تهاوي نظام علي صالح

تحاول قيادة المؤتمر على الدوام وبشتى الوسائل الممكنة أن تقول بفصيح العبارة أن انضمام القبائل للثورة لا يجوز وان انضمام أي جهات من القوات المسلحة والأمن لا يجوز أيضا وهي بذلك لا تريد لعود الثورة أن يقوى بتلك القوى المؤثرة... يتم تصوير القبائل على أنهم اناس لا يحبذون القانون فكيف لهم الآن أن يظهروا هذا السلوك الحضاري ويطالبوا بدولة مدنية. وفي نفس الوقت يتم اتهام القيادات العسكرية مثل علي محسن الأحمر وغيره أن لهم تاريخ طويل من الفساد ولذلك لا يحق لهم أن ينظموا إلى صف الثورة.
الحقيقة هي أن الحضور القبلي في المشهد اليمني هو ما سعى إليه علي صالح دائما وهو ما يعتمد عليه نظامه بدرجة أساسية في حشد الأصوات الانتخابية وفي احتكار السلطة التشريعية والسيطرة عليها مقابل منحهم امتيازات عديدة على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره وقد قال الرئيس صالح ذلك ذات مرة بعظمة لسانه خلال 2010م وهو يتهجم على الحراك الجنوبي والمعارضة حيث قال "انأ لدي دعم المشايخ والعدول أما هم فمن لديهم" في الجانب الأخر يقول صالح أن المؤسسة العسكرية وكذا الأمنية هما صمام أمان البلد وما قاله صحيح وما يريده هو أن تكون تابعة له ولعائلته وعلى البلد والشعب وفقا لصالح أن يفهما أن القوات المسلحة والأمن عندما تحمي علي صالح وعائلته من الشعب فإنها بذلك تحمي الشعب من نفسه.. بعد حرب 95م شعر علي محسن الأحمر وغيرة بتوجه جديد ينتهجه علي صالح في الجيش والأمن وهو بناء إطار جديد للمؤسستين لصالح أبناء العائلة على حساب الجيش والأمن ورموزها (الواقع الحالي المتمثل في الحرس الجمهوري والفرقة والأمن المركزي يؤكد ما قلته) .لذلك لم تجد المؤسسة العسكرية باستثناء الحرس والقليل ممن يمكن شراء ولائهم بد من الانضمام إلى صف الثوار.
هب أن رموز القبائل والعسكريين المناصرين للثورة حسب رواية علي صالح وحزبه كانوا ضالعين في قضايا فساد(لنفترض ذلك) فقد تم ذلك تحت حكم صالح ونظامه وهم حاليا يعلنون التوبة والعودة إلى بلدهم وشعبهم وهم كما يعلنون أنهم على أتم الاستعداد للتضحية بمراكز نفوذهم الحالية في سبيل إقامة دولة مدنية تتمتع بالحرية والديمقراطية الحقيقتين وبالعدالة والحقوق المتساوية لجميع اليمنيين. فلماذا لا يتوب علي صالح وعائلته؟؟؟؟ ولماذا لا يعود صالح وعائلته إلى جادة الصواب كما عادوا ؟؟؟؟؟ أليس صالح وعائلته أكثر الفاسدين مالا وجبروتا!!!! أليسوا هم أصحاب القرار والمسئولون على الفساد الذي لحق بنا برمته؟؟؟؟ أليس هناك فساد وتخلف في اليمن؟؟؟؟؟ الم يعلن العالم اجمع أن نظام اليمن من أكثر الأنظمة فسادا بين الدول؟؟؟
كل أفواه المؤتمر تريد أن تخدر ما تبقى من اليمنيين بمن فيهم أنصار المؤتمر الذين ينقصهم معرفة الكثير عن الوجه الحقيقي لنظام صالح وحزبه أو الآخرين الذين يستطيع التعصب الأعمى للمنطقة والعرق والمذهب التحكم بهم وبتصرفهم، نعم تخدرهم بهذه الاسطوانة المشروخة التي تتحدث عن الشرعية وتعوا للحوار في ظل الاعتراف ببعض الفساد الذي سيتم اصلااحه، وصفحة جديدة من صفحات علي صالح وهلم جر، وقد نجحوا في ذلك إلى حد ما. لكن دعنا جميعا نقتنع بما يطرحه المؤتمر أن هناك أزمة سياسية بين المعارضة والنظام وانه ينبغي الجلوس معا للحوار، وانه يتحتم على الذين يعتصمون في الساحات ويتظاهرون في الشوارع أن يعودوا إلى منازلهم. ماذا نتوقع أن يحدث؟ ليس صعبا أن نتوقع ما سيحدث على ضوء النوايا التي نعلمها لعائلة صالح والتابعين لهم من رموز النظام. سوف نسمع أن هناك لجان وجلسات ويتم الاتفاق على قضايا معينة والاختلاف على أخرى (هذا حتى نصدق جدية الحوار ونستمتع بجلساته العديدة والتي لن تنتهي) وسيحاول صالح وعائلته استخدام المال العام الذي هو مالنا لشراء الذمم من هنا وهناك أو التهديد أو الاغتيال (كما فعل أثناء الوحدة) و في الأخير قد يصل الفريقين إلى اتفاق ما ينبثق عنه حكومة وطنية بل قل كارثة وطنية يصبح خلالها الشعب اليمني أكثر فقرا ويرمي صالح باللائمة على المعارضة والعكس صحيح ... نعم سيكون الشعب هو الخسران لو أن المعارضة اتفقت مع النظام الحالي على أساس تقاسم السلطة ومن ثم احتوى ثورة الشباب والسير بالبلاد إلى منعطف أخر من منعطفات الضياع للبلد التي خبرناها منذ30 سنة. على الجميع أن يعلم أن اليمن في ظل نظام علي صالح قد وصلت إلى الخط الأحمر (انهيار الدولة وفقا للمعايير الدولية) ولا يمكن إصلاح هذا النظام بل يجب تغييره فقد استشرى المرض في سائر الجسد.
هنا أوجه كلامي لليمنيين واليمنيات الذين ما زالوا يقفون إلى جانب هذا النظام المتهاوي والذين لا تربطهم أي مصالح بنظام صالح (أما أصحاب المصالح أقول لهم: لا يصلح العطار ما افسد الدهر) أن ينضموا إلى صف الثورة فالثورة للجميع بعكس النظام العائلي والذي كلما طال بقائه كلما طالت معانات هذه الشعب... صدقوني هذا النظام لا يملك أي حل لليمن وإنما يملك المكر والخداع لممارسة المزيد من العبث في حياة اليمنيين. واني لكم لناصح أمين.