أزمة قاريء أم مقروء؟

أزمة قاريء أم مقروء؟
عبدالحكيم الفقيه


حددت اليونسكو معيار عالميا للقارئ العادي " فهو الذي يقرأ سنويا ما يعادل عشرة آلاف صفحة" وعلى ضوء هذا المعيار ما معيار القارئ العادي في اليمن؟
من الملاحظ أن هناك أزمة في علاقة القارئ بالقراءة حيث ينفر الناس من القراءة لأسباب عديدة وحتى في الأوساط الأكاديمية والتعليمية حيث يجب أن تكون القراءة ديدنا نلاحظ انكماش مساحة القراءة ولعل الأزمة أزمة مركبة حيث تمثل أزمة قارئ وأزمة مقروء معا. إن النتاج الفكري والأدبي والثقافي في اليمن ضئيل جدا كما نرى في ندرة الإصدارات ولعل من أهم أسباب ذلك غياب الحراك الفكري والثقافي واضمحلال مؤسسات الإبداع والبحث العلمي بل هناك تكريس رسمي للجهل والتباهي به

ولعل من أسباب توتير العلاقة بين القارئ والمقروء ما يلي:-

العشوائية وغياب تخطيط الوقت حيث لم يتوفر الوقت الكافي للقراءة
سيطرة مصادر المعرفة الأخرى كالصحف والقنوات الإعلامية
ارتفاع أسعار الكتب وتفشي الفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية.
غياب المكتبات الوطنية في غالبية المحافظات وندرة الرواد في المكتبات الموجودة.
غياب البيئة المحفزة على القراءة والإبداع.
النسبة المرتفعة والعالية للأمية في أوساط الناس.
القلق العام وتبديد الوقت كيفما أتفق.
ارتباط الثقافة برداءة الوضع الاقتصادي حيث يجتمع الفقر والثقافة ويجتمع الجهل والغنى.
انهماك الناس في الدبيب البيولوجي المذعن.
البطالة في الوسط المتعلم والقارئ والمثقف.
تفشي الثقافة الشفهية والتهام عادة مضغ القات لأوقات الناس.
الوصاية والرقابة.
هيمنة الجهل وأعرافه وقوانينه.
فشل المؤسسات التعليمية والأكاديمية والوسائط التربوية الأخرى.
غياب الحافز المشجع على تنامي عادة القراءة.
تفشي المظاهر الاستهلاكية والإجابات الجاهزة.
ويبدو أن القراءة ليست رحلة ممتعة ذات فائدة ثقافية وجمالية وحضارية في اليمن حيث صارت القراءة كأنها عقوبة رغم أن القراءة هي أول أمر رباني لنبيه الكريم حيث كانت أول آية قرآنية تنزلت على النبي الأمي هي "اقرأ".
لذا فنحن جميعا بحاجة لمراجعة إستراتيجيتنا في تعاملنا مع المقروء.

نشرت مقالتي هذه في إيلاف اليمنية
http://www.elaphye.com/details.asp?id=50&catid=3