منتــــدى الدكتور عبد الســــلام دائل... تربية....علــــــــوم.... تكنولوجيـــــــا

مرحبابكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتــــدى الدكتور عبد الســــلام دائل... تربية....علــــــــوم.... تكنولوجيـــــــا

مرحبابكم

منتــــدى الدكتور عبد الســــلام دائل... تربية....علــــــــوم.... تكنولوجيـــــــا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
                 
     

 

نتائج التربية البيئية لطلبة البيولوجي والانجليزي على هذا الرابط: http://abdulsalam.hostzi.com/resultterm2.htm

المواضيع الأخيرة

» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد

» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد

» Ten ways to improve Education
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي

» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي

» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش

» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي

» الواجبات خلال الترم 5
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري

» الواجبات خلال الترم4
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري

» الواجبات خلال الترم3
حاجة طالب العلم الشرعي  Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري

مكتبة الصور


حاجة طالب العلم الشرعي  Empty

التبادل الاعلاني


    حاجة طالب العلم الشرعي

    avatar
    رشا احمد علون (E)
    super 2


    عدد المساهمات : 33
    تاريخ التسجيل : 09/05/2010

    حاجة طالب العلم الشرعي  Empty حاجة طالب العلم الشرعي

    مُساهمة من طرف رشا احمد علون (E) الأحد يوليو 04, 2010 4:53 pm



    حاجة طالب العلم الشرعي
    للعلوم الاجتماعية


    اعلموا أثابكم الله أن ابن خلدون وثلة من العلماء المسلمين - منذ قرون - اهتموا وبشكل علمي بدراسة حالة المجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ساعين للتوصل إلى التعرف عن قوانين كبرى يمكن أن تفسر ما يجري في حياة المجتمعات ، بدلاً من التوقف فقط عند الينبغيات الأخلاقية في الغرب والمثالية . ولقد أحدث اهتمامهم هذا اهتماماً واسعاً عند غيرهم من علماء ومفكري الأمم ، وبالذات في الغرب ، نتج عن هذا الاهتمام أن سعت ثلة من المفكرين في القرن الثامن عشر والتاسع عشر لتقدم نظريات وأفكاراً تسعى لتفسير واقع المجتمعات الإنسانية وتُعنى بتعلم دروس التاريخ ، ومن خلال جهود هؤلاء المفكرين والفلاسفة من أمثال هوبس ولوك ورسو وأغوست كونت وسبنسر وغيرهم كثر ولدت العلوم الاجتماعية الحديثة في الجيل الذي جاء بعدهم مباشرة .

    وبإمكاننا القول بأن هذه الجهود التأسيسية هي التي ولد من رحمها رجال الطبقة الأولى من رواد علم الاجتماع الحديث . ويمكننا إجمالاً الحديث عن خمس طبقات من علماء الاجتماع .

    فالطبقة الأولى هي التي تمثل أبرز العلماء والمفكرين الذين كان لهم قصب الريادة في تشكيل التيارات والاتجاهات النظرية ونحت المفاهيم المفاتيح لهذا العلم ، بل وبلورة القضايا والأسئلة الكبرى التي لا بد من تناولها والاهتمام بها . وهناك اختلاف حول من يمكن أن يدرج ضمن علماء الطبقة الأولى ، لكن معظم علماء الاجتماع اليوم يجعلون : ماركس ودوركايم وفيبر في قوائمهم، قد يضيف البعض باربتوا ومارشال أو سواهما ، لكن الجميع يُسّلم للعلماء الثلاثة الأوائل . ونظراً لذلك فإنني استسمحكم أن تصبروا عليّ حتى أذكر لكم طرفاً من أفكار ومفاهيم هؤلاء الثلاثة .

    تُعدّ كتابات كارل ماركس وتحليلاته في دراسة المجتمع الرأسمالي والعلاقة بين أسلوب الإنتاج والعلاقات الاجتماعية ومن ثم ظهور الأيديولوجيات والصراع الطبقي ، وكيف أن أسـاليب إنتاج معينة تشكل ليس فقط العلاقات الإنتاجية ومن ثم الاجتماعية ، وإنما تشكل كذلك صورة الإنسان وقيمه وتصوراته عن ذاته وعلاقاته بمَن ومع مَن حوله . ويعد تناوله لقضايا مثل : الاغتراب والتشيؤ وصنيمته السلعة من أهم القضايا التي تواجه مصير الإنسان الحديث في المجتمعات الصناعية المتقدمة ، أو كيف يجد نفسه ضحية لأعماله ، بل وكيف أن هذه التحولات المادية الإنتاجية تعيد صياغة مفهوم الإنسان وعلاقته بالكون والحياة ، بل لعلنا لا نبالغ إن قلنا أن مفاهيم الاغتراب والأزمات الدورية والصراع الطبقي وأسلوب الإنتاج وغيرها من المفاهيم الجوهرية في فكر ماركس لم تشكل وتبلور الفكر الحديث في مجال العلوم الاجتماعية فقط ، وإنما شكلت مفاهيم الإنسان الحديث ، بحيث لم يعد بإمكانه التفكير والتأمل من خارج إطارها . ولذا يعدّ تأثير ماركس في العلوم الاجتماعية بارز واضح ، حتى قيل إن هذا العلم عالة على أفكاره وأن الانتقادات والتطويرات التي يجري إبداعها إنما تشكل حواراً مع " خيال ماركس ".

    ولا يقتصر فكر ماركس فقط على الدوائر الأكاديمية والفكرية ، وإنما تم تبنيه وتطبيقه بأشكال وتفسيرات مختلفة تشكل سياسات وحكومات وأنظمة ، لكن ورغم فشل معظم هذه المساعي لوضع أفكار ماركس موضع التطبيق ، بل ورغم أن جل نبؤاته لم تتحقق ، فإن المعمول به في الدوائر الأكاديمية هو ضرورة فصل أفكار ونظريات وإسهامات ماركس عن ما ظنه البعض تطبيق لأفكاره . ولذا فإنه رغم سقوط المعسكر الشرقي – الذي يرى البعض أنه يجسد أفكار ماركس – إلا أن أفكار وأطروحات ماركس لا تزال قيد التناول بين المختصين في علم الاجتماع ، بل دون مبالغة لا تزال أفكاره وطروحاته نابضة بالحياة ، قادرة على إنتاج فريد من التأمل والتفكير ! .

    ويُعدّ دوركايم المؤسس الرئيسي لعلم الاجتماع بالمعنى الأكاديمي والجامعي ، إذ بفضل جهوده وإصراره على أن الدراسات الاجتماعية تختلف نوعياً عن الدراسات الفلسفية والنفسية ، وعمله على تأسيس كرسي أكاديمي لعلم الاجتماع في الأكاديمية الفرنسية ، ظهر علم الاجتماع في شكل مؤسسي . ولقد سعى دوركايم من البداية للتنظير للظاهرة الاجتماعية ، مؤكداً على أنها شيء ملموس ومستقل عن ما حولها ومن ثم يمكن قياسها ، وهي تفرض تأثيرها وحضورها فيما حولها . وفي كتابه "قواعد المنهج" سعى لإبراز "المنهجية العلمية" في دراسة الظواهر الاجتماعية انطلاقاً من فهمه للفلسفة الوضعية . ولعل دراسته لظاهرة "الانتحار" والتي نحى فيها منحى "اجتماعي" بعيداً عن الجوانب النفسية ، إنما تشكل مثالاً نموذجياً لكيفية الدراسات التي سعى دوركايم للتأكيد عليها . لكن تبقى دراسته "عن تقسيم العمل الاجتماعي" والتي نظر فيها لفكرته عن تحولات المجتمع الحديث من مجتمع التكافل والعلاقات الحميمة إلى المجتمع الصناعي الحديث التي تفرض ألواناً جديدة من المفاهيم والقيم الأخلاقية ، بعد الإسهام الأبرز له . ويعد نقده لأطروحة ليفي بروهل حول ما عرف "بالأديان والعقليات البدائية" في كتابه "الأشكال الدولية للممارسات الدينية" من أهم الأطروحات الاجتماعية حول مسألة الدين والمجتمع في الفكر الاجتماعي الحديث ، ولا تزال أطروحات وأفكار دوركايم موضع عناية ، وإن كانت الدراسات الاجتماعية تجاوزت العديد من نتائجه .

    صحيح أن مفاهيم من أمثال "تقسيم العمل الاجتماعي" و "التضامن الآلي والعضوي" و "العقل أو الضمير الجمعي" و "الأنومي" وغيرها لا تزال رائجة ومؤثرة في الكتابات الاجتماعية الحديثة والمعاصرة ، لكن المدرسـة ( المذهب العلمي ) التي صدرت عن مفاهيم ونظريات دوركايم وتسمى " الوظيفية " موضع نقد واستهجان لدى غالبية علماء الاجتماع اليوم ، وذلك لسعيها على التأكيد على أهميه استمرارية الحالة القائمة وفرض نوع من التوازن بحجة ضرورة توحيد واستقرار المجتمع ، مما جعلها تسعى إلى الوصف والغائية أكثر منها إلى الشرح والتفسير لما يجري في المجتمع .

    أما ماكس فيبر الرائد الثالث من رواد علم الاجتماع الحديث فهو صاحب أفكار ومفاهيم وأطروحات غاية في الأهمية ولا تزال معظم أفكاره راهنة بل وتتلقى مدرسته وأفكاره اهتماماً متزايداً ، بل يمكننا القول بأن أفكاره لا يزال إعادة استكشافها ومن ثم زيادة تأثيرها في توجيه الأفكار الحديثة التي يحتاجها العلماء لتفسير ما يجري على الساحة الاجتماعية راهناً .وتعد دراساته في الاقتصاد والمجتمع ، نقداً عميقاً لأفكار كارل ماركس وبالذات في الجدل الذي دار ولا يزال يدور حول قيام المجتمعات الصناعية وظهور الرأسمالية كأسلوب إنتاج وموجه لتشكيل العلاقات الاجتماعية . ولقد أعطى ماكس فيبر دوراً كبيراً للقيم والمعتقدات الدينية في تأسيس وظهور الرأسمالية ، على عكس ماركس الذي اهتم بالعوامل الاقتصادية في هذا المضمار .

    ويعد كتابه "الأخلاق البروتستنانية وروح الرأسمالية " من أبرز أعمال فيبر وأكثرها تأثيراً في الفكر الاجتماعي الحديث . إذ أكد في كتابه هذا على أن القيم الدينية التي قال بها رجال الدين الذين راموا إصلاح الكنيسة الكاثوليكية انعكست في قيم وأخلاق العمل عندهم ، ومن ثم أثرت بالتالي في تكوَّن الروح التي تأسست عليها وظهرت من رحمها الرأسمالية الحديثة . ولقد قام فيبر ، نفسه ، بمراجعة نظرية قارن فيها قيم أديان اليهود والصين والهند ومقتطفات من قيم ومعتقدات المسلمين " ليبرهن " على أن هذه الأديان ، وإن توافرت لها معظم الأسباب الكفيلة بقيام وتأسيس الرأسمالية إلا أنها لم تنجح في ذلك ، وكانت قيم المذهب الكالفاني وحدها هي التي شكلت المحفزّ لذلك الظهور .

    بالإضافة إلى أطروحته هذه ، قدم فيبر رؤى ومفاهيم دقيقة لدراسة علم الاجتماع الديني موضحاً بنيته التراتيبية لرجال الدين ومن ثم نوعية البيروقراطية والهيمنة في الوسط الديني الذي له علاقة كبيرة بعمليات الإصلاح والتجديد داخل المؤسسة الدينية ودينامكيتها ومن تأثير ذلك على المجتمع والسياسة والاقتصاد في المجتمع . ولقد أفصح بأن المؤسسة الدينية مؤسسة محافظة تقاوم التغير وعندما يقع التغير فإنه يتم من خارجها وغالباً ما يأخذ منحى جذرياً . ويعد فيبر من أبرز مَن أسهموا في دراسة السلطة والنفوذ والهيمنة والبيروقراطية والنظام ، انطلاقاً من تصورات مفاهيمية تتعلق بما أسماه الفعل الاجتماعي ، الذي ينقسم إلى أربعة أنواع من الفعل ، ينتج عنها ثلاثة أنواع من السلطة أو النفوذ تؤدي بالتالي إلى ثلاثة أشكال من البيروقراطية : البيروقراطية الكارزماتية والتقليدية والعقلانية .ولقد أسهب فيبر في توضحيها وضرب الأمثلة عليها من تاريخ وتجارب الأمم .

    ولقد اهتم فيبر كثيراً بما يمكن تسميته فلسفة العلوم الاجتماعية وبالذات في جانبها المنهاجي . ولقد طوّر العديد من المفاهيم والقضايا التي أصبحت من ركائز علم الاجتماع الحديث ، لعل من أبرزها مفهوم "النموذج المثالي" و "الحياد الموضوعي". ولقد قدّم في هذا الخصوص تصورات تعكس ما يمكن تسميته بالمدرسة الألمانية في دراسته لمناهج العلوم الاجتماعية وهي - بحسب رأيه - تختلف نوعياً عن مناهج العلوم الطبيعية فلسفة وغاية .

    ولقد أثرى فيبر علم الاجتماع بالعديد من المصطلحات التي أصبحت تشكل جزءاً مهماً من مخزون المشتغلين بعلم الاجتماع من أمثال : "أخلاق وقيم العمل" و "الكارزيما" و "الفهم" و "الفعل والفاعل الاجتماعي" و "العقلانية" وغيرها كثير . وربما كان أسلوب فيبر الأكاديمي الصارم ولغته الدقيقة الصعبة وأهمية ما طرح من الأسباب التي أدت إلى سوء فهم ومن ثم استخدام العديد من مفاهيمه وأطروحاته .

    هذا ما يتعلق بأهم رواد الطبقة الأولى من علماء الاجتماع الحديث .

    أما الطبقة التالية لهم فإنها عمقت وعززت من وجود علم الاجتماع في الجامعات وعملت على تأسيس الدراسات والبحوث العلمية فيها ، وبالذات في الجامعات الأمريكية ، ومن أبرز علماء هذه الطبقة بارك الذي أسس كرسي الدراسات الجامعية بجامعة شيكاغو . ولقد اهتم هو وفريقه العلمي بالدراسات الميدانية للمدنية ، مشكلين توجهات محددة وعملية في الدراسات الاجتماعية التي كانت رائدة في ترسيخ نوعية معينة من الدراسات الأمريكية الاجتماعية في تراث هذا العلم ، وحظيت الدراسات الحضرية فيها بحظ وافر .كذلك كانت إسهامات الفيلسوف جورج هربرت ميد من نفس الجامعة في علم الاجتماع كبيرة ومؤثرة .وكانت لجهود العديد من الباحثين الأمريكيين في تعميق بعض المفاهيم لعلم الاجتماع في هذه المرحلة أثر عمّق مفهومات الدراسات الاجتماعية .

    وتعدّ أهمية الطبقة الثانية مبلورة في "إبداع" تيار علمي جذّر أكاديمياً مفهوم علم الاجتماع الحديث من ناحية ، وولّد مجالات علمية شكلت التفسير الجديد لمعنى الحياة الاجتماعية الثقافية للمجتمع الحديث ، الذي تعد الدراسات الميدانية نافذة مهمة لتوجيه الحياة الاجتماعية من خلال إبراز جوانب من الحياة الحديثة ! . ولقد أكسب أبناء هذه الطبقة لعلم الاجتماع هويته العلمية ورواج أفكاره ومفاهيمه على مستوى المجتمع .

    أما الطبقة الثالثة فكانت تتمثل في جيل سعى إلى إبراز المذاهب ( المدارس ) الاجتماعية المختلفة والتنظير لها بوصفها منظومات علمية تشكل حوصلة لجهود العديد من العلماء في إسهاماتهم الفردية ، بل كان بعضهم الموجه والمنظر لتلك المذاهب العلمية . ومن أبرز هذه المذاهب المدرسة الوظيفية والتفاعلية الرمزية ومدرسة الصراع ونظرية الأنساق الاجتماعية والاثنوميدلوجيا والظواهرية وغيرها كثير . ولقد سعى العلماء في هذه الطبقة إلى الارتفاع عن الريادة الفردية ، والعمل على تعزيز المذهب / المدرسة النظرية التي يرون أنها توجههم للبحث العلمي الاجتماعي وتحدد لهم الحدود العامة وتقدم لهم المصطلحات المفتاح ومن ثم توجه الاهتمامات والقضايا والأسئلة التي يعالجها الباحث . وهذا الأمر يشبه ما نجده في الفقه من أشكال الاجتهادات والجهود الفقهية داخل المذهب الفقهي الواحد . وفي هذا الإطار تصبح النظرية هي الحدود القصوى التي يعمل في إطارها طالب العلم والمجتهد في هذا المجال العلمي .

    وفي ظل هذه الطبقة ظهرت جهود علمية نقدية مهمة عملت على إظهار مكامن الخلل أو العلل في هذه المذهب العلمية وذلك من أجل الخروج على النمطية والجمود الفكري الذي آل إليه العديد من علماء الاجتماع . ولقد أحدث هذا النقد تحولات جذرية وطالت مراجعاته أعمال جميع المذاهب العلمية بل حتى أقطار الرواد . ومن أهم علماء هذه الطبقة تالكوت بارسونز ومرتون ورايتس وفبلن وغيرهم كثير .

    الطبقة الرابعة ظهرت في أواخر الثمانينات الميلادية في القرن العشرين ، ولقد أحضرت معها اهتمامات جديدة ومن ثم قضايا وأطروحات جديدة ، لعل من أبرزها ما عرف بالدراسات النسوية وما بعد الحداثية والخطاب ما بعد الكولينالي وانتشار ما عرف بالدراسات الثقافية والتعددية الثقافية . ومجالات علم الاجتماع في هذه المرحلة انفتحت على منجزات النقد الأدبي والدراسات الأدبية عموما وعلى موجات الحركات الاجتماعية والإصلاحية ، بالإضافة إلى بروز إشكاليات المجتمعات الصناعية الحديثة من منظور الأقليات والهجنة والأفكار الجديدة في الاستهلاك والتنمية وأشكال التدين والحركات الأصولية وغيرها .

    وفي سياق هذه الطبقة أصبحت قضايا علم الاجتماع تهتم بالكثير من تفاصيل حياة المجتمعات الحديثة في نماط استهلاكها وأسلوب حياتها وفي العلاقات بين الذكور والإناث وفيما بين الأعراق والأثنيات من خلال زاوية تؤكد على قبول التنوع والاعتراف به ، وعلى مستوى الاقتصاد والتنمية أصبح الاهتمام يتمركز على الشركات عابرة الجنسيات والدول . ومن أبرز علماء هذه الطبقة جيدنز وهابرماس وفيذرستون وغيرهم .

    أما الطبقة الخامسة وهي قيد الظهور في الوقت المعاصر فإنها تعمل على دراسة آثار العولمة وحوار أو صراع الحضارات وكيفية تأثير الإمبراطورية الأمريكية في حياة الأرض وسكانها .وفي هذه الطبقة أغلب الحديث عن العولمة والإرهاب والهيمنة الأحادية للسلطة والنفوذ الأمريكي ، ومن ثم ظهرت قضايا تتعلق بنهاية التاريخ والعولمة والإرهاب وصراع الحضارات . ومن أبرز علماءها بيتر بيرغر وهنتغتون وفوكوياما وغيرهم كثير .

    اعلموا - أصلحكم الله - أن علم الاجتماع الأكاديمي في " فروعه " يدرس العديد من المباحث التي يمكن تقسيمها بشكل عام إلى مباحث تتعلق بالأنساق العامة مثل الدراسات الأسرية والحضرية والريفية والصناعية وغيرها ، وأخرى تدرس الانحراف والعقاب وعملية إصلاح المجتمع ، وأخرى تركز على أنواع وأصناف من الخدمات الاجتماعية لمواجهة العديد من أوجه الانحراف أو الإعاقة أو الحالات المرضية الطارئة ، بالإضافة إلى العمل على تعميق التصور النظري الموجهة للدراسات الاجتماعية وتدريب الباحثين العاملين في حقل العلوم الاجتماعية من خلال تدريس وتدريب هؤلاء على ما يُعرف بالمناهج الكمية والكيفية الصالحة للعلوم الاجتماعية . ومباحث كتب الفروع هذه تشكل الجزء الأساسي من تأهيل المنتسب لهذا العلم وتُدرَّس في الأقسام العلمية المتخصصة . ولقد تراكمت مراجع عديدة توجز وتصنف بل وحتى تنتقد ما تراكم من معرفة علمية في كل هذه المجالات الفرعية . بل أن العديد من علماء الاجتماع يعملون في مؤسسات عديدة يقدمون فيها الرؤية الاجتماعية التي تسهل تحقيق تلك المؤسسات أهدافها سواء كانت في شكل تسويق لسلع أو تقديم نصائح ومشورات تمكّن المجتمع من استصدار سياسات أو قوانين من شأنها – استناداً لما تعلمه علماء الاجتماع من الواقع المعيشي – أن تجعل الحياة الاجتماعية والثقافية أكثر مناسبة وفعالية للمجتمعات المعاصرة.

    وغالباً ما يستفاد من علم النفس الاجتماعي في مجالات عديدة تتعلق بأشكال مختلفة من التفاعل والتعامل بين أفراد المجتمع . كذلك تساعد أبحاثه ودراساته من دراسة السلوك الجمعي ومن ثم تمكن الطرف الممتلك لهذا العلم من السيطرة والتحكم في الجهات الاجتماعية المضادة .

    ولقد طوّر علماء الاجتماع وسائل كمية وكيفية عديدة لدراسة وتحليل الواقع الاجتماعي ، ولعل من أبرز هذه الوسائل ما يعرف بالمسوح الاجتماعية واستخدام الوسائل الإحصائية الكمية في تحليل البيانات ، ولتسهيل استخدام الحاسوب في هذه العمليات لتبلغ مكانة عالية يمكن الاعتماد عليها .

    ولقد فرض تقدم علم الاجتماع نفسه في المجال العام ، بحيث أصبحت مصطلحاته وأساليبه في الطرح العام غاية في الأهمية والتأثير فيما بين المجتمعات ، ومن ثم أصبح تأثر الدراسات الاجتماعية وبالذات ذات الأسلوب الأنثروبولوجي الميداني ذات تأثير كبير في إقناع الناس وتقديم القضايا وبالذات الثقافية الاجتماعية على أنها تشكل إحاطة علمية موضوعية لها ومن ثم أصبحت موضع تصديق ومصداقية . ولقد أثرت العديد من الدراسات الاجتماعية عن العالم العربي والإسلامي كثيراً في تقديم الصورة المتداولة لمجتمعاتنا ، ومن ثم كان من الضروري والملحّ بالنسبة لنا أن نعرف عن كثب هذه الدراسات ، أولاً لنفيد منها فهي قائمة على ما يقع في المجتمع ، وكذلك أن نتفهم ونتفاعل قبولاً ونقداً بالكيفية التي درست بها ، وربما توضح كيف أن أمثال الحالات المدروسة إنما تتناول حالات نادرة أو شاذة أو محدودة ، ومن ثم تقديمها على أنها تمثل المجتمع برمته تزييف للواقع وتضليل للقارئ .

    لكن لعل الأهم هو دفعنا إلى دراسة مجتمعاتنا بصراحة علمية وفعالية ابتكارية تجعل الآخر يتعرف علينا من خلال أقلامنا وعيوننا ، والعمل على إبراز خطاب جديد ينطلق من مسلماتنا وأصالتنا ، لكنه خطاب يتحدث عن العالم وليس خطاب موجها للذات عن الذات لمجرد التفاخر دونما تقديم حقائق ووقائع يمكن للجميع أن يطالعها . وقد رأينا - أصلحكم الله - أن كمية الظواهر والقضايا التي يمكن تقديمها كثيرة جداً ، ولعل تقديمنا لها في إطار علمي جذاب سيمكننا من الخروج من العزلة الفكرية التي تعيشها مجتمعاتنا في تواصلها مع بقية العالم بحيث يحتاج إلى خبراء "منصفين" يقدمونها !.

    قد تقولون - أعزكم الله - ما سمعناه عن العلوم الاجتماعية ليس له كبير علاقة بالدراسات الفقهية أو الإسلامية بشكل عام ، لكنني سأرد موضحاً أن العكس هو الصحيح . ولعل الحاجة إلى تقديم نماذج توضح لماذا ؟ . لقد قامت دراسات عديدة عن العالم العربي العديد منها بأيدي غربية لكن بعضها بأقلام مسلمة وعربية .

    ما رأيكم لو أوضحت لكم أن هناك تراكم معرفي لدراسة "الفقيه العالم" ودوره في حياة المجتمع المسلم ، فلقد نشرت شخصياً بالإنجليزية كتاباً كاملاً يركز على أثر العالم الفقيه في العلاقة بحركات التحرر والاستقلال من ناحية وبتوجيه الدولة الحديثة لمواجهة قضايا ومشاكل المجتمع اليوم .وهناك دراسات تاريخية اجتماعية استفادت من كتب تراجم العلماء لتبرز خلفياتهم الاجتماعية والثقافية والقضايا الاجتماعية والسياسية التي اشتغلوا بها وكان لهم كبير الأثر فيها من أمثال دراسة جرين عن علماء تونس عشية التدخل الفرنسي في الحياة السياسية التونسية .

    بل هناك دراسات عن كيفية تكون معارف وعلوم الفقيه المسلم كما فعل روى متحده ، أو هناك دراسات ميدانية لشيخ الجامع وخطيب الجمعة كالتي درسها ريتشار أنطون عن إمام جامع في قرية كفر الماء في الأردن أو دراسة لخطباء الجمعة في طنطا أو دراسة كيفية تكوّن الفقيه والقاضي في المغرب أو حتى خطب وقضايا زعماء الحركات الإسلامية السلفية في المملكة والدراسات تتراكم ، لتقدم لهؤلاء الدارسين معرفة وثيقة ودقيقة بما يجري في عالمنا . ألا تتفقون معي - رعاكم الله - أننا أحوج أن نعرف صورتنا في مرآة العلوم الاجتماعية ، بدلاً من اقتصار ذلك على "خصومنا " أو على الأقل الآخر !! .

    لا تقتصر الدراسات الأنثروبولوجية على ذلك وإنما هي تدرس علاقة العلماء والفقهاء والحركات الإسلامية مؤسسياً في سعيها لتقديم الإسلام للدولة الحديثة ، بل إن دراسات تناولت مؤسسات الفتوى ممثلة في دور المفتي و المجمعات الفقهية وكيف تواجه القضايا المعاصرة سواء كانت سياسية أو أخلاقية أو ثقافية ! .

    وهناك العديد من الدراسات التي تناولت المؤسسات الإسلامية الأساسية كالقضاء بالدراسة والتحليل . ولقد تعمقت هذه الدراسات في الإجراءات والممارسات القضائية داخل المحاكم وفي الفضاء الثقافي العام ، رغم غياب أمثال هذه الدراسات من طرف أبناء المسلمين !! ولم تقتصر هذه الدراسات فقط على الوقت الحالي وإنما تضافرت معها دراسات اجتماعية تاريخية من خلال دراسة وثائق ومستندات المحاكم لتتجلى صورة الممارسة القضائية في العالم الإسلامي وبالذات في العصر المملوكي والعثماني لتوافر وثائق عن تلك الحقبة . وفي الواقع وضحت هذه الدراسات جوانب عظيمة وراقية عما كان عليه الحال وهناك مشاريع كبرى لدراسة العلماء وآثارهم ومدى تأثيرهم في المجتمع والاقتصاد والسياسة .

    وهناك اهتمامات علمية متقدمة بموضوع المرأة المسلمة وكيفية تعامل المجتمع والثقافة الإسلامية لها . صحيح أن هذا المجال يقوم على نقد صارم وشرس للثقافة المسلمة لكنه يفتح عوالم جديدة ينبغي أن نفيد منها لتجاوز العديد من مكامن التخلف والجمود الذي تعيشه . وقد يدهشكم إن قلت لكم أن موضوع المرأة المسلمة في سياق ثقافة المجتمعات المسلمة الجهود فيه الآن تصدر في شكل موسوعة جديدة من ستة مجلدات ضخمة ، ألسنا نحن الأولى بمعرفة ما تعاني منه المرأة المسلمة بدلاً من أن تكون بحث وتنقيب من طرف الآخر العدو ، الذي ربما تمكن بمثابرته وإصراره على أمثال هذه الدراسات أن يشكل انقلاباً فكرياً في عالم المرأة عندنا أو على الأقل يقدم صورة لن نرضاها عن أنفسنا بين أبناء الإنسانية ، ونحن جزء منها نتواصل معها بالضرورة في عالم الاتصالات الحديثة !! .

    ولا تقتصر الدراسات على هذه الجوانب وإنما هي أيضاً تفرض أشكال الحياة الاجتماعية والثقافية التي يعيشها أبناء مجتمعنا ، وبالذات كيفية استقبال العالم الإسلامي لأشكال الحداثة والعولمة ووسائل الاتصال الحديثة وبالذات الفضائيات والإنترنت ، أي أنها تدرس ما يشكل ويوجه عقول الناشئة ! .

    وهناك العديد من الدراسات الميدانية التي درست قرى ومدن إسلامية ومن ثم قدمت معارف جديدة على تفاصيل الحياة اليومية فيها . وقدمت العديد من هذه الدراسات موضوعات من أمثال الحياة العائلية وقضايا التنمية الاقتصادية والفرص الاقتصادية بين السكان ونوعية حياتهم ومدى انتشار الأمية والفقر والعوز والتشرد والهامشية بين قطاعات من أبناء مجتمعاتنا ، كان الأولى أن يكونوا موضع اهتمامنا وليس اهتمام الآخر . وتخطط بعض الدراسات السكانية الديموجرافية في كيفية تقليل التزايد السكاني لما له من آثار عالمية من هجرة وعنف واضطراب في توازن المجتمع اجتماعياً واقتصادياً ، بل قد تفرض هذه الدراسات توجهات تشكل السياسات الدولية إزاء أوطاننا وشعوبنا ، خاصة وأن معظم المناطق الفقيرة في العالم هي بين أمة الإسلام ، ومشاكل الهجرة الدولية غير القانونية منهم أيضاً ! .

    قد تقولون - أعزكم الله - ما ذكرت إنما يوضح كيف أن أعداء الأمة المتربصين بها يستخدمون الدراسات الاجتماعية لمعرفة مشاكلنا ودقائق تخلفنا للكيد لنا وإلحاق أكبر الاضطراب لمجتمعاتنا ، وهذا يجعلنا نعزف عن علوم ودراسات لا أخلاقية من حيث إنها تزود قوى الشر والظلم بما يمكنهم من العزّل والضعفاء . لكن أستطيع أن أنفي صحة بعض ما تقولون ، لكنني أسألكم الله ألم يكن من المستحسن استخدام هذه العلوم والمناهج نفسـها أومن خلال تطويرها لما يفيد ويقوي الأمة بدلاً من ترك الأمر لخصومها ! .

    قد تقولون لقد سعينا لذلك من خلال التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية ، وأنا أوضح أن هذه خطوة جيدة في الطريق المرتجى ، لكن ما المقصود بالأسلمة والتأصيل الإسلامي ، هل ستقدم تصورات ومفاهيم عملية يشاركني الجميع في تقبلها ومن ثم الاحتكام لها بوصفها رؤى علمية موضوعية ، أم سيتحول الأمر لمجرد حديث مع الذات ولها ومجرد مواعظ أخلاقية غير جديرة باحترام الآخرين ؟ ! .

    دعوني أهمس في آذانكم موضحاً أن العلوم الاجتماعية قد تكون طوع بنانكم وأن تستخدموها لمعرفة قضايا تهمكم ، حتى في الفقه والمعرفة بمقاصد الشريعة ؟ أعلم أنني فاجأتكم لكن ما رأيكم في القضية التالية : شهدت المحاكم الشرعية الإسلامية في القرن السابع عشر والثامن عشر مثول العديد من النصارى واليهود أمام قضاتها ؟ وليس في قضايا يكون الطرف الآخر مسـلم فقط ؟ بل وليس فقط في قضايا تتعلق بالشؤون العامة ؟ وإنما بقضايا في دائرة الأحوال الشخصية ؟ إن جمع المادة العلمية والعمل على تفسير تلك الأوضاع يتطلب معرفة ودراية بالعلوم الاجتماعية ! .

    قضية أخرى هل تأثر الفقه الإسلامي في تأسيسه بالفقه الروماني ؟ نعم أنها فرية قديمة تتكرر ، لكن ما رأيكم أنها قد عولجت من زاوية علم الاجتماع لتنتصر إلى مقولة تؤكد استقلال الفقه الإسلامي على أي أثر أجنبي ؟ ! . وهكذا في قضايا عديدة منها جغرافيا انتشار المذاهب الفقهية في القرون الثلاثة الهجرية الأولى .



    عليّ أن أتوقف ، لعلكم تطلبون فهم الكيفية التي يمكن أن يتعلم منها طالب العلم الشرعي الكثير عن علم الاجتماع ليستفيد منه في فهم الحياة الاجتماعية اليوم مما سيمكنه من إنزال الحكم الشرعي على الواقع بشكل أفضل ، وكذلك حتى يصبح أكثر قدرة للدفاع عن الإسلام باستخدام العلوم الحديثة ؟ ! .

    ```

    سيرة ذاتية موجزة


    v أبو بكر أحمد با قادر من مواليد مكة المكرمة عام 1950 .

    v أتم دراساته الأساسية إلى الثانوية العامة في مكة .

    v حصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، تخصص ( الرياضيات ) .

    v حصل درجتي على الماجستير والدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة وسكنسن - ماديسون في الولايات المتحدة الأمريكية .

    v عمل منذ تخرجه وإلى الآن بجامعة الملك عبد العزيز – قسم الاجتماع ، أي تدرج من أستاذ مساعد حتى أستاذ .

    v عضو في العديد من الجمعيات العلمية ، منها : الجمعية السعودية لعلم الاجتماع / الجمعية العربية لعلم الاجتماع / الجمعية الأمريكية في علم الاجتماع / وكذلك الجمعية الدولية لعلم الاجتماع / ويشغل منصب نائب المجلس العربي للعلوم الاجتماعية ، وزميل مدى الحياة بجامعة كمبردج .

    v أستاذ وباحث زائر في العديد من الجامعات الأمريكية والإسلامية .

    v اهتماماته العلمية تدور حول : النظرية الاجتماعية / المرأة والأسرة المسلمة / المدينة العربية المسلمة وغير ذلك .

    v شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات محلياً وعربياً ودولياً .

    v له أكثر من 15 كتاباً والعديد من المقالات العلمية في الدوريات العلمية بالعربية والإنجليزية .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:55 pm