مجالات التقويم
مقدمة :
مرت عملية التقويم بمراحل تاريخية مختلفة ، وتطورت وسائلها بتطور حياة الإنسان ، ففي العصور القديمة استخدم الإنسان التقويم بإصداره نوعاً من الأحكام على الظواهر البيئية ، والناس الذين يعيش معهم ، فكان يدرك على سبيل المثال ، أن فلاناً من الناس قوي وآخر ضعيف 0 ثم انتقل التقويم بسبب تعقد الحياة ، ليقوم به ( معلم الحرفة ) الذي كان يصدر أحكامه على المتتلمذين على يديه ويقرر إلى أي مدى أتقن كل واحد منهم الحرفة التي يمارسها .
مجالات التقويم :
وتضم ثلاث مجالات متمثلة في الأهداف التربوية الخاصة وهي :
1-المجال المعرفي : ويشمل تنمية القدرات كالتذكر ، والفهم ، والتطبيق ، والتحليل ، والتركيب ، والتقويم .
2-المجال الوجداني : ويشمل تنمية القيم والاتجاهات والميول والسمات الإيجابية .
3-المجال السلوكي : ويشمل تنمية المهارات الحركية والنفس حركية ، كالمهارات اليدوية ومهارة الأصابع ، والتناسق بين الأعضاء الحسية والحركية ، بالإضافة إلى تكوين مهارات في أداء الأعمال كمهارة التدريس ومهارة رسم المخططات ومهارة البيع ومهارة التعامل مع الآخرين ومهارة إدارة آلات أو أجهزة معينة .
أنواع التقويم :
أ-التقويم القبلي ( التمهيدي ( يستخدم قبل عملية التدريس من أجل تهيئة الطالب للدرس الجديد .
ب -التقويم التكويني ( البنائي ) يستخدم أثناء عملية التدريس لمعرفة مدى تقدم التلاميذ ومدى تحقق الأهداف .
ج-التقويم النهائي ( الختامي ) يأتي هذا التقويم في نهاية عملية التدريس لمعرفة الحصيلة النهائية التي اكتسبها الطالب من عملية التدريس .
مراحل إجراء التقويم (خطوات التقويم) :
تشير الدراسات في مجال إعداد الاختبارات ، بأن عملية التقويم حتى تكون ناجحة يجب أن تمر في خطوات :
1-أن تكون مجموعة الأسئلة التقويمية بأنواعها المختلفة ترجمة للأهداف المراد قياسها ، حيث يمكن للمعلم أن يربط بين عدد الأسئلة والأهداف .
2- أن يحدد المصطلحات من حيث معانيها وكيفية قياسها ، وكذلك يمكن تحديد الأفكار ، مراعياً بذلك الفروق الفردية بين الطلبة .
3- أن يكون هناك توافق بين إجراءات بناء الاختبار من ناحية والإجراءات التطبيقية من ناحية أخرى وهذا يتم عن طريق تحديد الزمن .
4- أن تكون أجوبة الاختبار واضحة ومحددة قائمة على أسس وقواعد محددة .
5- أن يتسم التصحيح بالموضوعية والدقة التامة ، وهذا يؤدي في المحصلة النهائية إلى تقويم عادل ، نقيس من خلاله قدرات الطلبة بدقة .
6- أن نحدد مستويات الطلبة من خلال تصحيح إجاباتهم ، بحيث يكون ذلك بشكل دقيق وفقاً لاعتبارات منطقية تستند إلى أوراقهم التي أجابوا عليها.
7-أن نقارن إجابتهم بمستوياتهم ، فمن خلال ذلك نصدر حكماً على مدى تحصيل الطلبة بشكل عام ، حيث يمكن القول استناداً لذلك بأن الأهداف المراد تحقيقها ، قد تحققت بنسبة 90% أو أقل ... إلخ .
أساليب التقويم وأدواته :
للتقويم أدوات وأساليب متعددة ومتنوعة ، هذا يرجع لاختلاف الظواهر والظروف المراد دراستها فمنها متخصصة لدراسة التحصيل والحكم عليه ، ومنها متخصصة لدراسة ظاهرة الذكاء ، وهناك أدوات أخرى تخصص في دراسة ظواهر أخرى متعددة الجوانب .
ومن أهم أساليب التقويم ما يلي :
1-الملاحظة : وتعني القيام بملاحظة سلوك الطلاب في القسم أو أداء المعلم أو غير ذلك ، ثم إصدار أحكام حول ذلك ، والملاحظة أنواع منها :
أ-الملاحظة البسيطة : وهي الملاحظة العفوية التي لا تصلح في الواقع للتقويم وإصدار الأحكام .
ب-الملاحظة المنظمة : وهي الملاحظة التي تخطط لها مسبقاً ، ويعين فيها السلوك المراد ملاحظته ، والفترات الزمنية التي تتم فيها الملاحظة .
ج-الملاحظة المشاركة : وتعني قيام القائم بالملاحظة بالاندماج في الجماعة التي يريد ملاحظتها ويصبح عضواً فيها حتى لا تحرج الجماعة من ملاحظته ، وتصطنع في سلوكها .
2- المقابلات ويلجأ الباحث إلى استخدام هذه الأداة إذا كان عدد أفراد العينة قليلاً ، حيث من خلالها نحصل على معلومات تتعلق بالعينة بشكل دقيق وتدرس الظاهرة بشكل تام .
والمقابلة الشخصية: هي الحوار الذي يجري ببين شخصين أو أكثر لغرض التقويم.
3- سلالم الاتجاهات : حيث يتم بواسطة هذه السلالم اكتشاف اتجاهات التلاميذ نحو موضوع أو موقف ما . ثم نحكم عليها بعد معرفتها والإلمام بها بشكل دقيق . حيث يتألف سلم الاتجاهات من عدة فقرات يجيب عليها التلاميذ بالإجابة موافق أو لا أوافق ، ومن خلال ذلك نحكم عليها.
4-الاستبيان: وهو بمثابة مجموعة من الفقرات تطبع أو ترسل بالبريد أو الإنترنت تدور حول قضية أو موقف معين سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو أكاديمية ، يكلف بها أفراد العينة للإجابة عليها ثم تحلل ونقيس الظاهرة المراد قياسها بشكل تام .
5- السجل التراكمي ونعني به ملفات التلاميذ حيث يمثل مجموعة من البطاقات مدون عليها سيرة التلميذ الشخصية ، ومستوى تحصيله الأكاديمي ، وحالته الصحية ، وحالته الاجتماعية ، وهواياته وميوله . وهذا يعد تقيماً شاملاً تستعين به لدراسة حياته بشكل تام .
6- طريقة الترتيب : وهنا يقوم المسئول عن التقويم بترتيب الأفراد حسب خاصية معينة ، كترتيب المعلم لتلاميذه حسب أدائهم من الأول إلى الأخير ، أو ترتيب الموجه للمعلمين حسب مدى تحقيقهم للأهداف التربوية وغير ذلك .
7-الاختبارات : وتشير إلى الأسئلة أو العبارات التي تقدم للطالب للإجابة عليها وهي أنواع :
أ- اختبارات التحصيل : وهي التي تقيس ما تعلمه الفرد من معارف وعلوم خلال مرحلة معينة .
ب- اختبارات الذكاء : وهي تقيس القدرة العامة التي تتمثل في قدرة الفرد على التكيف مع متطلبات الحياة ، كسرعة اتخاذ القرارات وحل المشاكل والاستنتاج وغير ذلك .
ج- اختبارات الاستعدادات: وهي التي تقيس القدرات الكامنة لدى الأفراد.
د- اختبارات الشخصية: وهي التي تقيس الجوانب الانفعالية.
8-اختبارات الميول : وهي التي تقيس رغبات الشخص واهتماماته نحو بعض التخصصات أو الأنشطة أو المهن المختلفة
و- اختبارات القيم والاتجاهات : وهي التي تقيس قيم الأفراد واتجاهاتهم نحو بعض الموضوعات في حياتهم الدراسية أو الاجتماعية كاتجاهات الطلاب نحو التدريس .
صعوبات التقويم :
تواجه عملية التقويم عدة صعوبات ، ممثلاً ذلك في اختلاف سياسات المؤسسات التربوية أو وزارة التربية ، وكذلك اختلاف آراء الباحثين في هذا المجال ، فلا توجد سياسة واضحة المعالم لعملية التقويم . ولكن يمكن إجمال هذه الصعوبات في عدة نقاط :
1- عدم وجود أهداف واضحة ذات معالم مكتوبة تعمل المؤسسات التربوية على تحقيقها ، وإن وجدت هذه الأهداف فإن هناك فجوة تظهر بين ما هو مكتوب والتطبيق .
2-لا يوجد سياسة تربوية واضحة في مصطلحاتها ، فبعض الدول تختلف مراحل التعليم لديها عن الأخرى ، وهذا يؤثر بشكل أو بأخر على عملية التقويم، وكذلك الاختلاف واضح ، قد يكون في بناء المنهج المدرسي من دولة إلى أخرى ، وبالتالي فإن هذه الاختلافات تكون تبعاً لعملية التقويم .
3- أن الخلط بين الوسائل والأهداف وعدم وضوحها يؤثر سلباً على عملية التقويم ، وخير مثال على ذلك غياب سياسة واضحة لبعض البرامج التعليمية التي تقرها الوزارات في بعض الدول ، وهذا بدوره يعيق عملية التقويم .
4-بعض الظروف المحيطة بالتلميذ تؤثر على سلوكه التعليمي ، ممثلاً ذلك في حياته الأسرية أو الظروف المحيطة به ، وهذا يؤثر سلباً على عملية التقويم.
5- هناك بعض المعلمين لا يكون لديهم التأهيل الكافي مما يؤثر على دافعية طلبتهم للتعلم ، وبالتالي يؤثر سلباً على عملية التقويم التي يتبعونها بحيث تصبح غير موضوعية .
6- عدم توفر اخصائين في مجال القياس والتقويم ، وبالذات في مجال بناء الاختبار وتصحيحه ، وهذا يؤثر على تحصيل الطلبة سلباً ويؤثر على عملية التقويم .
إن وجود مثل هذه العقبات يؤثر سلباً على عملية التقويم ، لتلافي مثل هذه العقبات ، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار هذه النواحي حتى تتم عملية التقويم بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل أفضل .
الاتجاهات الحديثة في التقويم :
نتيجة للتطور في نظريات وأساليب القياس والتقويم النفسي والتربوي واستجابة للتغير الاجتماعي والتقدم التقني ومن خلال الجهود المبذولة لتطوير وتعديل نظم الامتحانات ظهرت مجموعة من الاتجاهات في تقويم الطالب .
يمكن أن نوجز أهمها فيما يلي :
1- التقويم الشامل الذي تنادي به التربية الحديثة، والذي يمتد ليشمل جميع جوانب شخصية الطالب في إطار برنامج شامل ومتوازن للتقويم ، لا يقتصر على نوع واحد من أساليب التقويم وجمع البيانات وإنما تتنوع فيه الأساليب حسب تنوع الأهداف وأنماط السلوك المراد قياسها .
2- ينظر الاتجاه الحديث إلى الامتحانات وعملية التقويم على أنها جزء متكامل من العملية التربوية .
3- يعتمد التقويم في الاتجاه الحديث على نماذج ونظريات للقياس النفسي ، وقد ظـل القياس النفسي ولفترة طويلة يعتمد على المقاييس معيارية المرجــع والتي تعتمد على مقارنة أداء الفرد بأداء غيره من الأفراد وفي السبعينـات بدأ التوسع في استخدام المقاييس محكية المرجــع وهي تفسير درجة الفرد في ضوء مدى تحقيقه أهداف تعليمية محددة ، وهي بذلك تعطي دلالة على مدى كفاءة الفرد في القيام بأعمال معينة .
4-يميل التقويم الحديث إلى الابتعاد عن المركزية والشكلية ويدعو إلى التقليل من الاعتماد على الاختبارات المقننة والاتجاه إلى الاختبارات التي يعدها المعلم ، وهي بذلك تنقل مسؤولية التقويم من الإدارة المركزية بالوزارة إلى إدارة التعليم والمدرسة والمعلمين وفي ذلك تخفيف الأعباء وتحقيق المزيد من المرونة والتنوع في تحقيق الأهداف ، ويقتصر دور الإدارة المركزية في التخطيط والتطوير وتبادل المعلومات .
5- استنباط أنواع جديدة من أساليب التقويم التي تتسم بالمرونة وتعتمد على الثقة المتبادلة بين المعلم والطالب ، وتزيد من ثقة الطالب بنفسه كاختبار الكتاب المفتوح والاختبار المنزلي والأبحاث والمشروعات .
6- الارتقاء بمستوى الإعداد الفني لأساليب التقويم ، بحيث يتم بناؤها وفقاً للأسس العلمية المتطورة للقياس النفسي .
7-الاستفادة من التقدم الذي أحرزته بعض الأجهزة الحديثة لإكساب عملية التقويم المزيد من المرونة والسهولة والسرعة .
8-سيهتم نظام التقويم في المستقبل بمدى قدرة الطالب على تقويم المعلومات وتقدير علاقتها بالموضوع الذي يدرس وأن يعرف نوع المعلومات التي يحتاجها ومصادرها وكيفية استخدامها .
9-تركيز أساليب التقويم الحالي على التفكير التقاربي والذي يفترض وجود إجابات صحيحة محددة للأسئلة، هذه المهارات ستصبح في المستقبل قليلة الفائدة ، وسيتجه التقويم إلى قياس الصفات والمهارات الأكثر أهمية لعالم متغير كالمبادرة والأصالة والتكيف والمثابرة والقدرة على القيادة والتعاون .
10- السعي لابتكار أساليب جديدة لتقدير أداء الطلاب بدلاً من نظام الدرجات والعلامات ، والذي يعطي درجة للأداء في مقرر معين ولا يعطي تفصيل لإمكانات الطالب ومواهبه ومهاراته ومن أمثلة البدائل المقترحة التقارير التفصيلية التي ترسل إلى أولياء الأمور ، ومن المقترح أيضاً المخطط التحصيلي لطالب وهو ذلك الذي يتضمن بيان الجوانب المختلفة الهامة التي اكتسبها الطالب من المهارات والصفات الشخصية والأنشطة خارج المنهج وتحديد مستويات أداء الطالب في كل منها .
الخاتمة :
يهدف التقويم إلى الحكم على مدى جودة مدخلات ومخرجات العملية التعليمية وعلاج جوانب الضعف والقصور والكشف عنها وإثراء جوانب القوة والتميز , وبالتالي فان التقويم لا يتوقف عند حد تقويم نواتج التعلم لدى المتعلم بل يمتد ليشمل كل عناصر المنظومة التعليمية 0
ومع التطور في جميع مجالات الحياة وظهور أساليب تعليم وتعلم حديثة تتناسب مع الثورة المعرفية والتكنولوجية الحديثة مثل التعليم والتعلم عن بٌعد , والتعليم والتعلم عبر الانترنت وغيرها , ولابد أن ينعكس ذلك على التقويم التربوي باعتباره مكونا أساسيا من مكونات منظومة التربية والتعليم ولذلك تطورت أساليب وأدوات التقويم 0
الاسم : سهام علي محمد هزاع
قسم مجال انجليزي
مستوى رابع
مقدمة :
مرت عملية التقويم بمراحل تاريخية مختلفة ، وتطورت وسائلها بتطور حياة الإنسان ، ففي العصور القديمة استخدم الإنسان التقويم بإصداره نوعاً من الأحكام على الظواهر البيئية ، والناس الذين يعيش معهم ، فكان يدرك على سبيل المثال ، أن فلاناً من الناس قوي وآخر ضعيف 0 ثم انتقل التقويم بسبب تعقد الحياة ، ليقوم به ( معلم الحرفة ) الذي كان يصدر أحكامه على المتتلمذين على يديه ويقرر إلى أي مدى أتقن كل واحد منهم الحرفة التي يمارسها .
مجالات التقويم :
وتضم ثلاث مجالات متمثلة في الأهداف التربوية الخاصة وهي :
1-المجال المعرفي : ويشمل تنمية القدرات كالتذكر ، والفهم ، والتطبيق ، والتحليل ، والتركيب ، والتقويم .
2-المجال الوجداني : ويشمل تنمية القيم والاتجاهات والميول والسمات الإيجابية .
3-المجال السلوكي : ويشمل تنمية المهارات الحركية والنفس حركية ، كالمهارات اليدوية ومهارة الأصابع ، والتناسق بين الأعضاء الحسية والحركية ، بالإضافة إلى تكوين مهارات في أداء الأعمال كمهارة التدريس ومهارة رسم المخططات ومهارة البيع ومهارة التعامل مع الآخرين ومهارة إدارة آلات أو أجهزة معينة .
أنواع التقويم :
أ-التقويم القبلي ( التمهيدي ( يستخدم قبل عملية التدريس من أجل تهيئة الطالب للدرس الجديد .
ب -التقويم التكويني ( البنائي ) يستخدم أثناء عملية التدريس لمعرفة مدى تقدم التلاميذ ومدى تحقق الأهداف .
ج-التقويم النهائي ( الختامي ) يأتي هذا التقويم في نهاية عملية التدريس لمعرفة الحصيلة النهائية التي اكتسبها الطالب من عملية التدريس .
مراحل إجراء التقويم (خطوات التقويم) :
تشير الدراسات في مجال إعداد الاختبارات ، بأن عملية التقويم حتى تكون ناجحة يجب أن تمر في خطوات :
1-أن تكون مجموعة الأسئلة التقويمية بأنواعها المختلفة ترجمة للأهداف المراد قياسها ، حيث يمكن للمعلم أن يربط بين عدد الأسئلة والأهداف .
2- أن يحدد المصطلحات من حيث معانيها وكيفية قياسها ، وكذلك يمكن تحديد الأفكار ، مراعياً بذلك الفروق الفردية بين الطلبة .
3- أن يكون هناك توافق بين إجراءات بناء الاختبار من ناحية والإجراءات التطبيقية من ناحية أخرى وهذا يتم عن طريق تحديد الزمن .
4- أن تكون أجوبة الاختبار واضحة ومحددة قائمة على أسس وقواعد محددة .
5- أن يتسم التصحيح بالموضوعية والدقة التامة ، وهذا يؤدي في المحصلة النهائية إلى تقويم عادل ، نقيس من خلاله قدرات الطلبة بدقة .
6- أن نحدد مستويات الطلبة من خلال تصحيح إجاباتهم ، بحيث يكون ذلك بشكل دقيق وفقاً لاعتبارات منطقية تستند إلى أوراقهم التي أجابوا عليها.
7-أن نقارن إجابتهم بمستوياتهم ، فمن خلال ذلك نصدر حكماً على مدى تحصيل الطلبة بشكل عام ، حيث يمكن القول استناداً لذلك بأن الأهداف المراد تحقيقها ، قد تحققت بنسبة 90% أو أقل ... إلخ .
أساليب التقويم وأدواته :
للتقويم أدوات وأساليب متعددة ومتنوعة ، هذا يرجع لاختلاف الظواهر والظروف المراد دراستها فمنها متخصصة لدراسة التحصيل والحكم عليه ، ومنها متخصصة لدراسة ظاهرة الذكاء ، وهناك أدوات أخرى تخصص في دراسة ظواهر أخرى متعددة الجوانب .
ومن أهم أساليب التقويم ما يلي :
1-الملاحظة : وتعني القيام بملاحظة سلوك الطلاب في القسم أو أداء المعلم أو غير ذلك ، ثم إصدار أحكام حول ذلك ، والملاحظة أنواع منها :
أ-الملاحظة البسيطة : وهي الملاحظة العفوية التي لا تصلح في الواقع للتقويم وإصدار الأحكام .
ب-الملاحظة المنظمة : وهي الملاحظة التي تخطط لها مسبقاً ، ويعين فيها السلوك المراد ملاحظته ، والفترات الزمنية التي تتم فيها الملاحظة .
ج-الملاحظة المشاركة : وتعني قيام القائم بالملاحظة بالاندماج في الجماعة التي يريد ملاحظتها ويصبح عضواً فيها حتى لا تحرج الجماعة من ملاحظته ، وتصطنع في سلوكها .
2- المقابلات ويلجأ الباحث إلى استخدام هذه الأداة إذا كان عدد أفراد العينة قليلاً ، حيث من خلالها نحصل على معلومات تتعلق بالعينة بشكل دقيق وتدرس الظاهرة بشكل تام .
والمقابلة الشخصية: هي الحوار الذي يجري ببين شخصين أو أكثر لغرض التقويم.
3- سلالم الاتجاهات : حيث يتم بواسطة هذه السلالم اكتشاف اتجاهات التلاميذ نحو موضوع أو موقف ما . ثم نحكم عليها بعد معرفتها والإلمام بها بشكل دقيق . حيث يتألف سلم الاتجاهات من عدة فقرات يجيب عليها التلاميذ بالإجابة موافق أو لا أوافق ، ومن خلال ذلك نحكم عليها.
4-الاستبيان: وهو بمثابة مجموعة من الفقرات تطبع أو ترسل بالبريد أو الإنترنت تدور حول قضية أو موقف معين سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو أكاديمية ، يكلف بها أفراد العينة للإجابة عليها ثم تحلل ونقيس الظاهرة المراد قياسها بشكل تام .
5- السجل التراكمي ونعني به ملفات التلاميذ حيث يمثل مجموعة من البطاقات مدون عليها سيرة التلميذ الشخصية ، ومستوى تحصيله الأكاديمي ، وحالته الصحية ، وحالته الاجتماعية ، وهواياته وميوله . وهذا يعد تقيماً شاملاً تستعين به لدراسة حياته بشكل تام .
6- طريقة الترتيب : وهنا يقوم المسئول عن التقويم بترتيب الأفراد حسب خاصية معينة ، كترتيب المعلم لتلاميذه حسب أدائهم من الأول إلى الأخير ، أو ترتيب الموجه للمعلمين حسب مدى تحقيقهم للأهداف التربوية وغير ذلك .
7-الاختبارات : وتشير إلى الأسئلة أو العبارات التي تقدم للطالب للإجابة عليها وهي أنواع :
أ- اختبارات التحصيل : وهي التي تقيس ما تعلمه الفرد من معارف وعلوم خلال مرحلة معينة .
ب- اختبارات الذكاء : وهي تقيس القدرة العامة التي تتمثل في قدرة الفرد على التكيف مع متطلبات الحياة ، كسرعة اتخاذ القرارات وحل المشاكل والاستنتاج وغير ذلك .
ج- اختبارات الاستعدادات: وهي التي تقيس القدرات الكامنة لدى الأفراد.
د- اختبارات الشخصية: وهي التي تقيس الجوانب الانفعالية.
8-اختبارات الميول : وهي التي تقيس رغبات الشخص واهتماماته نحو بعض التخصصات أو الأنشطة أو المهن المختلفة
و- اختبارات القيم والاتجاهات : وهي التي تقيس قيم الأفراد واتجاهاتهم نحو بعض الموضوعات في حياتهم الدراسية أو الاجتماعية كاتجاهات الطلاب نحو التدريس .
صعوبات التقويم :
تواجه عملية التقويم عدة صعوبات ، ممثلاً ذلك في اختلاف سياسات المؤسسات التربوية أو وزارة التربية ، وكذلك اختلاف آراء الباحثين في هذا المجال ، فلا توجد سياسة واضحة المعالم لعملية التقويم . ولكن يمكن إجمال هذه الصعوبات في عدة نقاط :
1- عدم وجود أهداف واضحة ذات معالم مكتوبة تعمل المؤسسات التربوية على تحقيقها ، وإن وجدت هذه الأهداف فإن هناك فجوة تظهر بين ما هو مكتوب والتطبيق .
2-لا يوجد سياسة تربوية واضحة في مصطلحاتها ، فبعض الدول تختلف مراحل التعليم لديها عن الأخرى ، وهذا يؤثر بشكل أو بأخر على عملية التقويم، وكذلك الاختلاف واضح ، قد يكون في بناء المنهج المدرسي من دولة إلى أخرى ، وبالتالي فإن هذه الاختلافات تكون تبعاً لعملية التقويم .
3- أن الخلط بين الوسائل والأهداف وعدم وضوحها يؤثر سلباً على عملية التقويم ، وخير مثال على ذلك غياب سياسة واضحة لبعض البرامج التعليمية التي تقرها الوزارات في بعض الدول ، وهذا بدوره يعيق عملية التقويم .
4-بعض الظروف المحيطة بالتلميذ تؤثر على سلوكه التعليمي ، ممثلاً ذلك في حياته الأسرية أو الظروف المحيطة به ، وهذا يؤثر سلباً على عملية التقويم.
5- هناك بعض المعلمين لا يكون لديهم التأهيل الكافي مما يؤثر على دافعية طلبتهم للتعلم ، وبالتالي يؤثر سلباً على عملية التقويم التي يتبعونها بحيث تصبح غير موضوعية .
6- عدم توفر اخصائين في مجال القياس والتقويم ، وبالذات في مجال بناء الاختبار وتصحيحه ، وهذا يؤثر على تحصيل الطلبة سلباً ويؤثر على عملية التقويم .
إن وجود مثل هذه العقبات يؤثر سلباً على عملية التقويم ، لتلافي مثل هذه العقبات ، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار هذه النواحي حتى تتم عملية التقويم بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل أفضل .
الاتجاهات الحديثة في التقويم :
نتيجة للتطور في نظريات وأساليب القياس والتقويم النفسي والتربوي واستجابة للتغير الاجتماعي والتقدم التقني ومن خلال الجهود المبذولة لتطوير وتعديل نظم الامتحانات ظهرت مجموعة من الاتجاهات في تقويم الطالب .
يمكن أن نوجز أهمها فيما يلي :
1- التقويم الشامل الذي تنادي به التربية الحديثة، والذي يمتد ليشمل جميع جوانب شخصية الطالب في إطار برنامج شامل ومتوازن للتقويم ، لا يقتصر على نوع واحد من أساليب التقويم وجمع البيانات وإنما تتنوع فيه الأساليب حسب تنوع الأهداف وأنماط السلوك المراد قياسها .
2- ينظر الاتجاه الحديث إلى الامتحانات وعملية التقويم على أنها جزء متكامل من العملية التربوية .
3- يعتمد التقويم في الاتجاه الحديث على نماذج ونظريات للقياس النفسي ، وقد ظـل القياس النفسي ولفترة طويلة يعتمد على المقاييس معيارية المرجــع والتي تعتمد على مقارنة أداء الفرد بأداء غيره من الأفراد وفي السبعينـات بدأ التوسع في استخدام المقاييس محكية المرجــع وهي تفسير درجة الفرد في ضوء مدى تحقيقه أهداف تعليمية محددة ، وهي بذلك تعطي دلالة على مدى كفاءة الفرد في القيام بأعمال معينة .
4-يميل التقويم الحديث إلى الابتعاد عن المركزية والشكلية ويدعو إلى التقليل من الاعتماد على الاختبارات المقننة والاتجاه إلى الاختبارات التي يعدها المعلم ، وهي بذلك تنقل مسؤولية التقويم من الإدارة المركزية بالوزارة إلى إدارة التعليم والمدرسة والمعلمين وفي ذلك تخفيف الأعباء وتحقيق المزيد من المرونة والتنوع في تحقيق الأهداف ، ويقتصر دور الإدارة المركزية في التخطيط والتطوير وتبادل المعلومات .
5- استنباط أنواع جديدة من أساليب التقويم التي تتسم بالمرونة وتعتمد على الثقة المتبادلة بين المعلم والطالب ، وتزيد من ثقة الطالب بنفسه كاختبار الكتاب المفتوح والاختبار المنزلي والأبحاث والمشروعات .
6- الارتقاء بمستوى الإعداد الفني لأساليب التقويم ، بحيث يتم بناؤها وفقاً للأسس العلمية المتطورة للقياس النفسي .
7-الاستفادة من التقدم الذي أحرزته بعض الأجهزة الحديثة لإكساب عملية التقويم المزيد من المرونة والسهولة والسرعة .
8-سيهتم نظام التقويم في المستقبل بمدى قدرة الطالب على تقويم المعلومات وتقدير علاقتها بالموضوع الذي يدرس وأن يعرف نوع المعلومات التي يحتاجها ومصادرها وكيفية استخدامها .
9-تركيز أساليب التقويم الحالي على التفكير التقاربي والذي يفترض وجود إجابات صحيحة محددة للأسئلة، هذه المهارات ستصبح في المستقبل قليلة الفائدة ، وسيتجه التقويم إلى قياس الصفات والمهارات الأكثر أهمية لعالم متغير كالمبادرة والأصالة والتكيف والمثابرة والقدرة على القيادة والتعاون .
10- السعي لابتكار أساليب جديدة لتقدير أداء الطلاب بدلاً من نظام الدرجات والعلامات ، والذي يعطي درجة للأداء في مقرر معين ولا يعطي تفصيل لإمكانات الطالب ومواهبه ومهاراته ومن أمثلة البدائل المقترحة التقارير التفصيلية التي ترسل إلى أولياء الأمور ، ومن المقترح أيضاً المخطط التحصيلي لطالب وهو ذلك الذي يتضمن بيان الجوانب المختلفة الهامة التي اكتسبها الطالب من المهارات والصفات الشخصية والأنشطة خارج المنهج وتحديد مستويات أداء الطالب في كل منها .
الخاتمة :
يهدف التقويم إلى الحكم على مدى جودة مدخلات ومخرجات العملية التعليمية وعلاج جوانب الضعف والقصور والكشف عنها وإثراء جوانب القوة والتميز , وبالتالي فان التقويم لا يتوقف عند حد تقويم نواتج التعلم لدى المتعلم بل يمتد ليشمل كل عناصر المنظومة التعليمية 0
ومع التطور في جميع مجالات الحياة وظهور أساليب تعليم وتعلم حديثة تتناسب مع الثورة المعرفية والتكنولوجية الحديثة مثل التعليم والتعلم عن بٌعد , والتعليم والتعلم عبر الانترنت وغيرها , ولابد أن ينعكس ذلك على التقويم التربوي باعتباره مكونا أساسيا من مكونات منظومة التربية والتعليم ولذلك تطورت أساليب وأدوات التقويم 0
الاسم : سهام علي محمد هزاع
قسم مجال انجليزي
مستوى رابع
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري