التربية العلمية وتدريس العلوم:
في بداية الحرب العالمية الثانية عام (1940) وجه العسكريون نقدا لتدريس العلوم والرياضيات، إذ تبين عدم قدرة المجندين على تطبيق ما تعلموه في المجالات التكنولوجية الحربية، وأوضحت الرابطة القومية لمعلمي العلوم (NSTA) والرابطة الأمريكية للتقدم العلمي (AAAS) فشل النظام المدرسي للتربية العلمية، واقترحت إجراء تغييرات، ولكن التغيير كان بطيئا (كمال زيتون،2002). وبعد إطلاق المركبة الفضائية الروسية سبوتنيك (Sputnik) عام 1957 شعر التربويون الأمريكيون بخطر التقدم التكنولوجي الروسي، ففجروا ما يسمى بثورة المنهج أو العصر الذهبي للمنهج، ونشطت حركة إصلاح مناهج العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية ودعمت بمبالغ ضخمة من الحكومة الفيدرالية، وقد تأثرت العديد من دول العالم بتلك الحركات التي نتج عنها عددا من مشروعات المنهج التي ركزت في مجملها على العلوم البحتة و الدروس المعملية مع التركيز على العمق في تناول عدد قليل من الموضوعات، وكانت الجهود موجهة بالدرجة الأولى إلى التقليل من الفجوة التي تنشأ بين التقدم العلمي وتدريس العلوم في المدارس، واعتمدت تلك المشروعات التي ظهرت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي على المدخل الكشفي الاستقصائي في تدريس العلوم الذي يهتم بتنمية العمليات العلمية ويؤكد على وسائل وطرق اكتساب المعرفة وذلك لتحويل المتعلمين إلى علماء صغار (خليل الخليلي،1989؛ محمد صابر سليم،1997؛ صالح الضبيبان،1998؛ كمال زيتون،2002).
لكن تلك المشروعات الاستقصائية لم تسلم من الانتقادات ففي عام (1969) كان الأمريكيون هم أول من سار على سطح القمر، إشارة إلى تقدمهم التكنولوجي في مجال الفضاء، وانتهت الأزمة التكنولوجية بالنسبة لهم وبدأت التساؤلات تظهر حول مناسبة المناهج لواقع الحياة، واكتشف التربويون أن تلك المناهج لم تكن تناسب سوى فئة واحدة من الطلبة، هم الذين سيصبحون مهندسين وعلماء، وأن المواطنين العاديين قد فقدوا ثقتهم بالعلم والتقنية، وأصبحوا ينظرون إليهما كأعداء للبيئة الطبيعية، نتيجة ظهور العديد من المشكلات العلمية التكنولوجية ذات الصبغة الاجتماعية مثل نقص الوقود وتكاليف إنتاج الطاقة، والمشكلات البيئية، بالإضافة إلى التدهور الواضح في تحصيل العلوم وفي المهارات الأساسية لدى الطلبة، وشعر المربون الأمريكيون بخيبة الأمل تجاه تلك المناهج (خليل الخليلي،1989؛ عبد الله الحصين،1994؛ صالح الضبيبان،1998؛ كمال زيتون،2002).
ويرجع ياجر المشار إليه في صالح الضبيبان (1998) مظاهر الفشل التي صاحبت المناهج الاستقصائية إلى عدة عوامل منها: العجز عن إعداد نماذج كافية للتدريس، والتكاليف الباهظة اللازمة لتنفيذ تلك المناهج، بالإضافة إلى أعباء التدريس الصعبة التي كان ينأى بها المعلم، ويرى صالح الضبيبان (1998) أن من أهم عوامل الإخفاق لتلك المناهج، المركزية التي أحاطت بها، وعدم إشراك المعلمين في إعداد المناهج مما أدى إلى ابتعادها عن حاجات واهتمامات الطلبة، كما يذكر عبد الله الحصين (1994) أن تلك المناهج أغفلت الجانب الاجتماعي والجوانب الشخصية للطلبة، كما يرى لن (Lynn,1998) أن مناهج تدريس العلوم في تلك الفترة كشفت عن آثارها السلبية في اتجاهات الطلبة نحو العلوم، كما أنها لم تكن تشجع الطلبة على مواصلة الدراسة الجامعية في مجال العلوم والرياضيات.
أدت تلك الانتقادات إلى تغيير اتجاه حركات إصلاح مناهج العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، وظهرت في بداية السبعينات عدة مشروعات كبرى لمناهج العلوم جاءت كرد فعل لثورة المنهج السابقة، وأعلنت قدوم الاتجاهات الجديدة في تطوير المناهج (كمال زيتون،2002)، وفي منتصف السبعينات قامت المؤسسة القومية للتربية بالولايات المتحدة الأمريكية بتمويل ثلاث دراسات تقويمية لواقع التربية العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية ولجهود تطوير المناهج في الفترة الماضية، وقد نشرت النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات في تقرير سمي توليف المشروع (Project Synthesis) حيث كشفت عن تدهور في التحصيل العلمي لدى الطلبة، وضعف نسبي في اتجاهاتهم نحو العلوم، كما كان من بين تلك النتائج وجود حاجة ملحة لتطوير برنامج خاص في مناهج العلوم يتناول التفاعل بين العلم والتقنية والمجتمع (خليل الخليلي،1989؛ كمال زيتون،2002).
في بداية الحرب العالمية الثانية عام (1940) وجه العسكريون نقدا لتدريس العلوم والرياضيات، إذ تبين عدم قدرة المجندين على تطبيق ما تعلموه في المجالات التكنولوجية الحربية، وأوضحت الرابطة القومية لمعلمي العلوم (NSTA) والرابطة الأمريكية للتقدم العلمي (AAAS) فشل النظام المدرسي للتربية العلمية، واقترحت إجراء تغييرات، ولكن التغيير كان بطيئا (كمال زيتون،2002). وبعد إطلاق المركبة الفضائية الروسية سبوتنيك (Sputnik) عام 1957 شعر التربويون الأمريكيون بخطر التقدم التكنولوجي الروسي، ففجروا ما يسمى بثورة المنهج أو العصر الذهبي للمنهج، ونشطت حركة إصلاح مناهج العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية ودعمت بمبالغ ضخمة من الحكومة الفيدرالية، وقد تأثرت العديد من دول العالم بتلك الحركات التي نتج عنها عددا من مشروعات المنهج التي ركزت في مجملها على العلوم البحتة و الدروس المعملية مع التركيز على العمق في تناول عدد قليل من الموضوعات، وكانت الجهود موجهة بالدرجة الأولى إلى التقليل من الفجوة التي تنشأ بين التقدم العلمي وتدريس العلوم في المدارس، واعتمدت تلك المشروعات التي ظهرت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي على المدخل الكشفي الاستقصائي في تدريس العلوم الذي يهتم بتنمية العمليات العلمية ويؤكد على وسائل وطرق اكتساب المعرفة وذلك لتحويل المتعلمين إلى علماء صغار (خليل الخليلي،1989؛ محمد صابر سليم،1997؛ صالح الضبيبان،1998؛ كمال زيتون،2002).
لكن تلك المشروعات الاستقصائية لم تسلم من الانتقادات ففي عام (1969) كان الأمريكيون هم أول من سار على سطح القمر، إشارة إلى تقدمهم التكنولوجي في مجال الفضاء، وانتهت الأزمة التكنولوجية بالنسبة لهم وبدأت التساؤلات تظهر حول مناسبة المناهج لواقع الحياة، واكتشف التربويون أن تلك المناهج لم تكن تناسب سوى فئة واحدة من الطلبة، هم الذين سيصبحون مهندسين وعلماء، وأن المواطنين العاديين قد فقدوا ثقتهم بالعلم والتقنية، وأصبحوا ينظرون إليهما كأعداء للبيئة الطبيعية، نتيجة ظهور العديد من المشكلات العلمية التكنولوجية ذات الصبغة الاجتماعية مثل نقص الوقود وتكاليف إنتاج الطاقة، والمشكلات البيئية، بالإضافة إلى التدهور الواضح في تحصيل العلوم وفي المهارات الأساسية لدى الطلبة، وشعر المربون الأمريكيون بخيبة الأمل تجاه تلك المناهج (خليل الخليلي،1989؛ عبد الله الحصين،1994؛ صالح الضبيبان،1998؛ كمال زيتون،2002).
ويرجع ياجر المشار إليه في صالح الضبيبان (1998) مظاهر الفشل التي صاحبت المناهج الاستقصائية إلى عدة عوامل منها: العجز عن إعداد نماذج كافية للتدريس، والتكاليف الباهظة اللازمة لتنفيذ تلك المناهج، بالإضافة إلى أعباء التدريس الصعبة التي كان ينأى بها المعلم، ويرى صالح الضبيبان (1998) أن من أهم عوامل الإخفاق لتلك المناهج، المركزية التي أحاطت بها، وعدم إشراك المعلمين في إعداد المناهج مما أدى إلى ابتعادها عن حاجات واهتمامات الطلبة، كما يذكر عبد الله الحصين (1994) أن تلك المناهج أغفلت الجانب الاجتماعي والجوانب الشخصية للطلبة، كما يرى لن (Lynn,1998) أن مناهج تدريس العلوم في تلك الفترة كشفت عن آثارها السلبية في اتجاهات الطلبة نحو العلوم، كما أنها لم تكن تشجع الطلبة على مواصلة الدراسة الجامعية في مجال العلوم والرياضيات.
أدت تلك الانتقادات إلى تغيير اتجاه حركات إصلاح مناهج العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، وظهرت في بداية السبعينات عدة مشروعات كبرى لمناهج العلوم جاءت كرد فعل لثورة المنهج السابقة، وأعلنت قدوم الاتجاهات الجديدة في تطوير المناهج (كمال زيتون،2002)، وفي منتصف السبعينات قامت المؤسسة القومية للتربية بالولايات المتحدة الأمريكية بتمويل ثلاث دراسات تقويمية لواقع التربية العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية ولجهود تطوير المناهج في الفترة الماضية، وقد نشرت النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات في تقرير سمي توليف المشروع (Project Synthesis) حيث كشفت عن تدهور في التحصيل العلمي لدى الطلبة، وضعف نسبي في اتجاهاتهم نحو العلوم، كما كان من بين تلك النتائج وجود حاجة ملحة لتطوير برنامج خاص في مناهج العلوم يتناول التفاعل بين العلم والتقنية والمجتمع (خليل الخليلي،1989؛ كمال زيتون،2002).
الخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد
» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
الخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد
» Ten ways to improve Education
الخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي
» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
الثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش
» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي
» الواجبات خلال الترم 5
السبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم4
السبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري
» الواجبات خلال الترم3
السبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري