المحميات الطبيعية في اليمن
مقدمة :
المحمية الطبيعية Nature reserve ، هي أي منطقة جغرافية محددة المساحة تكون تحت أشراف هيئة معينة عادة و تتميز هذه المناطق بأنها قد تحتوي علي نباتات أو حيوانات مهددة بالانقراض مما يستلزم حمايتها من التعديات الإنسانية والتلوث بشتى الصور و قد تحتوي تلك المنطقة علي حفريات من عصور جيولجية من عصور سابقة
وجود أي من الشروط والمواصفات التالية يجعل المنطقة مؤهلة لأن تصبح منطقة محمية:
عندما يتوفر في المنطقة نظام بيئي متميز (مجموعات حيوانية مستوطنة في الغابات المطرية).
عندما يوجد في المنطقة نوع متميز سواء بقيمته أو ندرته أو نوع معرض الانقراضعندما يوجد في المنطقة تنوع عادي لأنماط عندما يكون لشكل السطح أو للعوامل الجيوفيزيائية أهمية خاصة كوجود الينابيع، أو مناطق جيولوجية فريدة.عندما تكون المنطقة بحاجة لإجراءات لحماية العوامل الهيدرولوجية (التربة، الماء والطقس المحلي).عندما تكون المناطق ذات أهمية للسياحة البيئية (بحيرات، شواطئ، مناطق جبلية، حياة برية).عندما تشتمل المنطقة على مواقع لها أهمية للبحوث العلمية طويلة الأمد.
عند اشتمال المنطقة على مواقع أثرية.
التصنيف العالمي للمناطق المحمية:
محمية طبيعية مغلقة تماماً: لضمان استمرارية التوازن الطبيعي دون تغريض المنطقة لأي تدخل.
متنزه قومي تكون عادة مناطق طبيعية واسعة لحماية المناظر والطبيعة لأهداف تعليمية وترفيهية بحيث لا يسمح باستخدام المصادر الموجودة فيها.
محمية المعلم الطبيعي لحماية معلم معين
محمية الأحياء البرية للتأكيد على استمرارية ووجود البيئة المناسبة التي تضمن استمرارية النوع.
محمية المناطق الأرضية ذات الطابع الجمالي.
محميات المصادر الطبيعية –الحماية العامة لحفظ المصادر للاستعمالات المستقبلية على أساس فهم وتخطيط سليم.
المحميات الإنسانية: السماح لطرق الحياة التقليدية بالاستمرار.
المحميات متعددة الأغراض: تأمين استمرارية الإنتاج من المياه والأخشاب والحياة البرية والرعي.
محميات المحيط الحيوي: المحافظة على المجموعات الحيوية للحاضر والمستقبل ضمن نظام بيئي طبيعي والمحافظة على التنوع الجيني الذي يعتمد عليه التطور
المحميات الطبيعية في الجمهورية اليمنية :
تنتشر في الجمهورية اليمنية العديد من المحميات الطبيعية منها ما تم الإعلان عنه رسميا كمحمية والبعض الآخر لا يزال تحت الدراسة وذلك بهدف التنوع الحيوي النباتي والحيواني من الانقراض ، وتتميز هذه المحميات بطبيعة خلابة ، ومناظر ساحرة .
بجانب التنوع الحيوي النباتي والحيواني تمتلك اليمن مناطق غنية بذلك التنوع يؤهلها لأن تكون محميات طبيعية ذات مناظر ساحرة وبيئة متنوعة مما أعطاها تنوعاً في البيئات المناخية والطبيعية نتجت عنه أنواع متعددة من الأقاليم والبيئات تنوعت في أشكال الحياة البرية والبحرية النباتية والحيوانية النادرة ذات الأهمية الوطنية والإقليمية واليمن يزخر بهذه المناطق التي ما تزال تحتفظ بطبيعتها وتنوعها ويبلغ عدد المحميات الطبيعية في اليمن حتى الآن ست محميات لكن منها خمس مناطق تم إعلانهما محميات طبيعية وهما جزيرة سقطرى. ومحمية عتمة، محمية برع ، محمية حوف ،مناطق الرطبة في عدن ، فيما لا تزال هناك محميات في اعداد الدراسات لاعلانها كمناطق محميات طبيعية حيث تقع محمية عتمة "البرية" التي تم الإعلان عنها محمية طبيعة عام 1999م في محافظة ذمار على بعد 58 كم غرباً عن مدينة ذمار وعلى بعد 158 كم2 جنوب صنعاء.ويبلغ عدد سكانها حوالي (131.628) ألف نسمة وتشكل الزراعة أهم مصدر لنشاط وسكان المديرية حيث يعمل بها 71% من إجمالي القوى العاملة. وتمتلك محمية عتمة المقومات الأساسية للسياحة البيئية حيث تتميز بتنوع حيوي كثيف يمكن من خلاله استمتاع السياح بمراقبة الأحياء البرية والطيور المتواجدة في المحمية، والتعرف عن قرب على الموروث الاجتماعي والثقافي للسكان المحليين، كما تتميز المنطقة بتنوع التضاريس ووجود الآثار التاريخية كالحصون والقلاع القديم.أما جزيرة سقطرى الواقعة على مسافة (4000 كم) تقريباً من الساحل اليمني والتي اعلن عنها كمحمية طبيعية بموجب القرار الجمهوري رقم 275 لسنة 2000م، فإنها تعد أفضل المحميات في اليمن وتتكون الجزيرة من مجموعة جزر صغيرة إضافة إلى جزيرة عبد الكوري وسمحة ودرسة. وتبلغ مساحتها (3625 كم ) فيما يبلغ عدد سكانها ما بين 50- 80 ألف نسمة.وتعبتر الجزيرة من أفضل أنواع المناطق في اليمن تميزاً بالتنوع الحيوي حيث بلغ عدد النباتات المتوطنة بها (263) نوع من اصل (850) نوع تم تسجيلها حتى الآن في الجزيرة. أما المناطق الأربع المقترح إعلانها محميات طبيعة فهي "محمية حوف" وتقع في محافظة المهرة جنوب اليمن بالقرب من سلطنة عمان ، ومحمية (جبل برع) ومحمية بير (علي- بلحاف) ومحمية شرمة، جثمون.
وكمثال صارخ على روعة المحميات الطبيعية في اليمن
محمية سقطرى:
العصر الحديث فكان ارتباطها بسلطان المهرة حتى قيام الثورة اليمنية . ونظراً لأهمية الدور الذي لعبته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء ، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية وفي مرحلة الاستكشافات الجغرافية كانت الجزيرة مطمعاً للغزاة حيث احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م) ، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م.
وتعرضت جزيرة سقطرة لسنوات طويلة من العزلة والإهمال ولكن بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة استعادت مجدها التاريخي وتواصلها الحضاري لما تمثله من أهمية لليمن سواءً من ناحية موقعها الاستراتيجي في نهاية خليج عدن
وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي أو لما تكتنزه من ثروات طبيعية كبيرة بالإضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي وتعرضت جزيرة سقطرة لسنوات طويلة من العزلة والإهمال ولكن بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة استعادت مجدها التاريخي وتواصلها الحضاري لما تمثله من أهمية لليمن سواءً من ناحية موقعها الاستراتيجي في نهاية خليج عدن وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي أو لما تكتنزه من ثروات طبيعية كبيرة بالإضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي.
الموقــع Location: تقع جزيرة سقطرى في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية قبالة مدينة المكلا شرق خليج عدن بين خطي عرض ( 12.18ْ – 12.24ْ ) شمال خط الاستواء وخطي طول ( 53.19ْ – 54.33ْ ) شرق جر ينتش وتبعد ( 380 كم ) من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني بما يقدر بـ (300 ميل) كما تبـعـد عـن محافـظـة عدن بحـوالـي ( 553 ميلاً. وبذلك فإن الموقع يشير إلى اقترابها من خط الاستواء الأمر الذي يجعل من مناخها يتسم بالمدارية عموماً. وقد أتاح هذا الموقع خصوصية السمات المناخية للجزيرة مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي.
1- المساحة Area :
تبلغ مساحة الجزيرة 3650كم2، وشكل الجزيرة ينتمي للشكل المستطيل والمجزأ معاً وتوجد بعض الجزر تابعة للجزيرة الأم سقطرى، وهي سمحة- درسه- عبد الكوري,وتمتد بطول 135 كم وتعداد سكانها يقارب مئة الف نسمة معظمهم يشتغلون بالصيد والرعي والزراعة وعاصمتها حديبو ويعرفون بطيب السريرة والحميمة والبساطة وحب الآخرين..
2- التضاريس:
لا يختلف تكوين الجزيرة الجيولوجي على القاعدة في شبة الجزيرة العربية حيث تتكون من الصخور النارية القديمة والمتحولة ويكثر بها صخور الجرانيت وتتوسط الجزيرة جبال يبلغ اعلي ارتفاع لها عند طرف جبال حجهر الشرقي 1500 متر وارتفاع المناطق الوسطى 500 متر.كما تتوزع تضاريس الجزيرة بين جبال وسهول وهضاب وأودية وخلجان وذلك كما يلي :
1- الهضبة الوسطى : تشغل هذه الهضبة معظم مساحة الجزيرة وتطل على السهول الساحلية بشكل متدرج في الانخفاض ويقسمها وادي (دي عزرو ) إلى قسمين رئيسين هما الهضبة الشرقية والهضبة الغربية
2- السهول الساحلية الشمالية :
(سهل حديبو) وتتوزع في مناطق متفرقة مثل :- سهول رأس مذهن – وسهول وادي درباعه ووادي طوعن .
-3 السهول الساحلية الجنوبية :
( سهل نوجد ) وتتوزع إلى الآتي: سهول وادي ديفعرهو – سهل وادي ديعزرهو .
- السهل الساحلي الجنوبي لجبال قطرية وهو ما يسمى بسهل نوجد وسهل قعرة، وتمتد هذه السهول من جنوب رأس مومي في شرق الجزيرة حتى رأس شوعب غرباً ، وتغطي هذه السهول التربة الغنية الصالحة للزراعة بينما تنتشر الكثبان الرملية الناعمة قرب الساحل .
- 4الجبــال :
-تتوزع الجبال في جهات متفرقة من سطح الهضبة الوسطى ، وأهمها :سلسلة جبال حجهر ، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها (1500 مترات) ، وتمتد هذه السلسلة الجبلية من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي لمسافة (24 كم) تقريباً ، ويزداد ارتفاعها في الوسط والشرق وتضيق وتنخفض في الغرب ، كما توجد عــدد من الجبال الأخرى أهمها جبال فالج إلى الشرق ، أعلى قمة فيها (640 متراً) .
وكذلك جبال قولهل إلى الجنوب الغربي أعلى قمة فيها (978 متراً) ، وجبال كدح في الجنوب حيـث يـبـلغ ارتفاعها (699 متراً) ، وجبال قطرية في الجنوب أيضـاً يبلـغ ارتفاعهـــا 560 متراً ) ، وهناك أيضاً جبل طيد بعة الذي يرتفع (550 متراً) ، وجبل زوله وجبل عيفة وجبل خيرها الذي يرتفع (1394 متراً) ، بالإضافة إلى جبل قاطن الذي يرتفــع (800 متر) ، وجـبـل فـادهن يعلو بارتفاع (778 متراً) ، وجبل قيرخ بارتـفــاع 660 متراً .
5- الأوديـة:
يوجد في جزيرة سقطرة عدد كبير من الأودية ، وتتخذ مسارات واتجاهات عدة بحسب تأثيرات السطح وهي كما يلي :
أ- الوديان التي تصب شمال الجزيرة في البحر الواقعة إلى الشرق من مدينة حديبو ، وتتميز بأحواضها الصغيرة وقصر مجاريها حيث لا تتعدى مسافة ( 7 كم) تقريباً ، وهي ذات تصريف كبير نظراً لاستمرار جريان المياه فيها على مدار العام مثل :- وادي دانجهن – وادي حشرة – وادي دنية – وادي درابعة – وادي طوعق.
ب- الوديان التي تصب في الشمال الغربي الواقعة إلى الشمال من جبل فادهن مطلو مثل : - وادي دوعهر – وادي عامدهن – وادي جعلعل – وادي ديمجت – وادي فرحة.
ج- الوديان التي تصب جنوب الجزيرة والواقعة إلى الشرق من جبل قرية وهي وديان ذات مجاري طويلة وأحواض متسعة وذات تصريف أكبر من الأودية الشمالية نظراً لغزارة الأمطار الصيفية التي تسقط على السفوح الجنوبية وخاصة في سهل نوجد مما أدى إلى توفر المياه فيها بالإضافة إلى عدم تعرض هذا السهل للرياح الشديدة حيث خلق ظروفاً مواتية لظهور نشاط زراعي محدودة .
د- وديان الجنوب : مثل :- وادي ستريو – وادي تريفرز – وادي ريشي – وادي عسرة ـ شبهون – وادي فاقه – وادي آيرة – وادي زنقاته – وادي ديعزرهو – وادي ديفعرهو – وادي ديشتان – وادي مطيف .
وتنتهي هذه الوديان عند حافة الهضبة ، وتصب في السهل الساحلي الجنوبي ، أما الوديان التي تصل مصباتها إلى البحر فهي – وادي سهوب – وادي عسهم ، هذا بالإضافة إلى الأودية الفرعية الواقعة بين مجموعة الجبال وتصب وسط الجزيرة
6- الرؤوس والخلجان :
أ - يوجد في الجزيرة عدد من الروؤس الصخرية حيث يمتد بعضها إلى مياه البحر مثل الروؤس الواقعة في الشمال والشرق أهمها – رأس مومي – رأس ديدم – رأس مذهن - رأس بوركاتن – رأس عدهو – رأس دي حمري – رأس حولاف – رأس قرقمة – رأس عند – رأس بشارة – رأس سماري – رأس حموهر ، بالإضافة إلى الروؤس الواقعة غرب الجزيرة مثل : رأس بادوه - رأس حمرهو – رأس شوعب ، أما الروؤس الواقعة جنوب الجزيرة فهي رأس شحن – رأس مطيف – رأس زاحق – رأس قاش – رأس ينن.
ب- توجد مجموعة قليلة من الخلجان في الجزيرة وأهميتها تكمن باستغلالها كموانئ طبيعية وبالذات أثناء تعرض أجزاء من الجزيرة للرياح القوية التي تضرب سهل حديبو والأجزاء الشرقية والغربية ابتدأ من مطلع شهر يونيو حتى أواخر سبتمبر ؛ وهي :
- خليج بتدرفقه في الشرق بين رأس مومي ورأس ديدم
- خليج عنبه تماريدا في الشمال بين رأس قرقمه ورأس عند
- خليج بندر قلنسيه في الغرب بينرأس حمرهو ورأس بادوه
- خليج شربرب في الغرب بين رأس بادوه ورأس شوعب
- خليج أرسل في الجنوب بين رأس مومي ورأس شحن .
تنوع نباتي وحيواني فريد :
فريق من العلماء الذين يمثلون مؤسسات أبحاث وأكاديميات عالمية ونظراؤهم اليمنيون كان قد انتهى مؤخرا من إنجاز المرحلة الأولى من الدراسة الميدانية الاستطلاعية لأرخبيل سقطرى في إطار مشروع الحفاظ على التنوع الحيوي للأرخبيل المنفذ حاليا بدعم مشترك من مرفق البيئة العالمي (جي.اى.اف) والحكومة ومشروع (داروين) الذي تمثله حديقة النباتات الملكية في ادنبره باسكتلندا في المملكة المتحدة.
وتوصل الفريق خلال هذه المرحلة من رصد عناصر جديدة ونادرة من الأحياء النباتية والحيوانية فيما اعتبر تأكيد علمي جديد على الأهمية الحيوية والبيئية الاستثنائية لسقطرى باعتبارها الجزيرة المدارية الوحيدة في العالم التي لازالت تحتفظ حتى هذه اللحظة بخصائصها الطبيعية والبيئية النادرة منذ لحظة الخلق الأولى .
واشتملت الدراسة العلمية الاستطلاعية لفريق العلماء الدوليين ونظرائهم اليمنيين لثلاث مواقع مختارة في جزيرة سقطرى وجزر أخرى في الأرخبيل على ملاحظات استقصائية للنطاقات النباتية والغابية والحشرات والزواحف المتواجدة في تلك المواقع وبالأخص تلك التي لم تسجل بعد في قائمة الأحياء والنباتات التي أعدها العلماء عن الأرخبيل.
كما اشتملت في جزء منها على دراسات اثنوجرافية لعادات وتقاليد السكان المحليين، ورصد التباين في عادات وتقاليد وأعراف التجمعات السكانية في مناطق الأرخبيل المختلفة وانعكاساتها على أنماط النشاط الاقتصادي السائدة في الأرخبيل .
وكان فريق أثري محلي آخر قد أجرى مسح لبعض المواقع الأثرية في الجزيرة وسجل أكثر من 150 موقع اثري في الجزيرة تعود لعصور تاريخية مختلفة.
تقول الدكتورة ميراندا المتخصصة في اللغات العربية القديمة الغير مكتوبة أنها لاحظت من خلال زياراتها المتعاقبة لأرخبيل سقطرى تنوعا كبيرا في مظاهر الحياة الاجتماعية وفى تفاصيل الحياة العادية للسكان من منطقة لأخرى.
وعن دور المرأة الذي قالت انه يصبح رئيسيا في مناطق في حين ينهض الرجال بمعظم الأنشطة المتعلقة بالمرأة في مناطق أخرى كالرعي وتجميع الماعز والضأن في المساء وحلبها (مرشها) وهو النشاط الرئيسي عند معظم سكان البادية .
كما تختلف نظرتهم لبعض الحيوانات الأخرى وتربيتها كالأبقار والحمير التي يحظر التعامل معها بصورة مطلقة في بعض مناطق الأرخبيل في حين تحظى بالرعاية الكاملة في مناطق أخرى .
والملاحظ في الجزيرة هو التنوع المماثل في الخصائص السكانية التي تطورت في النطاق الجغرافي المتسم بالعزلة للأرخبيل لتكون في المحصلة منظومة ديموغرافية متميزة التزمت في إطار نظام عرفي في صرامته إلى قوة القانون المعاصر.
وترى الخبيرة الدولية التي تعمل في إطار مشروع داروين المنفذ من قبل حديقة النباتات الملكية في العاصمة الاسكتلندية ادنبرة والتي أتقنت معظم اللغات العربية الغير مكتوبة ومنها اللغة السقطرية والمهرية ولغة حوبيوت وشحرات المتداولة في منطقة الحدود المشتركة اليمنية العمانية وفى إقليم ظفار، ولغة حرسوسي في صحراء عمان ان الفضل في استمرار مظاهر
التنوع الحيوي المختلفة بخصائصها الأصيلة يعود إلى تلك المنظومة المعرفية التي ألتزمها سكان سقطرى في تعاملهم مع بيئتهم ومواردها الطبيعية وتنوعها الفريد الأمر الذي وفر فرصة ثمينة للعلماء والمتخصصين لكي يتعرفوا على الملامح والخصائص الأصلية لكثير من الفصائل النباتية والحيوانية والتي طرأ عليها تغير جوهري في مناطق وبيئات العالم المختلفة والاهم من ذلك بقاء عدد لا بأس به من النباتات النادرة حتى الآن وأشارت إلى العمق الحضاري التاريخي للحياة الاجتماعية في سقطرى وارتباطها بنسيج الحضارة السامية القديمة التي سادت في القرون القديمة السابقة واللاحقة لميلاد المسيح عليه السلام في الوطن الأم اليمن، ودللت على ذلك بوجود شواهد أثرية ونقوش للغة اليمنية القديمة في اثنين أو اكثر من الكهوف المنتشرة في الجزيرة وبالأخص في منطقة قاضب ومرتفعات عجهر التي ترتفع16 ألف متر فوق سطح البحر ولفتت الدكتورة ميراندا النظر إلى التحول الذي طرأ على النظام الغذائي للسكان والذي قالت انه يفتقد الآن إلى الفائدة الغذائية بسبب دخول عناصر غذائية جديدة كالأرز والدقيق الأبيض.
