جماليات المكان في القرآن الكريم
إن المكان بوصفه حقيقة كونية يدركها الإنسان خلال حياته اليومية لم يقف عند كونه مدركًا بصريًّا ساكنًا، بل شغل المفكرين والفلاسفة، وعلى الرغم من غلبة صفة السكون والاستاتيكية على المكان عند هؤلاء في قديم الزمان؛ إلا أن الفن عمومًا والسردي منه بخاصة منح المكان فعالية واضحة، وخاصة في عصرنا الحاضر..
فرحلة المكان في درب الفن السردي متطورة نامية منذ القديم؛ حيث إن المكان في النص القديم ليس موصوفًا ولا مطروحًا على الوعي، وهو محايد حسيًّا، مراد لغيره، وقد بدأ يحتل مساحة فنية، بوأته البطولة المطلقة في بعض الأعمال الفنية، وكان من أهم سماته أنه مطروح على الوعي، فدلالته دلالة حدث، مراد لذاته، مرشح للمعالجة الحسية بصريًّا أو سمعيًّا، وهذا الدور المتنامي جعل النقاد يعتبرونه قديمًا مجرد خلفية للحوادث والشخصيات(1).
ولكن، هل هناك علاقة متبادلة بين جماليات المكان في العمل الأدبي السردي وبين جماليات المكان في القرآن؟ وهل المكان كتقنية في العمل الأدبي هو هو المكان الذي عني القرآن بوصفه كمحددات مكانية وجغرافية أو فضائية، أم أن حدود المكان في القرآن تختلف عن الرواية في أنها وصفت بصورة أشمل وأوسع لكي تصل إلى أغوار الأرض وأجواز السماء، وإلى ما وراء الطبيعة؟
وبعد النظر في القرآن الكريم وتدبر آياته لقيت من أمري عجبًا، فالقرآن يحوي كثيرًا من الآيات التي تتحدث عن الأماكن، سواء ما ينطبق عليه مصطلح الحيز الجغرافي في العمل السردي الذي يعني إعطاء المكان حدودًا جغرافية بعينها، فلا ينطلق الكاتب خارج هذا الحيز، بل يتقيد بعاداته وتقاليده وظلاله التي يرسمها له منذ البداية، وعلى غراره وجدت في القرآن، ولا أدل على ذلك من تسمية بعض سور القرآن بأسماء أمكنة تاريخية بعينها، مثل: الكهف، الطور، الأحقاف، الحجر، الحجرات، سبأ.
أو ما ينطبق عليه مسمى الحيز المفتوح، الغير محصور بحدود، والذي يتم عرضه من خلال اللغة ومفرداتها كالحديث عن السماء والأرض والجبال والجنة.
إذن فجماليات المكان في القرآن ربما تتفق في كثير من الأحيان مع جماليات المكان في النصوص الأدبية في تقنياتها وما فيها من تراكيب وحرص على إبراز الصورة البارعة والتعبير الأدبي، بل يمكن القول إن جماليات المكان في القرآن الكريم أقدر على السبق والمنافسة في الدراسات الأدبية؛ لا باعتبار القرآن كلام الله فحسب، بل بجانب المشاركة في تقنيات العمل السردي الأدبي اعتبار الإعجاز البياني أبرز صفات وسمات جمالية المكان في القرآن؛ فمنهج القرآن في عرض آيات المكان يأتي متمايزا من ناحية البناء البياني الذي يعد المدخل الرئيس للتذوق الجمالي والإحساس بالجمال الذي يعمل على استجاشة بواعث الاستمتاع بالمظاهر الكونية التي تصورها آيات الجمال.
إن المكان بوصفه حقيقة كونية يدركها الإنسان خلال حياته اليومية لم يقف عند كونه مدركًا بصريًّا ساكنًا، بل شغل المفكرين والفلاسفة، وعلى الرغم من غلبة صفة السكون والاستاتيكية على المكان عند هؤلاء في قديم الزمان؛ إلا أن الفن عمومًا والسردي منه بخاصة منح المكان فعالية واضحة، وخاصة في عصرنا الحاضر..
فرحلة المكان في درب الفن السردي متطورة نامية منذ القديم؛ حيث إن المكان في النص القديم ليس موصوفًا ولا مطروحًا على الوعي، وهو محايد حسيًّا، مراد لغيره، وقد بدأ يحتل مساحة فنية، بوأته البطولة المطلقة في بعض الأعمال الفنية، وكان من أهم سماته أنه مطروح على الوعي، فدلالته دلالة حدث، مراد لذاته، مرشح للمعالجة الحسية بصريًّا أو سمعيًّا، وهذا الدور المتنامي جعل النقاد يعتبرونه قديمًا مجرد خلفية للحوادث والشخصيات(1).
ولكن، هل هناك علاقة متبادلة بين جماليات المكان في العمل الأدبي السردي وبين جماليات المكان في القرآن؟ وهل المكان كتقنية في العمل الأدبي هو هو المكان الذي عني القرآن بوصفه كمحددات مكانية وجغرافية أو فضائية، أم أن حدود المكان في القرآن تختلف عن الرواية في أنها وصفت بصورة أشمل وأوسع لكي تصل إلى أغوار الأرض وأجواز السماء، وإلى ما وراء الطبيعة؟
وبعد النظر في القرآن الكريم وتدبر آياته لقيت من أمري عجبًا، فالقرآن يحوي كثيرًا من الآيات التي تتحدث عن الأماكن، سواء ما ينطبق عليه مصطلح الحيز الجغرافي في العمل السردي الذي يعني إعطاء المكان حدودًا جغرافية بعينها، فلا ينطلق الكاتب خارج هذا الحيز، بل يتقيد بعاداته وتقاليده وظلاله التي يرسمها له منذ البداية، وعلى غراره وجدت في القرآن، ولا أدل على ذلك من تسمية بعض سور القرآن بأسماء أمكنة تاريخية بعينها، مثل: الكهف، الطور، الأحقاف، الحجر، الحجرات، سبأ.
أو ما ينطبق عليه مسمى الحيز المفتوح، الغير محصور بحدود، والذي يتم عرضه من خلال اللغة ومفرداتها كالحديث عن السماء والأرض والجبال والجنة.
إذن فجماليات المكان في القرآن ربما تتفق في كثير من الأحيان مع جماليات المكان في النصوص الأدبية في تقنياتها وما فيها من تراكيب وحرص على إبراز الصورة البارعة والتعبير الأدبي، بل يمكن القول إن جماليات المكان في القرآن الكريم أقدر على السبق والمنافسة في الدراسات الأدبية؛ لا باعتبار القرآن كلام الله فحسب، بل بجانب المشاركة في تقنيات العمل السردي الأدبي اعتبار الإعجاز البياني أبرز صفات وسمات جمالية المكان في القرآن؛ فمنهج القرآن في عرض آيات المكان يأتي متمايزا من ناحية البناء البياني الذي يعد المدخل الرئيس للتذوق الجمالي والإحساس بالجمال الذي يعمل على استجاشة بواعث الاستمتاع بالمظاهر الكونية التي تصورها آيات الجمال.
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري