القياس والتقييم والتقويم

مقدمة


مفهوم القياس والتقييم والتقويم

يحتل القياس والتقويم مكانة هامة في العلوم المختلفة وفي جميع مجالات الحياة الإنسانية المعاصرة ، وترجع عملية القياس والتقويم إلى أقدم العصور أي ما قبل التاريخ في ذلك الزمن الذي كان الإنسان يقدر الأحكام على كل ما يحيط به ويجري مقارنة بين الأشخاص والأشياء فيحكم على شخصين بأن أحدهما طويل والأخر قصير أو بأن أحدهما قوي والأخر ضعيف
كما كان يفاضل بين الأشياء عن طريق المقايضة خصوصاً في حالة البيع والشراء وتبادل الحاجات
ولكن بمرور الزمن تعقدت المجتمعات البشرية الأمر الذي أدى أن يأخذ القياس طابع أخر ومع الاستمرار في تعقيدات الحياة ازدادت الحاجة إلى قياس أدق وتقويم أشمل الحياة ازدادت الحاجة إلى قياس أدق وتقويم أشمل :

اولا:التعريف الإجرائي للقياس
 العملية التي تحدد بوساطتها كمية ما يوجد في الشيء من الخاصية: او السمة التي نقيسها.

التقييم:
هو إصدار أحكام على قيمة الشيء الذي تم قياسه استنادا إلى معيار معين ، والتقييم في التربية هو تقرير مدى العلاقة بين مستوى التحصيل وبين الأهداف التربوية المنشودة ، أو العملية التي يحكم من خلالها على مدى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ومدى التطابق بين الأهداف والأداء.
مفهوم التقويم:

التقويم بمفهومه الواسع عملية يتم بواسطتها إصدار أحكام على الشيء المراد قياسه في ضوء ما يحتوي من الخاصية، ثم نسبتها إلى قيمة متفق عليها.

وفي التربية فان عملية التقويم تعنى بالتعرف على مدى تحقيق الطالب من الأهداف المخطط لها واتخاذ القرارات بشأنها.

مثال:اذا كانت العلامة الكلية على اختبار للرياضيات (70) وأن علامة النجاح (35) فانه يمكن إصدار حكم على كل طالب من الطلاب(ناجح أو راسب) في ضوء العلامات التي حصل عليها في الاختبار.وإذا كان متوسط علامات طلاب الصف(50) فانه يمكن اصدار حكم ممتاز ، جيد جدا ، جيد ، متوسط أو ضعيف على تحصيل الطالب في ضوء علامته على الاختبار بعد تحديد قربها أو بعدها عن العلامة (50).

مما تقدم يتضح أن التقويم الصفي لا يكتفي بتحديد مدى تحصيل الطالب الذي تم بعملية القياس بل يتعداها إلى المقارنة والوصف وتحديد قيمته في ضوء معايير أو مستويات قبل إصدار الأحكام أو القرارات

ويعرفواايضا:
القياس ( Measurement ) : هو العملية التي يمكن بواسطتها تعيين قيم عددية لصفات الأشياء أو خصائصها وفق شروط معينة .

التقييم ( Assessment ) : إصدار حكم في ضوء معايير محددة. كان تقول عن طالب في ضوء معايير محددة انه : ممتاز -جيد - ضعيف وهكذا.......فمثلا لو قلت لك : اشتريت سيارة بـ25ألف فإنك لن تستطيع ان تنتقدني أو تمدحني في عملية الشراء إلا بعد معرفتك لعدد من المعايير الضرورية لإصدار الحكم مثل : موديل السيارة - مستوى نظافتها - نوع السيارة .............. أي انك تصدر في التقييم حكما اعتمادا على معايير محددة. (

ويرى علماء اللغة عدم استخدام لفظة التقييم لأن كلمة التقويم هي الأصل نظرا لكون الياء في التقييم أصلها واوا.... لكننا في المناهج والتربية نستخدم التقييم .
وحين نحصر أنفسنا في الميدان التربوي نجد أن التقييم يتضمن قبل كل شيء تحديد الأهداف التربوية المنشودة ثم دراسة مدى تقدم التلاميذ نحو تحقيق هذه الأهداف، والتعبير عن نتائج الدراسة بالأرقام أو بالأوصاف، ثم إجراء مقارنات وموازنات بالاستناد إلى معايير عمرية أو صفية ، وأخيرا استصدار أحكام على مقدار واتجاه ومناسبة الجهد المبذول من التلاميذ .
فالمقيم إذن يحدد الأوضاع ويدرسها في نطاق الظروف و الأهداف ثم يصدر حكما عليها استنادا إلى معيار أو عدة معايير وشكل منهجي يمكن ان نعرف التقييم فنقول : هو تلك العملية التي يجري من خلالها تحديد الأهداف المنوي تحقيقها ومن ثم دراسة المعطيات في اطار ظروفها كميا أو كيفيا للتعرف على مدى اقترابها من الأهداف ، ومن ثم إصدار الحكم على الأمر المقيم وبيان مدى مناسبة باستخدام معايير أو محكات تصلح لذلك .
التقويم (Evaluation ) : لا يقتصر التقويم على إصدار حكم على قيمة الأشياء ولكن يتجاوز ذلك لاتخاذ القرارات فهو : عملية تشخيصية علاجية وقائية. فنحن مثلا نشخص حالة طالب بأنه ضعيف ثم نحاول علاج الضعف وتزويد الطالب بتوجيهات وقائية لعدم الانتكاس والعودة للضعف مرة أخرى.
القياس والتقييم .
يجب أن تقوم المدرسة بالقياس والتقييم قبل التدريس لتحديد المدخلات السلوكية أو تحديد مستوى التلميذ قبل بدء عملية التدريس ويتم ذلك بتحديد حاجاته ومهاراته وتحصيله واستعداداته للتعلم ، ويدخل ضمن ماسبق كل ما يمتلكه التلميذ ويتدخل في عملية تعلمه ثم تقوم المدرسة بالحكم على هذه المدخلات السلوكية لدى كل طالب بأنها كافية أو غير كافية وهذا ما نسميه بالتقييم المبدئي أو القبلي ، وهو ضروري وأساسي في عملية التدريس إذ أنها لن تنجح بدونه والسبب في ذلك أن الأهداف والخبرات التعليمية يجب أن تصاغ وتصمم في ضوء قدرات التلميذ وإمكانياته ، وإلا فإنه سيعجز عن تحقيقها ، وهناك قياس وتقييم آخر يتم أثناء أو بعد انتهاء الحصة ويسمى بالتقييم التكويني ، وبواسطته نقيم التقدم نحو الهدف ، ومدى فعالية طرق التدريس، ونشخص مشاكل التعلم ، ونحدد أسباب عدم ا لتقدم ونرسم التعليم العلاجي ونعدل في الخطة والأهداف والأنشطة التعليمية بعد الانتهاء من تدريس الوحدة أو المقرر .
يتضح من المحاولات التي بذلت لتحديد معنى كل من القياس والتقييم أن العلاقة بينهما وثيقة، ولكن هناك بعض الفروق الدقيقة يحتاج أن يتبينهما الطالب ومنها :
• إن القياس يشكل جزءاً لا يتجزأ من عملية التقييم ، والقياس لا يتداخل مع عملية التقييم بل هو بعض منها .
• إن القياس مرحلة تتوسط عملية التقييم ، حيث تتقدم على عملية القياس عملية تحديد الأهداف التي يجري القياس لبيان مدى الاقتراب منها ، ثم يتلو عملية القياس عمليات أخرى تنتهي بموقف استصدار الحكم على الأمر الذي تم قياسه.
• إن القياس يحصر نفسه بلغة الأرقام ، بينهما يسمح التقييم لنفسه بأن يعبر بلغة الكيف إلى جانب الكم .
• إن القياس يمكن أن يتم بمعزل عن قياسات أخرى ، أما التقييم فيزداد دقه كلما توافرت قياسات أكثر، تعتمد كمعايير يستعان بها في استصدار الأحكام ..

أنواع التقييم واغراضه :-
يمكن ان نفرق بين نوعين من انواع التقييم على اساس الطريقه الغالبه في جميع الملاحظات والبيانات الضرورية للقيام بالتقييم هما :
1- تقييم ذاتي : يلجأ فيه الفرد إلى المقاييس الذاتية .
2- تقييم موضوعي : حيث يعتمد اساسً على المقاييس الموضوعية في جميع الملاحظات عن موضوع التقييم / أما من حيث استخدام التقييم أو متى نستعمله في العمليه التدريسيه فإننا نفرق بين نوعين هما :-
أ‌- التقييم التكويني (البنائي) : وهو يحدث اثناء تكوين أو تشكيل تعليم التلاميذ وهدفه تصحيح مسار العمليه التدريسيه ومعرفة مدى تقدم التلاميذ وليس وضع العلامات لهم .
ويعرف بأنه " عملية تقيمية منهجية (منظمة) تحدث اثناء التدريس وغرضها تزويد المعلم والمتعلم بتغذية راجعة لتحسين التعليم والتعلم ومعرفة مدى تقدم التلميذ "
أغراض التقييم التكويني
أ‌) أغراض مباشرة رئيسية .
ب‌) أغراض غير مباشرة ثانوية
الأغراض المباشرة

• التعرف على تعلم التلاميذ ومراقبة تقديمهم وتقديمها وتطويرها خطوة بخطوة .
• قيادة تعلم التلاميذ وتوجيهه في الاتجاه الصحيح .
• تحديد الخلل في تعلم التلاميذ .
• الحصول على بيانات لتشخيص عدم فاعلية التدريس .
• مساعدة المدرس على تحسين تدريسه أو ايجاد طرق تدريس بديله .
• اعادة النظر في المناهج أو تعديلها.
• تزويد المعلم والمتعلم بتغذية راجعة .
• وضع خطة للتعلم العلاجي وتعميمه لتخلص التلاميذ من نقاط الضعف .

الأغراض غير المباشرة :-
• تقوية دافعية التعلم لدى التلاميذ وذلك نتيجة للمعرفة الفورية لنتائجه واخطائه وكيفية تصحيحها
• تثبيت التعلم وزيادة الاحتفاظ .
• زيادة انتقال اثر التعلم وذلك عن طريق تأثير المتعلم الجيد السابق في التعلم اللاحق .
أدوات التقييم التكويني :-
1- الأسئلة .
2- الإختبارت القصيرة .
3- التمارين الصفية .
ثانياً : التقييم التجميعي ( الختامي )
ويقصد بـ التقييم الختامي " التقييم الذي يستند الى نتائج الاختبارات التي يعطيها المدرس في نهاية الشهر او في منتصف الفصل أو في نهاية العام الدراسي ثم يقوم برصد نتائجها بدفتر علاماته وفي سجلات المدرسة ليقيم تحصيل التلميذ .

أغراض التقييم الختامي :-
1- رصد علامات الطلاب .
2- إصدار أحكام بالنجاح أو الرسوب أو الأكمال على الطلاب .
3- معرفة مدى تحقيق الأهداف .
4- ضبط العملية التعليمية وذلك بمقارنة الصفوف اللاحقة بنتائج الصفوف السابقة اذا تماثلت بالقدرة الدراسية .
5- الحكم على جهود المعلمين وفعالية المدارس .


الاسم:أسماء عبدالله عبدالرحمن فرحان
القسم: مجال علوم الحياه
المستوى:الرابع