[الاستقصاء: Inquiry
تقديم/ سعاد محمد ناجي البدجي(2012)/ دكتوراه مناهج وطرق تدريس_ جامعة تعز اليمن.
إن الجذور التاريخية لتضمين الاستقصاء في التعليم تعود إلى المربين الإغريق، فقد استخدم الفيلسوف اليوناني سقراط الطريقة الحوارية القائمة على طرح الأسئلة ليقود المتعلم إلى المعرفة العلمية (نشوان، 1988: 80) ؛ (الحسني، 2001: 28)، وفي العصر الإسلامي، دعت التربية الإسلامية إلى تحصيل العلم بكافة السبل والبحث، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه عن طريق الحوار والتقصي، وتبلور الاهتمام بالاستقصاء من خلال أفكار ديوى بشأن أهمية الديمقراطية داخل المدرسة، وتفاعل المتعلمين وتبادلهم المعارف لإثراء التساؤلات (الحداد، 2005: 24).
مفهوم الاستقصاء:
يعرفه علي (2006: 156) بأنه" استراتيجية تدريس تعتمد علي أعمال العقل والتفكير لتحليل المواقف من خلال الحوار وطرح الأسئلة ونقد المعلومات والبيانات".
ويعرفه باير Beyer(1994: 45) "بالبحث عن المعنى الذي يتطلب من الفرد أن يقوم بعمليات عقلية معينة من أجل أن يجعل الخبرة مفهومة ".
كما يعرفه تروبريدجTrowbridge (2004: 274) بأنه " عملية القدرة على تحديد المشكلات واستقصائها وتكوين الفرضيات، وتصميم التجارب، وجمع البيانات، واستخلاص الاستنتاجات بشأنها".
ويعرف تمام (1992: 358- 359) الاستقصاء الموجة بأنه " نمط من الاستقصاء يعتمد على توجيه تعلم المتعلمين من خلال طرح الأسئلة والإجابة عنها، من خلال القيام بالأنشطة اللازمة، وضمن أهداف محددة ".
طبيعة الاستقصاء:
بشكل عام تأخذ عملية الاستقصاء اتجاهاً واحداً محدداً، فتبدأ عندما يشعر المتعلم بحاجته إلي أن يعرف معلومات معينة، وهذه المعلومات ربما تكون إجابة السؤال أو يحل به مشكلة ( تحديد المشكلة ) (شلبي، وآخرون، 1998: 240)، ثم بصياغة الفرضيات ( وضع الفرضيات)، والبحث والتنقيب عن المعلومات وتركيبها بباعث الرغبة وحب الاستطلاع(فحص الفرضيات) (الطيطي، 2002: 225)، وانتهاء الأمر بتكوين الاستنتاجات التي يجد من خلالها المتعلم نوعاً من المتعة ( باير، 1994: 45)، فالاستقصاء يعني بتطوير المهارات المعرفية للبحث ومعالجه وتجهيز المعلومات واكتساب مفاهيم المنطق والسببية التي تجعل من المتعلم والمعلم اهلاً للاستقصاء( زيتون، 2005: 267).
وكان للتطورات المتسارعة في المجالات المعرفية كافة، وخاصة في مجالات العلوم التربوية والنفسية، في النصف الثاني من القرن العشرين، أثر كبير في عملية الاستقصاء وأصبح لها أشكالا وأنواع متعددة، يمكن تصنيفها إلى ( 3 ) أنواع رئيسة هي:
*الاستقصاء الحر(Free Inquiry ): وفي هذا النوع من الاستقصاء يعطى للطالب الحرية الكاملة في اختيار الطريقة، وأنواع الأسئلة، والأدوات المساعدة، وطبيعة الأنشطة من أجل جمع المعلومات، ومواجهة المواقف والمشكلات، وفهم ما يدور حوله من ظواهر وأحداث. ولعل هذا النوع من الاستقصاء يعطى المتعلم الفرصة في استخدام وتوظيف قدراتة الفعلية وتفكيره والمعلومات التي لديه لكي يتمكن من وضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة من أجل التوصل إلى المعرفة العلمية، فهو بذلك يقترب من العالم في مجال البحث العلمي، ويكون لديه القدرة على جمع المعلومات وتطبيقها وتحليلها وتقويمها ويصل إلي الاستنتاجات المناسبة (الأحد، 2003: 108).
* الاستقصاء الموجه (Guided Inquiry): وفي هذا النوع من الاستقصاء يقوم المتعلم بنفسه بممارسة عمليات الاستقصاء كافة وأنشطته للوصول إلى أهداف محددة، ولكن تحت توجيه وأشراف المعلم، أو ضمن خطة بحثية معدة مسبقاً. ويمكن عد هذا النوع من الاستقصاء عملية تدريب للمتعلمين على البحث والتحليل بالاعتماد على جهوده الشخصية وقابلياتهم الذاتية، ولذلك تعد مرحلة وسطية بين طرائق التدريس التقليدية والحديثة (نشوان، 1988: 82).
* الاستقصاء شبة الموجه (Semi- Guided Inquiry): وفيها يزود المعلم المتعلمين بمشكلة محددة ويزودهم ببعض التوجيهات العامة، ولا يقدم لهم المساعدة إلا إذا احتاجوا إليها ( زيتون ، 2005: 271).
وقد نالت عملية الاستقصاء اهتماماً كبيراً من المربين والمختصين والمسؤولين عن عملية التعليم والتعلم، وذلك لتوافقها وملائمتها للاتجاهات التربوية الحديثة، ولاسيما في التركيز على المتعلم وجعله محور العملية التعليمية (الطشاني، 1998: 267)، ومناسبتها لتحقيق الكثير من الأهداف التعليمية في المجالات المختلفة ( المعرفية، والمهارية، والوجدانية)، وتنمية الكثير من القدرات العقلية، والمعرفية لدى المتعلم، فضلاً عن فاعليتها في مساعدة المتعلم على تعلم طرائق البرهنة وفهمها ومهارات حل المشكلات وعملياتها، وإتباع منهج البحث العلمي للوصول إلى الاستنتاجات والتعميمات (سعد، 1992: 242). وقدم (برونر) مسوغات لطريقة الاستقصاء، حددها ( زيتون، 2001: 140) في الآتي :
• القوة العقلية الفعالة، إذ إن المتعلم يتعلم وينمي عقله عن طريق استخدامه للاستقصاء، مما يرفع من القدرة العقلية الإجمالية للمتعلم، حتى يصبح قادراً على نقد المعلومات ورؤية العلاقات ومعالجة الموضوعات.
• إثارة الحفز الداخلي للمتعلم: بواسطة التركيز على إثارة الدوافع الداخلية أكثر من الدوافع الخارجية.
• زيادة قدرة المتعلم على تخزين المعلومات واسترجاعها، ومن ثم جعل التعلم باقي الأثر أو الاحتفاظ به لمدة طويلة.
وقد أجريت العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي هدفت إلى الكشف على فعالية طريقة الاستقصاء في تنمية الأهداف والقدرات والخبرات المختلفة في مراحل دراسية مختلفة وفي المجالات المعرفية كافة، ومن أبرز ما توصلت إليها الدراسات :
- فعالية طريقة الاستقصاء الموجه في اكتساب المفاهيم كدراسة (تمام، 1992)، و(المليكي، 2000).
- وفي التحصيل العلمي ( رمضان، وفاروق، 1993)، و(MAO, and Chang, 1998)، و(الحسنى، 2001 )، و( أحمد، و عبدالكريم، 2001)، و(الحداد، 2005)، و(Nwagbo, 2006)، و(Harmon, 2006).
- وفي تنمية التفكير وعناصره (تمام، 1992)، و(رمضان، وعثمان، 1993)، و(أحمد، و عبدالكريم، 2001)، و(الحداد، 2005)،
- وفي تنمية الاستقصاء العلمي وعمليات العلم والدافعية للانجاز(Roth, and Roychouhury, 1993)، (الجندي، وأحمد، 2005)، و( البلوشي، والمقبالي، 2006)،
- وفي تنمية الاتجاهات العليمة (Brown, 1996)، (Radford, and Romsey, 1996) ، و(Nwagbo, 2006)،
- وفي تطور فهم طبيعة العلم (Schwatz, and Others, 2004).
اهداف الطريقة الاستقصائية:
تخدم هذه الطريقة هدفين هما:
الهدف الاول: هدف انساني: يتم فيه الاهتمام بذات المتعلم وجعلة محور العملية التعليمية( الطشاني، 1998: 267).
الهدف الثاني:
هدف علمي: حيث يتم فيه تنمية القدرات العقلية والفكرية والمعرفية لدى المتعلم، واكتسابه للمعرفة وتعلم وفهم طرق البرهنه واجراءات حل المشكلات، واتباع نظام البحث العلمي للوصول الي استنتاجات وتعميمات( سعد، 1992: 242).
أهمية طريقة الاستقصاء:
ويمكن توضيح أهمية الطريقة الاستقصائية وفعاليتها في عملية التعليم والتعلم، وتحديد أبرز الأهداف والقدرات التي يمكن تحقيقها من خلالها في الآتي:
1. تجعل المتعلم منتجاً للمعرفة وليس مستهلكاً لها، فيقوم بممارسة علميات العلم ومهاراته المختلفة مثل ( الملاحظة، وتنظيم البيانات، وضبط المتغيرات، واختبار صحة الفروض، والتفسير،...ونحوها) للبحث عن المعلومات والمعارف واستكشافها وبنائها بنفسه، فهو يلاحظ، ويفترض، ويختبر الفروض، ويقيس، ويصنف، ويتنبأ، ويستنتج ( الشهراني، و السعيد، 1997: 266) ؛ (Baker, 1999) ؛ (عطا الله، 2001: 259) ؛ (Chinn, & Malhotra, 2002, p: 176) ؛ (Joyce, & Weil, 2004, p: 204).
2. تنمي التفكير العلمي وتطور المهارات العقلية لدى المتعلمين، إذ تركز على التفكير وأهميته في زيادة مشاركة المتعلم في عملية التعلم أكثر من كونه موجهاً نحو المضمون (زيتون، 2001: 139) ؛ (مرعى، والحيلة، 2002: 163) ؛ (جودت، والعزة، 2002: 427).
3. تشجيع المتعلم على التعلم الذاتي المستمر، إذ تجعل المتعلم محور العملية التعليمية، الأمر الذي ينمي مفهوم الذات لدى المتعلم ويزيد ثقته بنفسه، ويرفع من طموحه وتطوير مواهبة (المليكي، 2000: 28).
4. تتيح الفرصة لكل من المعلم والمتعلم للمشاركة الايجابية في المواقف التعليمية، إذ تركز على دراسة الواقع بشكل تأملي وواقعي من خلال النقاش الحقيقي الذي يمارسونه لحل مشكلة ما (رمضان، و عثمان، 1993: 276) ؛ (شلبي، 1997: 213).
5. تساعد في تنمية قدرات، ومهارات التفاعل، والتواصل، والمهارات الاجتماعية والتعاونية، وبعض القيم والمواقف المتعلقة بقبول الآخرين واحترام تعدد وجهات النظر، إذ توفر مواقف تعليمية تسمح للمتعلمين جمع الأدلة وتبادل الآراء والأفكار والتعلم منها ( الفتلاوي، 2003: 127) ؛ ( زيتون، 2005: 272).
عيوب الاستقصاء:
على الرغم من تعدد مميزات الطريقة الاستقصائية ومناسبتها لتحقيق الكثير من الأهداف التعليمية، نجد لها بعض جوانب القصور والمحددات، ومن أبرزها:
1. تتطلب زمناً طويلاً.
2. صعوبة ضبط الفصل وحفظ النظام فيه، مما ينجم عنه ارتباك أو مشاكل تعوق عملية التعلم (على، 2006: 160).
3. لا يمكن تطبيقها مع جميع المواد الدراسية أو الموضوعات الدراسية ، ولا نستطيع استخدمها في المجموعات الكبيرة (الأحد، 2003: 112).
4. احتمال تسرب اليأس والملل إلى المعلم أو المتعلم إذا فشل احدهما أوكلاهما في توجيه العملية الاستقصائية (زيتون، 2005: 272).
5. تضيف عبأ إلى المعلم، إذ تتطلب قدرات ومهارات وكفايات خاصة (زيتون، 2001: 141).
شروط ومبادئ علمية الاستقصاء:
ولتفادي تلك المشكلات، وضمان تحقيق الأهداف المنشودة من الاستقصاء، ينبغى الأخذ بعدد من الشروط والأسس والمبادئ الأساسية في عملية الاستقصاء، ومن أبرزها الآتي:
1. ضرورة امتلاك المتعلم المعلومات والبيانات والمفاهيم والافتراضات الأساسية اللازمة لتنفيذ مراحل الاستقصاء والوصول إلى الحلول الصحيحة (محمود، و صباح، 2004: 95).
2. أن يمتلك المستقصي ثلاثة أنواع من المعارف:
• أن يعرف أن طبيعة المعرفة إنتقائية، ومجزأة، ومتغيرة، وتجريبية، وتفسيرية.
• أن يمتلك المعرفة السابقة المناسبة التي تتكون من المعلومات والبيانات والمفاهيم والافتراضات.
• أن يمتلك أدوات الاستقصاء وتتضمن التعرف على مصادر جمع المعلومات وتنظيمها وطرائق حل المشكلات (باير، 1994: 45-50).
3. أن يتوافر لدى القائم بالاستقصاء الصفات والخصائص الآتية:
• أن يكون لديه شكاً علمياً، فلا يقبل أي معلومة لأول مرة، من منطلق أن الحقائق غير مطلقة.
• أن يكون موضوعياً، وغير متحيز لفكرة.
• أن يكون محباً للاستطلاع.
• أن تكون لدية الرغبة في التأني في إصدار الأحكام، حتى يتأكد من قراره.
• أ ن يتحلى بالصبر والغموض (باير، 1994: 51-56).
4.ضرورة توافر خطة واضحة وشاملة للأسئلة والأنشطة التعليمية توجه المتعلمين في أبحاثهم وأداء أدورهم وتنفيذ أعمالهم، ولذلك ينبغي أن يكون لدى المعلم خطة عامة لإرشاد المتعلمين وتوجيههم في أثناء القيام بالنشاطات أو حل المشكلة (زيتون، 1999: 143) ؛ (الخوالدة، 1995: 293).
1. أن يهيئ المعلم نفسه للحقيقة التي ترى أن التعلم بالاستقصاء يأخذ وقتاً أطول من التعلم بالطرق التقليدية، ولذلك ينبغي التركيز على ما يبنى الفكر والقوى الإدراكية لدى المتعلمين وتطويرها، بدلاً من تدريس أكبر قدر من المعلومات في الوقت المحدد (حمدان، 1988: 97).
2. أن يمتلك المعلم مهارات طرح الأسئلة الصحيحة وتنويعها ومهارة إثارة تفكير المتعلمين وتحدى عقولهم ودوافعهم للاستقصاء، إذ تعد محكاً ومعياراً أساسياً في إنجاح أو فشل عملية الاستقصاء (زيتون، 1999: 143-144).
3. عدم تدخل المعلم أو تزويد المتعلمين بالإجابات في أثناء ممارساتهم لها، حتى يكتشفوها بأنفسهم مع تزويد المتعلمين ببعض التلميحات كلما لزم الأمر أو اقتضت المشكلة أو السؤال (على، 2003: 181).
4. تفاعل المعلم مع المتعلمين في عمليات الاستقصاء المختلفة، وقبوله للأسئلة مع تطويرها تدريجياً للأفضل أو تغير اتجاهاتها لمسارات أدرا كية أكثر جدوى للاستقصاء (الأحد، 2003: 111).
5. أن يهيئ المعلم الفرصة المناسبة أمام المتعلمين للقيام بعملية الاستقصاء، وبالتالي الوصول إلى الحلول والإجابات المناسبة للمشكلات المبحوثة، من خلال اختيار بعض النشاطات التعليمية كمشكلات علمية، سواء تلك التي يقترحها المعلم أم يقترحها المتعلمون أنفسهم (زيتون، 1999: 143).
ونظراً لأهمية طريقة الاستقصاء، وما يمكن من خلالها من تحقيقها لأهداف يصعب تحقيقها بطرائق أخرى، فقد بذلت جهود مكثفة لتحديد المراحل والخطوات والإجراءات الأدائية لها، إلا أنه لا يوجد للاستقصاء خطوات محددة يتفق عليها المربون والمتخصصون. وهناك اختلاف كبير بين المربين بشأن الخطوات الإجرائية لطريقة الاستقصاء، إذ حددها بل (1986 : 203) مراحل للاستقصاء في (4 ) مراحل هي:
1. صياغة سؤال أو موقف محير أو محاولة اكتشاف مبدأ.
2. إنما خطوات إجرائية وجمع البيانات واستخدامها في دراسة مواقف مختلفة.
3. إعادة تنظيم المعلومات وتوسيعها.
4. تحليل وتقويم عملية الاستقصاء.
وحدد تمام ( 1992: 358-359). خطوات طريقة الاستقصاء في (4 ) هي:
1. عرض موقف (أو أسئلة ) تثير ذهن المتعلمين وتتحدى تفكيرهم وتحدث اختلالاً في التوازن المعرفي لديهم.
2. حث المتعلمين على التساؤلات والإجابة عنها بحيث تكون الفرضيات ثم العمل على إعادة دورة الاستفسار ومناقشة الفرضيات للوقوف على ملاءمتها للوقوف ومعقوليتها لتفسيره.
3. إتاحة الفرصة للمتعلمين لجمع المعلومات والتحقق من فرضيات الموقف المشكل.
4. حث المتعلمين على صياغة المفهوم من خلال الاستقراء السابق في جملة أو عبارة مفيدة بعد الصياغة السليمة والمقصودة ونقل المفهوم الذي تم التوصل إلية وتوظيفه في المواقف المشابهة.
أما باير Beyer (1994: 78) حددها في ( 5 ) خطوات هي:
1. تحديد المشكلة.
2. وضع إجابة مبدئية، أو افتراض.
3. اختبار الافتراض في ضوء المعلومات ذات الصلة.
4. التوصل إلى استنتاجات بشأن صحة الافتراض.
5. تطبيق الاستنتاج ثم عمل التعميم.
وحددها ترويربدج Trowbridge ( 2004: 274) في(5 )خطوات هي:
1. تحديد المشكلات.
2. تكوين الفرضيات.
3. تصميم التجارب.
4. جمع البيانات.
5. استخلاص الاستنتاجات.
وبالرغم من تلك الاختلافات، يلاحظ أن هناك اتفاقاً، إلى حد كبير بشأن الخطوات الرئيسة للطريقة العلمية ( المنهج العلمي ) في الاستقصاء، وتتمثل في تحديد المشكلة، وفرض الفروض، وفحص الفروض، والوصول للاستنتاجات
علاقة الاستقصاء بالتفكير:
تساعد طريقة الاستقصاء في تنمية التفكير لدى المتعلمين إذ تجعله منهمكاً في استخراج معنى لما يفعله بعيداً عن التلقين والتعلم التقليدي، وينمي القدرة علي التخطيط والتعليم، وتطوير القدرة المعرفية( شلبي، 1997: 212)، فطريقة الاستقصاء باعتمادها علي النقاش الحقيقي الذي يمارسه المتناقشون تنمي لديهم التفكير الناقد فالتفكير لا ينفصل عن الاستقصاء، فهي تتطلب من المستقصى إفساح المجال للذهن ليتأمل ويتخيل( الفنيش، 1975: 142)، وهي بذلك تهدف إلى جعل المتعلم يفكر وينتج مستخدماً في ذلك معلوماته وقابليته للتعلم وبذا يصل للنتيجة( الحيلة، 1999: 373).
[/font]
تقديم/ سعاد محمد ناجي البدجي(2012)/ دكتوراه مناهج وطرق تدريس_ جامعة تعز اليمن.
إن الجذور التاريخية لتضمين الاستقصاء في التعليم تعود إلى المربين الإغريق، فقد استخدم الفيلسوف اليوناني سقراط الطريقة الحوارية القائمة على طرح الأسئلة ليقود المتعلم إلى المعرفة العلمية (نشوان، 1988: 80) ؛ (الحسني، 2001: 28)، وفي العصر الإسلامي، دعت التربية الإسلامية إلى تحصيل العلم بكافة السبل والبحث، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه عن طريق الحوار والتقصي، وتبلور الاهتمام بالاستقصاء من خلال أفكار ديوى بشأن أهمية الديمقراطية داخل المدرسة، وتفاعل المتعلمين وتبادلهم المعارف لإثراء التساؤلات (الحداد، 2005: 24).
مفهوم الاستقصاء:
يعرفه علي (2006: 156) بأنه" استراتيجية تدريس تعتمد علي أعمال العقل والتفكير لتحليل المواقف من خلال الحوار وطرح الأسئلة ونقد المعلومات والبيانات".
ويعرفه باير Beyer(1994: 45) "بالبحث عن المعنى الذي يتطلب من الفرد أن يقوم بعمليات عقلية معينة من أجل أن يجعل الخبرة مفهومة ".
كما يعرفه تروبريدجTrowbridge (2004: 274) بأنه " عملية القدرة على تحديد المشكلات واستقصائها وتكوين الفرضيات، وتصميم التجارب، وجمع البيانات، واستخلاص الاستنتاجات بشأنها".
ويعرف تمام (1992: 358- 359) الاستقصاء الموجة بأنه " نمط من الاستقصاء يعتمد على توجيه تعلم المتعلمين من خلال طرح الأسئلة والإجابة عنها، من خلال القيام بالأنشطة اللازمة، وضمن أهداف محددة ".
طبيعة الاستقصاء:
بشكل عام تأخذ عملية الاستقصاء اتجاهاً واحداً محدداً، فتبدأ عندما يشعر المتعلم بحاجته إلي أن يعرف معلومات معينة، وهذه المعلومات ربما تكون إجابة السؤال أو يحل به مشكلة ( تحديد المشكلة ) (شلبي، وآخرون، 1998: 240)، ثم بصياغة الفرضيات ( وضع الفرضيات)، والبحث والتنقيب عن المعلومات وتركيبها بباعث الرغبة وحب الاستطلاع(فحص الفرضيات) (الطيطي، 2002: 225)، وانتهاء الأمر بتكوين الاستنتاجات التي يجد من خلالها المتعلم نوعاً من المتعة ( باير، 1994: 45)، فالاستقصاء يعني بتطوير المهارات المعرفية للبحث ومعالجه وتجهيز المعلومات واكتساب مفاهيم المنطق والسببية التي تجعل من المتعلم والمعلم اهلاً للاستقصاء( زيتون، 2005: 267).
وكان للتطورات المتسارعة في المجالات المعرفية كافة، وخاصة في مجالات العلوم التربوية والنفسية، في النصف الثاني من القرن العشرين، أثر كبير في عملية الاستقصاء وأصبح لها أشكالا وأنواع متعددة، يمكن تصنيفها إلى ( 3 ) أنواع رئيسة هي:
*الاستقصاء الحر(Free Inquiry ): وفي هذا النوع من الاستقصاء يعطى للطالب الحرية الكاملة في اختيار الطريقة، وأنواع الأسئلة، والأدوات المساعدة، وطبيعة الأنشطة من أجل جمع المعلومات، ومواجهة المواقف والمشكلات، وفهم ما يدور حوله من ظواهر وأحداث. ولعل هذا النوع من الاستقصاء يعطى المتعلم الفرصة في استخدام وتوظيف قدراتة الفعلية وتفكيره والمعلومات التي لديه لكي يتمكن من وضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة من أجل التوصل إلى المعرفة العلمية، فهو بذلك يقترب من العالم في مجال البحث العلمي، ويكون لديه القدرة على جمع المعلومات وتطبيقها وتحليلها وتقويمها ويصل إلي الاستنتاجات المناسبة (الأحد، 2003: 108).
* الاستقصاء الموجه (Guided Inquiry): وفي هذا النوع من الاستقصاء يقوم المتعلم بنفسه بممارسة عمليات الاستقصاء كافة وأنشطته للوصول إلى أهداف محددة، ولكن تحت توجيه وأشراف المعلم، أو ضمن خطة بحثية معدة مسبقاً. ويمكن عد هذا النوع من الاستقصاء عملية تدريب للمتعلمين على البحث والتحليل بالاعتماد على جهوده الشخصية وقابلياتهم الذاتية، ولذلك تعد مرحلة وسطية بين طرائق التدريس التقليدية والحديثة (نشوان، 1988: 82).
* الاستقصاء شبة الموجه (Semi- Guided Inquiry): وفيها يزود المعلم المتعلمين بمشكلة محددة ويزودهم ببعض التوجيهات العامة، ولا يقدم لهم المساعدة إلا إذا احتاجوا إليها ( زيتون ، 2005: 271).
وقد نالت عملية الاستقصاء اهتماماً كبيراً من المربين والمختصين والمسؤولين عن عملية التعليم والتعلم، وذلك لتوافقها وملائمتها للاتجاهات التربوية الحديثة، ولاسيما في التركيز على المتعلم وجعله محور العملية التعليمية (الطشاني، 1998: 267)، ومناسبتها لتحقيق الكثير من الأهداف التعليمية في المجالات المختلفة ( المعرفية، والمهارية، والوجدانية)، وتنمية الكثير من القدرات العقلية، والمعرفية لدى المتعلم، فضلاً عن فاعليتها في مساعدة المتعلم على تعلم طرائق البرهنة وفهمها ومهارات حل المشكلات وعملياتها، وإتباع منهج البحث العلمي للوصول إلى الاستنتاجات والتعميمات (سعد، 1992: 242). وقدم (برونر) مسوغات لطريقة الاستقصاء، حددها ( زيتون، 2001: 140) في الآتي :
• القوة العقلية الفعالة، إذ إن المتعلم يتعلم وينمي عقله عن طريق استخدامه للاستقصاء، مما يرفع من القدرة العقلية الإجمالية للمتعلم، حتى يصبح قادراً على نقد المعلومات ورؤية العلاقات ومعالجة الموضوعات.
• إثارة الحفز الداخلي للمتعلم: بواسطة التركيز على إثارة الدوافع الداخلية أكثر من الدوافع الخارجية.
• زيادة قدرة المتعلم على تخزين المعلومات واسترجاعها، ومن ثم جعل التعلم باقي الأثر أو الاحتفاظ به لمدة طويلة.
وقد أجريت العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي هدفت إلى الكشف على فعالية طريقة الاستقصاء في تنمية الأهداف والقدرات والخبرات المختلفة في مراحل دراسية مختلفة وفي المجالات المعرفية كافة، ومن أبرز ما توصلت إليها الدراسات :
- فعالية طريقة الاستقصاء الموجه في اكتساب المفاهيم كدراسة (تمام، 1992)، و(المليكي، 2000).
- وفي التحصيل العلمي ( رمضان، وفاروق، 1993)، و(MAO, and Chang, 1998)، و(الحسنى، 2001 )، و( أحمد، و عبدالكريم، 2001)، و(الحداد، 2005)، و(Nwagbo, 2006)، و(Harmon, 2006).
- وفي تنمية التفكير وعناصره (تمام، 1992)، و(رمضان، وعثمان، 1993)، و(أحمد، و عبدالكريم، 2001)، و(الحداد، 2005)،
- وفي تنمية الاستقصاء العلمي وعمليات العلم والدافعية للانجاز(Roth, and Roychouhury, 1993)، (الجندي، وأحمد، 2005)، و( البلوشي، والمقبالي، 2006)،
- وفي تنمية الاتجاهات العليمة (Brown, 1996)، (Radford, and Romsey, 1996) ، و(Nwagbo, 2006)،
- وفي تطور فهم طبيعة العلم (Schwatz, and Others, 2004).
اهداف الطريقة الاستقصائية:
تخدم هذه الطريقة هدفين هما:
الهدف الاول: هدف انساني: يتم فيه الاهتمام بذات المتعلم وجعلة محور العملية التعليمية( الطشاني، 1998: 267).
الهدف الثاني:
هدف علمي: حيث يتم فيه تنمية القدرات العقلية والفكرية والمعرفية لدى المتعلم، واكتسابه للمعرفة وتعلم وفهم طرق البرهنه واجراءات حل المشكلات، واتباع نظام البحث العلمي للوصول الي استنتاجات وتعميمات( سعد، 1992: 242).
أهمية طريقة الاستقصاء:
ويمكن توضيح أهمية الطريقة الاستقصائية وفعاليتها في عملية التعليم والتعلم، وتحديد أبرز الأهداف والقدرات التي يمكن تحقيقها من خلالها في الآتي:
1. تجعل المتعلم منتجاً للمعرفة وليس مستهلكاً لها، فيقوم بممارسة علميات العلم ومهاراته المختلفة مثل ( الملاحظة، وتنظيم البيانات، وضبط المتغيرات، واختبار صحة الفروض، والتفسير،...ونحوها) للبحث عن المعلومات والمعارف واستكشافها وبنائها بنفسه، فهو يلاحظ، ويفترض، ويختبر الفروض، ويقيس، ويصنف، ويتنبأ، ويستنتج ( الشهراني، و السعيد، 1997: 266) ؛ (Baker, 1999) ؛ (عطا الله، 2001: 259) ؛ (Chinn, & Malhotra, 2002, p: 176) ؛ (Joyce, & Weil, 2004, p: 204).
2. تنمي التفكير العلمي وتطور المهارات العقلية لدى المتعلمين، إذ تركز على التفكير وأهميته في زيادة مشاركة المتعلم في عملية التعلم أكثر من كونه موجهاً نحو المضمون (زيتون، 2001: 139) ؛ (مرعى، والحيلة، 2002: 163) ؛ (جودت، والعزة، 2002: 427).
3. تشجيع المتعلم على التعلم الذاتي المستمر، إذ تجعل المتعلم محور العملية التعليمية، الأمر الذي ينمي مفهوم الذات لدى المتعلم ويزيد ثقته بنفسه، ويرفع من طموحه وتطوير مواهبة (المليكي، 2000: 28).
4. تتيح الفرصة لكل من المعلم والمتعلم للمشاركة الايجابية في المواقف التعليمية، إذ تركز على دراسة الواقع بشكل تأملي وواقعي من خلال النقاش الحقيقي الذي يمارسونه لحل مشكلة ما (رمضان، و عثمان، 1993: 276) ؛ (شلبي، 1997: 213).
5. تساعد في تنمية قدرات، ومهارات التفاعل، والتواصل، والمهارات الاجتماعية والتعاونية، وبعض القيم والمواقف المتعلقة بقبول الآخرين واحترام تعدد وجهات النظر، إذ توفر مواقف تعليمية تسمح للمتعلمين جمع الأدلة وتبادل الآراء والأفكار والتعلم منها ( الفتلاوي، 2003: 127) ؛ ( زيتون، 2005: 272).
عيوب الاستقصاء:
على الرغم من تعدد مميزات الطريقة الاستقصائية ومناسبتها لتحقيق الكثير من الأهداف التعليمية، نجد لها بعض جوانب القصور والمحددات، ومن أبرزها:
1. تتطلب زمناً طويلاً.
2. صعوبة ضبط الفصل وحفظ النظام فيه، مما ينجم عنه ارتباك أو مشاكل تعوق عملية التعلم (على، 2006: 160).
3. لا يمكن تطبيقها مع جميع المواد الدراسية أو الموضوعات الدراسية ، ولا نستطيع استخدمها في المجموعات الكبيرة (الأحد، 2003: 112).
4. احتمال تسرب اليأس والملل إلى المعلم أو المتعلم إذا فشل احدهما أوكلاهما في توجيه العملية الاستقصائية (زيتون، 2005: 272).
5. تضيف عبأ إلى المعلم، إذ تتطلب قدرات ومهارات وكفايات خاصة (زيتون، 2001: 141).
شروط ومبادئ علمية الاستقصاء:
ولتفادي تلك المشكلات، وضمان تحقيق الأهداف المنشودة من الاستقصاء، ينبغى الأخذ بعدد من الشروط والأسس والمبادئ الأساسية في عملية الاستقصاء، ومن أبرزها الآتي:
1. ضرورة امتلاك المتعلم المعلومات والبيانات والمفاهيم والافتراضات الأساسية اللازمة لتنفيذ مراحل الاستقصاء والوصول إلى الحلول الصحيحة (محمود، و صباح، 2004: 95).
2. أن يمتلك المستقصي ثلاثة أنواع من المعارف:
• أن يعرف أن طبيعة المعرفة إنتقائية، ومجزأة، ومتغيرة، وتجريبية، وتفسيرية.
• أن يمتلك المعرفة السابقة المناسبة التي تتكون من المعلومات والبيانات والمفاهيم والافتراضات.
• أن يمتلك أدوات الاستقصاء وتتضمن التعرف على مصادر جمع المعلومات وتنظيمها وطرائق حل المشكلات (باير، 1994: 45-50).
3. أن يتوافر لدى القائم بالاستقصاء الصفات والخصائص الآتية:
• أن يكون لديه شكاً علمياً، فلا يقبل أي معلومة لأول مرة، من منطلق أن الحقائق غير مطلقة.
• أن يكون موضوعياً، وغير متحيز لفكرة.
• أن يكون محباً للاستطلاع.
• أن تكون لدية الرغبة في التأني في إصدار الأحكام، حتى يتأكد من قراره.
• أ ن يتحلى بالصبر والغموض (باير، 1994: 51-56).
4.ضرورة توافر خطة واضحة وشاملة للأسئلة والأنشطة التعليمية توجه المتعلمين في أبحاثهم وأداء أدورهم وتنفيذ أعمالهم، ولذلك ينبغي أن يكون لدى المعلم خطة عامة لإرشاد المتعلمين وتوجيههم في أثناء القيام بالنشاطات أو حل المشكلة (زيتون، 1999: 143) ؛ (الخوالدة، 1995: 293).
1. أن يهيئ المعلم نفسه للحقيقة التي ترى أن التعلم بالاستقصاء يأخذ وقتاً أطول من التعلم بالطرق التقليدية، ولذلك ينبغي التركيز على ما يبنى الفكر والقوى الإدراكية لدى المتعلمين وتطويرها، بدلاً من تدريس أكبر قدر من المعلومات في الوقت المحدد (حمدان، 1988: 97).
2. أن يمتلك المعلم مهارات طرح الأسئلة الصحيحة وتنويعها ومهارة إثارة تفكير المتعلمين وتحدى عقولهم ودوافعهم للاستقصاء، إذ تعد محكاً ومعياراً أساسياً في إنجاح أو فشل عملية الاستقصاء (زيتون، 1999: 143-144).
3. عدم تدخل المعلم أو تزويد المتعلمين بالإجابات في أثناء ممارساتهم لها، حتى يكتشفوها بأنفسهم مع تزويد المتعلمين ببعض التلميحات كلما لزم الأمر أو اقتضت المشكلة أو السؤال (على، 2003: 181).
4. تفاعل المعلم مع المتعلمين في عمليات الاستقصاء المختلفة، وقبوله للأسئلة مع تطويرها تدريجياً للأفضل أو تغير اتجاهاتها لمسارات أدرا كية أكثر جدوى للاستقصاء (الأحد، 2003: 111).
5. أن يهيئ المعلم الفرصة المناسبة أمام المتعلمين للقيام بعملية الاستقصاء، وبالتالي الوصول إلى الحلول والإجابات المناسبة للمشكلات المبحوثة، من خلال اختيار بعض النشاطات التعليمية كمشكلات علمية، سواء تلك التي يقترحها المعلم أم يقترحها المتعلمون أنفسهم (زيتون، 1999: 143).
ونظراً لأهمية طريقة الاستقصاء، وما يمكن من خلالها من تحقيقها لأهداف يصعب تحقيقها بطرائق أخرى، فقد بذلت جهود مكثفة لتحديد المراحل والخطوات والإجراءات الأدائية لها، إلا أنه لا يوجد للاستقصاء خطوات محددة يتفق عليها المربون والمتخصصون. وهناك اختلاف كبير بين المربين بشأن الخطوات الإجرائية لطريقة الاستقصاء، إذ حددها بل (1986 : 203) مراحل للاستقصاء في (4 ) مراحل هي:
1. صياغة سؤال أو موقف محير أو محاولة اكتشاف مبدأ.
2. إنما خطوات إجرائية وجمع البيانات واستخدامها في دراسة مواقف مختلفة.
3. إعادة تنظيم المعلومات وتوسيعها.
4. تحليل وتقويم عملية الاستقصاء.
وحدد تمام ( 1992: 358-359). خطوات طريقة الاستقصاء في (4 ) هي:
1. عرض موقف (أو أسئلة ) تثير ذهن المتعلمين وتتحدى تفكيرهم وتحدث اختلالاً في التوازن المعرفي لديهم.
2. حث المتعلمين على التساؤلات والإجابة عنها بحيث تكون الفرضيات ثم العمل على إعادة دورة الاستفسار ومناقشة الفرضيات للوقوف على ملاءمتها للوقوف ومعقوليتها لتفسيره.
3. إتاحة الفرصة للمتعلمين لجمع المعلومات والتحقق من فرضيات الموقف المشكل.
4. حث المتعلمين على صياغة المفهوم من خلال الاستقراء السابق في جملة أو عبارة مفيدة بعد الصياغة السليمة والمقصودة ونقل المفهوم الذي تم التوصل إلية وتوظيفه في المواقف المشابهة.
أما باير Beyer (1994: 78) حددها في ( 5 ) خطوات هي:
1. تحديد المشكلة.
2. وضع إجابة مبدئية، أو افتراض.
3. اختبار الافتراض في ضوء المعلومات ذات الصلة.
4. التوصل إلى استنتاجات بشأن صحة الافتراض.
5. تطبيق الاستنتاج ثم عمل التعميم.
وحددها ترويربدج Trowbridge ( 2004: 274) في(5 )خطوات هي:
1. تحديد المشكلات.
2. تكوين الفرضيات.
3. تصميم التجارب.
4. جمع البيانات.
5. استخلاص الاستنتاجات.
وبالرغم من تلك الاختلافات، يلاحظ أن هناك اتفاقاً، إلى حد كبير بشأن الخطوات الرئيسة للطريقة العلمية ( المنهج العلمي ) في الاستقصاء، وتتمثل في تحديد المشكلة، وفرض الفروض، وفحص الفروض، والوصول للاستنتاجات
علاقة الاستقصاء بالتفكير:
تساعد طريقة الاستقصاء في تنمية التفكير لدى المتعلمين إذ تجعله منهمكاً في استخراج معنى لما يفعله بعيداً عن التلقين والتعلم التقليدي، وينمي القدرة علي التخطيط والتعليم، وتطوير القدرة المعرفية( شلبي، 1997: 212)، فطريقة الاستقصاء باعتمادها علي النقاش الحقيقي الذي يمارسه المتناقشون تنمي لديهم التفكير الناقد فالتفكير لا ينفصل عن الاستقصاء، فهي تتطلب من المستقصى إفساح المجال للذهن ليتأمل ويتخيل( الفنيش، 1975: 142)، وهي بذلك تهدف إلى جعل المتعلم يفكر وينتج مستخدماً في ذلك معلوماته وقابليته للتعلم وبذا يصل للنتيجة( الحيلة، 1999: 373).
[/font]
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري