأن المقرر معد ليعرض عبر الإنترنت، فإن من أهم الوسائط التعليمية المستخدمة هي الإنترنت التي تجمع في طياتها عديداً من الوسائط، حيث توفر النصوص والرسوم والصور الثابتة والمتحركة، ولقطات الفيديو والصوت، وغرف الحوار المباشر، ومنتديات المناقشة، فضلاً عن البريد الإلكتروني، وخدمة نقل الملفات، ومجموعات الأخبار، والكتب الإلكترونية، والمكتبات الإلكترونية.
2-1-6- تحديد أساليب تقويم أداء الطلاب: يجب تحديد أساليب تقويم أداء الطلاب في المقرر وفقاً لقيامهم بالمهام التالية:
- المشاركة والتفاعل داخل المقرر من خلال استخدام البريد الإلكتروني، وغرف الحوار المباشر، ومنتدى المناقشة، ويخصص لها 20% من الدرجة الكلية للمقرر.
- أداء مهام التعلم وأنشطته، ويخصص لها 40 % من الدرجة الكلية للمقرر.
- أداء الاختبار النهائي لمحتوى المقرر، ويخصص له 40% من الدرجة الكلية.
2-2- المرحلة الثانية : ويجب أن تتضمن الخطوات التالية :
بعد الانتهاء من خطوات المرحلة الأولى من مرحلتي التصميم سالفة الذكر، أصبح المقرر معداً لتصميمه عبر الإنترنت، حيث تم في هذه المرحلة وضع تصور كامل، وخطوط عريضة لما ينبغي أن يكون عليه المقرر، وما يشتمل عليه من عناصر عندما يعرض على الإنترنت ويتاح للطلاب، ويجب أن تمر تلك المرحلة بعدة خطوات كما يلي :
2-2-1- تحديد مبادئ تصميم المقرر: يجب أن يراعى عند تصميم المقرر بعض مبادئ تصميم المقررات عبر الإنترنت، وتتمثل مبادئ تصميم المقررات عبر الإنترنت التي يجب مراعاتها في المقرر المزمع تصميمه عبر الإنترنت في المبادئ الخاصة بما يلي : التفاعل في بيئة التعلم القائم على الإنترنت، والمعلومات العامة عن المقرر، وخطة للمقرر Course Outline، وتصميم الواجهات الرسومية التعليمية، وكتابة النص، والرسوم والتكوينات الخطية graphic، والارتباطات links، وتقديم المساعدة للطلاب.
2-2-2- تصميم الخريطة الانسيابية Flowchart: تستخدم الخريطة الانسيابية لإعداد رسم تخطيطي متكامل بالرموز والأشكال الهندسية لتوضيح تتابع صفحات المقرر وما به من ارتباطات، ويجب أن تتنوع الصفحات التي يشتمل عليها المقرر عبر الإنترنت، وتعدد كذلك وفقاً للوظيفة والهدف الذي تسعى لتحقيقه، حيث يجب أن تصمم صفحات المقرر وما تتضمنه من ارتباطات لتشتمل على فئتين، الأولى: صفحات عامة، والثانية: صفحات المقرر نفسه، وفيما يلي تفاصيل تلك الصفحات:
أ- الصفحات العامة : وتضم بعض الصفحات العامة التي تتاح لأي مستخدم عبر الإنترنت، كنوع من الدعاية والإعلان عن المقرر في الأوساط التعليمية، ويرتبط بهذه الصفحة الصفحات التالية:
- الصفحة الرئيسة : وهي صفحة البداية التي تظهر للمستخدم، ويتم تحميلها بمجرد أن يكتب عنوان الموقع، وتحتوي هذه الصفحة على البيانات التالية : اسم المقرر، والجهة المسئولة عن عرضه، ويأتي في قلب الصفحة عدد من الأيقونات التي تنقل المستخدم إلى الصفحات المرتبطة بها.
- صفحة توصيف المقرر: وتقدم وصفاً تفصيلياً لمكونات المقرر من حيث : أهدافه، والمتطلبات اللازمة لدراسته، وعناصر محتواه، ومصادر المقرر وأدواته، وكيفية تناول كل درس، وكيفية تقويم أداء الطلاب، وقائمة بالمراجع.
- صفحة المعلم : وتقدم بعض المعلومات عن المعلم، من حيث: اسمه، وبريده الإلكتروني، ومؤهلاته العلمية، ووظيفته، ومواعيد تواجده على الشبكة، وساعاته المكتبية بالكلية.
- صفحة الأخبار: وتقدم بعض المعلومات العامة عن المقرر ومواعيد بدء الدراسة والانتهاء منها.
- صفحة دليل الاستخدام: وتقدم للمستخدم بعض التعليمات عن كيفية استخدام أدوات المقرر بسهولة.
- صفحة الحوار المباشر: وتعرض إمكانية إجراء حوار مباشر بين الطلاب فيما بينهم داخل المقرر.
- صفحة التقويم الذاتي : وتوضح الإستراتيجية التي يتم من خلالها تقويم أداء الطالب في المقرر.
- صفحة إدخال البيانات الشخصية : حيث يجب على الطالب للدخول إلى دراسة المقرر أن يختار اسمه من القائمة، ثم كتابة كلمة المرور الخاصة به.
ب- صفحات المقرر:
يجب أن يضم المقرر المصمم عبر الإنترنت من المنظور البنائي عدداً من الصفحات والارتباطات لكل منها وظيفة محددة، وفيما يلي وصف هذه الصفحات وما تتضمنه من ارتباطات :
- الصفحة الرئيسة : وهي تشبه الصفحة الرئيسة في الصفحات العامة، مع زيادة عدد الأيقونات التي تمكن المستخدم من الانتقال إلى صفحات أخرى.
- صفحة المعلم : وهي تشبه صفحة المعلم في الصفحات العامة، مع إضافة رقم تليفون المعلم ليتصل به الطلاب المقيدين في المقرر عند الضرورة القصوى.
- صفحة الطلاب: وتضم قائمة بأسماء الطلاب المقيدين بالمقرر، وتخصصاتهم، وبريدهم الإلكتروني؛ ليتسنى لهم مراسلة بعضهم البعض، والتعرف فيما بينهم.
- صفحة الأهداف : وتضم قائمة بالأهداف العامة للمقرر، وأهداف كل وحدة من، بحيث ينتقل الطالب مباشرة إلى الأهداف التي يريد الاطلاع عليها بمجرد النقر على الأيقونة الخاصة بذلك.
- صفحة المحتوى : وتضم قائمة بوحدات المقرر، وتضم كل وحدة قائمة بدروس الوحدة.
- صفحة التقويم الذاتي : وتوضح الإستراتيجية التي يتم من خلالها تقويم أداء الطالب في المقرر.
- صفحة المراجع : وتضم قائمة بالمراجع والمصادر المطبوعة أو الإلكترونية المرتبطة بالمقرر.
- صفحة البحث : حيث يمكن للطالب البحث في محركات البحث للحصول على المعلومات المرتبطة بمهام التعلم وأنشطته.
- صفحة منتدى المناقشة : ويمكن للطالب المشاركة في المنتدى من خلال طرح موضوعات جديدة أو الرد على موضوعات موجودة بالفعل، سواء أكانت مرتبطة بالمقرر أم موضوعات عامة.
- صفحة الحوار المباشر : ويمكن للطالب إجراء حوار مباشر بشكل متزامن مع الزملاء أو الزملاء والمعلم.
- صفحة البريد الإلكتروني : حيث يمكن للطالب الدخول إلى بريده الخاص، لإرسال مهام التعلم وأنشطته للمعلم.
- صفحة الأخبار : تمكن الطالب من الاطلاع على أهم الأخبار والإعلانات التي يعرضها المعلم بشأن مواد المقرر كمواعيد اللقاءات بالكلية، وكذلك مواعيد إرسال مهام التعلم وأنشطته.
- صفحة التعليقات : حيث يمكن للطالب كتابة أي تعليق أو رأي حول المقرر، وإرساله إلى المعلم.
2-2-3- تصميم التفاعل : يجب عند تصميم المقرر عبر الإنترنت مراعاة أن يتنوع التفاعل داخل المقرر ليشمل : التفاعل بين المتعلم والمحتوى، والتفاعل بين المتعلمين، والتفاعل بين المتعلم والمعلم، والتفاعل بين المتعلم وواجهة التفاعل الرسومية Graphical User Interface.
3- مرحلة الإنتاج : وتمر هذه المرحلة بعدد من الخطوات يمكن تلخيصها فيما يلي :
- تحديد لغات البرمجة المناسبة: تستخدم لغة HTML لبناء صفحات المقرر التي تتصف بالثبات، كما يمكن استخدام لغتا PHP، Java Script لإضفاء عنصر التفاعلية على المقرر.
- ربط المقرر بخدمات الإنترنت: مثل الحوار المباشر، ومنتدى المناقشة، والبريد الإلكتروني، ومحركات البحث.
- كتابة النصوص : يستخدم في كتابة النصوص برنامج Microsoft Word xp، و Microsoft FrontPage xp.
- إدراج الصور الثابتة والرسومات التخطيطية : من خلال إدراج أشكال تلقائية وتأثيرات التعبئة والألوان، ومعالجتها باستخدام برنامجي Paint، Adobe Photoshop، والاستعانة بالبعض الآخر من خلال الإنترنت بعد معالجتها.
- اختيار الرسوم المتحركة : يتم تصميم بعض الرسوم المتحركة لتوظيفها داخل صفحات المقرر، وانتقاء بعض الملفات من بعض برامج الكمبيوتر الجاهزة وكذلك من على الإنترنت.
- اختيار الصوت: يتم انتقاء ملفات الصوت الموجود في المقرر من عدد كبير من ملفات الصوت المسجلة على بعض الأقراص المدمجة C.D أو الإنترنت، أو تسجيل بعضها.
- إدراج لقطات الفيديو : يجب إدراج بعض لقطات الفيديو في محتوى المقرر بشكل وظيفي.
4- مرحلة التجريب : تستهدف هذه المرحلة فحص المقرر والتأكد من صلاحيته للتطبيق على الطلاب ، فضلاً عن تجريبه قبل العرض الفعلي على الإنترنت، وتمر تلك المرحلة بخطوتين رئيستين : الأولى تطبيق بطاقة لتقويم المقرر عبر الإنترنت من قبل مجموعة من المتخصصين في المجال؛ للتعرف على مدى مراعاة المقرر للمعايير الواجب توافرها في المقررات عبر الإنترنت، والثانية عرض المقرر على عدد من المتخصصين في المجال، وكذا عرضه على عدد من الطلاب.
5- مرحلة العرض : بعد اختبار صلاحية المقرر للعرض، يجب اختيار إحدى شركات تقديم خدمة استضافة مواقع الإنترنت؛ لنشر المقرر عبر الإنترنت، مع مراعاة عند اختيار عنوان الموقع أن يتسم بسهولة حفظه من قبل الطالب، ويمثل معنى بالنسبة له حتى يتذكره دون عناء، وبعد ذلك يتم تحميل مواد المقرر وأدواته ليتاح للطلاب الفعليين لدراسته، على أن يؤخذ في الاعتبار أن المقرر بحاجة إلى تحديث معلوماته بصفة مستمرة، فضلاً عن الصيانة المستمرة، وخاصة لاختبار الارتباطات، وسرعة تحميل الصفحة.
6- مرحلة التقويم : تستهدف مرحلة التقويم قياس فاعلية المقرر عبر الإنترنت في تحقيق الأهداف المرجوة، وفحصه بعد الاستخدام الفعلي من قبل الطلاب؛ تمهيداً لتطويره مستقبلاً
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري