سقطرى.. محمية ديحمري

تشكل محمية ديحمري الواقعة في شمال جزيرة سقطرى متحفاً حيوياً طبيعياً نتيجة للكم الهاءل من الأنواع الحيوية المتواجدة في المنطقة على اليابسة أو المنطقة الساحلية أو المنطقة المغمورة بالمياه .. كما أنها تعد واحدة من أجمل المناطق في شمال سقطرى ، وذلك لتميزها بطبيعتها الخلابة وتنوع السواحل المحيطة بها بين ساحل رملي وساحل صخري وآخر حصوي.. كما أنها تشكل واحدة من أهم المحميات البحرية من حيث التنوع الكبير للشعاب المرجانية حيث سجل أكثر من 80 نوعاً من الشعاب المرجانية فيها.
طبيعة خلابة
تقع ديحمري في الشمال الشرقي من جزيرة سقطرى ــ محافظة حضرموت وتبعد عن حديبو عاصمة الجزيرة بمساحة 23 كم ، وتشمل محمية ديحمري البحرية منطقة الرأس في اليابسة (رأس ديحمري) والمنطقة الساحلية والمياه البحرية المحيطة برأس ديحمري من جهة الشرق والشمال والغرب وتشمل مناطق بحرية تصل إلى عمق 300 متر تقريباً.
محمية طبيعية
أعلنت ديحمري كمحمية طبيعية بموجب القرار الجمهوري رقم (275) للعام 2000م وذلك ضمن خطة تقسيم جزيرة سقطرى ومجموعة الجزر الأخرى إلى مناطق حمى الطبيعة ومناطق الاستخدام المستدام للموارد ومناطق التنمية.
يتكون رأس ديحمري من صخور الجرانيت الأحمر والذي يمتد على جانبي الرأس ممتداً إلى البحر ، وهذا النوع من الصخور قليل الانتشار في جزيرة سقطرى عموماً .. وتتبع هذه الطبقة طبقة أخرى من الصخور الكلسية.
أما رأس ديحمري عبارة عن امتداد صخري لليابسة يتجه تقريباً نحو الشمال إلى الشمال الشرقي باتجاه البحر حتى عمق أكثر من 2م تقريباً ويوجد عليه جبلان صخريان من الجرانيت الأحمر يصل ارتفاعهما إلى نحو 40م عن مستوى سطح البحر ومنهما أخذت المنطقة هذا الاسم (حيث أن حمري يعني باللهجة السقطرية : الأحمر للمثنى والمفرد منها حامر) تمتد طبقة الصخور في الشمال والشمال الشرقي تستمر حتى عمق 5م ثم يليه انحدار صخري حتى العمق 12م يستمر هذا العمق لعدة مترات يليه منحذر صخري يصل إلى أكثر من 200م ، أما في الجهة الجنوبية الشرقية من الرأس فيوجد خليط من حصى الجرانيت وقطع المرجان ، بالإضافة إلى شريط من الرمال المرجانية البيضاء ، والجهة الجنوبية الغربية من الرأس مكونة بشكل أساسي من الرمال المرجانية البيضاء.
أما الجهة الجنوبية الغربية من الرأس فتتكون بشكل أساسي من الرمال المرجانية البيضاء وبعض القطع المرجانية كما تختلط في بعض الأماكن قطع المرجان بأحجار الجرانيت الأحمر أيضاً وإلى الغرب من الرأس وعلى عمق 5م في المياه البحرية تظهر البقع الرملية وسط تجمعات الشعاب المرجانية وإلى الجنوب من الجبلين توجد منطقة رملية حبيبية تنتشر عليها الكثير من قطع المرجان الكبيرة.
وفي الجنوب من المحمية يوجد جبل يسمى (جبل بت جوبهر ويصل ارتفاعه إلى حوالي 200م تقريباً عن مستوى سطح البحر.
التقسيم الجغرافي
يمكن تصنيف محمية ديحمري إلى إقليمين بيئيين اعتماداً على العمق الذي يؤثر على تكون البيئات البحرية الحيوية وهما :
الاقليم شبه الساحلي (إقليم المنطقة المغمورة)
يصل عمق هذه المنطقة من أدنى نقطة يصل إليها الجزر وحتى عمق 15م .. وتتميز هذه المنطقة بغطاء متنوع من الشعاب المرجانية التي تتشكل بشكل مباشر على الصخور في الجزء الغربي من رأس ديحمري الحيد المرجاني متطور ويقوم بدعم عدد كبير من المواطن البيئية والأحياء البحرية منها الشعاب المرجانية، الأسماك ، السرطانات البحرية والنواعم وتعد المحمية المثال الوحيد في جزيرة سقطرى لتطور حيد مرجاني حقيقي ، وذلك لوجود التنوع من الموائل والأحياء المختلفة ، بالإضافة إلى تطور هذه الموائل كحيد حقيقي متجمع خلافاً لما هو عليه الحال في بقية الموائل في جزيرة سقطرى حيث تكون عادة تلك الحيود المرجانية على شكل قطع متفرقة صغيرة ومبعثرة.
الإقليم الساحلي
يمتد الإقليم الساحلي من أدنى نقطة يصل إليها الجزر إلى أعلى نقطة يصلها المد .. ويوجد في هذه المنطقة تنوع في الموائل الساحلية والتي تدعم العديد من الكائنات الحية التي تعيش في المنطقة فيما الساحل الغربي من رأس ديحمري عبارة عن رصيف صخري من الجرانيت الأحمر مغطى بقطع من المرجان وأحجار الجرانيت الأحمر، ويمتد هذا الرصيف الصخري من 60-70م ويستمر حتى يصل إلى الاقليم شبه الساحلي المغمور بالماء ــ ويحيط هذا الرصيف بكامل منطقة الرأس . أما طبيعة القاع في المنطقة الصخرية المحيطة بمنطقة الرأس متنوعة الكتل الصخرية والتي تمتد من الرصيف الصخري باتجاه البحر.
ساحل صخري
المنطقة الصخرية الشرقية تمتد حتى تصل إلى 400م مغطاة بطبقة من الرمل أو الحصى التي تتواجد مع قطع المرجان المتكسرة والتي توفر بيئة جيدة للعديد من سرطانات الشبح ، فيما يمثل الساحل الصخري بيئة ملائمة لحيوانات المنطقة الغربية من البرناكلس والمحاريات بالإضافة إلى الكيتونات.
الشعاب المرجانية
تمثل محمية ديحمري واحدة من أهم المحميات البحرية من حيث التنوع الكبير للشعاب المرجانية ، حيث سجل أكثر من 80 نوعاً من الشعاب المرجانية في المحمية وتضم تلك الشعاب أشكالاً مختلفة من شعاب الطاولة والمتفرعة والشعاب المصمته والقشرية بالإضافة إلى الشعاب المرجانية الناعمة.
150 نوعاً من الأسماك
سجل في المحمية حوالي 150 نوعاً من الأسماك والتي تشكل 25% من مجموع الزسماك المسجلة في مجموعة حزر سقطرى وتشكل أسماك الشعاب المرجانية معظم هذه الأسماك منها حوالي 11 نوعاً من أسماك الفراشة والتي تعد من المؤشرات الجيدة لصحة الحيد المرجاني وأيضاً للتنوع الحيوي البحري.
القشريات
تعد المحمية رابع أهم موقع للقشريات من مجموع خمسين موقعاً تم عمل دراسات فيها ، ،وتضم محمية ديحمري البحرية حوالي 16 نوعاً من السرطانات البحرية بعضاً منها تعيش بين تفرعات الشعاب المرجانية كما سجل في المحمية نوعان من السلاحف البحرية وهي الخضراء ومنقار الصقر ، كما تعد تشكيل المحمية أهمية كبيرة لتواجد أنواع من الاسفتج البحري وتحوي المحمية بعض الأنواع من الشعاب المرجانية والأسماك والرخويات ذات الأهمية الخاصة وتعود هذه الأهمية إلى عدة أسباب منها وجود تلك الأنواع فقط في جزيرة سقطرى ولا توجد من البحر العربي وخليج عدن أو محدودة الانتشار في جزيرة سقطرى أو البحار المجاورة بالإضافة إلى وجود أنواع من الأسماك النادرة على المستوى العالمي ومحدودة الانتشار في مجموعة جزر سقطرى.