المعلوماتية والتعليم القواعد والاسس النظرية
تحرير / ابراهيم بن عبد الله المحيسن/ دار الزمان
تحرير / ابراهيم بن عبد الله المحيسن/ دار الزمان
التدريس التقليدي والتدريس المعتمد على المعلوماتية تعتبر طرق التدريس من مكونات المنهج الأساسية ذلك أن الأهداف والمحتوى لا يمكن أن تتحققا إلا بواسطة المعلم والطرق التي يتبعها في تدريسه وعلى ذلك يمكن اعتبار طرق التدريس أو عملية التدريس بمثابة همزة الوصل بين التلميذ وبين مكونات المنهج حيث أنها تتضمن المواقف التعليمية التي تتم داخل الفصل والتي ينظمها المعلم الذي يعد الأساس والعنصر الفعال في عملية التدريس (مرسي ، 1984) ولأهمية عملية التدريس في منظومة المنهج لابد أن نقف على تطور هذه العملية في فترات مختلفة. فقد بدأت عملية التدريس في صورة بسيطة لا يحتاج المعلم فيها إلى إعداد أو تدريب وهذه البساطة ترجع إلى بساطة المادة التعليمية وذلك لبساطة الحياة التي كان يعيشها المتعلم وخلوها من التعقيد الذي نراه في الوقت الحاضر فكان التدريس (التعليم) يتم عن طريق التقليد والمحاكاة أحياناً والتلقي والمشافهة أحياناً أخرى. وما أن توسعت مطالب الحياة وتشعبت حاجاتها حتى أصبحت عملية التدريس بتلك الأساليب لا تسد هذه الحاجات والمطالب فاحتاج المتعلم إلى من يقوم بتعليمه ويتعهد بتربيته وتوجيهه ، فبرز إلى حقل التدريس ما كان يسمى بالتدريس الإفرادي وهو أن يعهد بالمتعلم إلى معلم واحد، وهذا النوع من التدريس لم يكن يتطلب معرفة أساليب وطرق التدريس المعهودة في الوقت الحاضر ،لأن المعلم كان يعتمد بالدرجة الأولى على طريقته الفردية الخاصة وإبداعه وابتكاره و قد كان سلف الأمة -رحمهم الله تعالى- يدرّسون بالتلقين والإملاء القرآن والعلوم الشرعية ثم بعد ذلك أخذ عدد المتعلمين يتزايد ولم يعد بالإمكان توفير العدد الكافي من المعلمين لسد هذه الحاجة فأخذ المعنيون بشؤون التعليم في ذلك الوقت يلجأون إلى تقسيم المتعلمين إلى جماعات وتكليف البارزين في هذه الجماعات بمساعدة المعلم في التعليم ويسمى هذا النظام (بنظام المراقبة) إلا أن عدد المتعلمين أخذ يتضاعف الأمر الذي أدى إلى زيادة الصفوف والجماعات مما جعل الأمر يتطور إلى ضرورة إعداد معلمين أكفاء يتقنون أصول التدريس ولهم إلمام واسع بقواعد علم النفس ومبادئ التربية والتعليم (آل ياسين ، ب.ت) . ولكن مع الثورة الصناعية والتحول الاقتصادي والاجتماعي في دول الغرب أصبحت هناك مدارس كثيرة ومتنوعة وبدأت تتبلور طرق التدريس بشكل منظم ولكنها كانت تعتمد على الحفظ والاستظهار لذلك وجه إليها كثير من النقد من قبل عدد من التربويين فنادوا بأن يكون المتعلم هو محور العملية التعليمية و هدف المنهج والطريقة ومن بين هؤلاء بستالوزي، هربارت، فروبل وكان من أهم مبادئ هؤلاء: • الاهتمام بحاجات المتعلم وميوله وجعل ذلك أساساً للتنظيم في التربية والتعليم. • جعل الحب والشفقة مسيطرين في التعليم بدلاً من الضبط المستند على الضغط الشديد القاسي. • التجريب المتواصل لاكتشاف طرق جديدة. وانعكست هذه الآراء على طرق التدريس فكان يرى بستالوزي أن من أهم أساليب طرق التدريس الملاحظة والإدراك الحسي وأن يكون تعليم اللغة مقروناً بالملاحظة أي بالأشياء التي تدل عليها الألفاظ ،وأنه يجب أن يتدرج المعلم في طريقة التدريس من السهل إلى الصعب ومن الجزء إلى الكل .....الخ . وأن لا ينتقل من جزء إلى جزء في المادة إلا بعد إتقان الأول. أما هربارت، فكانت آراؤه تميل إلى الناحية المنطقية في طرق التدريس حيث يرى أن المتعلم يتعلم الأشياء على أساس خبراته السابقة التي تقرر درجة تعلمه ومقداره وقد انعكست آراؤه التربوية على طرق التدريس فقد كانت طرقه الخمس من أشهر الطرق لدى المعلمين وأكثرها شيوعاً وهي المقدمة – العرض – المقارنة – التعميم- والتطبيق والتقويم (آل ياسين، ب ت). أما فروبل، فقد ركز على عملية التدريس في مرحلة رياض الأطفال وقد استند فيها على فكرتين الأولى فكرة التعبير الحركي في الفرد والثانية المشاركة وذكر أنه ينبغي أن تسير طريقة التدريس بناء على الأنشطة التلقائية حيث يتاح للمتعلم فرص التعبير عن النفس من خلالها و من النشاطات الجماعية (آل ياسين ، ب ت). إلا أن هذه الآراء لم تبق محصورة في أوربا بل ظهرت في أمريكا آراء أخرى كان لها تأثيراً على تطور طرق التدريس ومن بين المفكرين التربويين الذين ظهروا في أمريكا ثورندايك الذي وضع عدة قوانين للتعلم كقانون الاستعداد وقانون التأثير وانعكس ذلك على رأيه في طرق التدريس ومن أهم آرائه: • التأكيد على التدريس بواسطة حل المشكلات وتحليل هذه العملية. • مراعاة طريقة التدريس للفروق الفردية بين المتعلمين. • التأكيد على الحقيقة التي تقول بأن الحفظ الغيبي والتمرين الميكانيكي لا يتعارضان والتفكير التحليلي. وبعد ذلك ظهرت آراء أخرى جديدة تختلف عن آراء ثورندايك، وهي المدرسة السلوكية التي كان من أهم أعلامها جون ديوي الذي ركز على أن يكون التلميذ هو محور العملية التدريسية وكانت هذه المدرسة ضد التدريس المعتمد على التلقين والحفظ ومن أهم مبادئ جون ديوي (مرسي ، 1984): • لا بد أن يكون التدريس فعالاً. • يجب أن يستمد التدريس من ميول التلاميذ وحاجاتهم واستعداداتهم. • أن تشتمل عملية التدريس المعلومات والمهارات والاتجاهات التي تساعد الفرد على الحياة الاجتماعية. • عدم إجبار الطفل على تعلم القراءة والكتابة بل ينبغي أن يدرسها حسب سرعته الخاصة لتساعده على إشباع حاجاته. • أن تقوم عملية التدريس على أساس العمل. وبالرغم من ظهور آراء جون ديوي التي كانت تركز على النشاط وميول المتعلم والتي انعكست بدورها على طرق التدريس التي جعلت للمتعلم الحرية في اختيار ما يراه مناسباً لميوله واستعداداته وركزت على إكساب المتعلم الخبرات التعليمية الفاعلة من خلال النشاط؛ إلا أنها لاقت بعض النقد حيث أن تركيزها على ميول المتعلمين جعل مدار طريقة التدريس على ميول واهتمام المتعلم مما قلل من فاعلية العملية التدريسية لصعوبة تحديد ميول جميع المتعلمين والتوفيق بينها والتدريس على أساس اختلافها وتباينها، ونشأ اتجاه معاكس لهذه النظرية يدعو إلى العودة للطرق التقليدية وربما يرجع ذلك إلى تأصل النظرة التقليدية للتدريس لدى شريحة كبيرة من المعلمين. ولذا بقى هذا التوجه التقليدي هو السائد في مدارس ومناهج التعليم في كثير من الدول بالرغم من ظهور تلك الآراء التربوية في أوروبا وأمريكا والتي طالبت بالاهتمام بالمتعلم من جميع الجوانب فوجدت بعض الاستجابات لكنها لم تتحقق بالشكل المطلوب فما زالت عملية التدريس في المدارس تعتمد على الطرق التقليدية مثل طريقة المحاضرة، رغم تبنيها أساليب تدريسية أخرى كالمناقشة الحوارية و المشروع، وحلّ المشكلات، على أن بعض هذه الطرق كالمشروع وكحلّ المشكلات تهتم بجوانب الميول والقدرات إلا أنها في حقيقة الأمر تقدم في طابع تغلب عليه التقليدية في الأداء. ولقد واكب التطور المستمر في جميع مجالات الحياة وخاصة في مجال تقنيات التعليم الذي ينطوي على مؤشرات مهمة بالنسبة لنظم التعليم والمناهج وطرق التدريس تطورات سريعة ومتلاحقة في مجال الطرق والأساليب لأنها تسعى إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية في واقع جديد تهيمن عليه سطوة المعلوماتية وتسوده النزعة للتجريب والتطبيق العملي. ولم تعد الأدوات التقليدية كالسبورة والطباشير أهم سمات فصول وقاعات الدرس فقد حلّ محلها شاشات العرض ونظم الحاسب الآلي والسبورة الالكترونية وشبكات المعلومات ونظم الفيديو المرئي والمسموع والمعامل الحديثة المجهزة بمعدات في غاية التطور ؛مما يسر طرق إيصال المعلومة واكتساب المعرفة ودعم التفاعل وأثار الدافعية للتعلم في بيئة معلوماتية قادرة على تقديم المعلومات والمهارات بطريقة أكثر إثارة وتشويقاً وتحفيزاً مما يجعل عملية اكتسابها أكثر سرعة ودقة وشمولاً (العقيل ، 1420). ومن هنا يتضح أن عملية التدريس في عصر المعلوماتية هي ثورة حقيقية شاملة على الأساليب التقليدية لأنها غيرت دور المعلم فجعلته مرشداً وموجهاً ومحدداً لمستوى المتعلمين وموصلاً للمحتوى المناسب لقدراتهم واستعداداتهم مستخدماً في ذلك العديد من وسائل التقنية المتنوعة، كما أن هذه الثورة غيرت من دور المتعلم فجعلته مشاركاً في عملية التدريس ومتفاعلاً وقادراً على استخدام مصادر معلوماتية منوعة كما أنها نمت لديه حب البحث والإطلاع، وأتاحت المساواة بين المتعلمين في الإدلاء بآرائهم وتوجهاتهم (الموسى ، 2005)
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري