مشآكل تصحر التربة في اليمن

مشـآكل تصحــر التربـــة فـــي أليـمــــــــــن

مشكلة تصحر التربه في اليمن

مشكلة التصحر في الأطراف والضواحي والقرى النائية من محافظات عدن، لحج، أبين، بات يهدد كافة السكان والماشية والحياة في هذه المناطق حيث شمل هذا التهديد المواد الطبيعية كالمياه والتربة والغطاء النباتي الحراجي والرعوي والأراضي الزراعية وتؤثر سلباً على الانتاج الزراعي والنباتي وعلى مستوى المعيشة للسكان وعلى حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وأصبحت مشكلة التصحر في هذه المحافظات تقف عائقاً امام التنمية الريفية المتكاملة التي تهدف اليها خطط التنمية في اليمن.

وتفيد الدراسات والتقارير الصادرة عن الباحثين والمهندسين الزراعيين من مراكز ابحاث التغذية في عدن والباحثين الزراعيين من كلية الزراعة في جامعة عدن أو محطة ابحاث الكود والتي اجمعت جميعها أن تدهور المواد المتجددة في اليمن يعود سببه الى الاستغلال الجائر للغابات والمراعي الطبيعية، مما يؤدي الى انجراف التربة بسبب الامطار والرياح ، اذ تشكل الكثبان الرملية وزحفها في اتجاه الاراضي الزراعية والمنشآت العامة والخاصة والطرق والقرى، احد الاسباب التي ادت الى انخفاض الانتاج النباتي الزراعي والى تملح التربة وانخفاض الانتاج النباتي الزراعي والى تملح التربة وانخفاض مستوى الماء الارضي في الاراضي المروية بالآبار.

وهو نفس الامر الذي يهدد كافة المناطق في الجمهورية اليمنية اذ تدل تقديرات الباحثين الزراعيين في كليتي الزراعة صنعاء وعدن والمراكز البحثية في المحافظات الثلاث وكذلك المراكز البحثية على مستوى ذمار وتهامة ومارب : ان 97% من مساحات الجمهورية اليمنية متأثرة بدرجات متفاوتة من التصحر مع العلم بأن 30% من اراضي الجمهورية اليمنية تعاني من حالة التصحر الشديد جداً وان 70% من المساحات تتعرض الى تصحر عالي الخطورة.

ماذا قال المختصون؟

ويفيد بعض الباحثين الزراعيين في ادارة الري وقسم النباتات في مكتب الزراعة بعدن ان حركة الرمال النشطة خصوصاً في المناطق الريفية مثل بئر أحمد في مديرية البريقة او في الصحراء الممتدة على الشريط الساحلي بين البريقة وفقم وعمران في مديرية البريقة او منطقة البساتين بدار سعد او قريتي دار منصور وامصعبين، وجميعها في محافظة عدن اصبحت تغزو مزارع التعاونيات الزراعية والمنشآت السكنية والصناعية والاراضي الزراعية والطرق العامة ومصادر المياه وغيرها وهو نفس الاشكال الذي تعاني منه قرى الوهط والمحلة والفيوش في محافظة لحج او في قرى الخاملة وغيرها من القرى في محافظة أبين فضلاً عن الانجراف المائي من مساقط المياه التي تمر عبر الاودية المتواجدة في مناطق تلك المحافظات.

البعض من المختصين والباحثين في مركز ابحاث التغذية بعدن ادلوا بدلوهم في هذا الاشكال وكشفوا عما تعانيه البيئة الجبلية في هذه المحافظات خصوصاً في البيئة الجبلية والتي تعتبر مصدراً هاماً من مصادر المياه فانها تعاني من انجرافات شديدة في موسم الامطار وانعكس ذلك بصورة خطيرة في الامطار التي شهدتها هذه المحافظات قبل الاسبوعين المنصرمين وهو ما كان خارجاً عن المألوف المناخي ناهيك عن اهمال المدرجات الزراعية وازالة الغطاء النباتي والحراجي والرعوي وزيادة عدد رؤوس الثروة الحيوانية وغيرها من العوامل.

عوامل التصحر واسبابه

وحينما طرقنا هذا الاشكال مع بعض الباحثين الزراعيين والمختصين في محافظتي عدن ولحج وخصوصاً العوامل المؤدية لنشوب ظاهرة التصحر واهم اسبابها افادوا بأن هناك عوامل بيئية تتمثل في نقص الموارد المائية سواء في المياه الجوفية او الامطار او الانهار ثم السيول وما تحدثه من جرف للتربة الصالحة للزراعة وكذا الرياح الشديدة التي تتسبب في زحف الرمال والكثبان الرملية على الاراضي الزراعية وكذا ازالة الطبقة الصالحة للزراعة من سطح التربة، كما تشمل الامواج البحرية وما تحدثه من تآكل للتربة وخاصة في المناطق المتاخمة للسواحل وهو ما يسمى «بنخو البحر».. وهناك بحسب تفنيد هؤلاء الباحثين عوامل بشرية تتمثل في هجرة العمالة من الريف الى المدينة وتركها للأرض الزراعية وبناء المساكن على حساب الرقعة الزراعية وبناء المصانع في الاراضي الزراعية على مشارف مصادر المياه بما يؤدي الى تلوث البيئة والحد من الكساء الخضري ناهيك عن استخدام طرق الري الدائم غير المقنن والذي يتسبب في زيادة ملوحة التربة ويجعلها غير صالحة للزراعة.. اما العامل الثالث في التدخل السلبي للانسان اذ يؤكد احد الباحثين الزراعيين من محطة ابحاث الكود بأبين ان السبب الرئيسي في عملية التصحر هو سوء ادارة واستغلال الانظمة البيئية من قبل الانسان لاسيما النبت والتربة والمياه، وان ما ساعد في تسارع التصحر في النصف الثاني من هذا القرن هو الانفجار السكاني الذي ميز هذه الفترة في اليمن وادى الى زيادة الحاجة للاراضي الزراعية وازالة الغطاء النباتي الطبيعي ثم بدأت تتدهور الغابات الطبيعية تحت تأثير الحرائق المتكررة والرعي الجائر والقطع السيئ للاشجار ونتج عن هذا التدهور تغيرات في البيئة المحلية باتجاه ازدياد الجفاف على مستوى المناخ المحلي وخصائص التربة وانتاجيتها.
المصدر: منتديات | العربي نت|Youtube يوتيوب | انمي | كرتون