فيما كان السكان يعتمدون في الماضي على اللحوم والتمور والأسماك وأنواع أخرى من الأطعمة المحلية الغنية بعناصرها الغذائية الطبيعية وهو ما يفسر الحالة الصحية التي يتمتع بها السكان .
مشروع داروين والاكتشافات الجديدة في عالم النبات
البروفيسور توني بيللر من حديقة ادنبرة الملكية والمتخصص في نباتات الجزيرة العربية وسقطرى قال انه اكتشف ثلاثة أنواع نباتية مستوطنة لا توجد إلا في سقطرى وتم العثور على اثنين من هذه الأنواع النباتية الجديدة في مرتفعات (دكسم) في الوسط ومنحدرات مرتفعات (نوجد) بجنوب الجزيرة وهما عبارة عن نبات عصاري، اما النوع الثالث فتم العثور عليه
في منحدرات جبال عجهر بشمال الجزيرة وهو نوع من النبات الذي يدل عادة على الرطوبة ولا يعيش إلا في المناطق الاستوائية الرطبة وينمو على فروع الأشجار الكبيرة .
وأوضح البروفيسور بيللر انه سيتم إجراء التحاليل اللازمة للأنواع الثلاثة الجديدة في المختبرات البريطانية لتحديد أنواعها، معتبرا ان الزيارات القادمة ربما تسمح بالعثور على أنواع أخرى جديدة ولخص أهداف مشروع داروين في دراسة الغطاء النباتي واستخداماته في سقطرى وعمل مفتاح للتصنيف النباتي وإدخال المعلومات المتعلقة بهذه النباتات بالإضافة إلى
الطيور وإعداد نموذج خاص لإدخال هذه المعلومات في قاعدة بيانات مناسبة لليمن .. بالإضافة إلى تدريب الكوادر اليمنية والأجنبية في ست مواقع مختارة في جزيرة سقطرى إضافة إلى جزيرتي عبد الكوري وسمحة، وهى جزء من عشرين موقعا مختارا سيتم العمل فيهما خلال العامين القادمين وفضلا عن ذلك سيتم في إطار مشروع داروين عمل خرائط بالألوان تبين التوزيع النباتي في كل منطقة من مناطق الأرخبيل فضلا عن توضيح الاستخدامات التقليدية للأرض.
ويهدف هذا المشروع إلى تأليف كتاب عن (الفلورا) في سقطرى من الحشائش إلى الشجر واستخدام كل نوع ووصفه وصفا علميا دقيقا ..يقول البروفيسور بيللر أيضا ان الغطاء النباتي في سقطرى فريد من نوعه وليس هناك توزيع متساوي بل يختلف من منطقة إلى أخرى. فالمناطق الساحلية والمنخفضة يسود فيها نبات (ميترر) وهو عبارة عن شجيرات مستوطنة وفى مناطق المنحدرات الشديدة أو الصخرية والمناطق الأقل مستوى في الارتفاع فتسود فيها مجتمعات عصارية شجرية شبه جافة ويمثلها نباتي التريمو و قمحن وهذا الأخير هو الذي يميز الجزيرة بصفة عامة.
أما في المناطق الظليلة والمنحدرات ومناطق الوديان تسود أحراش كثيفة تتكون من نباتات متنوعة ويشكل نهاية امتدادها العمودي إلى أعلى مناطق نمو شجرة دم الأخوين يؤكد بيللر أن الأهمية الاستثنائية لأشجار دم الأخوين التي لا يوجد لها مثيل إلا في جزر الكناري والتي فقدت هذا النوع من الإحراج.
إذ تبين الدراسات الأثرية ان نبات دم الأخوين كان يمتد في نطاق جغرافي واسع يبدأ في جزر الكناري ويشمل حوض البحر المتوسط وجنوب ووسط أوروبا حتى روسيا غير أن غابات دم الأخوين في سقطرى هي وحدها فقط التي تعطي صورة للبيئة النباتية كما كانت منذ قرون مضت بسبب تحررها من تأثيرات النشاط البشري .
الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات في سقطرى
ويقول البروفيسور فولفجانج ورانيك أستاذ التنوع الحيوي والبيئة في جامعة روستن بألمانيا الاتحادية والذي تتمثل مهمته في تقييم الأحياء البرية التي لم تحظى بدراسة مسبقة كما هو الحال بالنسبة للنباتات ومعرفة أعداد الأحياء البرية المستوطنة والمعرضة للانقراض وأماكن
توزيعها واحتياجاتها والبحث عن الأنواع التي لها أهمية خاصة من حيث علاقتها بالإنسان من إيجابيا وسلبيا، ان الرقم الحقيقي الذي تم التوصل إليه في إطار وصف الحياة الحيوانية والحشرية يصل إلى 900 نوعا لكنه يعتقد ان الرقم يمكن أن يصل إلى عدة آلاف وقال انه تمكن خلال زيارته للجزيرة من جمع عدة أنواع من الحشرات والزواحف ومن مناطق مختلفة والكثير من هذه الأنواع صغيرة الحجم إلى حد لا يمكن معه تصنيفها في الميدان.
وتحدث عن اكتشاف جديد اعتبره مهما ويتمثل في نوع كبير الحجم من السرطانات يعيش في مناطق الجبال ولا يعيش في المياه العذبة وينام هذا النوع في المناطق الجبلية الكلسية في الكهوف تحديدا ويخرج في المساء ويتابع الدكتور ورانيك انه يركز في دراسته الميدانية الاستقصائية على معرفة الأنواع المختلفة من هذه الأحياء التي يمكن أن تكون سامة وتحديد
درجة سميتها وخطورتها لكنه قال ان الأنواع السامة هي قليلة في الغالب .
ويؤكد خبراء دوليين انهم اخذوا عينات من الزواحف والثعابين من الجزيرة وكانت المفاجئة اكتشاف انها ليست سامة .
لكن ورانيك قال ان هناك نوع من العقرب يعد الأخطر في الجزيرة إلى جانب نوع آخر من الحشرات يطلق عليه السكان اسم (دي حزهن) وهو سام ويصل طوله إلى 15 سم وهو يطلق المواد السمية من فمه بعكس العقارب لكنه لا يقتل الإنسان.
الوطواط السقطرى والسلاحف المنقرضة
وفى إطار دراسته الميدانية تعرف البروفيسور ورانيك على نوع من الوطاويط في إحدى الكهوف القريبة من مدينة حديبو وسيحاول لاحقا التعرف عما إذا كان هذا الوطواط مستوطنا أم مهاجرا.
يقول البروفيسور ورانيك انه كشف عن وجود أربعة أنواع من السلاحف البرية في سقطرى المرحلة الأولى من زيارة فريق العلماء والباحثين الأجانب واليمنيين لأرخبيل سقطرى أسفرت عن نتائج مدهشة تفتح الباب واسعا أمام دراسات وأبحاث علمية يجب أن تتم في هذه المنطقة الهامة من العالم واستمرار ما بدأ منها وتدريب الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال حتى تتمكن من استكشاف مزيد من الأسرار والكنوز الطبيعية الفريدة والمدهشة التي تحتفظ بها سقطرى وتقدمها إرثا طبيعيا مصونا إلى الإنسانية التي افتقدت صلتها بخصائص النشأة الأولى للأحياء النباتية والحيوانية في كوكبنا الأرضي.
المناخ: Climate: يسـود الجـزيـرة مـنـاخ بحري حار حيث درجة الحرارة العظمى تتراوح بين (26ْ-29ْ) مئوية ودرجات الحرارة الصغرى بين (19ْ - 23ْ) مئوية والمتوسط الحراري السنوي ما بين (27-29) مئوية حيث يكون معدل درجات الحرارة لشهر يناير (24ْم) ولشهر يوليو30 درجة مئوية ومناخ جزيرة سقطرى مداري ذو الصيف الطويل الحار بينما الشتاء دافئ وقصير وممطر
في نفس الوقت .ويعتبر شهري يونيو ويوليو أكثر ارتفاعاً لدرجة الحرارة وأقل الشهور حرارة هما شهري ديسمبر و يناير ، كما تقل معدلات درجة الحرارة كثيراُ في المناطق الجبلية .
- معدل الرطوبة النسبية تتراوح بين 55% في شهر أغسطس و 70% في شهر يناير
- تتعرض الجزيرة لرياح شديدة جنوبية غربية تصل ذروتها في مطلع شهر يونيو حتى أواخر شهر أغسطس ثم تبدأ بالانخفاض التدريجي لتصل في بداية أكتوبر إلى سرعة عادية عندما تتحول إلى رياح شمالية شرقية و تقل سرعتها إلى (10 عقد ) ، أمَّا الرياح الجنوبية الغربية في شهري يونيو ، يوليو ، أغسطس فتكون سرعتها قوية تصل إلى(40-50) عقدة ، وقد تصل في بعض الأجزاء من الجزيرة إلى أكثر من 55 عقدة ، ويرافقها حالة اضطراب شديد للبحر.
كمية الأمطار : تترواح كمية تساقط الأمطار من (33) إلى (290) مل خلال العام.
السكان: يبلغ عدد سكان جزيرة سقطرى حوالي (44120 نسمه) تعداد 2004م .
التقسيم الإداري:
تنقسم جزيرة سقطرى إدارياً إلى مديريتين هي :
1- مديرية حديبو ويبلغ عدد سكاها 34011 نسمة تعداد 2004م
– 2-مديرية قلنسية وعبد الكوري ويبلغ عدد سكاها 10109 نسمة تعداد 2004م
ـ مديرية حديبــو:
تعتبر المركز الإداري لجزيرة سوقطرة وتقع في السهل الشمالي للجزيرة تطل عليها سلسلة جبال حجهر من الناحية الشمالية كما يحيط بها غابات كثيفة من أشجار النخيل على امتداد الوديان التي تجري فيها المياه على مدار العام ، وتتوفر في مدينة حديبو بعض الخدمات ويتبع مديرية حديبو عدد من القرى أهمها قرية قاضب الواقعة على الطريق من مطار موري الذي تم تجهيزه حديثاً بخدمات متطورة وتهيئته لاستقبال الطائرات الكبيرة بمختلف أنواعها
ـ مديرية قلنسية وعبد الكوري :
مركزها مدينة قلنسية الواقعة في الشريط الساحلي الغربي لجزيرة سوقطرة وتعتبر التجمع الحضري الثاني بعد حديبو .
ويرجع تسمية قلنسية إلى فترة الاحتلال البرتغالي للجزيرة عام( 1507م) ، ومنازل المدينة مكونة من دور واحد فقط ، ويغلب عليها اللون الأبيض مما يضفي على المدينة طابعاً جميلاً .
ويحيط بمدينة قلنسية عدد من الشواطئ الجميلة والتجمعات القروية التي تعتمد في نشاطها على الصيد والرعي، كما تعتبر هذه المديرية نقطة استقبال سفن الصيد القادمة من محافظة حضرموت
أرخبيـل سقطرة :
يتبع جزيرة سقطرى عدد من الجزر الصغيرة تقع في الجانب الغربي منها وهي (عبد الكوري – سمحة – درسة – كراعيل – فرعون – صيال ) ، وتعتبر جزيرة عبد الكوري أكبرها مساحة وأكثرها كثافة بالسكان ، وتقع على بعد (200 ميل ) شمال غرب جزيرة سقطرة ، وتكوينات السطح فيها تشبه جزيرة سقطرة ، ويوجد في الشاطئ الجنوبي لجزيرة عبد الكوري مرسى صغير يسمى بندر صالح، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها (1750 قدماً) واغلبية السكان في الجزيرة يعملون بصيد الأسماك والغوص حيث أن الجزيرة غنية بمصائد اللؤلؤ ، وجميع جزر الأرخبيل تشكل أهم مناطق التنوع البيولوجي .
1-المقومات السياحية في جزيرة سقطرة:
تحظى جزيرة سقطرة باهتمام كبير من قبل الحكومة للاستفادة من مخزونها المتنوع ومن خصائصها الطبيعية ومزاياها الاقتصادية ، وتشكل مقومات الجذب السياحي في الجزيرة جزءاً من هذا الإطار العام والتي تتحدد بصفة عامة باعتبار الجزيرة متحفاً للتاريخ الطبيعي بما تحتويه من تنوع بيولوجي نادر مع الاستفادة من جهود واهتمامات عالميية بالحفاظ على جزيرة سقطرة كجوهرة طبيعية.
- الاهتمام الأول ينحصر في برامج تنموية للحفاظ على الجزيرة كمحمية طبيعية في إطار برنامج
الإنسان ومحيطه الحيوي وترشيح سوقطرة كمحمية طبيعية تحظى باهتمام إقليمي وعالمي لخدمة البشرية
- الاهتمام الثاني ينحصر في مشروع حماية التنوع البيولوجي في الجزيرة والأرخبيل التابع لها ولهذا كان قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (96) في إبريل من عام (1996م تجنباً لأحداث أي تدهور في البيئة الطبيعية للجزيرة في ظل زيادة وتيرة النمو الاقتصادي والسكاني في الجزيرة خلال الفترة الحالية والمستقبلية حيث يستدعي على المدى الزمني المتوسط تنفيذ مشروعات حماية الأنواع والمواقع الحساسة بيئياً بما يكفل استدامة التنمية بشكل متوازن في ظل معادلة صعبة للحفاظ على مناطق المحميات الطبيعية . وبهذه المعادلة يشكل الإنسان المقيم في الجزيرة أو الوافد إليها أهم عنصر حيث يعطي بعــداً خاصاً لأهمية التكامل بين عناصر الحياة المختلفة ، وبذلك يمكن أن يعيش في مستوى حضاري جيد إذا ما أجاد التعامل المتوازن بين مطالبه الحياتية وصيانة طبيعة وبيئة الجزيرة من الدمار، لأنه من خلال معادلة التوازن يمكن تحقيق منافع كثيرة للسياحة في بلادنا وللعلوم الإنسانية في إبقاء مظاهر التنوع البيولوجي كعامل أساسي لاستمرار حياة مزدهرة في الجزيرة
ومن هذا المدخل يمكن إيجاز مقومات الجذب السياحي بما يلي :-
اولاً: الغطاء النباتي :
تتمتع جزيرة سقطرى بالتنوع النباتي الفريد حيث تصل عدد الأنواع النباتية إلى حوالي تسعمائة نوع منها ثلاث مائة مستوطن كما توجد بينها مجموعه من النباتات الطبية كما يوجد فيها أكثر من ثلاث مائة نوع من الأحياء الفطرية التي تتخذ من سقطرى المكان الوحيد للعيش في العالم.
ويشكل أرخبيل سقطرة نظاماُ أيكولوجياً بحرياً مستقلاً حيث إن أهمية بيئته الفريدة والتنوع البيولوجي الهائل والفريد ذو الأهمية العالمية الذي لا يقل أهمية عن جزر جالاباجوس. وقد وصفه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بأنه (جالاباجوس المحيط الهندي ) .كما أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة وهي بذلك تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة ، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعاً من اللبان منها(9 ) أنواع مستوطنة في جزيرة سقطرة.
سُجل في الجزيرة حوالي (850) نوعاً من النباتات منها حوالي (270 ) نوعاً مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. من بين الأنواع الهامة والقيمة شجرة دم الأخوين وتجدر الإشارة إلى أن (10) من الأنواع الـ18 من النباتات النادرة والمهددة في اليمن موجودة في سقطرة ، مما يتوجب ضرورة الاهتمام والمحافظة عليها حيث ان (7) أنواع منها مدرجة في الكتاب الاحمر للاتحاد الدولي لصون الطبيعةIUCN كنباتات نادرة ومهددة .
كما يوجد في الجزيرة نباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض ، ومن هذه النباتات أشجار الصبر السقطري وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها ، ومما يلفت نظر الزائر انتشار شجرة " الأمته " بالإضافة إلى غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام حيث تشكل بساطاً سندسياً أخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية رائعة.
ثانياً : الطيـــور والاحياء البحرية :
طيور سقطرة متعددة الأنواع بحيث تشكل أحد معالم بيئة التنوع في الطبيعة و تضم مائة وتسعون نوع من الطيور وتحتوي على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية و اللؤلؤ الذي تشتهر به جزيرة سقطرى
وهناك 30 نوع من الطيور تتكاثر في الجزيرة كما تحتوي الجزيرة على نسبة عالية من الطيور المستوطنة .
ثالثاً : الكهوف والمغارات :
تنتشر الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة من جزيرة سقطرة والجزر التابعة لها وتعتبر أحد أنماط السكن للإنسان السقطرى وتشكلت تلك المغارات بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل " جيومائية " حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف بالإضافة إلى أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى ، ومعظم تلك الكهوف والمغارات مأهولة بالسكان ، ومنها يمارسون حياتهم الطبيعية المعتادة ، وأهمها عموماً مغارة " دي جب " في سهل نوجد حيث تعتبر أكبرها حجماً ، ويتسع لعدد من الأسر ، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء ، وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة 75 كيلو متراً .
رابعاً : الشـــواطئ :
تمتد شواطئ الجزيرة مسافة (300 ميل) ولها خصائص فريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية حيث تبدو للزائر كأنها أكوام من محصول القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل تطل على مياه البحر الخالي من عوامل التلوث حيث تشاهد أنواع الأسماك تسبح فيها ، وجميعها مواقع مثلى للاستجمام والغوص بعد توفر خدمات البنية الأساسية في الجزيرة وتهيئة تلك الشواطئ بالخدمات السياحية ، كما تحتوي مياه الشواطئ على أحياء مائية عديدة ونادرة منها السلاحف المتنوعة الأشكال مثل السلاحف الخضراء الكبيرة الحجم بالإضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي اشتهرت به جزيرة سقطرة منذ العصور التاريخية القديمة.
خامساً : الشلالات :
يوجد في جزيرة سقطرة عدد من شلالات المياه الغزيرة تنتشر في مواقع مختلفة أهمها شلالات " دنجهن " في حديبو حيث يبعد عن المركز بمسافة (6 كم ) فقط ، وكذلك شلالات حالة ، ومومي ، وقعرة وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام
وبصورة عامة : إن تنشيط الحركة السياحية إلى جزيرة سقطرة بحاجة إلى توفير خدمات البنية الأساسية في عموم مناطق الجذب السياحي وبالتالي توفير الخدمات السياحية المساعدة في إطار الخطة المتكاملة لحماية مناطق المحميات الطبيعية
2-المميزات الاقتصادية لجزيرة سقطرى :
تتميز جزيرة سقطرى بتنوع مواردها الاقتصادية وهذه الموارد هي كما يلي :
أ-تعتبر الجزيرة من المناطق المهمة لصيد الأسماك ويوجد بها احتياطي سمكي كبير .
ب- لقد أسهم توفر العديد من أنواع الترب كالتربة الهيستوسول ذا المواد العضوية والتربة الفيضية والتربة الحمراء والتربة الأبريقية وغيرها من الترب في إمكانية زراعة النخيل والتي تتوفر لأكثر من 25 نوعاً من أنواع التمور.
د- ممارسة السكان على نطاق واسع لمهنة الرعي في الجبال والهضاب مما وفر ثروة حيوانية كبيرة في الجزيرة وإن وجود رعي تجاري للجزيرة ربما قد يحسن من حالة السكان الرعاة ومن حالة مهنتهم الرعوية أيضاً.
هـ- يعتبر الكثير من الباحثين أن هذه الجزيرة من الأقاليم الحيوية والمهمة في توفر الموارد المعدنية كالنفط والغاز وبقية الموارد الأخرى في المستقبل المنظور.
إعداد/ إيمان عبد الله محمد بلال
مقدمة :
المحمية الطبيعية Nature reserve ، هي أي منطقة جغرافية محددة المساحة تكون تحت أشراف هيئة معينة عادة و تتميز هذه المناطق بأنها قد تحتوي علي نباتات أو حيوانات مهددة بالانقراض مما يستلزم حمايتها من التعديات الإنسانية والتلوث بشتى الصور و قد تحتوي تلك المنطقة علي حفريات من عصور جيولجية من عصور سابقة
وجود أي من الشروط والمواصفات التالية يجعل المنطقة مؤهلة لأن تصبح منطقة محمية:
عندما يتوفر في المنطقة نظام بيئي متميز (مجموعات حيوانية مستوطنة في الغابات المطرية).
عندما يوجد في المنطقة نوع متميز سواء بقيمته أو ندرته أو نوع معرض الانقراضعندما يوجد في المنطقة تنوع عادي لأنماط عندما يكون لشكل السطح أو للعوامل الجيوفيزيائية أهمية خاصة كوجود الينابيع، أو مناطق جيولوجية فريدة.عندما تكون المنطقة بحاجة لإجراءات لحماية العوامل الهيدرولوجية (التربة، الماء والطقس المحلي).عندما تكون المناطق ذات أهمية للسياحة البيئية (بحيرات، شواطئ، مناطق جبلية، حياة برية).عندما تشتمل المنطقة على مواقع لها أهمية للبحوث العلمية طويلة الأمد.
عند اشتمال المنطقة على مواقع أثرية.
التصنيف العالمي للمناطق المحمية:
محمية طبيعية مغلقة تماماً: لضمان استمرارية التوازن الطبيعي دون تغريض المنطقة لأي تدخل.
متنزه قومي تكون عادة مناطق طبيعية واسعة لحماية المناظر والطبيعة لأهداف تعليمية وترفيهية بحيث لا يسمح باستخدام المصادر الموجودة فيها.
محمية المعلم الطبيعي لحماية معلم معين
محمية الأحياء البرية للتأكيد على استمرارية ووجود البيئة المناسبة التي تضمن استمرارية النوع.
محمية المناطق الأرضية ذات الطابع الجمالي.
محميات المصادر الطبيعية –الحماية العامة لحفظ المصادر للاستعمالات المستقبلية على أساس فهم وتخطيط سليم.
المحميات الإنسانية: السماح لطرق الحياة التقليدية بالاستمرار.
المحميات متعددة الأغراض: تأمين استمرارية الإنتاج من المياه والأخشاب والحياة البرية والرعي.
محميات المحيط الحيوي: المحافظة على المجموعات الحيوية للحاضر والمستقبل ضمن نظام بيئي طبيعي والمحافظة على التنوع الجيني الذي يعتمد عليه التطور
المحميات الطبيعية في الجمهورية اليمنية :
تنتشر في الجمهورية اليمنية العديد من المحميات الطبيعية منها ما تم الإعلان عنه رسميا كمحمية والبعض الآخر لا يزال تحت الدراسة وذلك بهدف التنوع الحيوي النباتي والحيواني من الانقراض ، وتتميز هذه المحميات بطبيعة خلابة ، ومناظر ساحرة .
بجانب التنوع الحيوي النباتي والحيواني تمتلك اليمن مناطق غنية بذلك التنوع يؤهلها لأن تكون محميات طبيعية ذات مناظر ساحرة وبيئة متنوعة مما أعطاها تنوعاً في البيئات المناخية والطبيعية نتجت عنه أنواع متعددة من الأقاليم والبيئات تنوعت في أشكال الحياة البرية والبحرية النباتية والحيوانية النادرة ذات الأهمية الوطنية والإقليمية واليمن يزخر بهذه المناطق التي ما تزال تحتفظ بطبيعتها وتنوعها ويبلغ عدد المحميات الطبيعية في اليمن حتى الآن ست محميات لكن منها خمس مناطق تم إعلانهما محميات طبيعية وهما جزيرة سقطرى. ومحمية عتمة، محمية برع ، محمية حوف ،مناطق الرطبة في عدن ، فيما لا تزال هناك محميات في اعداد الدراسات لاعلانها كمناطق محميات طبيعية حيث تقع محمية عتمة "البرية" التي تم الإعلان عنها محمية طبيعة عام 1999م في محافظة ذمار على بعد 58 كم غرباً عن مدينة ذمار وعلى بعد 158 كم2 جنوب صنعاء.ويبلغ عدد سكانها حوالي (131.628) ألف نسمة وتشكل الزراعة أهم مصدر لنشاط وسكان المديرية حيث يعمل بها 71% من إجمالي القوى العاملة. وتمتلك محمية عتمة المقومات الأساسية للسياحة البيئية حيث تتميز بتنوع حيوي كثيف يمكن من خلاله استمتاع السياح بمراقبة الأحياء البرية والطيور المتواجدة في المحمية، والتعرف عن قرب على الموروث الاجتماعي والثقافي للسكان المحليين، كما تتميز المنطقة بتنوع التضاريس ووجود الآثار التاريخية كالحصون والقلاع القديم.أما جزيرة سقطرى الواقعة على مسافة (4000 كم) تقريباً من الساحل اليمني والتي اعلن عنها كمحمية طبيعية بموجب القرار الجمهوري رقم 275 لسنة 2000م، فإنها تعد أفضل المحميات في اليمن وتتكون الجزيرة من مجموعة جزر صغيرة إضافة إلى جزيرة عبد الكوري وسمحة ودرسة. وتبلغ مساحتها (3625 كم ) فيما يبلغ عدد سكانها ما بين 50- 80 ألف نسمة.وتعبتر الجزيرة من أفضل أنواع المناطق في اليمن تميزاً بالتنوع الحيوي حيث بلغ عدد النباتات المتوطنة بها (263) نوع من اصل (850) نوع تم تسجيلها حتى الآن في الجزيرة. أما المناطق الأربع المقترح إعلانها محميات طبيعة فهي "محمية حوف" وتقع في محافظة المهرة جنوب اليمن بالقرب من سلطنة عمان ، ومحمية (جبل برع) ومحمية بير (علي- بلحاف) ومحمية شرمة، جثمون.
وكمثال صارخ على روعة المحميات الطبيعية في اليمن
محمية سقطرى:
العصر الحديث فكان ارتباطها بسلطان المهرة حتى قيام الثورة اليمنية . ونظراً لأهمية الدور الذي لعبته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء ، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية وفي مرحلة الاستكشافات الجغرافية كانت الجزيرة مطمعاً للغزاة حيث احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م) ، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م.
وتعرضت جزيرة سقطرة لسنوات طويلة من العزلة والإهمال ولكن بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة استعادت مجدها التاريخي وتواصلها الحضاري لما تمثله من أهمية لليمن سواءً من ناحية موقعها الاستراتيجي في نهاية خليج عدن
وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي أو لما تكتنزه من ثروات طبيعية كبيرة بالإضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي وتعرضت جزيرة سقطرة لسنوات طويلة من العزلة والإهمال ولكن بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة استعادت مجدها التاريخي وتواصلها الحضاري لما تمثله من أهمية لليمن سواءً من ناحية موقعها الاستراتيجي في نهاية خليج عدن وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي أو لما تكتنزه من ثروات طبيعية كبيرة بالإضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي.
الموقــع Location: تقع جزيرة سقطرى في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية قبالة مدينة المكلا شرق خليج عدن بين خطي عرض ( 12.18ْ – 12.24ْ ) شمال خط الاستواء وخطي طول ( 53.19ْ – 54.33ْ ) شرق جر ينتش وتبعد ( 380 كم ) من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمني بما يقدر بـ (300 ميل) كما تبـعـد عـن محافـظـة عدن بحـوالـي ( 553 ميلاً. وبذلك فإن الموقع يشير إلى اقترابها من خط الاستواء الأمر الذي يجعل من مناخها يتسم بالمدارية عموماً. وقد أتاح هذا الموقع خصوصية السمات المناخية للجزيرة مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي.
1- المساحة Area :
تبلغ مساحة الجزيرة 3650كم2، وشكل الجزيرة ينتمي للشكل المستطيل والمجزأ معاً وتوجد بعض الجزر تابعة للجزيرة الأم سقطرى، وهي سمحة- درسه- عبد الكوري,وتمتد بطول 135 كم وتعداد سكانها يقارب مئة الف نسمة معظمهم يشتغلون بالصيد والرعي والزراعة وعاصمتها حديبو ويعرفون بطيب السريرة والحميمة والبساطة وحب الآخرين..
2- التضاريس:
لا يختلف تكوين الجزيرة الجيولوجي على القاعدة في شبة الجزيرة العربية حيث تتكون من الصخور النارية القديمة والمتحولة ويكثر بها صخور الجرانيت وتتوسط الجزيرة جبال يبلغ اعلي ارتفاع لها عند طرف جبال حجهر الشرقي 1500 متر وارتفاع المناطق الوسطى 500 متر.كما تتوزع تضاريس الجزيرة بين جبال وسهول وهضاب وأودية وخلجان وذلك كما يلي :
1- الهضبة الوسطى : تشغل هذه الهضبة معظم مساحة الجزيرة وتطل على السهول الساحلية بشكل متدرج في الانخفاض ويقسمها وادي (دي عزرو ) إلى قسمين رئيسين هما الهضبة الشرقية والهضبة الغربية
2- السهول الساحلية الشمالية :
(سهل حديبو) وتتوزع في مناطق متفرقة مثل :- سهول رأس مذهن – وسهول وادي درباعه ووادي طوعن .
-3 السهول الساحلية الجنوبية :
( سهل نوجد ) وتتوزع إلى الآتي: سهول وادي ديفعرهو – سهل وادي ديعزرهو .
- السهل الساحلي الجنوبي لجبال قطرية وهو ما يسمى بسهل نوجد وسهل قعرة، وتمتد هذه السهول من جنوب رأس مومي في شرق الجزيرة حتى رأس شوعب غرباً ، وتغطي هذه السهول التربة الغنية الصالحة للزراعة بينما تنتشر الكثبان الرملية الناعمة قرب الساحل .
- 4الجبــال :
-تتوزع الجبال في جهات متفرقة من سطح الهضبة الوسطى ، وأهمها :سلسلة جبال حجهر ، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها (1500 مترات) ، وتمتد هذه السلسلة الجبلية من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي لمسافة (24 كم) تقريباً ، ويزداد ارتفاعها في الوسط والشرق وتضيق وتنخفض في الغرب ، كما توجد عــدد من الجبال الأخرى أهمها جبال فالج إلى الشرق ، أعلى قمة فيها (640 متراً) .
وكذلك جبال قولهل إلى الجنوب الغربي أعلى قمة فيها (978 متراً) ، وجبال كدح في الجنوب حيـث يـبـلغ ارتفاعها (699 متراً) ، وجبال قطرية في الجنوب أيضـاً يبلـغ ارتفاعهـــا 560 متراً ) ، وهناك أيضاً جبل طيد بعة الذي يرتفع (550 متراً) ، وجبل زوله وجبل عيفة وجبل خيرها الذي يرتفع (1394 متراً) ، بالإضافة إلى جبل قاطن الذي يرتفــع (800 متر) ، وجـبـل فـادهن يعلو بارتفاع (778 متراً) ، وجبل قيرخ بارتـفــاع 660 متراً .
5- الأوديـة:
يوجد في جزيرة سقطرة عدد كبير من الأودية ، وتتخذ مسارات واتجاهات عدة بحسب تأثيرات السطح وهي كما يلي :
أ- الوديان التي تصب شمال الجزيرة في البحر الواقعة إلى الشرق من مدينة حديبو ، وتتميز بأحواضها الصغيرة وقصر مجاريها حيث لا تتعدى مسافة ( 7 كم) تقريباً ، وهي ذات تصريف كبير نظراً لاستمرار جريان المياه فيها على مدار العام مثل :- وادي دانجهن – وادي حشرة – وادي دنية – وادي درابعة – وادي طوعق.
ب- الوديان التي تصب في الشمال الغربي الواقعة إلى الشمال من جبل فادهن مطلو مثل : - وادي دوعهر – وادي عامدهن – وادي جعلعل – وادي ديمجت – وادي فرحة.
ج- الوديان التي تصب جنوب الجزيرة والواقعة إلى الشرق من جبل قرية وهي وديان ذات مجاري طويلة وأحواض متسعة وذات تصريف أكبر من الأودية الشمالية نظراً لغزارة الأمطار الصيفية التي تسقط على السفوح الجنوبية وخاصة في سهل نوجد مما أدى إلى توفر المياه فيها بالإضافة إلى عدم تعرض هذا السهل للرياح الشديدة حيث خلق ظروفاً مواتية لظهور نشاط زراعي محدودة .
د- وديان الجنوب : مثل :- وادي ستريو – وادي تريفرز – وادي ريشي – وادي عسرة ـ شبهون – وادي فاقه – وادي آيرة – وادي زنقاته – وادي ديعزرهو – وادي ديفعرهو – وادي ديشتان – وادي مطيف .
وتنتهي هذه الوديان عند حافة الهضبة ، وتصب في السهل الساحلي الجنوبي ، أما الوديان التي تصل مصباتها إلى البحر فهي – وادي سهوب – وادي عسهم ، هذا بالإضافة إلى الأودية الفرعية الواقعة بين مجموعة الجبال وتصب وسط الجزيرة
6- الرؤوس والخلجان :
أ - يوجد في الجزيرة عدد من الروؤس الصخرية حيث يمتد بعضها إلى مياه البحر مثل الروؤس الواقعة في الشمال والشرق أهمها – رأس مومي – رأس ديدم – رأس مذهن - رأس بوركاتن – رأس عدهو – رأس دي حمري – رأس حولاف – رأس قرقمة – رأس عند – رأس بشارة – رأس سماري – رأس حموهر ، بالإضافة إلى الروؤس الواقعة غرب الجزيرة مثل : رأس بادوه - رأس حمرهو – رأس شوعب ، أما الروؤس الواقعة جنوب الجزيرة فهي رأس شحن – رأس مطيف – رأس زاحق – رأس قاش – رأس ينن.
ب- توجد مجموعة قليلة من الخلجان في الجزيرة وأهميتها تكمن باستغلالها كموانئ طبيعية وبالذات أثناء تعرض أجزاء من الجزيرة للرياح القوية التي تضرب سهل حديبو والأجزاء الشرقية والغربية ابتدأ من مطلع شهر يونيو حتى أواخر سبتمبر ؛ وهي :
- خليج بتدرفقه في الشرق بين رأس مومي ورأس ديدم
- خليج عنبه تماريدا في الشمال بين رأس قرقمه ورأس عند
- خليج بندر قلنسيه في الغرب بينرأس حمرهو ورأس بادوه
- خليج شربرب في الغرب بين رأس بادوه ورأس شوعب
- خليج أرسل في الجنوب بين رأس مومي ورأس شحن .
تنوع نباتي وحيواني فريد :
فريق من العلماء الذين يمثلون مؤسسات أبحاث وأكاديميات عالمية ونظراؤهم اليمنيون كان قد انتهى مؤخرا من إنجاز المرحلة الأولى من الدراسة الميدانية الاستطلاعية لأرخبيل سقطرى في إطار مشروع الحفاظ على التنوع الحيوي للأرخبيل المنفذ حاليا بدعم مشترك من مرفق البيئة العالمي (جي.اى.اف) والحكومة ومشروع (داروين) الذي تمثله حديقة النباتات الملكية في ادنبره باسكتلندا في المملكة المتحدة.
وتوصل الفريق خلال هذه المرحلة من رصد عناصر جديدة ونادرة من الأحياء النباتية والحيوانية فيما اعتبر تأكيد علمي جديد على الأهمية الحيوية والبيئية الاستثنائية لسقطرى باعتبارها الجزيرة المدارية الوحيدة في العالم التي لازالت تحتفظ حتى هذه اللحظة بخصائصها الطبيعية والبيئية النادرة منذ لحظة الخلق الأولى .
واشتملت الدراسة العلمية الاستطلاعية لفريق العلماء الدوليين ونظرائهم اليمنيين لثلاث مواقع مختارة في جزيرة سقطرى وجزر أخرى في الأرخبيل على ملاحظات استقصائية للنطاقات النباتية والغابية والحشرات والزواحف المتواجدة في تلك المواقع وبالأخص تلك التي لم تسجل بعد في قائمة الأحياء والنباتات التي أعدها العلماء عن الأرخبيل.
كما اشتملت في جزء منها على دراسات اثنوجرافية لعادات وتقاليد السكان المحليين، ورصد التباين في عادات وتقاليد وأعراف التجمعات السكانية في مناطق الأرخبيل المختلفة وانعكاساتها على أنماط النشاط الاقتصادي السائدة في الأرخبيل .
وكان فريق أثري محلي آخر قد أجرى مسح لبعض المواقع الأثرية في الجزيرة وسجل أكثر من 150 موقع اثري في الجزيرة تعود لعصور تاريخية مختلفة.
تقول الدكتورة ميراندا المتخصصة في اللغات العربية القديمة الغير مكتوبة أنها لاحظت من خلال زياراتها المتعاقبة لأرخبيل سقطرى تنوعا كبيرا في مظاهر الحياة الاجتماعية وفى تفاصيل الحياة العادية للسكان من منطقة لأخرى.
وعن دور المرأة الذي قالت انه يصبح رئيسيا في مناطق في حين ينهض الرجال بمعظم الأنشطة المتعلقة بالمرأة في مناطق أخرى كالرعي وتجميع الماعز والضأن في المساء وحلبها (مرشها) وهو النشاط الرئيسي عند معظم سكان البادية .
كما تختلف نظرتهم لبعض الحيوانات الأخرى وتربيتها كالأبقار والحمير التي يحظر التعامل معها بصورة مطلقة في بعض مناطق الأرخبيل في حين تحظى بالرعاية الكاملة في مناطق أخرى .
والملاحظ في الجزيرة هو التنوع المماثل في الخصائص السكانية التي تطورت في النطاق الجغرافي المتسم بالعزلة للأرخبيل لتكون في المحصلة منظومة ديموغرافية متميزة التزمت في إطار نظام عرفي في صرامته إلى قوة القانون المعاصر.
وترى الخبيرة الدولية التي تعمل في إطار مشروع داروين المنفذ من قبل حديقة النباتات الملكية في العاصمة الاسكتلندية ادنبرة والتي أتقنت معظم اللغات العربية الغير مكتوبة ومنها اللغة السقطرية والمهرية ولغة حوبيوت وشحرات المتداولة في منطقة الحدود المشتركة اليمنية العمانية وفى إقليم ظفار، ولغة حرسوسي في صحراء عمان ان الفضل في استمرار مظاهر
التنوع الحيوي المختلفة بخصائصها الأصيلة يعود إلى تلك المنظومة المعرفية التي ألتزمها سكان سقطرى في تعاملهم مع بيئتهم ومواردها الطبيعية وتنوعها الفريد الأمر الذي وفر فرصة ثمينة للعلماء والمتخصصين لكي يتعرفوا على الملامح والخصائص الأصلية لكثير من الفصائل النباتية والحيوانية والتي طرأ عليها تغير جوهري في مناطق وبيئات العالم المختلفة والاهم من ذلك بقاء عدد لا بأس به من النباتات النادرة حتى الآن وأشارت إلى العمق الحضاري التاريخي للحياة الاجتماعية في سقطرى وارتباطها بنسيج الحضارة السامية القديمة التي سادت في القرون القديمة السابقة واللاحقة لميلاد المسيح عليه السلام في الوطن الأم اليمن، ودللت على ذلك بوجود شواهد أثرية ونقوش للغة اليمنية القديمة في اثنين أو اكثر من الكهوف المنتشرة في الجزيرة وبالأخص في منطقة قاضب ومرتفعات عجهر التي ترتفع16 ألف متر فوق سطح البحر ولفتت الدكتورة ميراندا النظر إلى التحول الذي طرأ على النظام الغذائي للسكان والذي قالت انه يفتقد الآن إلى الفائدة الغذائية بسبب دخول عناصر غذائية جديدة كالأرز والدقيق الأبيض.
فيما كان السكان يعتمدون في الماضي على اللحوم والتمور والأسماك وأنواع أخرى من الأطعمة المحلية الغنية بعناصرها الغذائية الطبيعية وهو ما يفسر الحالة الصحية التي يتمتع بها السكان .
مشروع داروين والاكتشافات الجديدة في عالم النبات
البروفيسور توني بيللر من حديقة ادنبرة الملكية والمتخصص في نباتات الجزيرة العربية وسقطرى قال انه اكتشف ثلاثة أنواع نباتية مستوطنة لا توجد إلا في سقطرى وتم العثور على اثنين من هذه الأنواع النباتية الجديدة في مرتفعات (دكسم) في الوسط ومنحدرات مرتفعات (نوجد) بجنوب الجزيرة وهما عبارة عن نبات عصاري، اما النوع الثالث فتم العثور عليه
في منحدرات جبال عجهر بشمال الجزيرة وهو نوع من النبات الذي يدل عادة على الرطوبة ولا يعيش إلا في المناطق الاستوائية الرطبة وينمو على فروع الأشجار الكبيرة .
وأوضح البروفيسور بيللر انه سيتم إجراء التحاليل اللازمة للأنواع الثلاثة الجديدة في المختبرات البريطانية لتحديد أنواعها، معتبرا ان الزيارات القادمة ربما تسمح بالعثور على أنواع أخرى جديدة ولخص أهداف مشروع داروين في دراسة الغطاء النباتي واستخداماته في سقطرى وعمل مفتاح للتصنيف النباتي وإدخال المعلومات المتعلقة بهذه النباتات بالإضافة إلى
الطيور وإعداد نموذج خاص لإدخال هذه المعلومات في قاعدة بيانات مناسبة لليمن .. بالإضافة إلى تدريب الكوادر اليمنية والأجنبية في ست مواقع مختارة في جزيرة سقطرى إضافة إلى جزيرتي عبد الكوري وسمحة، وهى جزء من عشرين موقعا مختارا سيتم العمل فيهما خلال العامين القادمين وفضلا عن ذلك سيتم في إطار مشروع داروين عمل خرائط بالألوان تبين التوزيع النباتي في كل منطقة من مناطق الأرخبيل فضلا عن توضيح الاستخدامات التقليدية للأرض.
ويهدف هذا المشروع إلى تأليف كتاب عن (الفلورا) في سقطرى من الحشائش إلى الشجر واستخدام كل نوع ووصفه وصفا علميا دقيقا ..يقول البروفيسور بيللر أيضا ان الغطاء النباتي في سقطرى فريد من نوعه وليس هناك توزيع متساوي بل يختلف من منطقة إلى أخرى. فالمناطق الساحلية والمنخفضة يسود فيها نبات (ميترر) وهو عبارة عن شجيرات مستوطنة وفى مناطق المنحدرات الشديدة أو الصخرية والمناطق الأقل مستوى في الارتفاع فتسود فيها مجتمعات عصارية شجرية شبه جافة ويمثلها نباتي التريمو و قمحن وهذا الأخير هو الذي يميز الجزيرة بصفة عامة.
أما في المناطق الظليلة والمنحدرات ومناطق الوديان تسود أحراش كثيفة تتكون من نباتات متنوعة ويشكل نهاية امتدادها العمودي إلى أعلى مناطق نمو شجرة دم الأخوين يؤكد بيللر أن الأهمية الاستثنائية لأشجار دم الأخوين التي لا يوجد لها مثيل إلا في جزر الكناري والتي فقدت هذا النوع من الإحراج.
إذ تبين الدراسات الأثرية ان نبات دم الأخوين كان يمتد في نطاق جغرافي واسع يبدأ في جزر الكناري ويشمل حوض البحر المتوسط وجنوب ووسط أوروبا حتى روسيا غير أن غابات دم الأخوين في سقطرى هي وحدها فقط التي تعطي صورة للبيئة النباتية كما كانت منذ قرون مضت بسبب تحررها من تأثيرات النشاط البشري .
الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات في سقطرى
ويقول البروفيسور فولفجانج ورانيك أستاذ التنوع الحيوي والبيئة في جامعة روستن بألمانيا الاتحادية والذي تتمثل مهمته في تقييم الأحياء البرية التي لم تحظى بدراسة مسبقة كما هو الحال بالنسبة للنباتات ومعرفة أعداد الأحياء البرية المستوطنة والمعرضة للانقراض وأماكن
توزيعها واحتياجاتها والبحث عن الأنواع التي لها أهمية خاصة من حيث علاقتها بالإنسان من إيجابيا وسلبيا، ان الرقم الحقيقي الذي تم التوصل إليه في إطار وصف الحياة الحيوانية والحشرية يصل إلى 900 نوعا لكنه يعتقد ان الرقم يمكن أن يصل إلى عدة آلاف وقال انه تمكن خلال زيارته للجزيرة من جمع عدة أنواع من الحشرات والزواحف ومن مناطق مختلفة والكثير من هذه الأنواع صغيرة الحجم إلى حد لا يمكن معه تصنيفها في الميدان.
وتحدث عن اكتشاف جديد اعتبره مهما ويتمثل في نوع كبير الحجم من السرطانات يعيش في مناطق الجبال ولا يعيش في المياه العذبة وينام هذا النوع في المناطق الجبلية الكلسية في الكهوف تحديدا ويخرج في المساء ويتابع الدكتور ورانيك انه يركز في دراسته الميدانية الاستقصائية على معرفة الأنواع المختلفة من هذه الأحياء التي يمكن أن تكون سامة وتحديد
درجة سميتها وخطورتها لكنه قال ان الأنواع السامة هي قليلة في الغالب .
ويؤكد خبراء دوليين انهم اخذوا عينات من الزواحف والثعابين من الجزيرة وكانت المفاجئة اكتشاف انها ليست سامة .
لكن ورانيك قال ان هناك نوع من العقرب يعد الأخطر في الجزيرة إلى جانب نوع آخر من الحشرات يطلق عليه السكان اسم (دي حزهن) وهو سام ويصل طوله إلى 15 سم وهو يطلق المواد السمية من فمه بعكس العقارب لكنه لا يقتل الإنسان.
الوطواط السقطرى والسلاحف المنقرضة
وفى إطار دراسته الميدانية تعرف البروفيسور ورانيك على نوع من الوطاويط في إحدى الكهوف القريبة من مدينة حديبو وسيحاول لاحقا التعرف عما إذا كان هذا الوطواط مستوطنا أم مهاجرا.
يقول البروفيسور ورانيك انه كشف عن وجود أربعة أنواع من السلاحف البرية في سقطرى المرحلة الأولى من زيارة فريق العلماء والباحثين الأجانب واليمنيين لأرخبيل سقطرى أسفرت عن نتائج مدهشة تفتح الباب واسعا أمام دراسات وأبحاث علمية يجب أن تتم في هذه المنطقة الهامة من العالم واستمرار ما بدأ منها وتدريب الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال حتى تتمكن من استكشاف مزيد من الأسرار والكنوز الطبيعية الفريدة والمدهشة التي تحتفظ بها سقطرى وتقدمها إرثا طبيعيا مصونا إلى الإنسانية التي افتقدت صلتها بخصائص النشأة الأولى للأحياء النباتية والحيوانية في كوكبنا الأرضي.
المناخ: Climate: يسـود الجـزيـرة مـنـاخ بحري حار حيث درجة الحرارة العظمى تتراوح بين (26ْ-29ْ) مئوية ودرجات الحرارة الصغرى بين (19ْ - 23ْ) مئوية والمتوسط الحراري السنوي ما بين (27-29) مئوية حيث يكون معدل درجات الحرارة لشهر يناير (24ْم) ولشهر يوليو30 درجة مئوية ومناخ جزيرة سقطرى مداري ذو الصيف الطويل الحار بينما الشتاء دافئ وقصير وممطر
في نفس الوقت .ويعتبر شهري يونيو ويوليو أكثر ارتفاعاً لدرجة الحرارة وأقل الشهور حرارة هما شهري ديسمبر و يناير ، كما تقل معدلات درجة الحرارة كثيراُ في المناطق الجبلية .
- معدل الرطوبة النسبية تتراوح بين 55% في شهر أغسطس و 70% في شهر يناير
- تتعرض الجزيرة لرياح شديدة جنوبية غربية تصل ذروتها في مطلع شهر يونيو حتى أواخر شهر أغسطس ثم تبدأ بالانخفاض التدريجي لتصل في بداية أكتوبر إلى سرعة عادية عندما تتحول إلى رياح شمالية شرقية و تقل سرعتها إلى (10 عقد ) ، أمَّا الرياح الجنوبية الغربية في شهري يونيو ، يوليو ، أغسطس فتكون سرعتها قوية تصل إلى(40-50) عقدة ، وقد تصل في بعض الأجزاء من الجزيرة إلى أكثر من 55 عقدة ، ويرافقها حالة اضطراب شديد للبحر.
كمية الأمطار : تترواح كمية تساقط الأمطار من (33) إلى (290) مل خلال العام.
السكان: يبلغ عدد سكان جزيرة سقطرى حوالي (44120 نسمه) تعداد 2004م .
التقسيم الإداري:
تنقسم جزيرة سقطرى إدارياً إلى مديريتين هي :
1- مديرية حديبو ويبلغ عدد سكاها 34011 نسمة تعداد 2004م
– 2-مديرية قلنسية وعبد الكوري ويبلغ عدد سكاها 10109 نسمة تعداد 2004م
ـ مديرية حديبــو:
تعتبر المركز الإداري لجزيرة سوقطرة وتقع في السهل الشمالي للجزيرة تطل عليها سلسلة جبال حجهر من الناحية الشمالية كما يحيط بها غابات كثيفة من أشجار النخيل على امتداد الوديان التي تجري فيها المياه على مدار العام ، وتتوفر في مدينة حديبو بعض الخدمات ويتبع مديرية حديبو عدد من القرى أهمها قرية قاضب الواقعة على الطريق من مطار موري الذي تم تجهيزه حديثاً بخدمات متطورة وتهيئته لاستقبال الطائرات الكبيرة بمختلف أنواعها
ـ مديرية قلنسية وعبد الكوري :
مركزها مدينة قلنسية الواقعة في الشريط الساحلي الغربي لجزيرة سوقطرة وتعتبر التجمع الحضري الثاني بعد حديبو .
ويرجع تسمية قلنسية إلى فترة الاحتلال البرتغالي للجزيرة عام( 1507م) ، ومنازل المدينة مكونة من دور واحد فقط ، ويغلب عليها اللون الأبيض مما يضفي على المدينة طابعاً جميلاً .
ويحيط بمدينة قلنسية عدد من الشواطئ الجميلة والتجمعات القروية التي تعتمد في نشاطها على الصيد والرعي، كما تعتبر هذه المديرية نقطة استقبال سفن الصيد القادمة من محافظة حضرموت
أرخبيـل سقطرة :
يتبع جزيرة سقطرى عدد من الجزر الصغيرة تقع في الجانب الغربي منها وهي (عبد الكوري – سمحة – درسة – كراعيل – فرعون – صيال ) ، وتعتبر جزيرة عبد الكوري أكبرها مساحة وأكثرها كثافة بالسكان ، وتقع على بعد (200 ميل ) شمال غرب جزيرة سقطرة ، وتكوينات السطح فيها تشبه جزيرة سقطرة ، ويوجد في الشاطئ الجنوبي لجزيرة عبد الكوري مرسى صغير يسمى بندر صالح، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها (1750 قدماً) واغلبية السكان في الجزيرة يعملون بصيد الأسماك والغوص حيث أن الجزيرة غنية بمصائد اللؤلؤ ، وجميع جزر الأرخبيل تشكل أهم مناطق التنوع البيولوجي .
1-المقومات السياحية في جزيرة سقطرة:
تحظى جزيرة سقطرة باهتمام كبير من قبل الحكومة للاستفادة من مخزونها المتنوع ومن خصائصها الطبيعية ومزاياها الاقتصادية ، وتشكل مقومات الجذب السياحي في الجزيرة جزءاً من هذا الإطار العام والتي تتحدد بصفة عامة باعتبار الجزيرة متحفاً للتاريخ الطبيعي بما تحتويه من تنوع بيولوجي نادر مع الاستفادة من جهود واهتمامات عالميية بالحفاظ على جزيرة سقطرة كجوهرة طبيعية.
- الاهتمام الأول ينحصر في برامج تنموية للحفاظ على الجزيرة كمحمية طبيعية في إطار برنامج
الإنسان ومحيطه الحيوي وترشيح سوقطرة كمحمية طبيعية تحظى باهتمام إقليمي وعالمي لخدمة البشرية
- الاهتمام الثاني ينحصر في مشروع حماية التنوع البيولوجي في الجزيرة والأرخبيل التابع لها ولهذا كان قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (96) في إبريل من عام (1996م تجنباً لأحداث أي تدهور في البيئة الطبيعية للجزيرة في ظل زيادة وتيرة النمو الاقتصادي والسكاني في الجزيرة خلال الفترة الحالية والمستقبلية حيث يستدعي على المدى الزمني المتوسط تنفيذ مشروعات حماية الأنواع والمواقع الحساسة بيئياً بما يكفل استدامة التنمية بشكل متوازن في ظل معادلة صعبة للحفاظ على مناطق المحميات الطبيعية . وبهذه المعادلة يشكل الإنسان المقيم في الجزيرة أو الوافد إليها أهم عنصر حيث يعطي بعــداً خاصاً لأهمية التكامل بين عناصر الحياة المختلفة ، وبذلك يمكن أن يعيش في مستوى حضاري جيد إذا ما أجاد التعامل المتوازن بين مطالبه الحياتية وصيانة طبيعة وبيئة الجزيرة من الدمار، لأنه من خلال معادلة التوازن يمكن تحقيق منافع كثيرة للسياحة في بلادنا وللعلوم الإنسانية في إبقاء مظاهر التنوع البيولوجي كعامل أساسي لاستمرار حياة مزدهرة في الجزيرة
ومن هذا المدخل يمكن إيجاز مقومات الجذب السياحي بما يلي :-
اولاً: الغطاء النباتي :
تتمتع جزيرة سقطرى بالتنوع النباتي الفريد حيث تصل عدد الأنواع النباتية إلى حوالي تسعمائة نوع منها ثلاث مائة مستوطن كما توجد بينها مجموعه من النباتات الطبية كما يوجد فيها أكثر من ثلاث مائة نوع من الأحياء الفطرية التي تتخذ من سقطرى المكان الوحيد للعيش في العالم.
ويشكل أرخبيل سقطرة نظاماُ أيكولوجياً بحرياً مستقلاً حيث إن أهمية بيئته الفريدة والتنوع البيولوجي الهائل والفريد ذو الأهمية العالمية الذي لا يقل أهمية عن جزر جالاباجوس. وقد وصفه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بأنه (جالاباجوس المحيط الهندي ) .كما أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة وهي بذلك تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة ، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعاً من اللبان منها(9 ) أنواع مستوطنة في جزيرة سقطرة.
سُجل في الجزيرة حوالي (850) نوعاً من النباتات منها حوالي (270 ) نوعاً مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. من بين الأنواع الهامة والقيمة شجرة دم الأخوين وتجدر الإشارة إلى أن (10) من الأنواع الـ18 من النباتات النادرة والمهددة في اليمن موجودة في سقطرة ، مما يتوجب ضرورة الاهتمام والمحافظة عليها حيث ان (7) أنواع منها مدرجة في الكتاب الاحمر للاتحاد الدولي لصون الطبيعةIUCN كنباتات نادرة ومهددة .
كما يوجد في الجزيرة نباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض ، ومن هذه النباتات أشجار الصبر السقطري وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها ، ومما يلفت نظر الزائر انتشار شجرة " الأمته " بالإضافة إلى غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام حيث تشكل بساطاً سندسياً أخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية رائعة.
ثانياً : الطيـــور والاحياء البحرية :
طيور سقطرة متعددة الأنواع بحيث تشكل أحد معالم بيئة التنوع في الطبيعة و تضم مائة وتسعون نوع من الطيور وتحتوي على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية و اللؤلؤ الذي تشتهر به جزيرة سقطرى
وهناك 30 نوع من الطيور تتكاثر في الجزيرة كما تحتوي الجزيرة على نسبة عالية من الطيور المستوطنة .
ثالثاً : الكهوف والمغارات :
تنتشر الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة من جزيرة سقطرة والجزر التابعة لها وتعتبر أحد أنماط السكن للإنسان السقطرى وتشكلت تلك المغارات بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل " جيومائية " حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف بالإضافة إلى أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى ، ومعظم تلك الكهوف والمغارات مأهولة بالسكان ، ومنها يمارسون حياتهم الطبيعية المعتادة ، وأهمها عموماً مغارة " دي جب " في سهل نوجد حيث تعتبر أكبرها حجماً ، ويتسع لعدد من الأسر ، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء ، وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو بمسافة 75 كيلو متراً .
رابعاً : الشـــواطئ :
تمتد شواطئ الجزيرة مسافة (300 ميل) ولها خصائص فريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية حيث تبدو للزائر كأنها أكوام من محصول القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل تطل على مياه البحر الخالي من عوامل التلوث حيث تشاهد أنواع الأسماك تسبح فيها ، وجميعها مواقع مثلى للاستجمام والغوص بعد توفر خدمات البنية الأساسية في الجزيرة وتهيئة تلك الشواطئ بالخدمات السياحية ، كما تحتوي مياه الشواطئ على أحياء مائية عديدة ونادرة منها السلاحف المتنوعة الأشكال مثل السلاحف الخضراء الكبيرة الحجم بالإضافة إلى الشعب المرجانية واللؤلؤ الذي اشتهرت به جزيرة سقطرة منذ العصور التاريخية القديمة.
خامساً : الشلالات :
يوجد في جزيرة سقطرة عدد من شلالات المياه الغزيرة تنتشر في مواقع مختلفة أهمها شلالات " دنجهن " في حديبو حيث يبعد عن المركز بمسافة (6 كم ) فقط ، وكذلك شلالات حالة ، ومومي ، وقعرة وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام
وبصورة عامة : إن تنشيط الحركة السياحية إلى جزيرة سقطرة بحاجة إلى توفير خدمات البنية الأساسية في عموم مناطق الجذب السياحي وبالتالي توفير الخدمات السياحية المساعدة في إطار الخطة المتكاملة لحماية مناطق المحميات الطبيعية
2-المميزات الاقتصادية لجزيرة سقطرى :
تتميز جزيرة سقطرى بتنوع مواردها الاقتصادية وهذه الموارد هي كما يلي :
أ-تعتبر الجزيرة من المناطق المهمة لصيد الأسماك ويوجد بها احتياطي سمكي كبير .
ب- لقد أسهم توفر العديد من أنواع الترب كالتربة الهيستوسول ذا المواد العضوية والتربة الفيضية والتربة الحمراء والتربة الأبريقية وغيرها من الترب في إمكانية زراعة النخيل والتي تتوفر لأكثر من 25 نوعاً من أنواع التمور.
د- ممارسة السكان على نطاق واسع لمهنة الرعي في الجبال والهضاب مما وفر ثروة حيوانية كبيرة في الجزيرة وإن وجود رعي تجاري للجزيرة ربما قد يحسن من حالة السكان الرعاة ومن حالة مهنتهم الرعوية أيضاً.
هـ- يعتبر الكثير من الباحثين أن هذه الجزيرة من الأقاليم الحيوية والمهمة في توفر الموارد المعدنية كالنفط والغاز وبقية الموارد الأخرى في المستقبل المنظور.
إعداد/ إيمان عبد الله محمد بلال
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري