طبيعة العلم
أهمية فهم طبيعة العلم في تدريس العلوم :
-1 فهم طبيعة العلم من أهم صفات الفرد المتنور عمليا ً.
-2 فهم طبيعة العلم تساعد الفرد على فهم بيئته و الإسهام في حل مشكلاتها.
-3 فهم طبيعة العلم تساعد الفرد على التعامل مع الأجهزة المتداولـة فـي الحيـاة بأسـلوب يتناسب مع عصر العلم و التكنولوجيا
-4 طبيعة العلم لها أثر كبير على محتوى المنهاج المدرسي.
-5 طبيعة العلم لها أثر كبير على تنظيم خبرات المنهج التعليمية حيث يعمل العلم على إيجـاد
العلاقة بين السبب و المسبب و دراسة الظواهر الطبيعية مما يقود المتعلم لمزيد من المعرفـة العلمية .
-6 فهم المدرسين لطبيعة العلم يساعدهم على بناء استراتجيات تدريس جديدة.
-7 فهم معلم العلوم لطبيعية العلم تؤثر في نوعية الأسئلة التي يوجهها لطلابه .
-8 فهم معلمي العلوم لطبيعة العلم يعد ً أمرا ً ضروريا لكي يستطيعوا إكساب تلاميـذهم ً فهمـا لطبيعة العلم الذي يمثل أحد أركان التنور العلمي.
مفهوم العلم :
هناك تعريفات متعددة للعلم ، و تعكس هذه التعريفات اختلاف النظرة إلى طبيعة العلم حتى بين العلماء أنفسهم ، و قد صاغ الباحثون ثلاثة تعريفات للعلم :
-1 العلم بناء من المعرفة العلمية المنظمة :
أي أن العلم بناء من المعرفة العلمية المنظمة يتض من الحقائق و المفاهيم و المبـادئ ،والقوانين ، و النظريات العلمية التي تساعد في تفسير الظواهر من حولنا . (كـاظم و يـس ي،1993 : 6)
ويرى الباحث أن هذا التعريف يعكس فهم محدود لطبيعة العلم حيث تصبح فيه المعرفة العلمية غير قابلة للمراجعة و النقاش و يصبح العلم جسم مفكك من المعرفة العلمية لا ترتبط فروعه العلمية إلا ما ندر .
-2 العلم طريقة أو منهج :
أي أن العلم طريقة ومنهج في البحث والتفكير للوصول إلى معرفة جديـدة للظواهر المدروسة ، فالباحث يحدد المشكلة ويجمع الملاحظات والمعلومات ويفرض الفرضـيات ثـم يختبرها للتوصل إلى النتائج .
ويمكن القول أنه رغم أهمية هذا التعريف إلا أنه قد أهمل المعرفة العلمية اللازمة لتـشكيل نقطة البدء للطريقة العلمية ، فالبحث العلمي لا يأتي من فرا غ ، بل يبدأ الباحـث مـن حيـث انتهى الآخرون ، ثم يضيف معرفة جديد ة إلى المعرفة السابقة بعد مروره بخطـوات البحـث والتفكير العلمي .
-3 العلم مادة ) معرفية علمية ( وطريقة:
يؤكد هذا التعريف على شقي العلم و هما المادة ) المعرفة العلمية) والطريقة ) المنهج العلمي) حيث يرى ( سيد و آخرون ، ) 1990 أن العلم سلسلة مترابطة من المفاهيم والقوانين و الإطارات النظرية التي نشأت نتيجة للتجريب أو المشاهدات المنتظمة .
ويرى الباحث أن هذه النظرة للعلم هي النظرة الصحيحة حيث أن المعرفة العلمية السابقةضرورية للوصول لمعرفة علمية جديدة و لأحداث البناء التراكمي للمعرفة العلمية و لن يتم
ذلك بأسلوب عشوائي و لكن بطريقة علمية منظمة، إذن فالعلم تكامل بين المادة و الطريقة ،و
لا يمكن أن تنمو المعرفة العلمية بمعزل عن استخدام طريقة البحث العلمي.
أبعاد طبيعة العلم :
* يــرى آدم ) 19 :2001 أن طبيعــة العلــم تــش مل ماهيتــه و أهدافــه، وخصائصه،وطرقه ، وعملياته ، و بنيته ، ومسلماته ، و أخلا قياته ، و علاقته بالتكنولوجيـا والمجتمع.
* ويرى بركهاوس( ) Brickhouse,1999 أن الأبعاد الأساسية لطبيعة العلم هي بنية العلـم ،ووظائفه و أساليبه ، ودور العلماء ، و علاقة العلم بالمجتمع .
* واهتمت دراسة ) ) Leach et .al ,1997 بقياس و تحديد ثلاثة أبعاد لطبيعة العلم هـي :أغراض البحث العلمي ، و طبيعة البحث العلمي و المعرفة العلميـة ، ووظـائف المجتمـع العلمي .
* ويرى ( الخليلي و آخرون ، ) 27 : 1996 أن للعلم ثلاثة أبعاد رئيسية هي :نتائج العلم –عمليات العلم – أخلاقيات العلم .)
* كما يمكن اعتبار طبيعة العلم على أنها " ما يميز العلم عن غيره من فروع المعرفة بالنسبة لميادين و أهداف البحث ، وأساليبه وطرقه " ( عبد الصبور و الجندي ، ).314 : 1998
* و ترى ( عزمي ، ) 15 : 1994 أن المقصود بمفهوم طبيعة العلم فهم الجوانب الأساسـية للعلم و هي ماهية العلم ، و الطريقة التي يكتشف بها الع لم ، و خصائص المعرفـة العلميـة ،والطريقة التي ينمو بها العلم ، و التنظيم الاجتماعي للعلم ، و العلاقة بين العلم و المجتمـع ،والعلاقة بين العلم و التكنولوجيا.
* وقد حدد كارين وسند 1995 ثلاث أبعاد للعلم تتمثل في طرق العلم، وعملياته ، و الاتجاهات العلمية ، نواتج التعلم.
* وفي دراسة قام بها ( نجيب ،)1991 حدد الأبعاد الأساسية لطبيعة العلم في جانبين هما :
-1 بنية العلم و تشمل المعلومات العلمية و طرق العلـم و عملياتـه و الاتجاهـات العلميـة
-2 وظائف العلم و خصائصه : و تشمل وظائف العلم و مسلماته و خصائصه .
أهداف العلم :
* الوصف و التفسير : يهدف العلم إلى أبعد من مجرد ملاحظة الظواهر ووصفها بل يتعداها لمحاولة معرفة أسباب هذه الظواهر ، وذلك لأن الوصف لظاهرة معينة مهما كـان ً دقيقـا لا يؤدي في حد ذاته إلى فهم الظاهرة و معرفة أسبابها ( النجدي و آخرون ،. (53 : 2002
* التنبؤ : لا يقف العلم عند مجرد التفسير و إنما من أهـم وظائفـه أن يـستفيد مـن إدراك علاقات معينة للتنبؤ بما يمكن أن يحدث ً مستقبلا حتى يمكن الاستعداد له والإفادة منه.(الدمردا ش ، 67 : 1999)
و من الأمثلة على التنبؤ ، تنبؤ العالم " مندليف " بوجود عنصر في الجد ول الدوري لم يكتشفه وتم اكتشافه بعد خمسة عشر ً عاما و هو عنصر الجرمانيوم.
* الضبط و التحكم : يهدف العلم إلى التحكم في العوامل أو الظروف التي تجعل ظاهرة معينة تتم على صورة معينة أو تمنع حدوثها ، و تزداد قدرة الإنسان على ضبط الظواهر و الـتحكم بها كلما زادت قدرته على تفسيرها و التنبؤ بها ( زيتون ، ). 1999
خصائص العلم :
من خلال الاطلاع على الأدب التربوي المتعلق بخصائص العلم وجد أن هناك عـدة مواضع اختلاف بين الباحثين ، فاختلفوا في عدد هذه الخصائص ، واختلفـت تـسميات هـذه الخصائص في بعض الأحيان مع التشابه في المعنى، وبعضهم ذكر أنهـا خـصائص للعلـم وبعضهم ذكر أنها سمات التفكير العلمي وبعضهم ذكر أنها خصائص للمـنهج العلمـي فقـد ذكرها ( الديب ، 1989 ؛ وزيتون 1999 ؛ وكاظم و يـسي 1993 ؛ وزكريـ ا (1996كما يلي :
-1 العلم يصحح نفسه بنفسه: العلم يجدد نفسه وينمو ويتطور باستمرار فيصحح نفسه بنفسه .
-2 التنظيم : فمن أهم سمات العلم تنظيم طريقة تفكيرنا وأسلوب ممارستنا العقليـة ، فـالعلم يعنى بترابط القضايا العلمية ولا يكتفي بحقائق مفككة ، وإنما يحرص علـى أن يكـون مـن قضاياه ً نسقا ً محكما ، فبالتنظيم لا نترك أفكارنا تسير حرة طليقة بطريقة أقرب إلـ ى التلقائيـة والعفوية ، وإنما نبذل ً جهدا ً مقصودا من أجل تحقيق أفضل تخطيط ممكن بالطريقة التي نفكـر بها .
-3 البحث عن الأسباب : لا يكون النشاط العقلي للإنسان ً علما إلا إذا استهدف فهم الظـواهر وتعليلها ، ولا تكون الظاهرة مفهومة إلا إذا توصلنا لمعرفة أسبابها ، وا لبحث عـن الأسـباب يحقق إرضاء الميل الفطري لدى الإنسان ، وكذلك التحكم في الظواهر على نحو أفضل .
– 4 التراكمية : وتصف هذه الخاصية الطريقة التي يتطور بها العلم ، فالمعرفة العلمية أشـبه بالبناء ، إذ أن كل نظرية علمية جديدة تحل محل النظرية القديمة ، وهذه الخاصية تعمل على زيادة تسارع عجلة الحضارة ، إذ بسببها لايبدأ العلماء في تفـسيرهم للظـواهر أو حلـولهم للمشكلات من الصفر ، وإنما يبدأون في أغلب الحالات من حيث انتهى الآخرون .
–5 الشمولية واليقين : فالمعرفة العلمية شاملة بمعنى أنها تسري على جميع أمثلة الظاهرة، أي أن العلم شامل وقضاياه تنطبق على جميع الظواهر التي يبحثها .
-6 الدقة والتجريد : وهذه الصفة تكسب الإنسان ً مزيدا من السيطرة على الواقع،وتتيح له ً فهما أفضل لقوانينه،ويلجأ العلم إلى لغة الرياضيات من أجل تحقيق صفة الدقة والتجريد ، والدقـة تتطلب التأكد من صحتها ودقتها .
-7 العلم نشاط إنساني عالمي : فالعلم نتاج إنساني يخص الإنـسان وحـده ، وهـو لـيس ً موضوعا ً فرديا ولا ً شخصيا ، فحقائقه ومبادئه ونظرياته تنقل وتنشر ً عالميا ، وتصبح المعرفة العلمية بمجرد ظهورها ً مشاعا ً وملكا للجميع ، وتتجاوز الحدود الجغرافية أو السياسية .
-8 العلم له أدواته الخاصة به : فالعلم نشاط له أدواته وأجهزته الخاصة لجمع المعلومـات أو قياسها.
-9 العلم يؤثر في المجتمع ويتأثر به : فالمجتمع يتطور بتأثير العلم كما أن العلم ينمو بتأثير الظروف والاتجاهات السائدة في المجتمع.
أخلاقيات العلم :
* يطرح التطور العلمي وال تكنولوجي مشكلات وقضايا أخلاقية تثير الاهتمام وتستحق التفكير لذلك أصبح من الضروري وضع دستور أخلاقي لتطبيق منجـزات العلـم ، وكـذلك الحاجة إلى تربية علمية وأخلاقية جديدة تلائم العالم الجديد الذي نعي ش فيه .
* أخلاقيات العلم تهتم بدراسة الموضوعات لمرتبطة بالقضايا العلمية و الأخلاقية التي تثيرها المستحدثات العلمية و تطبيقات العلوم ، و تتناول قضايا علمية و تكنولوجية مثيرة للجـدل ، وتتطلب مجموعة من التوجيهات و الالتزامات و الضوابط العلمية و الأخلاقيـة التـي تـنظم التعامل معها . ( مصطفى، (336 : 2001.
* و يعرف " الطنطاوي " أخلاقيات العلم على أنها القضايا التي تثيرهـا المـستحثات العلميـة المختلفة و المتعلقة بالتطبيقات العلمية للعلوم ، والتي توجد ً نوعا من الموافقة ً أحيانا و الرفض ً غالبا بين هذه التطبيقات و القيم السائدة في مجتمع ما ، و يجب عمله من تلـك التطبيقـات و تصرفات الناس حيالها ). الطنطاوي، ( 513 : 1998
* ومن خلال استعراض الدراسات و البحوث و الكتابات في مجال أخلاقيات العلم مثل
(Meyer,1995 ؛ 2002 ؛ الجندي و آخرون ، 1996 ؛ زكريا ، 1998 ( الطنطاوي، لوحظ اتفاقها على ثلاث محاور رئيسية، يستند إليها تدريس أخلاقيات العلم هي :
-1 العلماء الذين يشتغلون بالعلم -2 استخدام نواتج العلم -3 سلوك المجتمع نحو العلم
* وا قتصرت الدراسة الحالية على البند الأول الخاص بالعلماء ، لطبيعة البحث الحالي و ذلكيتفق مع زكريا ، ) 1996 في تعريفه الإجرائي لأخلاقيات العلم على أنها أخـلاق العلمـاء المتصلة بعملهم العلمي ، و مجموعة العناصر الأخلاقية تتمثل في الروح النقدية ، و النزاهة ،و الحياد .
* وأضاف عليها " الخليلي " و آخرون ) ) 1996 الموضوعية و الأمانة العلم ية ، وقد اسـتخدم العناصر السابقة " فراج" ) (2000 في دراسته ، وقد استخدم " عبد المجيـد " ) ) 2004 فـي دراسته أخلاقيات العلماء التالية : الموضوعية ، الأمانـة العلميـة ، عـدم التـسرع ،حـب الاستطلاع.
* و بعد البحث عن المقصود بكل عنصر من العناصر السابقة وجد أن الـروح النقديـة ، والنزاهة ، و الحياد مختزلة في تعريف الموضوعية .
* لذلك تلتزم الدراسة الحالية بالعناصر الأخلاقية التالية و هـي : ( الموضـوعية ، الأمانـة العلمية ، عدم التسرع في إصدار الأحكام ، وحب الاستطلاع ) و هي التي استخدمها " عبد المجيد" ) ) 2004 في دراسته ، و عرف كل منها كما يلي :
-1 الموضوعية : تعني انتزاع الذات من الموقف أو الظاهرة أو من الحدث موضع الدراسـة.
-2 الأمانة العلمية : تقتضي أن يتوخى العلماء الدقة في وصف و تسجيل الأحداث و الظواهر(الخليلي وآخرون . 1996
-3 عدم التسرع في إصدار الأحكام : تعني جمع أكبر قدر من المعلومات قبل التوصل إلـى استنتاج .
-4 حب الاستطلاع : يهتم بفهم الأشياء الجديدة و كل ما يتعلق بها من نقد و استفسارات .
نتائج العلم
يعرفها كمال زيتون " رصيد المعرفة العلمية وما يتضمنه من مفاهيم وقوانين ونظريات أطلق عليها البعض لغة العلم حيث تقابل المفاهيم الكلمات بينما تقابل التعميمات القوانين والنظريات ) العبارات في اللغة العادية .( زيتون ، ).104 : 2002
ويعرفها الباحث أنها الجانب المعرفي من العلم ، وهي نتاج التفكير و البحث العلمي الذي تم التوصل إليه بالملاحظة و التقصي والبحث التجريبي .وهي تمثل بنية العلم والتي يتوصل إليها العلماء عن طريقة الملاحظة والاستقصاء والبحث التجريبي ، وتعتبر المعرفة العلمية خلفية أساسية للعلم والتقدم العلمي ، فهي الصرح الذي يقوم عليه العلم ، ولهذا اعتبرت ً هدفا ً رئيسيا في التربية العلمية ، ولضمان الإفادة منها يجب أن تقدم بصورة وظيفية في حياة الفرد .وتتضمن نتائج العلم الحقائق ، والمفاهيم ، والتعميمات ، والنظريات ، وسيتم تعريفها كما يلي:عناصر البناء المعرفي ) نتائج العلم(.
َ أولا : الحقائق العلمية
ويقصد بها النتائج أو الملاحظات والصفات الخاصة بموقف معين أو مـاد ة معينـة ،والحقائق العلمية ضرورية لأنها الأساس في تكوين ما يليها من مستويات معرفية ( زيتون ، ).1999
وتقسم الحقائق العلمية إلى:
أ- حقائق مطلقة : مثل الحقائق أو العقائد المتعلقة بوجود ا لله سبحانه و تعالى و نبوة الرسـول(صلى ا لله عليه وسلم )والقرآن الكريم ، و البعث بعد الموت .
ب- الحقائق النسبية : وهي التي نقبل بصحته ا َ حاليا في ضوء أدلة على صحتها وهي ليـست مطلقة الصحة بل نسبية ، و يوجد نوعان من الحقائق النـسبية وهـي الملاحظـة المتعلقـة بالظواهر الطبيعية مثل تبخر الماء ، و الحقائق المستنتجة مثل تركيب الذرة .ويمكن القول أنه ا نتاج علمي خاص لا يتضمن التعميم ، وغير قابل للن قا ش و الجـدل فـي وقتها ، إلا أنها قابلة للتعديل في ضوء الأدلة و البراهين العلمية الجديدة و تسمى هواء العلم.
ج- البيانات : وهي تعني " تجمع من الإحصائيات الأولية الخام التي تم رصدها حول حـدث أو واقعة ما ". ( زيتون ،107 : 2002
د- الاصطلاحات : وهي " نوع من ال معرفة النوعية التي تخـتص بـالرموز و العلاقـات ،والاختصاصات ووحدات القياس التي اتفق العاملون في مجال معين عليها و على مدلولها " .( زيتون ، ) 108 : 2002
خصائص الحقائق العلمية :
* يمكن ملاحظتها مباشرة أو باستخدام أدوات خاصة.
* يمكن التأكد من صحتها عن طريق تكرار ملاحظتها .
* قابلة للتغيير و التعديل في ضوء البراهين و الأدلة العلمية الجديدة .
َ ثانيا : المفاهيم العلمية
هي عبارة عن تكوين عقلي من التعميمات ينشأ من تجربة خاصة أو أكثر من حالات جزئية ( أمثلة ) متعددة يتوفر في كلٍ منه ا هذه الخاصية . حيث تعزل هذه الخاصية مما يحـيط بها في أي من هذه الحالات و تعطي ً اسما أو ً مصطلحا . ( زيتون ، ). 109 : 2002
أوهي الصورة الذهنية التي ترتبط بالألفاظ من كلمات أو عبارات أو عمليات علمية .
خصائص المفاهيم :
* يتكون المفهوم من الاسم ، ودلالته اللفظية .
* يتضمن المفهوم العلمي التعميم مثل المادة : هي كل شيء يشغل َ حيزا من الفرا غ وله ثقل ويمكن إدراكه بالحواس .
* لكل مفهوم علمي خصائص مشتركة لجميع أفراد فئة المفهـوم و خـصائص متغيـرة أو ثانوية.
* المفاهيم العلمية تتدرج في الصعوبة من صف لآخر ومن مر حلة لأ خرى ، وذلـك لنمـو المعرفة العلمية و ولنضج الأفراد .
* تقسيم المفاهيم : تقسم إلى مجردة ، محسوسة
ويمكن تقسيمها إلى :
* مفاهيم ربط : (المادة) كل شيء له ثقل ويشغل حيز من الفرا غ .
* مفاهيم فصل : الأيون ) ذرة تحمل شحنة كهربية* مفاهيم علاقة: ( الكثافة ) كتلة وحدة الحجوم)
* مفاهيم تصنيفية: ( الفضة ) تقع ضمن الفلزات* مفاهيم عملية ( إجرائية : مثل التقدير ، الميول ، الاتجاهات، الأمانة.
ولتكوين المفاهيم في مجال تعليم العلوم نستخدم :
* المنحي الاستقرائي : وهي لتدريس المفاهيم و تعليمها.
* المنحي الاستنتاجي ( الاستنباطي ) : وهي لتأكيد المفاهيم و التدرب عليها في مواقف جديدة .
صعوبات تعلم المفاهيم العلمية : وعرضها ( زيتون ، 2002 )كما يلي:
* طبيعة المفهوم : مثل المجردة أو المعقدة أو ذات المثال الواحد مثل الأيون ، الجين ، التأكسد
* الخلط في الدلالة اللفظية لبعض المفاهيم.
* النقص في خلفية الطالب التعليمة فمثالَ مفهوم الانصهار يعتمد على مفهوم الحرارة، و الحالة الصلبة ، و السائلة ، والتغير الطبيعي .
* صعوبة تعلم المفاهيم السابقة اللازمة لتعلم المفاهيم الجديدة .
صعوبات تكوين المفاهيم العلمية : وذكرها ( زيتون ، ) 2002 كما يلي تقسم إلى عوامل خارجية و تشمل:
* المناهج التدريسية غير الملائمة * لغة العلم* طرق التدريس* معلمو العلوم أنفسهم* البيئة التي يعي ش فيها الطالب
عوامل داخلية : وتشمل
* استعداد الطالب* الدافعية للتعلم* مدى الاهتمام و الميول لدى الطالب.
ويمكن القول بأن مادة العلوم ترتكز بشكل أساسي على المفاهيم فهي الوحدات الأساسية التـي تشكل المحتوى في منهاج العلوم ، والتي تنمو مع نمو الطلبة في المستوى التعليمـي لتـشكل منظومة متكاملة ، لذلك يجب على مصممي المناهج مراعاة طبيعة المفهـوم مـع المـستوى العمري للطلبة ، وعلي المسؤولين عن العملية التعليمية مراعاة وتذليل الصعوبات الخارجيـة والداخلية عند تكوين المفاهيم العلمية عند الطلبة .
َ ثالثا : التعميمات
هي عمليات عقلية تبدأ بالملاحظة واكتشاف مجموعة من العلاقات بـين الأحـداث أو الحقائق التي تم ملاحظتها وتنتهي بصياغة العلاقات في عبارات تصف هذه العلاقات .( زيتون ،)1991
ويمكن القول أن التعميم هو جملة صحيحة َ علميا لها صفة الشمول و إمكانية التطبيـق علـى مجموعة الأشياء أو الأحداث أو الظواهر المرتبطة بموضوع معين .
وتدرس التعميمات بأكثر من أسلوب و يمكن استخدام المنحي الاستقرائي أو ألاستنتاجي أوكليهما.
َ رابعا : القوانين العلمية
يعرفه" زيتون " القانون العلمي على أنه صيغة كمية تصف أو تفسر العلاقة بين متغيرين أو أكثر يمكن من خلالها التنبؤ بأحد المتغيرين ، إذا عرف المتغير أو المتغيرات الأخرى المتضمنة في العلاقة ، ً وعادة ما يتم التوصل من خلال البحث أو التقصي التجريبي،و هو صيغة عامة تتضمن علاقة تربط بين مفهومين أو أكثر و تنتج عن التجربة و
يمكن التعبير عنها بصورة رياضية ( رمزية ) . ( زيتون ، ( 116 : 2002
ومن مميزات القانون :
* صحيح َ علميا يتضمن التعميم* علاقة بين مفهومين أو أكثر يمكن التعبير عنه بصورة رمزية
* ثابت َ نسبيا* يمكن التعبير عنه بصورة كمية ( رقمية)
َ خامسا : النظريات العلمية
يعرفها ( زيتون، ) 120 :2002 أنها صياغة كمية أو كيفية موجزة ومحكمة وعاليـة التجريد ، تعبر عن نسق استنباطي تصوري وافتراضي ، وتعمل بمثابة دليل أو موجه للبحـث العلمي في مجالها ، كما تفسر الظواهر ، إضافة إلى إمكانية التنبؤ مـن خلالهـا بمعطيـات معرفية جديدة .
و هي فكرة مناسبة تستخدم لربط مجموعة من الوقائع المستقلة فيما بينها في بناء متكامـل وهي تقدم خطة موحدة لتفسير مجموعة كاملة مـن الوقـائع التـي تبـدو وكـأن لا رابـط بينها،وتزداد درجة الثقة في النظرية بزيادة قدرتها على شرح أكبر عدد ممكن من الظواهر ذات العلاقة . ( عفيفي ، . (1996
ويلخص الباحث أن النظريات هي النتاج النهائي للمنهج العلمي و تتضمن الحقائق و المفاهيم و القوانين التي تشكل النظرية ، و هي فعل إبداعي ناتج عن رؤية ما لا يراه الآخرون ومن خصائص النظريات :
* تجمع الحقائق و المفاهيم و التعميمات و الأحداث.* تقدم تفسير لكثير من الظواهر و الأحداث.
* تساعد في التنبؤ بالظواهر و الأحداث و اكتشاف المعرفة و نموها.* تمثل قمة الهرم المعرفي و تمتاز بالشمول و التعميم.
* ليست مطلقة الصحة.
أهمية فهم طبيعة العلم في تدريس العلوم :
-1 فهم طبيعة العلم من أهم صفات الفرد المتنور عمليا ً.
-2 فهم طبيعة العلم تساعد الفرد على فهم بيئته و الإسهام في حل مشكلاتها.
-3 فهم طبيعة العلم تساعد الفرد على التعامل مع الأجهزة المتداولـة فـي الحيـاة بأسـلوب يتناسب مع عصر العلم و التكنولوجيا
-4 طبيعة العلم لها أثر كبير على محتوى المنهاج المدرسي.
-5 طبيعة العلم لها أثر كبير على تنظيم خبرات المنهج التعليمية حيث يعمل العلم على إيجـاد
العلاقة بين السبب و المسبب و دراسة الظواهر الطبيعية مما يقود المتعلم لمزيد من المعرفـة العلمية .
-6 فهم المدرسين لطبيعة العلم يساعدهم على بناء استراتجيات تدريس جديدة.
-7 فهم معلم العلوم لطبيعية العلم تؤثر في نوعية الأسئلة التي يوجهها لطلابه .
-8 فهم معلمي العلوم لطبيعة العلم يعد ً أمرا ً ضروريا لكي يستطيعوا إكساب تلاميـذهم ً فهمـا لطبيعة العلم الذي يمثل أحد أركان التنور العلمي.
مفهوم العلم :
هناك تعريفات متعددة للعلم ، و تعكس هذه التعريفات اختلاف النظرة إلى طبيعة العلم حتى بين العلماء أنفسهم ، و قد صاغ الباحثون ثلاثة تعريفات للعلم :
-1 العلم بناء من المعرفة العلمية المنظمة :
أي أن العلم بناء من المعرفة العلمية المنظمة يتض من الحقائق و المفاهيم و المبـادئ ،والقوانين ، و النظريات العلمية التي تساعد في تفسير الظواهر من حولنا . (كـاظم و يـس ي،1993 : 6)
ويرى الباحث أن هذا التعريف يعكس فهم محدود لطبيعة العلم حيث تصبح فيه المعرفة العلمية غير قابلة للمراجعة و النقاش و يصبح العلم جسم مفكك من المعرفة العلمية لا ترتبط فروعه العلمية إلا ما ندر .
-2 العلم طريقة أو منهج :
أي أن العلم طريقة ومنهج في البحث والتفكير للوصول إلى معرفة جديـدة للظواهر المدروسة ، فالباحث يحدد المشكلة ويجمع الملاحظات والمعلومات ويفرض الفرضـيات ثـم يختبرها للتوصل إلى النتائج .
ويمكن القول أنه رغم أهمية هذا التعريف إلا أنه قد أهمل المعرفة العلمية اللازمة لتـشكيل نقطة البدء للطريقة العلمية ، فالبحث العلمي لا يأتي من فرا غ ، بل يبدأ الباحـث مـن حيـث انتهى الآخرون ، ثم يضيف معرفة جديد ة إلى المعرفة السابقة بعد مروره بخطـوات البحـث والتفكير العلمي .
-3 العلم مادة ) معرفية علمية ( وطريقة:
يؤكد هذا التعريف على شقي العلم و هما المادة ) المعرفة العلمية) والطريقة ) المنهج العلمي) حيث يرى ( سيد و آخرون ، ) 1990 أن العلم سلسلة مترابطة من المفاهيم والقوانين و الإطارات النظرية التي نشأت نتيجة للتجريب أو المشاهدات المنتظمة .
ويرى الباحث أن هذه النظرة للعلم هي النظرة الصحيحة حيث أن المعرفة العلمية السابقةضرورية للوصول لمعرفة علمية جديدة و لأحداث البناء التراكمي للمعرفة العلمية و لن يتم
ذلك بأسلوب عشوائي و لكن بطريقة علمية منظمة، إذن فالعلم تكامل بين المادة و الطريقة ،و
لا يمكن أن تنمو المعرفة العلمية بمعزل عن استخدام طريقة البحث العلمي.
أبعاد طبيعة العلم :
* يــرى آدم ) 19 :2001 أن طبيعــة العلــم تــش مل ماهيتــه و أهدافــه، وخصائصه،وطرقه ، وعملياته ، و بنيته ، ومسلماته ، و أخلا قياته ، و علاقته بالتكنولوجيـا والمجتمع.
* ويرى بركهاوس( ) Brickhouse,1999 أن الأبعاد الأساسية لطبيعة العلم هي بنية العلـم ،ووظائفه و أساليبه ، ودور العلماء ، و علاقة العلم بالمجتمع .
* واهتمت دراسة ) ) Leach et .al ,1997 بقياس و تحديد ثلاثة أبعاد لطبيعة العلم هـي :أغراض البحث العلمي ، و طبيعة البحث العلمي و المعرفة العلميـة ، ووظـائف المجتمـع العلمي .
* ويرى ( الخليلي و آخرون ، ) 27 : 1996 أن للعلم ثلاثة أبعاد رئيسية هي :نتائج العلم –عمليات العلم – أخلاقيات العلم .)
* كما يمكن اعتبار طبيعة العلم على أنها " ما يميز العلم عن غيره من فروع المعرفة بالنسبة لميادين و أهداف البحث ، وأساليبه وطرقه " ( عبد الصبور و الجندي ، ).314 : 1998
* و ترى ( عزمي ، ) 15 : 1994 أن المقصود بمفهوم طبيعة العلم فهم الجوانب الأساسـية للعلم و هي ماهية العلم ، و الطريقة التي يكتشف بها الع لم ، و خصائص المعرفـة العلميـة ،والطريقة التي ينمو بها العلم ، و التنظيم الاجتماعي للعلم ، و العلاقة بين العلم و المجتمـع ،والعلاقة بين العلم و التكنولوجيا.
* وقد حدد كارين وسند 1995 ثلاث أبعاد للعلم تتمثل في طرق العلم، وعملياته ، و الاتجاهات العلمية ، نواتج التعلم.
* وفي دراسة قام بها ( نجيب ،)1991 حدد الأبعاد الأساسية لطبيعة العلم في جانبين هما :
-1 بنية العلم و تشمل المعلومات العلمية و طرق العلـم و عملياتـه و الاتجاهـات العلميـة
-2 وظائف العلم و خصائصه : و تشمل وظائف العلم و مسلماته و خصائصه .
أهداف العلم :
* الوصف و التفسير : يهدف العلم إلى أبعد من مجرد ملاحظة الظواهر ووصفها بل يتعداها لمحاولة معرفة أسباب هذه الظواهر ، وذلك لأن الوصف لظاهرة معينة مهما كـان ً دقيقـا لا يؤدي في حد ذاته إلى فهم الظاهرة و معرفة أسبابها ( النجدي و آخرون ،. (53 : 2002
* التنبؤ : لا يقف العلم عند مجرد التفسير و إنما من أهـم وظائفـه أن يـستفيد مـن إدراك علاقات معينة للتنبؤ بما يمكن أن يحدث ً مستقبلا حتى يمكن الاستعداد له والإفادة منه.(الدمردا ش ، 67 : 1999)
و من الأمثلة على التنبؤ ، تنبؤ العالم " مندليف " بوجود عنصر في الجد ول الدوري لم يكتشفه وتم اكتشافه بعد خمسة عشر ً عاما و هو عنصر الجرمانيوم.
* الضبط و التحكم : يهدف العلم إلى التحكم في العوامل أو الظروف التي تجعل ظاهرة معينة تتم على صورة معينة أو تمنع حدوثها ، و تزداد قدرة الإنسان على ضبط الظواهر و الـتحكم بها كلما زادت قدرته على تفسيرها و التنبؤ بها ( زيتون ، ). 1999
خصائص العلم :
من خلال الاطلاع على الأدب التربوي المتعلق بخصائص العلم وجد أن هناك عـدة مواضع اختلاف بين الباحثين ، فاختلفوا في عدد هذه الخصائص ، واختلفـت تـسميات هـذه الخصائص في بعض الأحيان مع التشابه في المعنى، وبعضهم ذكر أنهـا خـصائص للعلـم وبعضهم ذكر أنها سمات التفكير العلمي وبعضهم ذكر أنها خصائص للمـنهج العلمـي فقـد ذكرها ( الديب ، 1989 ؛ وزيتون 1999 ؛ وكاظم و يـسي 1993 ؛ وزكريـ ا (1996كما يلي :
-1 العلم يصحح نفسه بنفسه: العلم يجدد نفسه وينمو ويتطور باستمرار فيصحح نفسه بنفسه .
-2 التنظيم : فمن أهم سمات العلم تنظيم طريقة تفكيرنا وأسلوب ممارستنا العقليـة ، فـالعلم يعنى بترابط القضايا العلمية ولا يكتفي بحقائق مفككة ، وإنما يحرص علـى أن يكـون مـن قضاياه ً نسقا ً محكما ، فبالتنظيم لا نترك أفكارنا تسير حرة طليقة بطريقة أقرب إلـ ى التلقائيـة والعفوية ، وإنما نبذل ً جهدا ً مقصودا من أجل تحقيق أفضل تخطيط ممكن بالطريقة التي نفكـر بها .
-3 البحث عن الأسباب : لا يكون النشاط العقلي للإنسان ً علما إلا إذا استهدف فهم الظـواهر وتعليلها ، ولا تكون الظاهرة مفهومة إلا إذا توصلنا لمعرفة أسبابها ، وا لبحث عـن الأسـباب يحقق إرضاء الميل الفطري لدى الإنسان ، وكذلك التحكم في الظواهر على نحو أفضل .
– 4 التراكمية : وتصف هذه الخاصية الطريقة التي يتطور بها العلم ، فالمعرفة العلمية أشـبه بالبناء ، إذ أن كل نظرية علمية جديدة تحل محل النظرية القديمة ، وهذه الخاصية تعمل على زيادة تسارع عجلة الحضارة ، إذ بسببها لايبدأ العلماء في تفـسيرهم للظـواهر أو حلـولهم للمشكلات من الصفر ، وإنما يبدأون في أغلب الحالات من حيث انتهى الآخرون .
–5 الشمولية واليقين : فالمعرفة العلمية شاملة بمعنى أنها تسري على جميع أمثلة الظاهرة، أي أن العلم شامل وقضاياه تنطبق على جميع الظواهر التي يبحثها .
-6 الدقة والتجريد : وهذه الصفة تكسب الإنسان ً مزيدا من السيطرة على الواقع،وتتيح له ً فهما أفضل لقوانينه،ويلجأ العلم إلى لغة الرياضيات من أجل تحقيق صفة الدقة والتجريد ، والدقـة تتطلب التأكد من صحتها ودقتها .
-7 العلم نشاط إنساني عالمي : فالعلم نتاج إنساني يخص الإنـسان وحـده ، وهـو لـيس ً موضوعا ً فرديا ولا ً شخصيا ، فحقائقه ومبادئه ونظرياته تنقل وتنشر ً عالميا ، وتصبح المعرفة العلمية بمجرد ظهورها ً مشاعا ً وملكا للجميع ، وتتجاوز الحدود الجغرافية أو السياسية .
-8 العلم له أدواته الخاصة به : فالعلم نشاط له أدواته وأجهزته الخاصة لجمع المعلومـات أو قياسها.
-9 العلم يؤثر في المجتمع ويتأثر به : فالمجتمع يتطور بتأثير العلم كما أن العلم ينمو بتأثير الظروف والاتجاهات السائدة في المجتمع.
أخلاقيات العلم :
* يطرح التطور العلمي وال تكنولوجي مشكلات وقضايا أخلاقية تثير الاهتمام وتستحق التفكير لذلك أصبح من الضروري وضع دستور أخلاقي لتطبيق منجـزات العلـم ، وكـذلك الحاجة إلى تربية علمية وأخلاقية جديدة تلائم العالم الجديد الذي نعي ش فيه .
* أخلاقيات العلم تهتم بدراسة الموضوعات لمرتبطة بالقضايا العلمية و الأخلاقية التي تثيرها المستحدثات العلمية و تطبيقات العلوم ، و تتناول قضايا علمية و تكنولوجية مثيرة للجـدل ، وتتطلب مجموعة من التوجيهات و الالتزامات و الضوابط العلمية و الأخلاقيـة التـي تـنظم التعامل معها . ( مصطفى، (336 : 2001.
* و يعرف " الطنطاوي " أخلاقيات العلم على أنها القضايا التي تثيرهـا المـستحثات العلميـة المختلفة و المتعلقة بالتطبيقات العلمية للعلوم ، والتي توجد ً نوعا من الموافقة ً أحيانا و الرفض ً غالبا بين هذه التطبيقات و القيم السائدة في مجتمع ما ، و يجب عمله من تلـك التطبيقـات و تصرفات الناس حيالها ). الطنطاوي، ( 513 : 1998
* ومن خلال استعراض الدراسات و البحوث و الكتابات في مجال أخلاقيات العلم مثل
(Meyer,1995 ؛ 2002 ؛ الجندي و آخرون ، 1996 ؛ زكريا ، 1998 ( الطنطاوي، لوحظ اتفاقها على ثلاث محاور رئيسية، يستند إليها تدريس أخلاقيات العلم هي :
-1 العلماء الذين يشتغلون بالعلم -2 استخدام نواتج العلم -3 سلوك المجتمع نحو العلم
* وا قتصرت الدراسة الحالية على البند الأول الخاص بالعلماء ، لطبيعة البحث الحالي و ذلكيتفق مع زكريا ، ) 1996 في تعريفه الإجرائي لأخلاقيات العلم على أنها أخـلاق العلمـاء المتصلة بعملهم العلمي ، و مجموعة العناصر الأخلاقية تتمثل في الروح النقدية ، و النزاهة ،و الحياد .
* وأضاف عليها " الخليلي " و آخرون ) ) 1996 الموضوعية و الأمانة العلم ية ، وقد اسـتخدم العناصر السابقة " فراج" ) (2000 في دراسته ، وقد استخدم " عبد المجيـد " ) ) 2004 فـي دراسته أخلاقيات العلماء التالية : الموضوعية ، الأمانـة العلميـة ، عـدم التـسرع ،حـب الاستطلاع.
* و بعد البحث عن المقصود بكل عنصر من العناصر السابقة وجد أن الـروح النقديـة ، والنزاهة ، و الحياد مختزلة في تعريف الموضوعية .
* لذلك تلتزم الدراسة الحالية بالعناصر الأخلاقية التالية و هـي : ( الموضـوعية ، الأمانـة العلمية ، عدم التسرع في إصدار الأحكام ، وحب الاستطلاع ) و هي التي استخدمها " عبد المجيد" ) ) 2004 في دراسته ، و عرف كل منها كما يلي :
-1 الموضوعية : تعني انتزاع الذات من الموقف أو الظاهرة أو من الحدث موضع الدراسـة.
-2 الأمانة العلمية : تقتضي أن يتوخى العلماء الدقة في وصف و تسجيل الأحداث و الظواهر(الخليلي وآخرون . 1996
-3 عدم التسرع في إصدار الأحكام : تعني جمع أكبر قدر من المعلومات قبل التوصل إلـى استنتاج .
-4 حب الاستطلاع : يهتم بفهم الأشياء الجديدة و كل ما يتعلق بها من نقد و استفسارات .
نتائج العلم
يعرفها كمال زيتون " رصيد المعرفة العلمية وما يتضمنه من مفاهيم وقوانين ونظريات أطلق عليها البعض لغة العلم حيث تقابل المفاهيم الكلمات بينما تقابل التعميمات القوانين والنظريات ) العبارات في اللغة العادية .( زيتون ، ).104 : 2002
ويعرفها الباحث أنها الجانب المعرفي من العلم ، وهي نتاج التفكير و البحث العلمي الذي تم التوصل إليه بالملاحظة و التقصي والبحث التجريبي .وهي تمثل بنية العلم والتي يتوصل إليها العلماء عن طريقة الملاحظة والاستقصاء والبحث التجريبي ، وتعتبر المعرفة العلمية خلفية أساسية للعلم والتقدم العلمي ، فهي الصرح الذي يقوم عليه العلم ، ولهذا اعتبرت ً هدفا ً رئيسيا في التربية العلمية ، ولضمان الإفادة منها يجب أن تقدم بصورة وظيفية في حياة الفرد .وتتضمن نتائج العلم الحقائق ، والمفاهيم ، والتعميمات ، والنظريات ، وسيتم تعريفها كما يلي:عناصر البناء المعرفي ) نتائج العلم(.
َ أولا : الحقائق العلمية
ويقصد بها النتائج أو الملاحظات والصفات الخاصة بموقف معين أو مـاد ة معينـة ،والحقائق العلمية ضرورية لأنها الأساس في تكوين ما يليها من مستويات معرفية ( زيتون ، ).1999
وتقسم الحقائق العلمية إلى:
أ- حقائق مطلقة : مثل الحقائق أو العقائد المتعلقة بوجود ا لله سبحانه و تعالى و نبوة الرسـول(صلى ا لله عليه وسلم )والقرآن الكريم ، و البعث بعد الموت .
ب- الحقائق النسبية : وهي التي نقبل بصحته ا َ حاليا في ضوء أدلة على صحتها وهي ليـست مطلقة الصحة بل نسبية ، و يوجد نوعان من الحقائق النـسبية وهـي الملاحظـة المتعلقـة بالظواهر الطبيعية مثل تبخر الماء ، و الحقائق المستنتجة مثل تركيب الذرة .ويمكن القول أنه ا نتاج علمي خاص لا يتضمن التعميم ، وغير قابل للن قا ش و الجـدل فـي وقتها ، إلا أنها قابلة للتعديل في ضوء الأدلة و البراهين العلمية الجديدة و تسمى هواء العلم.
ج- البيانات : وهي تعني " تجمع من الإحصائيات الأولية الخام التي تم رصدها حول حـدث أو واقعة ما ". ( زيتون ،107 : 2002
د- الاصطلاحات : وهي " نوع من ال معرفة النوعية التي تخـتص بـالرموز و العلاقـات ،والاختصاصات ووحدات القياس التي اتفق العاملون في مجال معين عليها و على مدلولها " .( زيتون ، ) 108 : 2002
خصائص الحقائق العلمية :
* يمكن ملاحظتها مباشرة أو باستخدام أدوات خاصة.
* يمكن التأكد من صحتها عن طريق تكرار ملاحظتها .
* قابلة للتغيير و التعديل في ضوء البراهين و الأدلة العلمية الجديدة .
َ ثانيا : المفاهيم العلمية
هي عبارة عن تكوين عقلي من التعميمات ينشأ من تجربة خاصة أو أكثر من حالات جزئية ( أمثلة ) متعددة يتوفر في كلٍ منه ا هذه الخاصية . حيث تعزل هذه الخاصية مما يحـيط بها في أي من هذه الحالات و تعطي ً اسما أو ً مصطلحا . ( زيتون ، ). 109 : 2002
أوهي الصورة الذهنية التي ترتبط بالألفاظ من كلمات أو عبارات أو عمليات علمية .
خصائص المفاهيم :
* يتكون المفهوم من الاسم ، ودلالته اللفظية .
* يتضمن المفهوم العلمي التعميم مثل المادة : هي كل شيء يشغل َ حيزا من الفرا غ وله ثقل ويمكن إدراكه بالحواس .
* لكل مفهوم علمي خصائص مشتركة لجميع أفراد فئة المفهـوم و خـصائص متغيـرة أو ثانوية.
* المفاهيم العلمية تتدرج في الصعوبة من صف لآخر ومن مر حلة لأ خرى ، وذلـك لنمـو المعرفة العلمية و ولنضج الأفراد .
* تقسيم المفاهيم : تقسم إلى مجردة ، محسوسة
ويمكن تقسيمها إلى :
* مفاهيم ربط : (المادة) كل شيء له ثقل ويشغل حيز من الفرا غ .
* مفاهيم فصل : الأيون ) ذرة تحمل شحنة كهربية* مفاهيم علاقة: ( الكثافة ) كتلة وحدة الحجوم)
* مفاهيم تصنيفية: ( الفضة ) تقع ضمن الفلزات* مفاهيم عملية ( إجرائية : مثل التقدير ، الميول ، الاتجاهات، الأمانة.
ولتكوين المفاهيم في مجال تعليم العلوم نستخدم :
* المنحي الاستقرائي : وهي لتدريس المفاهيم و تعليمها.
* المنحي الاستنتاجي ( الاستنباطي ) : وهي لتأكيد المفاهيم و التدرب عليها في مواقف جديدة .
صعوبات تعلم المفاهيم العلمية : وعرضها ( زيتون ، 2002 )كما يلي:
* طبيعة المفهوم : مثل المجردة أو المعقدة أو ذات المثال الواحد مثل الأيون ، الجين ، التأكسد
* الخلط في الدلالة اللفظية لبعض المفاهيم.
* النقص في خلفية الطالب التعليمة فمثالَ مفهوم الانصهار يعتمد على مفهوم الحرارة، و الحالة الصلبة ، و السائلة ، والتغير الطبيعي .
* صعوبة تعلم المفاهيم السابقة اللازمة لتعلم المفاهيم الجديدة .
صعوبات تكوين المفاهيم العلمية : وذكرها ( زيتون ، ) 2002 كما يلي تقسم إلى عوامل خارجية و تشمل:
* المناهج التدريسية غير الملائمة * لغة العلم* طرق التدريس* معلمو العلوم أنفسهم* البيئة التي يعي ش فيها الطالب
عوامل داخلية : وتشمل
* استعداد الطالب* الدافعية للتعلم* مدى الاهتمام و الميول لدى الطالب.
ويمكن القول بأن مادة العلوم ترتكز بشكل أساسي على المفاهيم فهي الوحدات الأساسية التـي تشكل المحتوى في منهاج العلوم ، والتي تنمو مع نمو الطلبة في المستوى التعليمـي لتـشكل منظومة متكاملة ، لذلك يجب على مصممي المناهج مراعاة طبيعة المفهـوم مـع المـستوى العمري للطلبة ، وعلي المسؤولين عن العملية التعليمية مراعاة وتذليل الصعوبات الخارجيـة والداخلية عند تكوين المفاهيم العلمية عند الطلبة .
َ ثالثا : التعميمات
هي عمليات عقلية تبدأ بالملاحظة واكتشاف مجموعة من العلاقات بـين الأحـداث أو الحقائق التي تم ملاحظتها وتنتهي بصياغة العلاقات في عبارات تصف هذه العلاقات .( زيتون ،)1991
ويمكن القول أن التعميم هو جملة صحيحة َ علميا لها صفة الشمول و إمكانية التطبيـق علـى مجموعة الأشياء أو الأحداث أو الظواهر المرتبطة بموضوع معين .
وتدرس التعميمات بأكثر من أسلوب و يمكن استخدام المنحي الاستقرائي أو ألاستنتاجي أوكليهما.
َ رابعا : القوانين العلمية
يعرفه" زيتون " القانون العلمي على أنه صيغة كمية تصف أو تفسر العلاقة بين متغيرين أو أكثر يمكن من خلالها التنبؤ بأحد المتغيرين ، إذا عرف المتغير أو المتغيرات الأخرى المتضمنة في العلاقة ، ً وعادة ما يتم التوصل من خلال البحث أو التقصي التجريبي،و هو صيغة عامة تتضمن علاقة تربط بين مفهومين أو أكثر و تنتج عن التجربة و
يمكن التعبير عنها بصورة رياضية ( رمزية ) . ( زيتون ، ( 116 : 2002
ومن مميزات القانون :
* صحيح َ علميا يتضمن التعميم* علاقة بين مفهومين أو أكثر يمكن التعبير عنه بصورة رمزية
* ثابت َ نسبيا* يمكن التعبير عنه بصورة كمية ( رقمية)
َ خامسا : النظريات العلمية
يعرفها ( زيتون، ) 120 :2002 أنها صياغة كمية أو كيفية موجزة ومحكمة وعاليـة التجريد ، تعبر عن نسق استنباطي تصوري وافتراضي ، وتعمل بمثابة دليل أو موجه للبحـث العلمي في مجالها ، كما تفسر الظواهر ، إضافة إلى إمكانية التنبؤ مـن خلالهـا بمعطيـات معرفية جديدة .
و هي فكرة مناسبة تستخدم لربط مجموعة من الوقائع المستقلة فيما بينها في بناء متكامـل وهي تقدم خطة موحدة لتفسير مجموعة كاملة مـن الوقـائع التـي تبـدو وكـأن لا رابـط بينها،وتزداد درجة الثقة في النظرية بزيادة قدرتها على شرح أكبر عدد ممكن من الظواهر ذات العلاقة . ( عفيفي ، . (1996
ويلخص الباحث أن النظريات هي النتاج النهائي للمنهج العلمي و تتضمن الحقائق و المفاهيم و القوانين التي تشكل النظرية ، و هي فعل إبداعي ناتج عن رؤية ما لا يراه الآخرون ومن خصائص النظريات :
* تجمع الحقائق و المفاهيم و التعميمات و الأحداث.* تقدم تفسير لكثير من الظواهر و الأحداث.
* تساعد في التنبؤ بالظواهر و الأحداث و اكتشاف المعرفة و نموها.* تمثل قمة الهرم المعرفي و تمتاز بالشمول و التعميم.
* ليست مطلقة الصحة.
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري