العلاقة بين الفلسفة والتربية

- العلاقة بين الفلسفة والتربية :
لقد أكد فلاسفة التربية التحليليين بأن فلسفة التربية تهتم بمفهوم التربية وبمعنى التربية ، بينما تهتم النظرية التربوية بظواهر التربية وبأهداف معينة وأيضاً بعملية التقويم والقيم التربوية ولكن من الصعوبة هنا أيضاً أن نقيم تميزاً قاطعاً
ولا جدال في أن فلسفة التربية هي بالتأكيد وبلا منازع فرع من الفلسفة بل وهناك علاقة عضوية بينهما ، وليس هناك من مبررر كي لا نعتبرها كذلك.
وتتضح العلاقة أكثر حينما ننظر إلى أي فرد يدرس على أي مستوى من مستويات التعليم ، فهو مجبر أحياناً أو عند الاقتضاء أن ينكب على العملية التي ينهمك فيها ، ولا يعني هذا أن التدريس قد يصبح تقريباً عملية ميكانيكية ذلك لأنه من الملاحظ أن منظر الأشكال المتكررة للتدريس تثير تساؤلات يجب الإجابة عليها لإرضاء صاحب المهنة أو على الأقل إعطائه طمأنينة وأمان حين يؤدي وظيفته ، وتبدأ عملية التفلسف في التربية حينا يحدث مثل هذا الانعكاس عامة .
فالفلسفة تعتبر الجانب النظري العلمي والتربية الجانب العملي التطبيقي وبينهما علاقة جدلية تتفاعلان من خلالها ليخرج بعد ذلك الحد الثالث حاملاً صفاتها وحاملاً صفات جديدة .. ذلك الحد هو فلسفة التربية .
ومما لا شك فيه أن المشتغلين بالفلسفة أو بفلسفة التربية على السواء يسود بينهم شعور عام بأن الفلسفة يجب أن تؤثر على وجهات النظر والأنشطة المتعلقة بالتربية ، ولقد أوضح ديوي DEWY أنه حينما تؤخذ الفلسفة بجدية .
فإنه يفترض دائماً بأنها تدل على اكتساب الحكمة التي سوف تؤثر في مسالك الحياة وإذا لم تفعل النظرية أي اختلاف في المحاولات التربوية ، فإنها بذلك تكون مزيفة .
وتتضح العلاقة بين الفلسفة والتربية في قول ديوي :
وفي الحق أن كل نظرية فلسفية لا تؤدي إلى تبديل في العمل التربوي لا بد أن تكون مصطنعة ذلك بأن وجهة نظر التربية تعيننا على تفهم المشاكل الفلسفية في منابتها التي نشأت فيها وزكت ، أي في موطنها الطبيعية حيث يؤدي قبولها أو رفضها إلى تبديل في الناحية العملية في التربية .
وقد أكد ريد REID فيلسوف التربية الإنجليزي أنه من المنطق إذا ما اعتنق أي إنسان معتقدات أساسية من نوع ما – والتي تنتمي بصورة أو بأخرى للتربية – فإن هذه المعتقدات تتوحد وتندمج وأيضاً تنعكس على تفكيره الفلسفي وبالتبعية التفكير التربوي .