التلوث بمياه
الصرف الصحي
الصرف الصحي
اسواقنا مفتوحة للمنتجات الغذائية المحلية
والعالمية ، فتجد بحمد الله خضروات وفواكه من كل أنحاء العالم ، وبعض الأسواق
الكبرى تصنف تلك المنتجات بحسب بلد الانتاج فتعجب من تنوع مصادرها ، فنشكر الله
على هذه النعمة ولكننا يجب الا نوقف التساؤل الدائم عن سلامة تلك الأغذية سواء
طازجة أو مصنعة لاختلاف الأنظمة ومدى تطبيقها من دولة لأخرى أو حتى مايحدث لتلك
الأغذية من تأثيرات أثناء النقل والتخزين والتسويق.
بالنظر الى انتشار الكثير من الأمراض يضع
علامات استفهام كبيرة حول قضية التلوث سواء من الحروب أو المصانع الكبرى أو التلوث
بمياه المجاري ، وهناك من يضع علامة استفهام أخرى حول التلوث المتعمد وبلا شك
سيكون أخطر أنواع التلوث.
التلوث بمياه المجاري:
يعتبر التلوث الميكروبي أو الكيميائي للمياه
من أكثر الملوثات ضرارا علي صحة الإنسان.
ولكن مياه الصرف الصحي تزيد على ذلك باحتوائها على الصابون والمنظفات الصناعية
وربما المبيدات الحشرية. وحددت الأبحاث العلمية 60 ألف نوع من الملوثات في تلك
المياه تتراوح كمياتها وخطورتها من مواد محرم استخدامها مثل الديوكسين الى مواد
يمكن أن يتحملها الجسم السليم.
التلوث الميكروبي:
ثبت بما لا يدعوا للشك أن مياه الصرف الصحي
إذا لم تعالج جيدا تسبب أمراضا خطيرة للإنسان وخاصة إذا تسربت لمياه الشرب.. إن
مياه الصرف الصحي بها أعداد هائلة من الكائنات الدقيقة مثل البكتريا والفيروسات
والطفيليات وبذلك تنقل العديد من الأمراض مثل الكوليرا والتيفود وشلل الأطفال.
يعتبر التلوث الميكروبي للمياه السبب في انتشار وباء السالمونيلا والالتهاب الكبدي
في عدد من دول العالم وتلعب الكائنات الحية الدقيقة دورا في تكون ما يعرف باخضرار
الماء وتظهر علي شكل طبقة خضراء من الأعشاب علي سطح خزانات المياه والبحيرات وشواطئ
البحار مما يسبب مرض زرقة العيون لدي الأطفال.
من أكثر الأمراض
انتشارا بسبب التلوث مما يسبب الأمراض المعوية :
·
الكوليرا الملاريا
·
التيفود البلهارسيا
·
أمراض الكبد الالتهاب
الكبدي الوبائي
·
الدوسنتاريا بكافة
أنواعها
وتعتبر الاميبيا والإسكاريس و الأنكيلوستوما من الطفيليات المعوية
(الموجودة في مياه المجاري ) هي التي تتسبب الموت حسب نشرات منظمة الصحة العالمية
و التي بينت أن عدد المصابين بالبلدان العربية بلغ حوالي (177) شخص من كل (1000 شخص ) .
التلوث بالمعادن
الثقيلة:
قضية التلوث بالمعادن
الثقيلة لا تتوقف على تناول الإنسان لتلك الخضروات بل حتى الحيوان والأسماك بخاصة اذا
تناول محاصيل ملوثة او تحوي نسبة عالية من تلك المعادن فإن منتجاته كاللحوم
والحليب تنقل تلك الملوثات الخطيرة للإنسان وهذا ماوجدناه في بحث حديث عن تلوث
حليب الأمهات بتلك الملوثات وحتى الآن لم نستطع تحديد مصدره على وجه الدقة ويحتاج
ذلك للمزيد من الأبحاث..
السلامة الصحية لا
تقتصر على المحاصيل بل تمتد الى سكان تلك المناطق التي تكثر بها تلك المياة
الملوثة وأيضاً المزارعين والعمال وأسرهم ومتداولوا تلك المحاصيل وبائعيها
بالإضافة طبعا الى المستهلكين .
من المعادن الثقيلة الخطيرة على الإنسان اذا
زاد حدها عن المسموح به وتتلوث بها مياه الصرف الصحي هي الكادميوم والنيكل والنحاس
والزنك والرصاص والزئبق ، وأكثرها انتشارا في مياه المجاري إذا تسربت إلى أنابيب
المياه هما الرصاص الذي يسبب تلف الدماغ وخاصة للأطفال ، والزئبق مثل مثيل الزئبق
الذي يسبب شلل الجهاز العصبي والعمى.
قدرة امتصاص النباتات للمعادن الثقيلة تختلف من نبات الى آخر فالسبانخ يمتص
الزئبق بينما الخضورات الورقية الأخرى مثل الخس والقمح تمتص الكادميوم .
الاشتراطات الصحية
العالمية:
تنص التعليمات الصحة
على أنه لا يجوز ري الخضروات التي تؤكل نيئة مثل الخس والبقدونس والجزر والسبانخ
والتي ربما تتعرض أوراقها للتلوث بمياه المجاري ولو كانت معالجة ، كما لا تسمح
المنظمات الصحية العالمية بري الخضروات التي ترتفع قليلا عن سطح الأرض بمياه المجاري الا بعد معالجتها بما يسمى
المعالجة الثلاثية وهي المعالجة النهائية
وفيها يتم التخلص من البكتريا والفيروسات والمواد العضوية شريطة اجراء رقابة دورية
ومستمرة على نوعية المياه ، ويمكن ري بعض الفواكه او تلك الأشجار التي ستتعرض
منتجاتها الا معالجة قبل التناول -مثل قصب السكر- بمياه الصرف الصحي ولكن بطريقة
التنقيط بحيث لا يصل ذلك الماء الى أصل النبات لتقليل التلوق الميكروبي.
الطرق التقليدية
لتنقية المياه لا تقضي علي الملوثات الصناعية (مثل الهيدروكربونات) والملوثات غير
العضوية والمبيدات الحشرية وغيرها من المواد الكيميائية المختلفة. وقد يتفاعل
الكلور المستخدم في تعقيم المياه مع الهيدروكربونات مكونا مواد كربوهيدراتية
كلورينية مسرطنة
إذا لم يكن هناك
مراقبة صارمة من الهيئات العامة الصحية على ري المزروعات (الخضروات ) بمياه
المجاري فيجب على المستهلكين أن ينقعوا الخضروات النيئة قبل استهلاكها في محلول من
مسحوق كلور الكالسيوم ولمدة لا تقل عن عشرة دقائق ومن ثم غسلها جيدا" بالماء
قبل استعمالها ، وان استخدام برمنغنات البوتاسيوم الشائع لتعقيم الخضروات لا ينصح
به لأن استخدامها يؤدي الى افقاد الخضروات لنضارتها واصابتها بالهشاشة والتقصف
أسرار يعلمها الجميع
هناك من يرى عدم تأثر النباتات والمحاصيل
التي تسقى بمياه المجاري وعدم وجود خطر حقيقي من ذلك ، لكننا نسأل من يقول ذلك هل
تتناول تلك الأغذية دون خوف؟ وسؤال آخر من يضمن خلوها من المواد الضارة سواء تلوث
بكتيري أو كيميائي؟ وهل نخاطر بصحتنا من أجل كلام عام لا يستند الى بحث علمي وفحص
من مختبر نثق به؟ نعم هناك دول تسقي مزروعاتها بمياه المجاري المعالجة ، ولكن من يضمن لنا أن يكون المنتج النهائي بعد
المعالجة لمياه الصرف الحي في مدننا مطابق للمواصفات الصحية؟
سؤال أخير.... لماذ لم نسمع بتقرير من
الوزارات المعنية عن مشكلات مياه الصرف الصحي التي يعاني منها في جنوب وشرق الرياض
مثلاً؟
الى الآن والجميع يرى مياه المجاري كالأودية
او الأنهار خارج المدن الكبيرة لكنه ليس بعيدا عنها ولا يشك أحد في خطر تلك المياه
غير المعالجة سواء في كونها مصادر للبعوض الناقل اللأمراض أو تلويثها للتربة
والمياه السطحية ولكن الأخطر هو ري المزروعات بتلك لمياه دون معالجة.
يروي البعض قصصاً عن مشاهداته الشخصية
للخضروات الملوثة وحتى التمور التي يظن البعض عدم امكانية تلوثها بينما يثبت آخرون
بمثال بسيط وهو إحفظ تلك التمور في الثلاجة لعدة أيام وسترى التغير في رائحة تلك
التمور وذبولها على الرغم من حفظها في الثلاجة.
لو أخذت فسحة على بحيرات الصرف الصحي فستجد
من يصطاد السمك بسنارته وفي صندوق الثلج بجانبه تجد عدة أسماك ذات أوزان جيدة ، يا
هل ترى كيف عاشت تلك الأسماك وعلى ماذا تغذت؟ ومن سيأكلها؟ أسئلة لم استطع الإجابة
عنها.
تساؤلات نضعها أمام المسئولين في وزارت
الصحة والتجارة وحماية المستهلك بالبلديات وهيئة الغذء والدواء.
لا أحد يمكن أن يفرط في صحته ولا يخاطر
بتناول أغذية مشكوك فيها ، ونحن هنا لا نؤكد التلوث لكننا نطالب بالتأكد من سلامة
أغذيتنا من أي تلوث وبشكل دوري.
يبذل المختبر الجودة في وزارة التجارة جهود
جبارة لتحليل الأغذية وسواها لكن الامكانات المتوفرة الفنية والتجهيزات لتلك
المختبرات الا انه ينقصها الكثير من الخبرات الفينة والتجهيزات الحديثة التي تكفل
بحول الله مراقبة سلامة الأغذية المحلية أو المستوردة ، كما أن مختبرات صحة البيئة
وحماية المستهلك لا ترقى للمطلوب ولا تكفي لمتابعة التلوثات والتسممات المتكررة.
ولو قورنت قدرات تلك المختبرات بمختبرات
الهيئة السعودية للموصفات والمقاييس وهي المسئولة عن تصريح الدخول لتلك الأغذية لأول
مرة فقط ، وأيضا مختبرات مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وهو مركز متخصص
في السموم فقط ، الا ان امكانيات مختبرات الجودة يجب أن تتفوق على كل المختبرات
لأنها المعنية فعلا بسلامة الأغذية المستهلكة.
أتمنى لو تشكل لجنة علمية عليا للتحقق من
تلك الإمكانات ودعمها فهي صمام الأمان لصحتنا الغذائية.
التوصيات:
1. تطوير
قدرات مختبرات لجودة بوزارة التجارة ومختبرات البلديات بالامكانات البشرية والفنية
لتحقيق هدفها ومراقبتها بدقة.
2.
الشفافية في الكشف عن
اي تلوث وإعلانه ومعاقبة المتسبب فضرر التسمم متعدي للآخرين
3. لا
بد من مراقبة دقيقة ودورية على مياه الصرف الصحي قبل وبعد معالجتها
4. عدم
سقيا المزارع بتاتا بمياه الصرف الصحي غير المعالجة
5. تصريف
مياه الصرف الصحي بعيدا عن المناطق السكنية
6. زيادة
التدقيق على ميكروب السالمونيلا و E.
Colin الممرضة بالذات
7. التأكد
من عدم صرف المخلفات الصناعية لمياه الصرف الصحي وايقاع العقوبة الشديدة لكل مخالف
لذلك.
8. زيادة
الوعي للمستهلك بحث يتوخى الحذر من المنتجات الملوثة بالابلاغ عنها والحرصض على
شراء الخضروات لفواكه من المناطق غير المعرضة للتلوث
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري