صميم برنامج تدريبي مقترح قائم على تفريد التعليم لتوظيف المعلمات لتقنيات التعليم الحديثة في التدريس

تصميم برنامج تدريبي مقترح قائم على تفريد التعليم لتوظيف المعلمات لتقنيات التعليم الحديثة في التدريس




إن إيقاع التغير التقني يفرض على الجميع دون استثناء التهيؤ والاستعداد للتغير, ففي عالم مطرد التغير, يُعد التعليم هو الاستعداد الأمثل حتى يكون المرء قادرًا على مواجهة هذا التعير, فالأشخاص الأنسب تعليمًا هم الأفضل أداء.فقد أصبحت مسؤولية مؤسسات التعليم إعداد وتخريج نوعية جديدة من المتعلمين لا تحوز المعرفة وأدواتها فحسب, وإنما تمتلك القدرة على التعلم مدى الحياة (التعلم المستمر), وعلى تطوير معارفها ومهاراتها مستخدمة كل ما يوفره مجتمع التعلم من فرص للتعلم والنمو, استثمارًا للكنز المكنون داخل كل إنسان.


وإعداد هذا النوع من الخريجين يتعذر تحقيقه في ظل نظام تعليمي نمطي يعتمد على التلقين والاسترجاع وإنما يتطلب نظم تعليمية جديدة, لتشكيل عقل وفكر جديد, لعالم وتقنية جديدة.ومن النتائج الحتمية لإيقاعات العصر التقنية حاجات المعلمين إلى مهارات ومعارف واتجاهات جديدة لمواجهة هذه الإيقاعات, التي تتزامن مع عدد كبير من المشكلات التعليمية,


وتمشيًا مع هذه الحاجات فقد أوصت الكثير من الأبحاث والدراسات بالاهتمام بتدريب المعلمين أثناء الخدمة لتزويدهم بالكفايات اللازمة لزيادة فعالية تدريسهم, وإقامة دورات تدريبية للمعلمين لإطلاعهم على المستجدات في مجال التربية والتعليم عمومًا وتقنيات التعليم بصفة خاصة, وإعادة النظر في برامج إعداد المعلمين والمعلمات وبرامج تدريب المعلمين والمعلمات أثناء الخدمة بما يتماشى مع الاتجاهات الحديثة في ذلك, وبما يتناسب مع حاجاتهم.


وقد بدأ تدريب المعلمين يشهد تجديدًا في نظمه وأساليبه, ويمثل تفريد التدريب أثناء الخدمة أحد المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الاتجاهات المعاصرة في التخطيط المرن للدورات التدريبية للمعلمين أثناء الخدمة.وتعتبر التقنيات التعليمية الحديثة من أهم العوامل في تطوير وتنمية التعليم من خلال توفير التعلم الذاتي والمستمر والتعلم عن بعد والتعلم بالحاسوب والإنترنت,


فإذا كانت العملية التعليمية تحتاج للتطوير والتغلب على ما تواجهه من مشكلات تعليمية تتمثل في ازديات أعداد الطلاب, والتركيز على التدريس اللفظي, وعدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب في القدرات والاهتمامات, وجمود المقررات الدراسية رغم تطور المعارف, فإن استخدام تقنيات التعليم الحديثة وتوظيفها في المواقف التعليمية سوف يساهم في إيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلات التعليمية, كما أثبتت ذلك نتائج البحوث والدراسات.


في ضوء ما سبق هدف البحث إلى :1 – تحديد أهم تقنيات التعليم الحديثة التي تمثل احتياجات تدريبية للمعلمات بالمرحلتين المتوسطة والثانوية.2 – اختيار أحد نماذج تصميم البرامج التدريبية لبناء البرنامج التدريبي المقترح في ضوئه.3 – تصميم برنامج تدريبي مقترح قائم على مدخل تفريد التعليم لتدريب المعلمات على توظيف تقنيات التعليم الحديثة في المواقف التعليمية بالمرحلتين المتوسطة والثانوية.


إجراءات البحث :تم استخدام المنهج الوصفي في وصف الواقع, تحليل معطياته من خلال مراجعة البحوث والدراسات السابقة والأدبيات والدوريات العربية والأجنبية, للتعرف على الاتجاهات العالمية الحديثة في مجال تقنيات التعليم, ومن ثم تحديد أهم هذه التقنيات الحديثة التي يمكن تقديمها للمعلمات, وتزويد المعلمات أثناء الخدمة بها وكيفية توظيفها في المواقف التعليمية من خلال البرنامج التدريبي المقترح, وذلك من أجل تطوير كفاءاتهم المهنية مما يساهم في تطوير وإثراء العملية التعليمية.


واعتمدت الباحثة على استبانة من تصميمها ضمت أهم التقنيات التعليمية الحديثة, وقد أسفرت نتائج التحليل الإحصائي للاستبانة (أداة البحث) عن أن تقنية التعليم بمساعدة الحاسوب كاستراتيجية من استراتيجيات تفريد التعليم تحتل المرتبة الأولى في الأهمية من وجهة نظر كل من أعضاء هيئة التدريس, والمشرفات التربويات, وعينة المعلمات, وبالتالي تم اختيار هذه التقنية كإحدى تقنيات التعليم الحديثة التي ينبغي تقديمها للمعلمات في البرنامج التدريبي المقترح, كما تم اختيار باقي التقنيات التي يشملها البرنامج التدريبي بما يساهم في توضيح وتسهيل دراسة هذه التقنية, وبما يتماشى مع معطيات الواقع العملي وما يمكن تنفيذه في ضوء الإمكانات المتاحة.


ويمكن تفصيل ما اتبعته الباحثة للإجابة على أسئلة البحث وتحقيق أهدافه في الإجراءات التالية :1 – تحليل محتوى الدراسات والبحوث السابقة العربية والأجنبية ذات العلاقة بموضوع البحث الحالي, وذلك لتحديد الاتجاهات العالمية الحديثة في مجال تقنيات التعليم, وفلسفة وإستراتيجيات تفريد التعليم لإعداد الإطار النظري وأداة البحث.


2 – تحديد أهم تقنيات التعليم الحديثة اللازمة لمعلمة المرحلة المتوسطة والثانوية أثناء الخدمة لتصميم استبانة (أداة البحث) من قبل الباحثة, تتضمن (18) تقنية من تقنيات التعليم الحديثة, وتم استطلاع رأي مجموعة من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في مجال تقنيات التعليم والمناهج وطرائق التدريس, ومجموعة من المشرفات التربويات في المرحلة المتوسطة والثانوية فيها, ومن ثن تم تطبيقها على مجموعة من المعلمات.


3 – تم استخلاص النتائج الكمية ومعالجتها إحصائيًا ثم مناقشتها لتحديد أهم تقنيات التعليم الحديثة اللازمة للمعلمات أثناء الخدمة.4 – تصميم وبناء البرنامج التدريبي المقترح لتضمين أهم تقنيات التعليم الحديثة اللازمة للمعلمة في المرحلة المتوسطة والثانوية, وذلك باتباع خطوات نموذج كمب Kemp (1985) لتصميم البرامج التدريبية, حيث يفيد هذا النوع من النماذج مع الموديولات التعليمية التي تم استخدامها في تقديم محتوى البرنامج التدريبي, وقد مر تصميم البرنامج التدريبي المقترح بالخطوات التالية :


أ – تحديد الأهداف العامة للبرنامج التدريبي.ب – تحديد خصائص المتدربين.جـ- تحديد الأهداف التدريبية.د – تحديد محتوى البرنامج التدريبي.هـ - بناء الاختبار القبلي.و – تصميم نشاطات التعليم / التعلم.ز – تحديد خدمات الدعم والمساندة.ح – التقويم.


5 – ضبط البرنامج التدريبي المقترح وحساب صدقه عن طريق :أ – عرض البرنامج على مجموعة من المحكمين من أعضاء هيئة التدريس في تقنيات التعليم والمناهج وطرائق التدريس وبعض المشرفات التربويات للمرحلة المتوسطة والثانوية.ب – تطبيق بعض موديولات البرنامج على عدد من معلمات المرحلة المتوسطة والثانوية بمدينة الرياض.


6– تم تعديل البرنامج بصورة نهائية في ضوء آراء المحكمين وأصبح جاهزًا للتطبيق على معلمات المرحلة المتوسطة والثانوية أثناء الخدمة في المملكة العربية السعودية