الأزمة البيئية المعاصرة :
لايمكن طرح مشكلة الأزمة البيئية المعاصرة دون الرجوع إلى النظرية الغربية التي نمت وترعرعت في أحضانها هذه الآفة الناجمة عن الخلفيات سالفة الذكر، وعن الفكر الاقتصادي الليبرالي الذي يترك دائرة العرض والطلب مفتوحة على مصراعيها، وبالتالي فإن اهتمامه ينصب نحو مصلحة المنتج والمستهلك. ولكن هناك طرف ثالث سقط سهواً أو أغفلته النظريات الاقتصادية وهو الإنسان، الذي يكون منتجا تارة ومستهلكا تارة أخرى ثم يتحتم عليه في نهاية الأمر أن يعاني من الآثار المختلفة لتدهور البيئة.
وأمام هذا الفهم الضيق برزت في أوروبا حركات اجتماعية هدفها القيام بالدور الاجتماعي لسد القصور ودفع الضرر من منظور حضاري. وقد عرفت هذه الحركة مرحلتين أساستين:
المرحلة الأولى : كانت في العقدين الأول والثاني من القرن التاسع عشر عندما بدأت الآلة في الانتشار، وبدأ الاستغناء عن اليد العاملة.
المرحلة الثانية : بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما سادت الآلة وتحولت من ظاهرة محلية إلى ظاهرة قومية غطت بلدانا كاملة في أوروبا.
أدى هذا الانتشار إلى بروز حركات عمالية مناهضة وفكر جديد مبني علي مبدإ أن المشكلة ليست في التقنية وإنما بالتحديد في علاقات الإنتاج (الفكر الماركسي). ومهما كان لهذه المفاهيم من أثر في التحولات التي عرفها العالم الغربي، فإنها لم تستطع التغلب على مشكلة البيئة، نظراً إلى أن تقنية الحضارة الغربية بدأت أساساً بالارتكاز على استغلال الموارد الطبيعية دون اكتراث بالمحيط البيئي أي إن هذا السلوك كان غير قادر على التعايش مع شروط سلامة الحياة على وجه الأرض. واليوم نجد أن مشكلة البيئة، أصبحت لديهم شبحاً جاثماً على سائر المستويات، بدءا برجل الشارع حتى الأجهزة السياسية ومراكز القرار.
وتتجلى الأزمة البيئية الغربية المعاصرة في المظاهر التالية.
التلوث البيئي:
يعني التلوث اصطلاحا تكدير الشيء أو تلطيخه.
وينقسم إلى:
*تلوث الهواء والأرض والمياه: وهو ناتج عن النمو الصناعي السريع واحتكاك الإنسان المعاصر بمحيطه الكيميائي بصفة يومية مما يترتب عنه التزايد المفرط للنفايات الكيماوية المتراكمة في الغلاف الأحيائي للأرض، حتى أن بعض المختصين شبهوا هذا الغلاف بإسفنج كبير مملوء بالمواد السامة كـ >DDT< والرصاص >Pb<، والزئبق >Hg<، إلخ...يسبح في فضاء مملوء بالغاز الفحمي، وثاني أوكسيد الكبريت (SO2)، وأوكسيد الكاربون (CO) وثاني أوكسيد الأزوت NO2 وغير ذلك من المواد السامة مما تستحيل معه الحياة البشرية. ويشكل الغاز الفحمي >CO2< الحلقة الكبرى التي أدت إلى بروز أثر البيت الزجاجي>Effet de serre< الذي أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة على وجه الأرض، وزيادة الفيضانات بسبب ذوبان الثلوج القطبية. ويمكن أن نقسم هذا التلوث إلى مجالين اثنين:
أ) المجال الكيميائي: يهم هذا التلوث الجوانب التالية من البيئة:
الغلاف الجوي والأرض: يتعلق هذا التلوث بالأنظمة البيئية الأرضية المختلفة التي تتأثر مباشرة بالنفايات التي تتسرب سواء إلى الجو أو إلى الأرض. وهذه النفايات تكون على شكل غازات أو أجزاء صُلبة مختلفة الأشكال والأحجام.
أما الغازات السامة الأكثر انتشاراً فهي أوكسيد الكاربون (CO)، وثاني >أوكسيد< الأزوت >NO2<، والمواد العضوية المتسربة من مداخن المعامل الصناعية أو المداخن المنزلية. وتقدر كمية ثاني >أوكسيد< الكبريت التي تتسرب إلى الأجواء في العالم 120 مليون طن سنويا. ويتسبب هذا الغاز في أمراض عديدة تضر بالنباتات والحيوانات والإنسان (أمراض الربو وأمراض القلب والشرايين).
كما أن الآزوت الطبيعي المتواجد في الغلاف الجوي يتحول إلى ثاني >أوكسيد< الأزوت الذي يقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وهذه هي الحلقة الأولى لانطلاق التفاعلات الكيما ـ ضوئية >Réaction Photochimiques< التي ينتج عنها ما يسمى الضباب الدخاني >Smogs oxydants< وهو مكون من عدة مواد يشكل الأوزون (O3) أخطر مركب متواجد داخلها. يضاف إلى هذا غاز البروكسياستيل نترات >PAN< >Peroxyacetyl Nitrate< الذي يتكون بتفاعل مع الغازات الناتجة عن المحروقات النّفطية لمحركات السيارات. ويشكل >PAN< والأوزون مواد سامة خطيرة بالنسبة للنباتات والإنسان (التهاب العيون). هذا وتقدر كمية الغازات المتسربة في محركات السيارات بالنسبة لكل 1000 لتر من البنزين بـ :
ـ 290 كيلو غرام من >أوكسيد الكربون< >CO<
ـ 33 كيلو غرام من مواد نفظية غير محترقة
ـ 11 كيلو غرام من ثاني >أوكسيد الأزوت< >NO2<
ـ كيلو غرام واحد من ثاني >أوكسيد الكبريت< >SO2<
هذا فيما يخص الغلاف الجوي.
أما القشرة الأرضية فيكون مصدر تلوثها ناتج عن تلطخها بأجزاء صُلبة من المعادن كالرصاص، والنحاس، والزنك، والكدميوم، إلخ... إضافة إلى أن مبيدات الأعشاب والحشرات وكذلك الأسمدة الكيميائية تبقى المصدر الرئيس لتلوث الأرض، كما يجب أن لا ننسى الفوسفاط الطبيعي الذي يحتوي على مواد معدنية مشعة كاليورانيوم.
تلوث المياه: تتسرب جل هذه المواد (الغازات أو الأجزاء الصُّلبة) إلى المياه الباطنية، أو إلى مياه البحار والأنهار والأودية، وذلك من خلال الصرف الطبيعي أو من إلقاء هذه المواد مباشرة في تلك الأماكن من قبل المعامل الصناعية أو مجاري الصرف الصحي أو من قبل ناقلات النفط أو السفن العادية. ومياه الصرف هذه تكون محملة بالمواد التالية : الآزوت (N)، الفسفور(P) والبوتاسيوم (K).
يؤثر هذا التلوث على جودة المياه مما يؤدي إلى نقص كبير في النشاط الأحيائي للماء، ويتسبب هذا في تكاثر الجراثيم الضارة التي تعيش في بيئة لاهوائية >Anaérobie<.
يبقى النِّفط المادة الملوثة رقم 1 في العالم، حيث تقدر الكمية التي تلقى في المياه الموجودة على سطح الأرض ب 3x106 طن سنويا. أضف إلى ذلك الحوادث التي تعرفها ناقلات النفط والتي نذكر منها حادثة >Torrey canyon< التي نتج عنها إتلاف 100 000 طن من الطحالب و350 000 طن من الحيوانات، تقدر قيمتها المالية بمليون دولار أمريكي.
ب) المجال الفيزيائي: يتعلق هذا المجال بـ :
ـ التلوث الضوضائي: الناجم عن النشاط الصناعي، الطيران المدني والحربي، والموسيقى الصاخبة، إلخ... ويترتب عن هذا عدة أمراض نفسية (الاضطرابات النفسية، و الإرهاق والصمم ...الخ).
ـ التلوث الحراري : يكون مصدر هذا التلوث أجهزة التبريد المستعملة في معامل الطاقة الحرارية أو معامل الطاقة الذرية، ويترتب عليه ارتفاع درجة الحرارة في المحيط المباشر لهذه المعامل، وبالأخص الأنهار التي تعرف تدهوراً بيئياً كبيراً يتمثل في انقراض الموارد الأحيائية من أسماك وطحالب.
ـ النفايات الصُّلبة الناتجة عن النشاط المنجمي والنفايات المنزلية.
ـ النفايات السامة والنفايات المشعة.
التلوث الإشعاعي: وهو أخطر تلوث يهدد البشرية. وينتج عنه تسرب مواد مشعة إلى مكونات البيئة: الماء والهواء والتربة، ومصادر هذا التسرب عديدة وتشكل خطورة على حياة الإنسان والحيوان عند دخول هذه المواد الجسم.
ويعتبر التلوث الإشعاعي لطبقات الهواء المغلفة لسطح الأرض هو دخول هذه المواد المشعة ـ غازية أو ترابية ـ في طبقة سمكها 3000-200 متر فوق سطح الأرض. وتتحرك هذه المواد في الغلاف الجوي حسب عوامل كثيرة أهمها درجات الحرارة المختلفة لطبقة الهواء. ويعتبر المطر من أهم العوامل المقاومة حيث يقوم بغسل الهواء من هذه المواد.
أما التلوث الإشعاعي للماء فيشمل تسرب أو سقوط مواد مشعة في مياه البحار، والأنهار، والأودية والبحيرات وكذلك المياه الجوفية. تتحرك المواد المشعة في الماء حسب عوامل كثيرة، منها: نوع الماء وحركاته، وكذلك عوامل الخلط والترسب، والخاصيات الكيميائية للمادة المشعة، والخاصيات الفيزيائية للماء.
أما التلوث الإشعاعي الذي يصيب التربة فيتداخل من تلوث المياه الجوفية وكذلك مع امتصاص المادة المشعة ببذور الزراعات المختلفة، وسقوط المواد المشعة على نصل أوراق هذه الزراعات. وتتعامل المواد المشعة مع التربة طبقا لعوامل كثيرة، من أهمها : نوع التربة ودرجة حرارتها ورطوبتها.
ولابد أن نشير هنا إلى أكبر فاجعة عرفتها البشرية وهي : انفجار القنبلتين الذريتين في هيروشيما ونكازكي باليابان، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وانفجار المعمل الحراري بـ " تشيرنوبل< في عهد الاتحاد السوفياتي.
* انقراض الأصناف النباتية والحيوانـــية واســتنزاف الموارد الطبيعية :
يصعب جداً وضع أو إعطاء إحصاءات دقيقة فيما يتعلق بـالأصناف التي انقرضت أو التي في طريق الانقراض حاليا من هذه الأحياء والموارد. ويرجع هذا إلى عدم انتظام رصد وجمع المعلومات الأساسية. لذا، فإن بعض الأنواع سوف تنقرض قبل أن يتم اكتشافها أو وصفها. وقد تكتشف أنواع أخرى تكون قد انقرضت بعد مضي سنوات عديدة، بسب عدم كفاية الرصد.
لهذا السبب خلص معظم الأخصائين أن ربع مجموع التنوع الأحيائي على وجه الأرض يتعرض لخطر الانقراض خلال فترة تتراوح بين 30-20 سنة مقبلة، إذا ما لم يتم وضع حد أو شروط لاستغلال الموارد الطبيعية. هذا ويمكن أن نقول إن بين سنة 1996 وسنة 2020،سوف تنقرض أحياء في الغابات الاستوائية تقدر بين %15-6 من الأنواع في العالم، وهذا يعني احتمال فقدان 50000-15000 نوع سنوياً أو140-40 نوعاً يومياً وقد سجل مركز الرصد البيئي أن نحو 220 000 نوع من النباتات والحيوانات تتعرض للانقراض بالفعل.
وترجع أسباب الانقراض إلى تحول البنيات البيئية التي تعيش فيها هذه الكائنات. أما العوامل الرئيسية التي تؤثر في تغيير محيط الحياة والتي تؤدي إلى تدهور البيئة، فيمكن إيجازها في النشاط البشري المتمثل في تكثيف أعمال الزراعة والتجريف والتوسع في المستوطنات السكنية، والتغيير المستمر في شكل الأرض ومجاري المياه، وبناء الطرق وشق خطوط أنابيب المياه والصرف الصحي والغاز، وإقامة السدود، وحفر المناجم وتشييد الموانىء والمطارات والمعامل الصناعية.
وتندفع الحركة المعاصرة إلى استصلاح وزراعة المناطق الصالحة أصلا للزراعة، في مقابل تحويل أراضٍ زراعية إلى مستوطنات سكنية أو استخدامها في بناء الطرق والمشاريع الصناعية والسياحية. كما أن الاستخدام الفاحش للأسمدة ومبيدات النباتات والحشرات أدى إلى تلوث التربة. ولكن تبقى تعرية الأراضي الناتجة عن الرعي المفرط وإزالة الغابات هي الآفة العظمى التي تحرم الأرض من غطائها النباتي، مما ينتج عنه سيلان مياه الأمطار وانجراف التربة اللذان يؤديان حتما إلى ترسبات في قاع الأنهار والسدود فيفيض ماؤها وتصبح سببا مباشراً في غرق الأراضي المجاورة. ويبقى التصحر أخطر أثراً في الوسط الطبيعي حيث يتجلى في ندرة النباتات والمياه، وتغيير التركيب الكيميائي والفيزيائي للأرض، مثل ارتفاع الملوحة.
[u]
لايمكن طرح مشكلة الأزمة البيئية المعاصرة دون الرجوع إلى النظرية الغربية التي نمت وترعرعت في أحضانها هذه الآفة الناجمة عن الخلفيات سالفة الذكر، وعن الفكر الاقتصادي الليبرالي الذي يترك دائرة العرض والطلب مفتوحة على مصراعيها، وبالتالي فإن اهتمامه ينصب نحو مصلحة المنتج والمستهلك. ولكن هناك طرف ثالث سقط سهواً أو أغفلته النظريات الاقتصادية وهو الإنسان، الذي يكون منتجا تارة ومستهلكا تارة أخرى ثم يتحتم عليه في نهاية الأمر أن يعاني من الآثار المختلفة لتدهور البيئة.
وأمام هذا الفهم الضيق برزت في أوروبا حركات اجتماعية هدفها القيام بالدور الاجتماعي لسد القصور ودفع الضرر من منظور حضاري. وقد عرفت هذه الحركة مرحلتين أساستين:
المرحلة الأولى : كانت في العقدين الأول والثاني من القرن التاسع عشر عندما بدأت الآلة في الانتشار، وبدأ الاستغناء عن اليد العاملة.
المرحلة الثانية : بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما سادت الآلة وتحولت من ظاهرة محلية إلى ظاهرة قومية غطت بلدانا كاملة في أوروبا.
أدى هذا الانتشار إلى بروز حركات عمالية مناهضة وفكر جديد مبني علي مبدإ أن المشكلة ليست في التقنية وإنما بالتحديد في علاقات الإنتاج (الفكر الماركسي). ومهما كان لهذه المفاهيم من أثر في التحولات التي عرفها العالم الغربي، فإنها لم تستطع التغلب على مشكلة البيئة، نظراً إلى أن تقنية الحضارة الغربية بدأت أساساً بالارتكاز على استغلال الموارد الطبيعية دون اكتراث بالمحيط البيئي أي إن هذا السلوك كان غير قادر على التعايش مع شروط سلامة الحياة على وجه الأرض. واليوم نجد أن مشكلة البيئة، أصبحت لديهم شبحاً جاثماً على سائر المستويات، بدءا برجل الشارع حتى الأجهزة السياسية ومراكز القرار.
وتتجلى الأزمة البيئية الغربية المعاصرة في المظاهر التالية.
التلوث البيئي:
يعني التلوث اصطلاحا تكدير الشيء أو تلطيخه.
وينقسم إلى:
*تلوث الهواء والأرض والمياه: وهو ناتج عن النمو الصناعي السريع واحتكاك الإنسان المعاصر بمحيطه الكيميائي بصفة يومية مما يترتب عنه التزايد المفرط للنفايات الكيماوية المتراكمة في الغلاف الأحيائي للأرض، حتى أن بعض المختصين شبهوا هذا الغلاف بإسفنج كبير مملوء بالمواد السامة كـ >DDT< والرصاص >Pb<، والزئبق >Hg<، إلخ...يسبح في فضاء مملوء بالغاز الفحمي، وثاني أوكسيد الكبريت (SO2)، وأوكسيد الكاربون (CO) وثاني أوكسيد الأزوت NO2 وغير ذلك من المواد السامة مما تستحيل معه الحياة البشرية. ويشكل الغاز الفحمي >CO2< الحلقة الكبرى التي أدت إلى بروز أثر البيت الزجاجي>Effet de serre< الذي أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة على وجه الأرض، وزيادة الفيضانات بسبب ذوبان الثلوج القطبية. ويمكن أن نقسم هذا التلوث إلى مجالين اثنين:
أ) المجال الكيميائي: يهم هذا التلوث الجوانب التالية من البيئة:
الغلاف الجوي والأرض: يتعلق هذا التلوث بالأنظمة البيئية الأرضية المختلفة التي تتأثر مباشرة بالنفايات التي تتسرب سواء إلى الجو أو إلى الأرض. وهذه النفايات تكون على شكل غازات أو أجزاء صُلبة مختلفة الأشكال والأحجام.
أما الغازات السامة الأكثر انتشاراً فهي أوكسيد الكاربون (CO)، وثاني >أوكسيد< الأزوت >NO2<، والمواد العضوية المتسربة من مداخن المعامل الصناعية أو المداخن المنزلية. وتقدر كمية ثاني >أوكسيد< الكبريت التي تتسرب إلى الأجواء في العالم 120 مليون طن سنويا. ويتسبب هذا الغاز في أمراض عديدة تضر بالنباتات والحيوانات والإنسان (أمراض الربو وأمراض القلب والشرايين).
كما أن الآزوت الطبيعي المتواجد في الغلاف الجوي يتحول إلى ثاني >أوكسيد< الأزوت الذي يقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وهذه هي الحلقة الأولى لانطلاق التفاعلات الكيما ـ ضوئية >Réaction Photochimiques< التي ينتج عنها ما يسمى الضباب الدخاني >Smogs oxydants< وهو مكون من عدة مواد يشكل الأوزون (O3) أخطر مركب متواجد داخلها. يضاف إلى هذا غاز البروكسياستيل نترات >PAN< >Peroxyacetyl Nitrate< الذي يتكون بتفاعل مع الغازات الناتجة عن المحروقات النّفطية لمحركات السيارات. ويشكل >PAN< والأوزون مواد سامة خطيرة بالنسبة للنباتات والإنسان (التهاب العيون). هذا وتقدر كمية الغازات المتسربة في محركات السيارات بالنسبة لكل 1000 لتر من البنزين بـ :
ـ 290 كيلو غرام من >أوكسيد الكربون< >CO<
ـ 33 كيلو غرام من مواد نفظية غير محترقة
ـ 11 كيلو غرام من ثاني >أوكسيد الأزوت< >NO2<
ـ كيلو غرام واحد من ثاني >أوكسيد الكبريت< >SO2<
هذا فيما يخص الغلاف الجوي.
أما القشرة الأرضية فيكون مصدر تلوثها ناتج عن تلطخها بأجزاء صُلبة من المعادن كالرصاص، والنحاس، والزنك، والكدميوم، إلخ... إضافة إلى أن مبيدات الأعشاب والحشرات وكذلك الأسمدة الكيميائية تبقى المصدر الرئيس لتلوث الأرض، كما يجب أن لا ننسى الفوسفاط الطبيعي الذي يحتوي على مواد معدنية مشعة كاليورانيوم.
تلوث المياه: تتسرب جل هذه المواد (الغازات أو الأجزاء الصُّلبة) إلى المياه الباطنية، أو إلى مياه البحار والأنهار والأودية، وذلك من خلال الصرف الطبيعي أو من إلقاء هذه المواد مباشرة في تلك الأماكن من قبل المعامل الصناعية أو مجاري الصرف الصحي أو من قبل ناقلات النفط أو السفن العادية. ومياه الصرف هذه تكون محملة بالمواد التالية : الآزوت (N)، الفسفور(P) والبوتاسيوم (K).
يؤثر هذا التلوث على جودة المياه مما يؤدي إلى نقص كبير في النشاط الأحيائي للماء، ويتسبب هذا في تكاثر الجراثيم الضارة التي تعيش في بيئة لاهوائية >Anaérobie<.
يبقى النِّفط المادة الملوثة رقم 1 في العالم، حيث تقدر الكمية التي تلقى في المياه الموجودة على سطح الأرض ب 3x106 طن سنويا. أضف إلى ذلك الحوادث التي تعرفها ناقلات النفط والتي نذكر منها حادثة >Torrey canyon< التي نتج عنها إتلاف 100 000 طن من الطحالب و350 000 طن من الحيوانات، تقدر قيمتها المالية بمليون دولار أمريكي.
ب) المجال الفيزيائي: يتعلق هذا المجال بـ :
ـ التلوث الضوضائي: الناجم عن النشاط الصناعي، الطيران المدني والحربي، والموسيقى الصاخبة، إلخ... ويترتب عن هذا عدة أمراض نفسية (الاضطرابات النفسية، و الإرهاق والصمم ...الخ).
ـ التلوث الحراري : يكون مصدر هذا التلوث أجهزة التبريد المستعملة في معامل الطاقة الحرارية أو معامل الطاقة الذرية، ويترتب عليه ارتفاع درجة الحرارة في المحيط المباشر لهذه المعامل، وبالأخص الأنهار التي تعرف تدهوراً بيئياً كبيراً يتمثل في انقراض الموارد الأحيائية من أسماك وطحالب.
ـ النفايات الصُّلبة الناتجة عن النشاط المنجمي والنفايات المنزلية.
ـ النفايات السامة والنفايات المشعة.
التلوث الإشعاعي: وهو أخطر تلوث يهدد البشرية. وينتج عنه تسرب مواد مشعة إلى مكونات البيئة: الماء والهواء والتربة، ومصادر هذا التسرب عديدة وتشكل خطورة على حياة الإنسان والحيوان عند دخول هذه المواد الجسم.
ويعتبر التلوث الإشعاعي لطبقات الهواء المغلفة لسطح الأرض هو دخول هذه المواد المشعة ـ غازية أو ترابية ـ في طبقة سمكها 3000-200 متر فوق سطح الأرض. وتتحرك هذه المواد في الغلاف الجوي حسب عوامل كثيرة أهمها درجات الحرارة المختلفة لطبقة الهواء. ويعتبر المطر من أهم العوامل المقاومة حيث يقوم بغسل الهواء من هذه المواد.
أما التلوث الإشعاعي للماء فيشمل تسرب أو سقوط مواد مشعة في مياه البحار، والأنهار، والأودية والبحيرات وكذلك المياه الجوفية. تتحرك المواد المشعة في الماء حسب عوامل كثيرة، منها: نوع الماء وحركاته، وكذلك عوامل الخلط والترسب، والخاصيات الكيميائية للمادة المشعة، والخاصيات الفيزيائية للماء.
أما التلوث الإشعاعي الذي يصيب التربة فيتداخل من تلوث المياه الجوفية وكذلك مع امتصاص المادة المشعة ببذور الزراعات المختلفة، وسقوط المواد المشعة على نصل أوراق هذه الزراعات. وتتعامل المواد المشعة مع التربة طبقا لعوامل كثيرة، من أهمها : نوع التربة ودرجة حرارتها ورطوبتها.
ولابد أن نشير هنا إلى أكبر فاجعة عرفتها البشرية وهي : انفجار القنبلتين الذريتين في هيروشيما ونكازكي باليابان، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وانفجار المعمل الحراري بـ " تشيرنوبل< في عهد الاتحاد السوفياتي.
* انقراض الأصناف النباتية والحيوانـــية واســتنزاف الموارد الطبيعية :
يصعب جداً وضع أو إعطاء إحصاءات دقيقة فيما يتعلق بـالأصناف التي انقرضت أو التي في طريق الانقراض حاليا من هذه الأحياء والموارد. ويرجع هذا إلى عدم انتظام رصد وجمع المعلومات الأساسية. لذا، فإن بعض الأنواع سوف تنقرض قبل أن يتم اكتشافها أو وصفها. وقد تكتشف أنواع أخرى تكون قد انقرضت بعد مضي سنوات عديدة، بسب عدم كفاية الرصد.
لهذا السبب خلص معظم الأخصائين أن ربع مجموع التنوع الأحيائي على وجه الأرض يتعرض لخطر الانقراض خلال فترة تتراوح بين 30-20 سنة مقبلة، إذا ما لم يتم وضع حد أو شروط لاستغلال الموارد الطبيعية. هذا ويمكن أن نقول إن بين سنة 1996 وسنة 2020،سوف تنقرض أحياء في الغابات الاستوائية تقدر بين %15-6 من الأنواع في العالم، وهذا يعني احتمال فقدان 50000-15000 نوع سنوياً أو140-40 نوعاً يومياً وقد سجل مركز الرصد البيئي أن نحو 220 000 نوع من النباتات والحيوانات تتعرض للانقراض بالفعل.
وترجع أسباب الانقراض إلى تحول البنيات البيئية التي تعيش فيها هذه الكائنات. أما العوامل الرئيسية التي تؤثر في تغيير محيط الحياة والتي تؤدي إلى تدهور البيئة، فيمكن إيجازها في النشاط البشري المتمثل في تكثيف أعمال الزراعة والتجريف والتوسع في المستوطنات السكنية، والتغيير المستمر في شكل الأرض ومجاري المياه، وبناء الطرق وشق خطوط أنابيب المياه والصرف الصحي والغاز، وإقامة السدود، وحفر المناجم وتشييد الموانىء والمطارات والمعامل الصناعية.
وتندفع الحركة المعاصرة إلى استصلاح وزراعة المناطق الصالحة أصلا للزراعة، في مقابل تحويل أراضٍ زراعية إلى مستوطنات سكنية أو استخدامها في بناء الطرق والمشاريع الصناعية والسياحية. كما أن الاستخدام الفاحش للأسمدة ومبيدات النباتات والحشرات أدى إلى تلوث التربة. ولكن تبقى تعرية الأراضي الناتجة عن الرعي المفرط وإزالة الغابات هي الآفة العظمى التي تحرم الأرض من غطائها النباتي، مما ينتج عنه سيلان مياه الأمطار وانجراف التربة اللذان يؤديان حتما إلى ترسبات في قاع الأنهار والسدود فيفيض ماؤها وتصبح سببا مباشراً في غرق الأراضي المجاورة. ويبقى التصحر أخطر أثراً في الوسط الطبيعي حيث يتجلى في ندرة النباتات والمياه، وتغيير التركيب الكيميائي والفيزيائي للأرض، مثل ارتفاع الملوحة.
[u]
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري