الميول العلمية
مع بداية العام الدراسي يكثر الحديث حول أهم الأمور المعينة للطلاب على التحصيل الدراسي ويتحدث الناس بمختلف فئاتهم عن التحصيل الدراسي وتأثره بجوانب حياتيه متعددة فمنهم من يتحدث عن أثر الوضع الاجتماعي على التحصيل الدراسي ومنهم من يتحدث عن أثر الوضع الاقتصادي أو السياسي .... إلى غير ذلك من المؤثرات ولكن قد يغفل هؤلاء عن جانب مهم في عملية التحصيل الدراسي بل يعد مكوناً من مكونات واقعية الإنسان إذ يعبر عن حقيقة عمل الفرد ونشاطه عموماً هذا الجانب هو الميل فللميل أهمية كبيرة في التعليم فهو عامل أساسي من عوامل الاستمرار في الدراسة ناهيك عن التحصيل العلمي فنلاحظ أن أكثر الطالبات تحمساً للتحصيل العلمي هن أكثر ميلاً لدراستهن مما يعطي مؤشراً واضحاً أن الميل يعد من المحددات المهمة لنجاح الطالبة وارتياحها في دراستها بل وفي حياتها من جميع الجوانب وفي الصفحات التالية نسلط الأضواء على جوانب مهمة من هذا الموضوع لعلنا نخرج بتصور واضح ومحمل حول أنواع الميول والعوامل المؤثرة فيها وآثارها على التحصيل الدراسي لنمهد بذلك الطريق أمام المعلمات لاتخاذ الخطوات والإجراءات المناسبة لاكتشاف هذه الميول ورعايتها وتنميتها ورعاية أصحابها وتوجيههم التوجيه السليم للارتقاء بأنفسهم ومجتمعهم .
ماهو الميل ؟
عرف العلماء الميل بتعريفات كثيرة ومتعددة كلها تصب في معاني متقاربة قاسمها المشترك هو أن الرغبة المصاحبة للفرد في نشاط معين يعجبه ويحبه ويستمر عليه بمعنى أن الميل هو الذي حرك هذا الفرد لممارسة هذا النشاط والاستمرار عليه والميل بهذا المعنى ينقسم إلى قسمين رئيسين هما:
:1ـ الميول الفطرية أو الذاتية : وهي المصاحبة للفرد منذ ولادته تظهر عندما يقوم الفرد بعمل أو هوايات يحبها والميول في هذه الحالة تكون أكثر ثباتاً .
2ـ الميول المكتسبة أو الثانوية : وهي التي يكتسبها الفرد وتظهر عندما يقوم الفرد بعمل معين مثل الميل إلى السباحة أو متابعة الأخبار وفي هذه الحالة تكون الميول أقل ثباتاً .
أنواع الميول
أنواع الميول كثيرة ومتعدده وقد قامت العديد من الدراسات النفسية وغير النفسية ببيان هذه الأنواع وتفصيلاتها ولابد أن يدرك أن هذه الأنواع تختلف تبعاً لاختلاف موضوعاتها وأهدافها وحسبنا هنا أن نشير إلى أهم هذه الأنواع وأكثرها انتشاراً :.
1ـ الميول العلميه : من أهم العلامات التي توضح هذا النوع من الميول الرغبة في اكتشاف الحقائق الجديدة وحل المشكلات العلمية ويظهر هذا النوع من الميول عندما يقوم الفرد بالأنشطة والزيارات العلمية كزيارة معامل الكيمياء والأحياء والفيزياء ونلاحظ أن الذين يتمتعون بهذا النوع من الميول يهتمون بقراءة ما يتعلق بالاكتشافات العلمية ومتابعة البرامج العلمية في مختلف وسائل الإعلام وغيرها .
2ـ الميول الحسابية : من يتميز بهذا النوع من الميول تظهر لديه الرغبة في الإنشطة والأعمال الحسابية والعقلية ويحب العمل في الشركات والبنوك ويغلب هذا النوع من الميول على المستغلين بالاحصاءات وبالأعمال التجارية .
3ـ الميول الإقناعية : نلاحظ أن الذين يتميزون بهذا النوع من الميول يحبون مقابلة الناس واستطلاع آرائهم والتعامل معهم وإقناعهم بما يريدون ويتضح هذا النوع من الميول لدى الخطباء والسياسيين والمشتغلين بأمور الإعلانات التجارية والبيع .
4ـ الميول النفسية والفنية : ويظهر هذا النوع من الميول في الرغبة في إبداع الأشياء والإبتكار الفني والرسم باستخدام الألوان والخطوط ويظهر كذلك في ترتيب وتنظيم كراسة المحاضرات ، في دقة ترتيب الملابس .
5ـ الميول الأدبية : وتظهر هذه الميول في الرغبة في القراءة أو الكتابة ومن أهم العلامات التي توضح هذا النوع الإقبال على كتابة القصص وتأليف الروايات والمسرحيات والإشتراك في إصدار الكتب والمجلات .
6ـ الميول الكتابية : ويظهر هذا النوع في رغبة الفرد في المساعدة في الأعمال المكتبية وكذلك أعمال السكرتارية وغيرها من الأعمال المكتبية .
7ـ الميول للخدمات الاجتماعية : ويظهر هذا النوع في تحسين أحوال الآخرين وتقديم الخدمات الإنسانية لهم وتحسين أحوالهم وغالب من يتميز بهذا النوع من الميول الأطباء والممرضون والمشتغلون بالوعظ والإرشاد .
8ـ الميول الميكانيكية : ويظهر عند الأفراد الذين يحبون إصلاح وتركيب الأعمال الفنية اليدوية ويتمثل هذا النوع في المهندسين والعمال الفنيين والمشتغلين بالآلات كتصليح الساعات والأدوات وغيرها .
9ـ الميول الخلوية : ويظهر هذا النوع من الميول في اهتمام الفرد بالمناظر الطبيعية وكذلك عند الأفراد الذين يفضلون العمل أو اللعب في الهواء الطلق ومن يحبون الصيد وتربية الحيوانات ومن أمثلة هؤلاء الفلاحين ومهندسي الطرق الزراعية
العوامل المؤثرة في الميول
إن العوامل المؤثرة في الميول وهي كثيرة وقد كشفت الدراسات العلمية تأثيرها الواضح والجلي في الميول وأهم هذه الميول :.
1ـ الوراثة : ويجعلها البعض أول العوامل المؤثرة في الميول وقد أكدت ذلك الدراسات العديدة منها دراسة لوفيل ودايت لعام 1958م ) فقد وجد أن الطلاب الذين اختاروا دراسة العلوم كان هناك احتمال كبير أن يكون لآبائهم ميول علمية وحاولوا أن يزودوا أبناءهم بالمعرفة والمهارات التطبيقية ولقد أضاف ماير وينفولد عام ( 1961م ) ملاحظة أن معتقدات الأطفال عن ميول آبائهم كانت لها أهمية كبيرة في ميولهم الحقيقية وأشار أن الأطفال يميلون إلى أن يصوغوا أنفسهم على غرار آبائهم كما يرونهم سواء كانت الصورة دقيقة أم لا .
2ـ البيئة : ويقصد بها كل ما يحيط بالفرد والبيئة تشمل ميول الآباء والأسرة والمجتمع وطبيعة البيئة ذاتها والخبرة العلمية فالآباء الذين لهم ميول نحو عمل معين أو هواية معينة لاشك أن أبناءهم سوف يكتسبون هذه الميول أو جزءاً منها فهؤلاء الأبناء لن يبذلوا مجهوداً كبيراً من أجل الكشف عن ميولهم وأن الآباء سوف يشجعون أبناءهم ويوفرون لهم ما يحتاجون إليه لتنمية ميولهم من توفير للمكان وللجو المناسب وتوفير الأدوات وغير ذلك ، هذا عن البيئة داخل العائلة ، أما البيئة خارج العائلة فهي تلعب دوراً مهماً أيضاً في تحديد الميول فنجد أن ميول أبناء البيئات الساحلية تختلف عن ميول أبناء البيئات الصناعية وميول أبناء المدن تختلف عن ميول أبناء الريف وهكذا .
الفروق الجنسية في الميول
علاقة الميول بالتحصيل الدراسي
تختلف الميول الجنسية باختلاف الجنس حيث تتأثر الفروق بينهما في الميول باختلاف التوقعات الثقافية لأدوار كل من البنين والبنات وقد أجريت دراسات عديدة في هذا المجال كشفت عن فروق واضحة في الميول بين الذكور والإناث وتدل نتائج هذه الدراسات بصفة عامة على أن الذكور أكثر ميولاً نحو الأمور العملية الخارجية والنشاط الجمسي والعلوم الطبيعية والأعمال التجارية والاقتصادية بينما تميل الإناث أثر إلى الفن والأدب والاهتمام بنواحي الجمال والزينة والأواني والخدمة الاجتماعية ويتزايد ميل الذكور نحو الأمور الميكانيكية وميل الإناث نحو الاقتصاد المنزلي وأشغال الأبرة .
تختلف الطالبات في تحصيلهن الدراسي وهذا الإختلاف يرجع إلى اختلاف ميولهن فقد كشفت إحدى الدراسات التي أجريت على الطالبات أن حب التلميذات للمادة الدراسية أحد أهم أسباب تفوقهن وأن كرههن للمواد أحد أهم أسباب فشلهن وتبرز آثار الميول على التحصيل في المدى الطويل أكثر منها في المدى القصير وقد وضح ( ماير وينفولد ) أن الميل في المراحل المبكرة لا يصاحب بالضرورة التحصيل الجيد ومع ذلك فقد يؤدي إلى بذل جهد متواصل يؤدي بدوره إلى النجاح وإذا كان ذلك صحيحاً فإن النجاح المبكر الناتج عن القدرة قد يبعث ميلاً ، وهذا يؤدي بالتالي إلى المثابرة في بذل الجهد وباتحاد ذلك مع القدرة يحتمل أن يصل الطالب إلى قمة النجاح وهناك مقياس تستطيع المعلمة بواسطته أن تحدد ميول التلميذات نحو مادتها الدراسية وهذا المقياس هو ارتفاع درجة التحصيل عن الدرجة 70% وحينها تكون الميول إيجابية نحو هذه المادة أما إذا تراوحت بين 40 و69% فالميول معتدلة وكافية لتحصيل المادة أما إذا تدنت عن هذا المستوى فإنه يجب على المعلمة إتخاذ الاجراءت المناسبة لتعديلها وتطويرها نحو الأفضل .
وتشير دراسات عديدة إلى إن تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب والطالبات ناتج عن دخولهم المجال أو التخصص الذي لها يحبونه ولا يرغبونه .
ملخص
ونستخلص من هذه الدراسات أن هناك علاقة طردية قوية بين الميول والتحصيل الدراسي فكلما كان ميل الفرد نحو المجال أو المادة الدراسية أو التخصص أكبر كان تحصيله الدراسي أكبر وأن الميل نحو موضوع معين يمهد لاكتساب تحصيل إيجابي في هذا الموضوع وكذلك التحصيل القوي من موضوع معين يمهد لظهور ميل نحو هذا الموضوع .
اعداد / اسماء قاسم مهيوب
قسم / انجليزي مجال موازي
مستوى / رابع
المرجع :
http://www.alshref.com/attach/6/9/7/0/8/7986.attach
عدل سابقا من قبل اسماء مهيوب في الإثنين نوفمبر 15, 2010 12:54 pm عدل 2 مرات
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري