التصحر في اليمن .. مشكلة مزمنة بإنتظار
الحل!
الحل!
التصحر هو تعرض
الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان
الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان
قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. ويؤثر التصحر تأثيراً
مفجعاً على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 بليون دولار سنويًّا
في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها.
في كل سنة يفقد
العالم حوالي 691 كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر، بينما حوالي
ثلث أراضي الكرة الأرضية معرضة للتصحر بصفة عامة. ويؤثر التصحر على القارة الإفريقية
بشكل خاص، حيث تمتد الصحاري على طول شمال أفريقيا تقريباً. كما أنها أصبحت تمتد جنوباً،
حيث إنها اقتربت من خط الاستواء بمقدار 60 كم عمَّا كانت عليه من 50 سنة، وفي أكثر
من 100 بلد من بلاد العالم يتأثر ما يقارب البليون نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ
عددهم 6 بلايين نسمة بعملية تصحر أراضيهم؛ مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى
المدن من أجل كسب العيش.
يخلق التصحر جوًّا
ملائمًا لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح، مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر
موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء. وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة (World Wide Fund for Nature)
فقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين سنتيّ 1970م و1995م.
حيث تثير الرياح
الأتربة في الصحاري والأراضي الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم، وتصل
الأتربة من صحاري إفريقيا إلى أوروبا من خلال رياح الباسات حتى أنها تصل إلى أراضي
الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم استنشاق تلك الأتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدلات
المرض والوفاة.
يحتفل العالم يوم
17 يونيو من كل عام باليوم العالمي لمواجهة التصحر والجفاف.
أسباب التصحر
بالإضافة إلى تأثير
عوامل الطقس على عملية التصحر فإن الكثير من العوامل البشرية أيضًا تؤدي إليها:
* الاستغلال المفرط أو غير مناسب للأراضي الذي
يؤدي إلى استنزاف التربة.
* إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة الأرض.
* الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها.
* أساليب الريّ الرديئة بالإضافة إلى الفقر وعدم
الاستقرار السياسي أيضًا كل هذا يؤثر سلبًا على الأراضي الزراعية.
تساهم في التصحر
تغيرات المناخ:
-ارتفاع درجة الحرارة
وقلة الأمطار أو ندرتها تساعد علي سرعة التبخر وتراكم الأملاح في الأراضي المزروعة
(فترات الجفاف). -كما أن السيول تجرف التربة وتقتلع المحاصيل مما يهدد خصوبة التربة.
-زحف الكثبان الرملية التي تغطى الحرث والزرع بفعل الرياح. -ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
-الزراعة التي تعتمد علي الأمطار. -الاعتماد علي مياه الآبار في الرى، وهذه المياه
الجوفية تزداد درجة ملوحتها بمرور الوقت مما يرفع درجة ملوحة التربة وتصحرها. -الرياح
تؤدى إلي سرعة جفاف النباتات وذبولها الدائم خاصة إذا استمرت لفترة طويلة. هذا بالإضافة
إلي أنها تمزق النباتات وتقتلعها وخاصة ذات الجذور الضحلة مما يؤدى إلي إزالة الغطاء
النباتى.
وهذا يقودنا إلي
أن نركز أكثر على عاملي الرياح والأمطار الغزيرة أو السيول لما تسببه من انجراف التربة
حيث يجرفان سنويآ آلاف الأطنان من جزيئات التربة التي تحتوى علي المواد العضوية والنيتروجين
والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والكبريت وغيرها من العناصر الأخرى حيث ما تفقده
التربة أكثر مما تنتجه مصانع الأسمدة.
ويعتبر انجراف التربة
من أخطر العوامل التي تهدد الحياة النباتية والحيوانية في مختلف بقاع العالم، والذي
يزيد من خطورته أن عمليات تكون التربة بطيئة جدآ فقد يستغرق تكون طبقة من التربة سمكها
18 سم ما بين 1400 – 7000 سنة، وتقدر كمية الأرضى الزراعية التي تدهورت في العالم في
المائة سنة الأخيرة بفعل الانجراف بأكثر من 23 % من الأراضي الزراعية. - وبالرغم من
أن انجراف التربة ظاهرة طبيعية منذ الأزل إلا أنه ازداد بشكل ملحوظ بزيادة النشاطات
البشرية ونتيجة لمعاملات غير واعية مثل: 1-إزالة الغطاء النباتي الطبيعي. 2-الرعى الجائر
خاصة في الفترة الجافة. 3-المعاملات الزراعية غير الواعية مثل حرث التربة في أوقات
الجفاف غير المناسبة مما يؤدى إلي تفكك الطبقة السطحية من التربة ويجعلها عرضة للانجراف.
* وينقسم الانجراف إلي نوعين هما:
1- الانجراف الريحى.
2- الانجراف المائى.
1-الانجراف الريحي:
يحدث الانجراف الريحي الذي ينتج عنه الغبار والعواصف الترابية في أى وقت وحسب شدة رياح.
ويكون تأثيره شديد في المناطق التي تدهور فيها الغطاء النباتى خاصة عندما تكون سرعة
الريح من 15 – 20 متر/ ثانية فأكثر.
2- الانجراف المائى:
والانجراف المائى ينتج من جريان المياه السطحية أو نتيجة اصطدام قطرات المطر بالتربة.
ويزداد تأثير الانجراف المائي كلما كانت الأمطار غزيرة مما لا تتمكن معه التربة من
إمتصاص مياه الأمطار فتتشكل نتيجة ذلك السيول الجارفة.
التصحر في اليمن .. مشكلة مزمنة بإنتظار الحل!
احتفل العالم في السابع عشر من يونيو باليوم العالمي لمكافحة التصحر الذي
حمل هذا العامشعار «الغابات تحافظ على حيوية
أراضي المناطق الجافة» تجسيداً لاعتماد العام الجاري 2011م عام دولي للغابات.
ويحتفل العالم في 17 يونيو من كل عام لأنه في هذا اليوم اتفقت دول العالم
على مكافحة التصحر من خلال تبني الاتفاقية الدولية لمكافحةالتصحر في باريس عام
1994م، وعقدت العزم على التصدي لهذه المشكلة البيئية ذات التأثير الاقتصادي الكبير
في حياة البشرية ولما لها من مخاطر سلبية خطيرة كالجفاف والفقر وفقدان الأمن الغذائي،
إضافة للمشكلات الاجتماعية كالبطالة والأمية والهجرة.. وغيره .
وتعاني اليمن من مشكلة التصحر
أولاً باعتبارها منطقة شبه جافة ولكن هذه المشكلة اتسعت في العقود الأخيرة جراء العديد
من العوامل منها التدهور البيئي وانحسار الغطاء النباتي وشحة المياه ولكن هذه المشكلة
اتسعت في العقود الاخيرة جراء العديد من العوامل منها التدهور البيئي وانحسار الغطاء
النباتي وشحة المياه إضافة الى الهجرة من الريف الى المدينة وتغير نمط العيش لدى السكان
.
ويعد التصحر في اليمن مشكلة خطيرة ينبغي مواجهتها من خلال إعداد خطط واستراتيجيات
علمية وأكاديمية لإيجاد معالجات وحلول كالاهتمام بالغابات وتنميتها وإصدار تشريعات
خاصة بالغابات وحمايتها, بالإضافة الى تقليص العملية العمرانية ومراقبة عملية التوسع
في المباني والمنشآت .
ويشير التقرير الوطني الثالث المتعلق بتنفيذ الإتفاقية الدولية لمكافحة
التصحر عام 2006م أن المناطق الجنوبية والشمالية والشرقية والتي تضم محافظات حضرموت،
شبوة، مارب، والجوف، تتعرض لدرجة عالية من التصحر جراء زحف الرمال التى يصل ارتفاعها
الى أكثر من 100 متر تقريبا في حين يتسارع الإنجراف نحو الأودية الرئيسية والمرتفعات
الجبلية ومساحات زراعية شاسعة.
وتعد مشكلة التصحر في اليمن سيما بعض المناطق الساحلية أحد الظواهر التي
تواجه التنمية الزراعية وتهدد الموارد الطبيعية والأراضي الزراعية بالتدهور وقد يترتب
عليها أضرارا اقتصادية فادحة نتيجة لتقليص الإنتاج الزراعي وانكماش الرقعة الزراعية
التى تعد مصدرا أساسيا لتوفير الأمن الغذائي لغالبية السكان واحتياجاتهم المعيشية والاقتصادية
,حيث يعمل في قطاع الزراعة في اليمن نحو 75 % من السكان معظمهم في الأرياف.
وتشير تقديرات إحصائية الى أن ما يقارب 97 بالمائة من مساحة الاراضي في
اليمن متأثرة بدرجات متفاوتة من التصحر , منها 30 بالمائة أراضي شديدة التصحر و70 بالمائة
قد تتعرض لتصحر عالي وربما قد يشكل خطورة الى حد ما.
وحسب التقرير الوطني الثالث حول التصحر فإن نتائج الدراسات التي أجرتها
الإدارة العامة للغابات ومكافحة التصحر مؤخراً حول تدهور الأراضي في الجمهورية اليمنية،
أوضحت أن إجمالي مساحة الأراضي المتدهورة تقدر بـ 56 مليونا و858 الفا و151 هكتاراً،
فيما بلغت مساحة الأراضي غير القابلة للاستعمال 389 مليونا و179الفا و42 هكتاراً.
وأشار التقرير الى أن 5 ملايين و706 آلاف و 9 هكتارات من الأراضي متدهورة
نتيجة للانجرافات المائية و 5 ملايين و 781 ألفاً و 886 هكتارا بسبب الانجرافات الهوائية
و370 ألفاً و 896 هكتاراً بفعل الملوحة , و 127 ألفاً و175 هكتارا جراء التدهور الفيزيائي.
كذلك فان مشكلة التصحر في اليمن الى جانب أنها تعمق مشكلة المياه التي
تعاني منها اليمن فان التصحر أحد أسباب مشكلة المياه والتدهور البيئيوأحد مظاهرهماحيث تفيد أبحاث علمية أعدها مختصون من جامعة عدن أن إنجرافات التربة الزراعية
نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول بالإضافة الى الرياح الشديدة التى تجرف الرمال وتكدسها
على المناطق الزراعية يعتبر أحد العوامل التى تؤدي الى التصحر , كما أن هجرة السكان
وانتقالهم من الأرياف الى المدن وبناء مساكن ومدن ومنشآت صناعية على حساب الرقعة الزراعية
من أهم العوامل المساهمة في تفاقم المشكلة .
كما تعد الغابات الطبيعية والقطع السيئ للأشجار دون مبالاة جراء الإحتطاب
في أغلب المناطق خاصة الريفية يعد أحد الإشكاليات التي تواجه اليمن في مقاومة التصحر
ومواجهته.
كما اعتبرت دراسة علمية حول حقائق وضع المياه الجوفية في حوض صنعاء أن
بوادر العجر المائي ومؤشراته ناتجة عن مشكلة التصحر وان جفاف الينابيع والعيون ومصادر
الأنهار المائية هو مؤشر حقيقي لتفاقم المشكلة، وأوصت بأهمية الاستفادة من البحوث العلمية
والدراسات المتعلقة بالتصحر وظواهرها في إعداد خطط واستراتيجيات ووضع الحلول للظاهرة
ومواجهتها بكافة الوسائل والامكانيات المتاحة.
ومن هنا فان مشكلة التصحر بحاجة الى جهود مضاعفة وتكاتف العديد من الجهات
خاصة وان الخطة الخمسية لمكافحة التصحر في اليمن انتهت في 2010م ولم تحقق نتائج تذكر
ولعل من أبرزها غياب العمل الجاد والتمويل المستمر لمكافحة هذه الظاهرة خاصة مع وجود
الإدارة العامة للغابات ومكافحة التصحر التابعة لوزارة الزراعة والري لكنها مشلولة
منذ سنوات ولم تستطع أو تتمكن من تأدية واجبها وهي التي ضمت وتضم العديد من المهندسين
والكفاءات المدربة والخبرات الوطنية .. فهل سيتم الالتفات الى هذه الظاهرة قبل فوات
الأوان .. ؟
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري