البيئة الصفية:
هي جميع العوامل التي تؤثر في عملية التدريس, وتسهم في توفير مناخ جيد للتعلم, يجري فيه التفاعل المثمر بين كل من المعلم والمتعلم والمادة الدراسية, وتيسر أداء المعلم لرسالته وتزيد من اعتزاز المتعلم بمدرسته والولاء لمجتمعه(زيتون, كمال عبدالحميد, 2003, 85).
وتنقسم العوامل المؤثرة في عملية التدريس إلى ثلاثة عوامل(زيتون, كمال عبدالحميد,2003, 85):
• العوامل الفيزيائية: المرافق والتجهيزات, المكتبة والملاعب, الحديقة, نظافة المدرسة, توفير المواصلات, موقع المدرسة, الجو الصحي.
• العوامل التربوية: وتتضمن: الكتب الدراسية, المراجع والوسائل العلمية, الأنشطة التعليمية, أساليب التدريس والتعلم المختلفة التي تتصل بالتعلم الفردي أو الجماعي, وأيضاً الامتحانات, وأساليب التقويم, والتفاعل اللفظي داخل الصف الدراسي وأيضاً إدارة الصف.
• العوامل الاجتماعية: تتضمن التفاعل الاجتماعي في المدرسة, الانضباط والنظام في إدارة المدرسة, والعلاقة بين المدرسة والمجتمع, والتوجيه والإرشاد.
ويتوقف نجاح العملية التربوية داخل الصف على ما يجري من اتصال بين المعلم والطلبة في المواقف التعليمية, ولإحداث هذا الاتصال أو التفاعل بين المعلم والطلبة وبين الطلبة أنفسهم لابد من توفير بيئة مناسبة مشجعة على التفاعل سواء ما يتعلق منها بتنظيم الأمور المادية, أو بالجو الاجتماعي والانفعالي الذي يسود غرفة الصف. ويطلق على هذه الأنشطة بالتفاعل الصفي(خطايبة وآخرون, 2002, 149).
والتفاعل الصفي هو: المشاركة المتبادلة بين كل من المعلم والطالب بهدف إيجاد جو يؤدي في المحصلة النهائية إلى إيصال عملية التعلم بسهولة ويسر(عبدالهادي, نبيل وآخرون, 2003, 17).
وتشير دراسة جابر(1994) المذكورة في(عبدالهادي, 2003, 17) أن مهارة التدريس الفعال تكمن أهميتها في إيجاد التفاعل بين كل من المعلم والمتعلم عن طريق إيجاد بيئة صفية مناسبة تجعل الطلبة قادرين على الفهم والاستيعاب للمعلومات المراد إيصالها إليهم.
ولتحقيق التفاعل الصفي توجد عدة إجراءات ترتبط معاً لتشكل بداية التفاعل الصفي(عبدالهادي, 2003, 18):
• التمهيد بالأسئلة التي تؤدي إلى جذب انتباه الطلبة.
• طرح الأمثلة والمناقشة.
• أسئلة تقويمية بنائية.
وحيث أن التعلم الفعال هو التعلم القائم على التفاعل بين أطراف العملية التعليمية, لذا يجب الارتقاء بهذا الأداء إلى مستوى التمكن الذي يعد أحد الأهداف التربوية الهامة. وهذا يمكن أن يتحقق إذا زادت فاعلية سلوك التدريس, وهذا يستلزم قياس السلوك داخل الصف بموضوعية أثناء التفاعل الحادث بين المعلم والمتعلم, والذي يمكن عن طريقه إجراء عملية تقويم السلوك, فيتم الوقوف على الأداء الضعيف ومن ثم تحسينه, وكذا الوقوف على الأداء السليم وتدعيمه, والوقوف على الأداء الخاطئ وحذفه بسلوك التدريس إلى أكبر فعالية ممكنة(الزيود وآخرون, 1993, 189).
وقد توصل الباحثون إلى الملاحظة المنظمة لسلوك التدريس أو أداء المعلم داخل غرفة الصف. والذي عرفه أوبر Ober (1971)المذكور في (الزيود, 1993, 190) بأنه: الأسلوب الذي عن طريقه يتم ملاحظة المعلم في فترات معينة أثناء تدريسه باستخدام نظام أو نظم للملاحظة ذات منهج محدد مسبقاً, وهذه النظم هي أنظمة التفاعل الصفي والتي عن طريقها يستطيع الملاحظ أو المدرب أو المشرف تتبع سلوك تدريس المعلم ورصد جانب أو جوانب منه.
أهمية التفاعل الصفي(عبدالهادي, نبيل وآخرون,2003, 62-63), (خطايبة وآخرون,2002, 150):
• يساعد على التواصل وتبادل الأفكار بين الطلبة, وبالتالي نمو تفكيرهم.
• تهيئة المناخ الاجتماعي والانفعالي الفعال.
• يساعد على الضبط الذاتي.
• يتيح الفرص أمام الطلبة للتعبير عن بنيتهم المعرفية, وعرض أفكارهم.
• تطوير طرق التدريس لدى المعلمين بإمدادهم بمعلومات حول سلوكه التدريس داخل غرفة الصف.
• يزيد من حيوية التلاميذ في غرفة الصف.
• يساعد التلاميذ على بناء اتجاهات ايجابية نحو المعلم والحصة الصفية بما يؤدي إلى تنمية مهارات الاستماع والحوار والمناقشة, وأيضاً بناء الثقة بين الطلبة والمعلم.
• يؤدي إلى استيعاب الطلبة وفهمهم, وزياد تحصيلهم بشكل أفضل.
وينقسم سلوك المعلم أثناء تفاعله مع الطلبة إلى قسمين( خطايبة وآخرون, 2002, 151): اتصال لفظي عن طريق الكلام, واتصال غير لفظي عن طريق الإشارات, والإيحاءات أو الإيماءات. كما أن التفاعل قد يكون مغلق وفيه تكون السيطرة للمعلم بشكل تام, وهو المرسل, وما على الطلبة إلا استقبال ما يصدر منه وتلقيه. أو أنه مفتوح وبالتالي يكون المجال مفتوح للطالب للمشاركة الفعالة, فيعبر عن أفكاره ويتقبل المعلم منه هذه الأفكار, مهما كانت بسيطة؛ مما يشجعه على السؤال و الاستفهام وطرح الآراء والأفكار(عدس, 1999, 30).
والتدريس الفعال يشمل نظام اتصال وتفاعل بين المعلم والطالب, بشكل مهاري وفعَّال, ومن خلال تحليل هذا التفاعل يمكن أن تعرف الحالة النفسية للفصل سواء كان المعلم مسيطر عليه سيطرة تامة, أو مُسيطر عليه من قبل الطلبة, وسواء كان يشيع فيه الجو الديمقراطي أو القمعي. وكذا ما إذا كانت طريقة التدريس سهلة وموجهه تعطي للطالب حرية التجاوب, أو تضع عليه ضغوط تمنعه من التفاعل الايجابي( الزبيدي, خوله فاضل, 2003, 55).
وينصح باستخدام الطريقة التفاعلية في التدريس؛ حيث أن الصفوف التفاعلية هي المكان الذي يتبادل فيه المعلمون والطلبة الأفكار والملاحظات, وهذا المناخ يؤدي إلى تنمية معارف المتعلمين الذين يملكون الدافع الحقيقي للتعلم, وبالتالي سوف يحققون نجاحاً أكبر من أولئك الذين ينتظرون من يخبرهم بما يجب تعلمه(Martin, Ralph, 1998, 343). وهذا يتطلب النظر إلى حالات التفاعل داخل الصف, وقد يتم هذا باستخدام جهاز تسجيل أو كاميرا فيديو لتدوين المعلومات المطلوبة. أو أن يجلس المُشاهد في آخر الفصل ليسجل في استمارة خاصة عدد المرات التي يتكلم فيها كل شخص. وهذه الطريقة تحتاج لشخص مشاهد أو مراقب من الخارج(الزبيدي, خوله فاضل, 2003, 55).
والتفاعل هو حالة داخلية تعتري الفرد, وتدفعه إلى التيقظ والانتباه للموقف التعليمي, والقيام بنشاط مستمر حتى يتحقق التعلم, ويمكن أن يصل الطالب إلى حالة التفاعل إذا كانت المادة الدراسية تلبي احتياجاته, واهتماماته, فيندفع إلى التعلم ويُقبل عليه برغبة صادقة. وتوفر له الحافز الذي يساعده على في التغلب على ما قد يعترض طريقه من صعوبات, كما توفر له الظروف التي تشجعه على الإسهام في الأنشطة المختلفة, ومن ثم تعزيز هذا النشاط(عدس, مجمد عبدالرحيم, 1999, 29).
ولإثارة التفاعل الصفي لابد من توفير بعض الأمور(عدس, 1999, 30-31)؛ (عبدالهادي,نبيل وآخرون, 2003, 21) مثل:
• توفير جو ودي بعيد عن الخوف والقلق.
• إطلاق حرية التعبير.
• تقبل الأسرة والطفل للمدرسة.
• جعل التعلم ذو معنى للطالب بحيث يتقبله, ويدركه ويلبي احتياجاته وميوله, بأسلوب مقبول ومناسب لمرحلة النضج التي بلغها.
• الإكثار من استخدام المثيرات والأدوات الحسية في الصف, ليتيسر للطالب إدراك شبه المحسوس والمجردات.
• الابتعاد عن كل ما يبعث في نفس الطالب على كراهية المدرسة.
• أن يتم اختيار أنشطة مفيدة للطلبة وبالتالي تساعدهم على الاكتشاف, وتنوع الأنشطة وطرائق التدريس.
• استخدام التعزيز لتشجيع الطلبة على الاستمرار في العمل والانجاز.
• تجنب ما يثبط الهمة وينقص من التفاعل.
• استخدام التلميحات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه لتشجيع الطلبة على الاستمرار في الانجاز.
• التحرك داخل غرفة الصف لجذب انتباه جميع الطلبة مع الاهتمام بجميع الطلبة.
أنماط التفاعل الصفي:
نمط التفاعل هو: نوع من الإجراءات والممارسات التي تحدث مراراً في غرفة الصف, بين المعلم وطلبته والتي يمكن في ضوئها توقع نواتج التعلم(اللقاني والجمل, 1999, 263). وتنقسم أنماط التفاعل إلى:
1. النمط الأحادي: وفيه يقوم المعلم بإرسال ما يريد, دون إفساح المجال للطلبة للرد, ويكون هنا دور المعلم ايجابي, والطلبة سلبي. وهذا يمثل الأسلوب التقليدي في التدريس, وفيه يكون حصيلة التعلم مجرد حقائق ومعارف يستوعبها الطلبة.
2. نمط ثنائي الاتجاه: وهو أكثر فعالية من النمط الأول وفيه يستقبل المعلم إجابات الطلبة, وبالتالي يشعر المعلم بأن ما يقوله ربما لايكون قد وصل إلى أذهان المتعلمين على النحو المطلوب. لذا يسأل للكشف عن مدى الفائدة التي حققها الطلبة و وهذا سوف يعزز من سلوك المعلم, ويتشابه مع النمط الأول في أنه ينقل حقائق ومعارف, وأيضاً في عدم إعطائه فرصة للطلبة للتفاعل فيما بينهم.
3. نمط ثلاثي الاتجاه: وهو نمط أكثر تطوراً من الأنماط السابقة, وفيه يكون التفاعل بين المعلم والطلبة من ناحية وبين الطلبة مع بعضهم من ناحية أخرى. وبالتالي لايكون المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة. وإنما يتبادل الطلبة الخبرات والآراء ووجهات النظر, وهذا النمط يتيح للجميع عرض وجهات النظر بسهولة واختصار.
4. نمط متعدد الاتجاهات وفيه تتعدد فرص الاتصال بين المعلم والطلبة وبين الطلبة مع بعضهم, وبالتالي تتوافر أفضل فرص التفاعل وتبادل الخبرات مما يساعد كل تلميذ على نقل أفكاره وخبراته إلى الآخرين.
معوقات التفاعل اللفظي(الزيود وآخرون, 1993, 194):
• ميل المعلم لاستخدام النمط الذي يساعده على إنهاء المادة الدراسية في الوقت المحدد له.
• خشية بعض المعلمين من عدم قدرتهم على إدارة نمط أو أنماط الاتصال المتطورة؛ كالنمط الثلاثي والرباعي, كما أنها تؤدي إلى الفوضى وارتفاع أصوات الطلبة, مما يسبب حرجاً للمعلم أمام الإدارة المدرسية والمشرفين التربويين.
أنواع انظمة التفاعل الصفي:
• نظام البنود: يستخدم لملاحظة مظهر واحد من مظاهر السلوك اللفظي, ثم تحليله إلى إجراءات لفظية يؤديها المعلم, ويتم وضع الوظائف المتقاربة في مجموعة ويخصص لكل مجموعة بند معين يُعطى عنواناً معيناً. مثل نظام فلاندرز, ونظام فكس(الزيود, 1993, 195)
• نظام العلامات:وهو نظام لملاحظة سلوك التدريس, وهو لا يركز على مظهر واحد من مظاهر التدريس, ويستخدم عندما تكون مظاهر التدريس لها نفس الأهمية والوزن أثناء التدريس, وكذا عندما نريد اكتشاف أي من هذه المظاهر أكثر أهمية من المظاهر الأخرى, وفيه يتم تحديد جميع مظاهر سلوك التدريس, ثم تحليل كل مظهر إلى مجموعة من الأداءات, حيث يوصف كل أداء بعبارة قصيرة مصاغة إجرائياً, ويجب أن لا تحتوي أي عبارة على أكثر من أداء واحد فقط. مثل نظام ميدلي وميتزل, ونظام براون( الزيود, 1993, 202).
أساليب لزيادة فعالية التفاعل الصفي:
ينبغي عليك عزيزي المعلم أن تقوم بالآتي(الزيود وأخرون, 1993, 205)؛ (سوسة والحكيمي, 2004, 118-119):
• ابذل جهدك في تحسين قدراتك ومهاراتك الكلامية مثل التحدث بشكل مباشر بثقة وود, وبنمط مألوف واجعل كلماتك حية, مع استخدام بعض الحركات والإشارات المعبرة المناسبة, وأيضاً تنويع نبرة الصوت, ومعدل الكلمات للحصول على النتائج المطلوبة.
• خطط و نظم الموضوع الذي تدرسه بطريقة منطقية وسهلة الفهم إلى مقدمة , مناقشة, ومراجعة.
• حدد الحاجات والقدرات والاهتمامات الممكنة للطلبة, وتعديل اختيار الكلمات والمفاهيم التي تناسب الطلبة.
• أصغ بشكل جيد للطلبة ولأسئلتهم وإجاباتهم وتعليقاتهم.
• احذر أن يتصنع الطلبة الانتباه والاهتمام.
• تجنب المواد الفنية والصعبة.
• اضبط الأصوات التي تصرف انتباه التلاميذ عن الدرس.
• شجع الطلبة أن لا يبالغوا في تحمسهم أو تأثرهم بالأشياء التي يسمعونها.
• ناد الطلبة بأسمائهم ما أمكن.
• أعتمد الأسلوب الديمقراطي في التعامل مع الطلبة, واحترم آرائهم وأفكارهم مهما كانت.
• عزز إجابات الطلبة لفظياً من خلال استخدام الكلمات التي تشعرهم باحترامك لهم.
• شجع الطلبة على المشاركة الايجابية داخل الصف سواء بإثارة الأسئلة أو الإجابة عنها, واقتراح بعض الأنشطة.
• استخدم النقد البناء, وتجنب عبارات التهديد والوعيد.
• قدم أشياء ذات أهمية وفائدة للطلبة في مستقبلهم.
• أعتمد أسلوب عادل في التفاعلات داخل الصف بشكل متوازن.
دورالمعلم في التفاعل الصفي عبدالهادي,نبيل, وآخرون, 2003, 41):
• مقيم لأعمال الطلبة, وأدائهم وانجازهم.
• أحد مصادر المعرفة الرئيسية والأساسية.
• مرشد وموجه,ومصلح بين التلاميذ.
• يوجه الطلبة للالتزام بالأنظمة المدرسية.
• أنموذج وقدوة يتمثلها ويقتدي بها الطلبة.
• منظم وموجه ومرشد للانفعالات.
• يساعد على تنمية شخصيات الطلبة.
• أب وصديق وزميل للطلبة.
• محدد للأهداف ومبرمج للأنشطة.
• منظم لعملية التعليم.
أنشطة ومهام الطلبة وخلفياتهم المعرفية قطامي وقطامي, 2000, 267)
• يحرص على فهم المعنى الإجمالي للموضوع.
• ينتبه لما يجري أمامه من أنشطة تعلمية.
• يُخصص وقت كافي للتفكير فيما يتعلمه.
• يربط الأفكار بالمواقف الحياتية.
• يربط الموضوعات الجديدة بالسابقة.
• يثير الأسئلة ويجيب عنها, ويشترك في المناقشات الصفية.
• يوجد حلول ذات معنى للمشكلات.
• يُنظم الخبرات التي تعرض له.
• ينجز المهام الموكلة إليه بنفسه.
• تعلُم مهارات التفكير العليا, وطرق الحصول على المعرفة.
• يصنف المواد والخبرات التي يواجه فيها الموقف الصفي.
• يتفاعل بحيوية مع المواقف الصفية.
• يتواصل مع زملائه.
• يعمل بفاعلية كفرد مستقل, وكفرد في المجموعة.
• يناقش ويتحدث ويعزز نفسه.
• يتلفظ ما استوعبه ويُقيم نفسه.
هي جميع العوامل التي تؤثر في عملية التدريس, وتسهم في توفير مناخ جيد للتعلم, يجري فيه التفاعل المثمر بين كل من المعلم والمتعلم والمادة الدراسية, وتيسر أداء المعلم لرسالته وتزيد من اعتزاز المتعلم بمدرسته والولاء لمجتمعه(زيتون, كمال عبدالحميد, 2003, 85).
وتنقسم العوامل المؤثرة في عملية التدريس إلى ثلاثة عوامل(زيتون, كمال عبدالحميد,2003, 85):
• العوامل الفيزيائية: المرافق والتجهيزات, المكتبة والملاعب, الحديقة, نظافة المدرسة, توفير المواصلات, موقع المدرسة, الجو الصحي.
• العوامل التربوية: وتتضمن: الكتب الدراسية, المراجع والوسائل العلمية, الأنشطة التعليمية, أساليب التدريس والتعلم المختلفة التي تتصل بالتعلم الفردي أو الجماعي, وأيضاً الامتحانات, وأساليب التقويم, والتفاعل اللفظي داخل الصف الدراسي وأيضاً إدارة الصف.
• العوامل الاجتماعية: تتضمن التفاعل الاجتماعي في المدرسة, الانضباط والنظام في إدارة المدرسة, والعلاقة بين المدرسة والمجتمع, والتوجيه والإرشاد.
ويتوقف نجاح العملية التربوية داخل الصف على ما يجري من اتصال بين المعلم والطلبة في المواقف التعليمية, ولإحداث هذا الاتصال أو التفاعل بين المعلم والطلبة وبين الطلبة أنفسهم لابد من توفير بيئة مناسبة مشجعة على التفاعل سواء ما يتعلق منها بتنظيم الأمور المادية, أو بالجو الاجتماعي والانفعالي الذي يسود غرفة الصف. ويطلق على هذه الأنشطة بالتفاعل الصفي(خطايبة وآخرون, 2002, 149).
والتفاعل الصفي هو: المشاركة المتبادلة بين كل من المعلم والطالب بهدف إيجاد جو يؤدي في المحصلة النهائية إلى إيصال عملية التعلم بسهولة ويسر(عبدالهادي, نبيل وآخرون, 2003, 17).
وتشير دراسة جابر(1994) المذكورة في(عبدالهادي, 2003, 17) أن مهارة التدريس الفعال تكمن أهميتها في إيجاد التفاعل بين كل من المعلم والمتعلم عن طريق إيجاد بيئة صفية مناسبة تجعل الطلبة قادرين على الفهم والاستيعاب للمعلومات المراد إيصالها إليهم.
ولتحقيق التفاعل الصفي توجد عدة إجراءات ترتبط معاً لتشكل بداية التفاعل الصفي(عبدالهادي, 2003, 18):
• التمهيد بالأسئلة التي تؤدي إلى جذب انتباه الطلبة.
• طرح الأمثلة والمناقشة.
• أسئلة تقويمية بنائية.
وحيث أن التعلم الفعال هو التعلم القائم على التفاعل بين أطراف العملية التعليمية, لذا يجب الارتقاء بهذا الأداء إلى مستوى التمكن الذي يعد أحد الأهداف التربوية الهامة. وهذا يمكن أن يتحقق إذا زادت فاعلية سلوك التدريس, وهذا يستلزم قياس السلوك داخل الصف بموضوعية أثناء التفاعل الحادث بين المعلم والمتعلم, والذي يمكن عن طريقه إجراء عملية تقويم السلوك, فيتم الوقوف على الأداء الضعيف ومن ثم تحسينه, وكذا الوقوف على الأداء السليم وتدعيمه, والوقوف على الأداء الخاطئ وحذفه بسلوك التدريس إلى أكبر فعالية ممكنة(الزيود وآخرون, 1993, 189).
وقد توصل الباحثون إلى الملاحظة المنظمة لسلوك التدريس أو أداء المعلم داخل غرفة الصف. والذي عرفه أوبر Ober (1971)المذكور في (الزيود, 1993, 190) بأنه: الأسلوب الذي عن طريقه يتم ملاحظة المعلم في فترات معينة أثناء تدريسه باستخدام نظام أو نظم للملاحظة ذات منهج محدد مسبقاً, وهذه النظم هي أنظمة التفاعل الصفي والتي عن طريقها يستطيع الملاحظ أو المدرب أو المشرف تتبع سلوك تدريس المعلم ورصد جانب أو جوانب منه.
أهمية التفاعل الصفي(عبدالهادي, نبيل وآخرون,2003, 62-63), (خطايبة وآخرون,2002, 150):
• يساعد على التواصل وتبادل الأفكار بين الطلبة, وبالتالي نمو تفكيرهم.
• تهيئة المناخ الاجتماعي والانفعالي الفعال.
• يساعد على الضبط الذاتي.
• يتيح الفرص أمام الطلبة للتعبير عن بنيتهم المعرفية, وعرض أفكارهم.
• تطوير طرق التدريس لدى المعلمين بإمدادهم بمعلومات حول سلوكه التدريس داخل غرفة الصف.
• يزيد من حيوية التلاميذ في غرفة الصف.
• يساعد التلاميذ على بناء اتجاهات ايجابية نحو المعلم والحصة الصفية بما يؤدي إلى تنمية مهارات الاستماع والحوار والمناقشة, وأيضاً بناء الثقة بين الطلبة والمعلم.
• يؤدي إلى استيعاب الطلبة وفهمهم, وزياد تحصيلهم بشكل أفضل.
وينقسم سلوك المعلم أثناء تفاعله مع الطلبة إلى قسمين( خطايبة وآخرون, 2002, 151): اتصال لفظي عن طريق الكلام, واتصال غير لفظي عن طريق الإشارات, والإيحاءات أو الإيماءات. كما أن التفاعل قد يكون مغلق وفيه تكون السيطرة للمعلم بشكل تام, وهو المرسل, وما على الطلبة إلا استقبال ما يصدر منه وتلقيه. أو أنه مفتوح وبالتالي يكون المجال مفتوح للطالب للمشاركة الفعالة, فيعبر عن أفكاره ويتقبل المعلم منه هذه الأفكار, مهما كانت بسيطة؛ مما يشجعه على السؤال و الاستفهام وطرح الآراء والأفكار(عدس, 1999, 30).
والتدريس الفعال يشمل نظام اتصال وتفاعل بين المعلم والطالب, بشكل مهاري وفعَّال, ومن خلال تحليل هذا التفاعل يمكن أن تعرف الحالة النفسية للفصل سواء كان المعلم مسيطر عليه سيطرة تامة, أو مُسيطر عليه من قبل الطلبة, وسواء كان يشيع فيه الجو الديمقراطي أو القمعي. وكذا ما إذا كانت طريقة التدريس سهلة وموجهه تعطي للطالب حرية التجاوب, أو تضع عليه ضغوط تمنعه من التفاعل الايجابي( الزبيدي, خوله فاضل, 2003, 55).
وينصح باستخدام الطريقة التفاعلية في التدريس؛ حيث أن الصفوف التفاعلية هي المكان الذي يتبادل فيه المعلمون والطلبة الأفكار والملاحظات, وهذا المناخ يؤدي إلى تنمية معارف المتعلمين الذين يملكون الدافع الحقيقي للتعلم, وبالتالي سوف يحققون نجاحاً أكبر من أولئك الذين ينتظرون من يخبرهم بما يجب تعلمه(Martin, Ralph, 1998, 343). وهذا يتطلب النظر إلى حالات التفاعل داخل الصف, وقد يتم هذا باستخدام جهاز تسجيل أو كاميرا فيديو لتدوين المعلومات المطلوبة. أو أن يجلس المُشاهد في آخر الفصل ليسجل في استمارة خاصة عدد المرات التي يتكلم فيها كل شخص. وهذه الطريقة تحتاج لشخص مشاهد أو مراقب من الخارج(الزبيدي, خوله فاضل, 2003, 55).
والتفاعل هو حالة داخلية تعتري الفرد, وتدفعه إلى التيقظ والانتباه للموقف التعليمي, والقيام بنشاط مستمر حتى يتحقق التعلم, ويمكن أن يصل الطالب إلى حالة التفاعل إذا كانت المادة الدراسية تلبي احتياجاته, واهتماماته, فيندفع إلى التعلم ويُقبل عليه برغبة صادقة. وتوفر له الحافز الذي يساعده على في التغلب على ما قد يعترض طريقه من صعوبات, كما توفر له الظروف التي تشجعه على الإسهام في الأنشطة المختلفة, ومن ثم تعزيز هذا النشاط(عدس, مجمد عبدالرحيم, 1999, 29).
ولإثارة التفاعل الصفي لابد من توفير بعض الأمور(عدس, 1999, 30-31)؛ (عبدالهادي,نبيل وآخرون, 2003, 21) مثل:
• توفير جو ودي بعيد عن الخوف والقلق.
• إطلاق حرية التعبير.
• تقبل الأسرة والطفل للمدرسة.
• جعل التعلم ذو معنى للطالب بحيث يتقبله, ويدركه ويلبي احتياجاته وميوله, بأسلوب مقبول ومناسب لمرحلة النضج التي بلغها.
• الإكثار من استخدام المثيرات والأدوات الحسية في الصف, ليتيسر للطالب إدراك شبه المحسوس والمجردات.
• الابتعاد عن كل ما يبعث في نفس الطالب على كراهية المدرسة.
• أن يتم اختيار أنشطة مفيدة للطلبة وبالتالي تساعدهم على الاكتشاف, وتنوع الأنشطة وطرائق التدريس.
• استخدام التعزيز لتشجيع الطلبة على الاستمرار في العمل والانجاز.
• تجنب ما يثبط الهمة وينقص من التفاعل.
• استخدام التلميحات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه لتشجيع الطلبة على الاستمرار في الانجاز.
• التحرك داخل غرفة الصف لجذب انتباه جميع الطلبة مع الاهتمام بجميع الطلبة.
أنماط التفاعل الصفي:
نمط التفاعل هو: نوع من الإجراءات والممارسات التي تحدث مراراً في غرفة الصف, بين المعلم وطلبته والتي يمكن في ضوئها توقع نواتج التعلم(اللقاني والجمل, 1999, 263). وتنقسم أنماط التفاعل إلى:
1. النمط الأحادي: وفيه يقوم المعلم بإرسال ما يريد, دون إفساح المجال للطلبة للرد, ويكون هنا دور المعلم ايجابي, والطلبة سلبي. وهذا يمثل الأسلوب التقليدي في التدريس, وفيه يكون حصيلة التعلم مجرد حقائق ومعارف يستوعبها الطلبة.
2. نمط ثنائي الاتجاه: وهو أكثر فعالية من النمط الأول وفيه يستقبل المعلم إجابات الطلبة, وبالتالي يشعر المعلم بأن ما يقوله ربما لايكون قد وصل إلى أذهان المتعلمين على النحو المطلوب. لذا يسأل للكشف عن مدى الفائدة التي حققها الطلبة و وهذا سوف يعزز من سلوك المعلم, ويتشابه مع النمط الأول في أنه ينقل حقائق ومعارف, وأيضاً في عدم إعطائه فرصة للطلبة للتفاعل فيما بينهم.
3. نمط ثلاثي الاتجاه: وهو نمط أكثر تطوراً من الأنماط السابقة, وفيه يكون التفاعل بين المعلم والطلبة من ناحية وبين الطلبة مع بعضهم من ناحية أخرى. وبالتالي لايكون المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة. وإنما يتبادل الطلبة الخبرات والآراء ووجهات النظر, وهذا النمط يتيح للجميع عرض وجهات النظر بسهولة واختصار.
4. نمط متعدد الاتجاهات وفيه تتعدد فرص الاتصال بين المعلم والطلبة وبين الطلبة مع بعضهم, وبالتالي تتوافر أفضل فرص التفاعل وتبادل الخبرات مما يساعد كل تلميذ على نقل أفكاره وخبراته إلى الآخرين.
معوقات التفاعل اللفظي(الزيود وآخرون, 1993, 194):
• ميل المعلم لاستخدام النمط الذي يساعده على إنهاء المادة الدراسية في الوقت المحدد له.
• خشية بعض المعلمين من عدم قدرتهم على إدارة نمط أو أنماط الاتصال المتطورة؛ كالنمط الثلاثي والرباعي, كما أنها تؤدي إلى الفوضى وارتفاع أصوات الطلبة, مما يسبب حرجاً للمعلم أمام الإدارة المدرسية والمشرفين التربويين.
أنواع انظمة التفاعل الصفي:
• نظام البنود: يستخدم لملاحظة مظهر واحد من مظاهر السلوك اللفظي, ثم تحليله إلى إجراءات لفظية يؤديها المعلم, ويتم وضع الوظائف المتقاربة في مجموعة ويخصص لكل مجموعة بند معين يُعطى عنواناً معيناً. مثل نظام فلاندرز, ونظام فكس(الزيود, 1993, 195)
• نظام العلامات:وهو نظام لملاحظة سلوك التدريس, وهو لا يركز على مظهر واحد من مظاهر التدريس, ويستخدم عندما تكون مظاهر التدريس لها نفس الأهمية والوزن أثناء التدريس, وكذا عندما نريد اكتشاف أي من هذه المظاهر أكثر أهمية من المظاهر الأخرى, وفيه يتم تحديد جميع مظاهر سلوك التدريس, ثم تحليل كل مظهر إلى مجموعة من الأداءات, حيث يوصف كل أداء بعبارة قصيرة مصاغة إجرائياً, ويجب أن لا تحتوي أي عبارة على أكثر من أداء واحد فقط. مثل نظام ميدلي وميتزل, ونظام براون( الزيود, 1993, 202).
أساليب لزيادة فعالية التفاعل الصفي:
ينبغي عليك عزيزي المعلم أن تقوم بالآتي(الزيود وأخرون, 1993, 205)؛ (سوسة والحكيمي, 2004, 118-119):
• ابذل جهدك في تحسين قدراتك ومهاراتك الكلامية مثل التحدث بشكل مباشر بثقة وود, وبنمط مألوف واجعل كلماتك حية, مع استخدام بعض الحركات والإشارات المعبرة المناسبة, وأيضاً تنويع نبرة الصوت, ومعدل الكلمات للحصول على النتائج المطلوبة.
• خطط و نظم الموضوع الذي تدرسه بطريقة منطقية وسهلة الفهم إلى مقدمة , مناقشة, ومراجعة.
• حدد الحاجات والقدرات والاهتمامات الممكنة للطلبة, وتعديل اختيار الكلمات والمفاهيم التي تناسب الطلبة.
• أصغ بشكل جيد للطلبة ولأسئلتهم وإجاباتهم وتعليقاتهم.
• احذر أن يتصنع الطلبة الانتباه والاهتمام.
• تجنب المواد الفنية والصعبة.
• اضبط الأصوات التي تصرف انتباه التلاميذ عن الدرس.
• شجع الطلبة أن لا يبالغوا في تحمسهم أو تأثرهم بالأشياء التي يسمعونها.
• ناد الطلبة بأسمائهم ما أمكن.
• أعتمد الأسلوب الديمقراطي في التعامل مع الطلبة, واحترم آرائهم وأفكارهم مهما كانت.
• عزز إجابات الطلبة لفظياً من خلال استخدام الكلمات التي تشعرهم باحترامك لهم.
• شجع الطلبة على المشاركة الايجابية داخل الصف سواء بإثارة الأسئلة أو الإجابة عنها, واقتراح بعض الأنشطة.
• استخدم النقد البناء, وتجنب عبارات التهديد والوعيد.
• قدم أشياء ذات أهمية وفائدة للطلبة في مستقبلهم.
• أعتمد أسلوب عادل في التفاعلات داخل الصف بشكل متوازن.
دورالمعلم في التفاعل الصفي عبدالهادي,نبيل, وآخرون, 2003, 41):
• مقيم لأعمال الطلبة, وأدائهم وانجازهم.
• أحد مصادر المعرفة الرئيسية والأساسية.
• مرشد وموجه,ومصلح بين التلاميذ.
• يوجه الطلبة للالتزام بالأنظمة المدرسية.
• أنموذج وقدوة يتمثلها ويقتدي بها الطلبة.
• منظم وموجه ومرشد للانفعالات.
• يساعد على تنمية شخصيات الطلبة.
• أب وصديق وزميل للطلبة.
• محدد للأهداف ومبرمج للأنشطة.
• منظم لعملية التعليم.
أنشطة ومهام الطلبة وخلفياتهم المعرفية قطامي وقطامي, 2000, 267)
• يحرص على فهم المعنى الإجمالي للموضوع.
• ينتبه لما يجري أمامه من أنشطة تعلمية.
• يُخصص وقت كافي للتفكير فيما يتعلمه.
• يربط الأفكار بالمواقف الحياتية.
• يربط الموضوعات الجديدة بالسابقة.
• يثير الأسئلة ويجيب عنها, ويشترك في المناقشات الصفية.
• يوجد حلول ذات معنى للمشكلات.
• يُنظم الخبرات التي تعرض له.
• ينجز المهام الموكلة إليه بنفسه.
• تعلُم مهارات التفكير العليا, وطرق الحصول على المعرفة.
• يصنف المواد والخبرات التي يواجه فيها الموقف الصفي.
• يتفاعل بحيوية مع المواقف الصفية.
• يتواصل مع زملائه.
• يعمل بفاعلية كفرد مستقل, وكفرد في المجموعة.
• يناقش ويتحدث ويعزز نفسه.
• يتلفظ ما استوعبه ويُقيم نفسه.
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري