ملخص رسالة دكتوراه
صلاح عبد السميع عبد الرازق :تطوير منهج التاريخ بالمرحلة الثانوية على ضوء متطلبات الثقافة التاريخية ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، قسم المناهج وطرق التدريس ، 2000م
مقدمـــــة
تعد مرحلة التعليم الثانوي مرحلة متميزة من مراحل نمو المتعلمين إذ تقع عليها تبعات أساسية وذلك للوفاء بحاجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم وإعدادهم في الوقت ذاته للوفاء باحتياجات المجتمع ومتطلباته التنموية ،وهى بحكم طبيعتها وموقعها في السلم التعليمي تقوم بدور تربوي واجتماعي متوازن،إذ تعد طلابها لمواصلة تعليمهم في الجامعات والمعاهد العليا ،كما تهيؤهم للانخراط في الحياة العملية من خلال الكشف عن ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم ،والعمل على تنمية تلك القدرات بما يساعدهم على اختيار المهنة أو الدراسة التي تتناسب وخصائصهم.
( 84: 173 )*
ويعد التعليم الثانوي من المراحل المهمة التي تحتل موقعاً رئيساً في النظم التعليمية الحديثة في البلاد المتقدمة والنامية على حد سواء لما لها من أثر في تشكيل الشباب في فترة المراهقة ،بالإضافة إلى الدور المهم الذي تلعبه في تكوين المواطن السوي القادر على مواجهة متطلبات الحياة بفهم ووعى .( 50: 12 )
ولعلنا ندرك خطورة المرحلة الثانوية باعتبارها مرحلة عمرية حرجة تحتم على المناهج بشكل عام ومناهج التاريخ بشكل خاص، أن تسعى إلى تشكيل شخصية الطالب بحيث يصبح على وعى بالقضايا والمواقف والأحداث التاريخية من خلال فهم مستنير وتحليل دقيق وتعليل واضح للموضوعات المتضمنة في المنهج ، ولن يتحقق ما سبق إلا من خلال منهج مبنى على أسس واضحة ، يعكس فلسفة المجتمع ،ويراعى طبيعة طلاب المرحلة ، وينطلق من خلال أهداف محددة سلفاً،وفى نفس الوقت لا يتجاهل الاتجاهات العالمية في مجال تطويره ،فيأخذ منها ما يناسبه،ويدع مالا يتفق معه، منهج تتكامل من خلاله كافة عناصره ،فتحقق أهدافه بصورة مرضية.
وإذا كان المنهج المدرسي هو الوسيلة الرئيسة التي يستخدمها أي نظام مجتمعي في ترجمة أهدافه ونقلها إلى الناشئة، لإحداث التغيرات التي يرغبها وينشدها منهم ،وفى ضوء ذلك فإن المناهج الدراسية يجب أن تكون مرآة صادقة تعكس ظروف المجتمع الحقيقية، سهلها وصعبها ،حلوها ومرها ،ما يؤمن به المجتمع من مفاهيم وقيم ومعارف ومهارات ،وما يرتبط به من أنواع النشاط المختلفة .
وخلاصة ما سبق قوله ، ينبغي أن يكون المنهج المدرسي شديد الصلة بالنسيج الاجتماعي العام للمجتمع ،لأن المنهج السليم هو الذي يرتبط ارتباطاً عضوياً بظروف المجتمع وبالمتغيرات المختلفة التي يمر بها. ( 109 : 5 )
والواقع أن التغير الاجتماعي والتكنولوجي يشهد بأن المناهج التعليمية التي نسير عليها في الوقت الحاضر، لا تصلح لإعداد الأجيال الجديدة لمواجهة التحديات المواكبة للعصر الحاضر والمستقبل ، بالإضافة إلى كونها لا تعد المتعلم بما يسمح له بالتكيف مع المعارف الجديدة والتغيرات المتلاحقة التي تشهدها الساحة العالمية ،وربما يرجع السبب في هذا إلى أن تلك المناهج- وأخص منها منهج التاريخ- لازالت تهتم بالكم دون الاهتمام بالكيف ،وبالتالي فقدت روح التجديد والتغيير الذي يتطلبه العصر، وبذلك فإن دراسة المناهج الدراسية بشكل تحليلي نقدي ،تعد بمثابة خطوة مهمة على طريق الاهتمام بالعملية التعليمية ككل والعمل على تطويرها .
هذا ولم تعد أهمية مناهج التاريخ في حياة الأمم الآن موضع شك ،ولم تعد مكانة علم التاريخ في مناهج المدارس على اختلاف مراحلها الآن موضع تساؤل ،ولقد غبر زمان كان أهله يرددون وراء "كريستوفر دوسن "قوله: "ما أسعد أمة ليس وراءها تاريخ "وانقضى عصر كان مربوه يؤمنون بما ذهب إليه "جان جاك رو سو "من أن الحمقى هم الذين يسمحون لأولادهم بأن يتعلموا التاريخ (122: خ ).
لقد كان علم التاريخ في الماضي علم تثبيت الحاضر وتبرير أحواله ،والمحافظة على حسناته وعلى حماقاته على حد سواء .ومن ثم كان التاريخ من وسائل الرجعية ومحاربة التقدم .ولهذا ذهب بعض الفلاسفة إلى أن الأمة السعيدة هي تلك التي ليس من ورائها تاريخ يشدها إلى الماضي ويكبلها بقيوده فلا تتطور ولا تتقدم. أما الآن ،وبعد أن آمنت الأمم بضرورة التقدم والتطور ،واعتبرتهما من أهم وظائف المفكرين والحكام ،فقد أصبح التاريخ علم دراسة حركة الزمن ورصد اتجاهات التطور ،وأصبح من أدوات المجتمعات في معركة التطور والرقى.
والحقيقة أن للتاريخ أهمية عظمى في بناء الأمم ، والمحافظة على هويتها وشخصياتها بل وعلى قوتها ، وقدرتها على الشموخ والاستطالة والاستمرار، فهو جذور الأمة التي تضرب بها في الأعماق ، فلا تعصف بها الأنواء ، ولا تزلزلها الأعاصير ، ولا يفتنها الأعداء 00 وهو ذاكرة الأمة ، والذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماماً ، وبها تعي الأمة ماضيها ، وتفسر حاضرها ، وتستشرف مستقبلها 0 (37 : 54- 55 ) 0
وأود أن أذكر أن التاريخ باعتباره مادة دراسية كان ضمن مناهج التعليم في مصر الفرعونية ،والشاهد على ذلك أن علماء الآثار قد عثروا على كراسات لتلاميذ مكتوب فيها بخطهم موضوعات تاريخية تمثل تاريخ أمتهم ،ومعارك الفرعون ورحلاته ،وغيرها من الموضوعات التاريخية التي تقطع الشك بأن التاريخ لم يكن ضمن المواد الدراسية في مصر منذ أقدم العصور (122: 73 )
صلاح عبد السميع عبد الرازق :تطوير منهج التاريخ بالمرحلة الثانوية على ضوء متطلبات الثقافة التاريخية ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، قسم المناهج وطرق التدريس ، 2000م
مقدمـــــة
تعد مرحلة التعليم الثانوي مرحلة متميزة من مراحل نمو المتعلمين إذ تقع عليها تبعات أساسية وذلك للوفاء بحاجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم وإعدادهم في الوقت ذاته للوفاء باحتياجات المجتمع ومتطلباته التنموية ،وهى بحكم طبيعتها وموقعها في السلم التعليمي تقوم بدور تربوي واجتماعي متوازن،إذ تعد طلابها لمواصلة تعليمهم في الجامعات والمعاهد العليا ،كما تهيؤهم للانخراط في الحياة العملية من خلال الكشف عن ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم ،والعمل على تنمية تلك القدرات بما يساعدهم على اختيار المهنة أو الدراسة التي تتناسب وخصائصهم.
( 84: 173 )*
ويعد التعليم الثانوي من المراحل المهمة التي تحتل موقعاً رئيساً في النظم التعليمية الحديثة في البلاد المتقدمة والنامية على حد سواء لما لها من أثر في تشكيل الشباب في فترة المراهقة ،بالإضافة إلى الدور المهم الذي تلعبه في تكوين المواطن السوي القادر على مواجهة متطلبات الحياة بفهم ووعى .( 50: 12 )
ولعلنا ندرك خطورة المرحلة الثانوية باعتبارها مرحلة عمرية حرجة تحتم على المناهج بشكل عام ومناهج التاريخ بشكل خاص، أن تسعى إلى تشكيل شخصية الطالب بحيث يصبح على وعى بالقضايا والمواقف والأحداث التاريخية من خلال فهم مستنير وتحليل دقيق وتعليل واضح للموضوعات المتضمنة في المنهج ، ولن يتحقق ما سبق إلا من خلال منهج مبنى على أسس واضحة ، يعكس فلسفة المجتمع ،ويراعى طبيعة طلاب المرحلة ، وينطلق من خلال أهداف محددة سلفاً،وفى نفس الوقت لا يتجاهل الاتجاهات العالمية في مجال تطويره ،فيأخذ منها ما يناسبه،ويدع مالا يتفق معه، منهج تتكامل من خلاله كافة عناصره ،فتحقق أهدافه بصورة مرضية.
وإذا كان المنهج المدرسي هو الوسيلة الرئيسة التي يستخدمها أي نظام مجتمعي في ترجمة أهدافه ونقلها إلى الناشئة، لإحداث التغيرات التي يرغبها وينشدها منهم ،وفى ضوء ذلك فإن المناهج الدراسية يجب أن تكون مرآة صادقة تعكس ظروف المجتمع الحقيقية، سهلها وصعبها ،حلوها ومرها ،ما يؤمن به المجتمع من مفاهيم وقيم ومعارف ومهارات ،وما يرتبط به من أنواع النشاط المختلفة .
وخلاصة ما سبق قوله ، ينبغي أن يكون المنهج المدرسي شديد الصلة بالنسيج الاجتماعي العام للمجتمع ،لأن المنهج السليم هو الذي يرتبط ارتباطاً عضوياً بظروف المجتمع وبالمتغيرات المختلفة التي يمر بها. ( 109 : 5 )
والواقع أن التغير الاجتماعي والتكنولوجي يشهد بأن المناهج التعليمية التي نسير عليها في الوقت الحاضر، لا تصلح لإعداد الأجيال الجديدة لمواجهة التحديات المواكبة للعصر الحاضر والمستقبل ، بالإضافة إلى كونها لا تعد المتعلم بما يسمح له بالتكيف مع المعارف الجديدة والتغيرات المتلاحقة التي تشهدها الساحة العالمية ،وربما يرجع السبب في هذا إلى أن تلك المناهج- وأخص منها منهج التاريخ- لازالت تهتم بالكم دون الاهتمام بالكيف ،وبالتالي فقدت روح التجديد والتغيير الذي يتطلبه العصر، وبذلك فإن دراسة المناهج الدراسية بشكل تحليلي نقدي ،تعد بمثابة خطوة مهمة على طريق الاهتمام بالعملية التعليمية ككل والعمل على تطويرها .
هذا ولم تعد أهمية مناهج التاريخ في حياة الأمم الآن موضع شك ،ولم تعد مكانة علم التاريخ في مناهج المدارس على اختلاف مراحلها الآن موضع تساؤل ،ولقد غبر زمان كان أهله يرددون وراء "كريستوفر دوسن "قوله: "ما أسعد أمة ليس وراءها تاريخ "وانقضى عصر كان مربوه يؤمنون بما ذهب إليه "جان جاك رو سو "من أن الحمقى هم الذين يسمحون لأولادهم بأن يتعلموا التاريخ (122: خ ).
لقد كان علم التاريخ في الماضي علم تثبيت الحاضر وتبرير أحواله ،والمحافظة على حسناته وعلى حماقاته على حد سواء .ومن ثم كان التاريخ من وسائل الرجعية ومحاربة التقدم .ولهذا ذهب بعض الفلاسفة إلى أن الأمة السعيدة هي تلك التي ليس من ورائها تاريخ يشدها إلى الماضي ويكبلها بقيوده فلا تتطور ولا تتقدم. أما الآن ،وبعد أن آمنت الأمم بضرورة التقدم والتطور ،واعتبرتهما من أهم وظائف المفكرين والحكام ،فقد أصبح التاريخ علم دراسة حركة الزمن ورصد اتجاهات التطور ،وأصبح من أدوات المجتمعات في معركة التطور والرقى.
والحقيقة أن للتاريخ أهمية عظمى في بناء الأمم ، والمحافظة على هويتها وشخصياتها بل وعلى قوتها ، وقدرتها على الشموخ والاستطالة والاستمرار، فهو جذور الأمة التي تضرب بها في الأعماق ، فلا تعصف بها الأنواء ، ولا تزلزلها الأعاصير ، ولا يفتنها الأعداء 00 وهو ذاكرة الأمة ، والذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماماً ، وبها تعي الأمة ماضيها ، وتفسر حاضرها ، وتستشرف مستقبلها 0 (37 : 54- 55 ) 0
وأود أن أذكر أن التاريخ باعتباره مادة دراسية كان ضمن مناهج التعليم في مصر الفرعونية ،والشاهد على ذلك أن علماء الآثار قد عثروا على كراسات لتلاميذ مكتوب فيها بخطهم موضوعات تاريخية تمثل تاريخ أمتهم ،ومعارك الفرعون ورحلاته ،وغيرها من الموضوعات التاريخية التي تقطع الشك بأن التاريخ لم يكن ضمن المواد الدراسية في مصر منذ أقدم العصور (122: 73 )
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري