حـق الطفل في
بيئة نظيفة وآمنة
" رؤية إسلامية "
مقدم من
مشرفة نشاط التوعية الإسلامية
منى سليمان الصقعبي
حق الطفل في بيئة نظيفة وآمنة
المقدمة :-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين r وعلى آله وصحبه أجمعين .
إن المسلم مأمور بالنظافة والمحافظة على صحته ، وهو مسئول عن ذلك ، لأن الجسد أمانة عنده ، ولا يمكن أن يقوم الجسد بالواجبات الدينية إلا إذا كان معافى ، لهذا كانت المحافظة عليه ورعايته من الواجبات الشرعية ، والطفل الصغير لا يعي هذه القضايا ، ووليه هو المسئول عن حمايته ورعاية صحته ، ونظافته ، وتوجيهه إلى ذلك ، حتى يكبر ويتكلف ذلك بنفسه ، وإن بيئة الطفل تبدأ أولاً في محيط أسرته واهتمامها به من نظافة في مأكله وملبسه وفراشه وكذلك ألعابه ، حتى يكبر فيخرج إلى المحيط الخارجي حيث يبدأ هنا بالتعرف على البيئة الخارجية التي تؤثر فيه ويؤثر فيها سلباً وإيجاباً .
أولاً : النظافة في البدن والملبس :-
لقد كان رسول الله r القدوة الحسنة للمسلمين في كمال هيئته ونظافة بدنه ، وملبسه ، فهو أكمل بشر خلقه الله عز وجل .
يقول ابن الجوزي رحمه الله :" كان النبي r أنظف الناس وأطيب الناس وفي الحديث عنه r يرفع يديه ، حتى تبين عفرة إبطيه ، وكانت ساقه ربما انكشفت فكأنها جمارة ( باطن الجذع ) ، وكان لا يفارقه السواك ، وكان يكره أن تُشم منه ريح ليست طيبة " .
ففي حديث النهي عن إتيان المسجد بريح الثوم البصل ، قال رسول الله r : " فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس " .
لذا وجب على الأب أن يعوّد ولده على الاهتمام بنظافة ثوبه ، وملبسه ، فيكون في البيت وعند الأقارب ، وفي الأماكن العامة ، حسن المنظر ، نظيف الثياب .
ثانياً : البيئة من المنظور الإسلامي :-
قال تعالى : ( والأرض مددناها فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون ) (الحجر - 99) ، فالبيئة هي كل ما تخبرنا به حاسة السمع والبصر والشم والتذوق واللمس سواء كان هذا من خلق الله سبحانه وتعالى " الظاهرات الطبيعية " ، أو أوجدها الإنسان بقدرة الله " الظاهرات البشرية " .
أ - البيئة الطبيعيـة :-
البيئة الطبيعية هي نعمةٌ مهداه من الله سبحانه وتعالى لعباده والتي سخرها وذللها لهم ، قال تعالى : ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) (لقمان - 20) ، فيصبح صيانتها والمحافظة عليها فرض عين على كل مسلم ومسلمة ، ينال منْ يسيء استخدامها أو يفسدها العقاب الشديد ، يقول الحق تبارك وتعالى : ( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب) (البقرة - 211) .
ب - البيئة البشرية أو المشيدة ( الحضارية ) :-
ويمثلها الإنسان وما أحدثه من ظاهرات بشرية متباينة في أثناء تعامله مع بيئته الطبيعية من أجل الوفاء بمتطلباته الأساسية والكمالية ، ومما يجدر ذكره في هذا المجال أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان عبثاً ، وإنما قضت حكمة الله عز وجل أن يكون الإنسان خليفة في الأرض وأن يتمتع بقدرات ونعم لا يتمتع بها غيره من المخلوقات حتى عالم الملائكة ، فقال عز من قائل : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) ( الإسراء – 70 ) ، وقد حدد الله سبحانه وتعالى للإنسان دوره ووظيفته في هذا النظام الكوني ، ومن هذه الوظائف التي رسمت له :-
(1) الاستخلاف :
فقد استخلف الله سبحانه وتعالى الإنسان في الأرض وجعلها مستقراً ومقاماً ومتاعاً إلى حين ، قال تعالى : ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) ( البقرة – 36) ، ويقول الرسول الكريم r : " إن الدنيا حلوة خضرة والله تعالى مستخلفكم فيها " رواه مسلم والنسائي .
(2) العبادة :
قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ( الذاريات – 56) ، فالعبادة أمر من الله تعالى لعباده ، والعبادة بمعناها الشامل لا تقتصر على أداء الشعائر الدينية الروحية من صلاة وصوم وحج وغيرها ، وإنما تعني الالتزام المخلص والأمين بمبادئ الإسلام تجاه البيئة ، وتجاه أنفسنا ، فحسن استغلال موارد البيئة عبادة ، والمحافظة عليها وصيانتها لتستمر إلى ما شاء الله لينتفع بها المسلمون والبشرية جمعاء حتى يرث الله الأرض ومن عليها عبادة ، وإماطة الأذى عن الطريق عبادة ، وعدم تلويث الماء والهواء عبادة ، واستعمال المرافق العامة من طرق ومياه وكهرباء ومؤسسات ( مدارس ، مستشفيات وغيرها ) بأسلوب راشد عاقل عبادة ، وهنا نتذكر قول الله سبحانه وتعالى : ( وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تتبع الفساد في الأرض ، إن الله لا يحب المفسدين ) (القصص – 77).
ثالثاً : مكان لعب الأطفال والرياضة ووقتها :-
يميل الأطفال إلى الحركة واللعب في جميع الأوقات ، وفي كل مكان ، ومن الصعب المتعذر منعهم من ذلك ، فاللعب في مرحلة الطفولة هو مهنة الطفل التي يعبر بها عن نفسه ، وكيانه ، ويفهم عن طريقها الوجود والبيئة حوله ، لهذا لا ينبغي أن يمل الأب من كثرة حركة ولده ونشاطه ، فهو ضرورة لنموه ، وطبيعة في أصل خلقه وتكوينه .
وفيما يخص مكان اللعب ، فقد ثبت في السنة المطهرة أن مكان لعب الأولاد على عهد رسول الله r وما بعده في عهد الخلفاء ، كان في الطريق ، وكانوا يقرون الأولاد على ذلك ، ولا ينكرون عليهم ولا يمنعونهم ، فقد روى الإمام أحمد في المسند أن رسول الله r خرج إلى طعام كان قد دُعي إليه مع بعض أصحابه ، " فاستقبل رسول الله r أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله r أن يأخذه فطفق الصبي ههنا مرة وههنا مرة فجعل رسول الله r يضاحكه حتى أخذه " .
فمما تقدم يتضح أن لعب الأولاد في عهد الرسول r والخلفاء كان في الطريق وهو أنسب مكان في ذلك الوقت .
أما في ظروف اليوم ، وأحوال المدن فإن لعب الأولاد في الطريق يعد مخاطرة بحياتهم ، لوجود السيارات ، والعربات ، والدراجات النارية التي تغدو وتروح أما في ذلك العهد القديم لم تكن هناك خطورة ، فوسائل النقل كانت الدواب وخطرها على المارة قليل.
والمستحسن اليوم توفير أماكن مأمونة للعب الأولاد داخل أحياء المدن المزدحمة، وتسويرها ، لضمان حمايتهم من خطر السيارات ، كما يمكن تأمين أندية خاصة بالأطفال ليمارس الأولاد فيها لعبهم .
وأما وقت اللعب فيتخير الأب الوقت حين اعتدال الجو ، ويحذرهم من اللعب في الشمس أثناء شدة حرارتها في الظهيرة ، لقول رسول الله r فيما روي عنه : " لا تطيلوا الجلوس في الشمس ، فإن الشمس تغير اللون ، وتقبض الجلد ، وتبلي الثوب ، وتبعث الداء الدفين " ، وربما أصيب الولد بالضربة الشمسية ، لطول مكثه تحت أشعتها الحارة ، فيراعى الأب هذه القضية الصحية .
وروي أن رسول الله r أمر علياً – رضي الله عنه – أن لا يبقي الحسن والحسين في الحر ، وللأب المسلم في رسول الله الأسوة والقدوة في ذلك رحمة بالأولاد وإشفاقاً بهم.
ويحفظ الأب أولاده أيضاً من اللعب في المطر خاصة أثناء الصواعق والبرق ، فقد روي أن الحسن والحسين كانا عند رسول الله r في المسجد أثناء الصلاة ، فقال أبو هريرة – رضي الله عنه – بعد أن انتهت الصلاة : " ألا أذهب بهما إلى أمهما ؟ قال : لا، فبرقت برقة ، فقال : الحقا بأمكما ، فما زالا يمشيان في ضوئهما حتى دخلا " .
وفي هذا الحديث تظهر شفقة رسول الله r وحرصه على سلامة الأولاد من أذى الصواعق والمطر ، وأمره بحفظ الأولاد في البيوت في هذه الأوقات وعدم السماح لهم باللعب خارجها حتى يصفو الجو .
وأفضل أوقات ممارسة الرياضة عند الصباح قبل تناول الإفطار ، وتنظيم ذلك يكون بعد استيقاظ الولد من نومه فيؤمر بالاستحمام ، ثم يعطى فرصة للعب بعض الوقت، ثم يطعم شيئاً يسيراً من الأكل .
وينبغي الحذر من اللعب والرياضة أثناء امتلاء البطن ، وقبل انهضام الطعام لأن الغذاء يحتاج إلى انهضامه إلى السكون والنوم ، والحركة لا تساعد على حسن الهضم .
رابعاً : الإسلام والمرور :-
لقد وضع الإسلام الكثير من الأسس والتوجيهات التي تعطي للطريق حقه ، وترسم أصوليات التعامل مع طرقاتنا ركباناً أو مشاة ، مما يجنبنا ما نعانيه اليوم من مخاطر مرورية كثيرة ، ففي هذا المجال يقول الرسول الكريم r : " إماطة الأذى عن الطريق صدقة " ( متفق عليه ) ، وأيضاً قال : " من آذى المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم" ( رواه الطبراني بإسناد حسن ) .
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن إماطة الأذى بكل أشكاله المادية والمعنوية عن الطريق عبادة وفرض على كل مسلم ، والأذى هنا يشمل كل ما يضر بالطريق ويتسبب في وقوع الحوادث أو الإرباك المروري أو غير ذلك من المخاطر المرورية ، فمثلاً إلقاء الزجاجات الفارغة والمخلفات في الطريق يعتبر نوعاً من الأذى ، إشغال أرصفة الطرقات المخصصة للمشاة مما يحول دون استخدامها فيه أذى .
ومن أهم مشاكل المرور هي حوادث الطرق حيث تعتبر من أكثر مخاطر مشكلة المرور شيوعاً وبشاعة ، إذ ينجم عنها الكثير من التلفيات للمركبات ، والإصابات للأفراد التي تتباين بين الجروح والكسور وما تتركه من عاهات مستديمة لمعظم المصابين أو الوفاة ، وهي المحصلة الحزينة لحوادث الطرق .
خامساً : التوعية البيئية الحيوية :-
بدأت دول مجلس التعاون الخليجي مسيرة التوعية البيئية بأهمية المحيط الحيوي ، فقد تبنت الكويت أميراً وحكومة هذه الدعوة من خلال بدء الاحتفال "بيوم الشجرة" عام 1983 ، فقد تفضل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد أمير دولة الكويت بغرس أول شجرة لتكون بداية جهود متواصلة للاهتمام بالتشجير وإحياء الغطاء النباتي ، كما تبنت هذه الدعوة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان .
سادساً : دور الأسرة في التوعية البيئية :-
قال رسول الله r : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
أي أن الولد إذا تيسر له أبوان صالحان لقناه مبادئ الإيمان والإسلام نشأ الولد على عقيدة الإيمان والإسلام .
والإسلام دين يدعو لحماية البيئة والمحافظة عليها ، فكانت تلك التربية نواة للبيئة الصالحة الطيبة التي يستقي من آثارها المجتمع بأسره .
والطفل ينشأ ويتربى على ما يرى في بيئته ، فإن كان حسناً ما رأى أخذ الحسن .
روى الجاحظ أن عقبة بن أبي سفيان لما دفع ولده إلى المؤدب قال له : " ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح ابني ، إصلاح نفسك ، فإن أعينهم معقودة بعينيك ، فالحسن عندهم ما استحسنت ، والقبيح عندهم ما استقبحت ، وكن لهم كالطبيب الذي يعالج بالدواء حتى يعرف الداء " .
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين : " والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ، فإن عُوّد الشر وأُهمل إهمال البهائم شقي وهلك … وإن عُوّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة " .
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
سابعاً : الإسلام وحماية البيئة :-
شجع الإسلام التوجيه على حماية البيئة ورغب في المحافظة على الآداب العامة ، في عدة جوانب ورسخ مبادئ عامة تكفل للبيئة حمايتها واستقرارها .
فالموجودات في هذا الكون من أرض وسماء وشجر ونبات ، نعم عظيمة تعود على الإنسان بالنفع العظيم ، فيجب الحرص على كل ما ينفع ، واجتناب ما يضر وقد نبه القرآن الكريم إلى أهمية المحافظة على البيئة ، وبيّن عواقب التلوث الخطيرة ، وما يترتب عليه من إخلال للتوازن البيئي وإهلاك الحرث والنسل ، وكذلك السنة النبوية المطهرة .
فعن أبي برزة الأسلمي – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله : دلني على عملٍ يدخلني الجنة ، قال : r : " أمط الأذى عن طريق الناس " .
وقال النبي r : " مر رجل بشوك في الطريق فقال : لأميطن هذا الشوك ، لا يضر رجلاً مسلماً فغفر له " .
الخاتمــــة
إن أطفالنا هم أملنا ورجال مستقبلنا ، لذا وجب علينا أن نؤمن بيئة نظيفة وآمنة وذلك بتعليمهم بمدى أهمية المحافظة عليها وتفادي المشاكل البيئية ، فكانت التوعية البيئية الإسلامية هي المخرج الأساسي لتخليص البشرية من كل هذه المشكلات البيئية .
ولعل الكوارث والمصائب التي تعاني منها البشرية في الوقت الحاضر ، هي محصلة طبيعية لتجاهلنا الأسس والقواعد الإسلامية التي وضعها الله سبحانه وتعالى خالق البيئة والإنسان معاً ، فهو أعلم سبحانه وتعالى بما يحقق العلاقة المتوازنة بين الإنسان والبيئة ومن ثم فنحن في العالم الإسلامي في حاجة ماسة لوضع " تشريع بيئي إسلامي" ينبع من تعاليم وتوجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لينير للجيل الحالي والأجيال اللاحقة الطريق نحو علاقة متوازنة مع بيئته .
تم بحمد الله
المصــــــــادر :
(1) البيئة والإنسان – رؤية إسلامية .
تأليف الدكتور / زين العابدين عبد المقصود .
الأستاذ بجامعة الكويت .
(2) الشريعة الإسلامية وحماية البيئة .
بحث مقدم لمؤتمر : " نحو دور فاعل للقانون في حماية البيئة وتنميتها في دولة الإمارات العربية المتحدة " .
الذي تقيمه جامعة الإمارات العربية المتحدة .
د. عبد العزيز خليفة القصار – المدرس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية – قسم الفقه المقارن – جامعة الكويت .
(3) مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة .
إعداد : عدنان حسن صالح أبار حارث .
الفهرست
الرقم | الموضوع | الصفحة |
1 | المقدمة | 2 |
2 | النظافة في البدن والملبس | 3 |
3 | البيئة من المنظور الإسلامي | 3 |
4 | مكان لعب الأطفال والرياضة ووقتها | 5 |
5 | الإسلام والمرور | 7 |
6 | التوعية البيئية الحيوية | 7 |
7 | دور الأسرة في التوعية البيئية | 8 |
8 | الإسلام وحماية البيئة | 9 |
9 | الخاتمة | 10 |
10 | المصادر | 11 |
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري