اثر استخدام طريقتين علاجيتين في تحصيل الطلاب واتجاهاتهم نحو الرياضيات

انطلاقاً من التطورات التربوية ظهر التعليم العلاجي محاولة لتطوير العملية التعليمية ودعوةً مستحدثة للتجديد التربوي نظرياً وعملياً ، وعلى افتراض أنه يمكن إيصال جميع المتعلمين تقريباً إلى المستويات المنشودة إذا ما أخذ في الاعتبار مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وتوفير الظروف التعليمية الملائمة.
ولأهمية ذلك في عملية التعلم والتعليم حاول الباحث تجريب طريقتين علاجيتين تمثلتا في التعليم المبرمج بوصفها تقنية علاجية ، والعلاج بوساطة البطاقات التعليمية (تغذية راجعة مكتوبة) وهدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثرهما على تحصيل طلاب الصف الثاني المتوسط واتجاهاتهم نحو الرياضيات ، ولغرض التحقق من هدف الدراسة اختيرت عشوائياً عينة بلغت (82) طالباً من طلاب الصف الثاني المتوسط التابعين لإحدى مدارس المديرية العامة لتربية بغداد / الرصافة الأولى ، موزعين على ثلاث شعب دراسية، اختيرت عشوائياً مجموعتان لتمثيل مجموعتي التجريب ، والثالثة لتمثيل المجموعة الضابطة ، كوفئت المجموعات الثلاث في العمر الزمني والتحصيل السابق ومستوى الذكاء ودرجات مقياس الاتجاه نحو الرياضيات.
حددت المادة العلمية بأربعة فصول هي: الجمل الرياضية ، والنظام الاحداثي، والانعكاس والانسحاب ، والتطابق ، من كتاب الرياضيات المقرر للعام الدراسي (2001-2002). وفي ضوء الأهداف السلوكية وأصناف المعرفة الرياضية المتضمنة في المحتوى وضمن المستويات الثلاثة الأولى من تصنيف بلوم للمجال المعرفي (تذكر-فهم-تطبيق) بنى الباحث ( اختبارات تشخيصية ومكافئة بواقع اختبارين متكافئين لكل فصل من الفصول قيد الدراسة ، وتحقق من صدقها وثباتها، كما بنى الباحث اختباراً تحصيلياً مكوناً من (88) فقرة من نوع اختيار من متعدد بواقع سؤال لكل هدف سلوكي ، وتحقق من خصائصه (السايكومترية) ، واعتمد الباحث على مقياس الاتجاه الذي أعده أبو زينة والكيلاني (1980) بعد تكييفه على مجتمع البحث.
طبقت التجربة خلال الفصل الدراسي الثاني للعام (2001-2002) ولمدة (10) أسابيع وسارت الإجراءات العلاجية على النحو الآتي:
أ- المجموعة التجريبية الأولى (مجموعة العلاج بالتعليم المبرمج) درست وحدة الجمل الرياضية على وفق الطريقة الاعتيادية ، ثم طبق على طلابها اختبار تشخيصي حددت في ضوئه الأهداف السلوكية غير المحققة ، وأرفق مع أسئلة كل طالب نسخة من الكتاب البرنامجي ووزع عليهم في اليوم التالي للاختبار التشخيصي ، وأشعر الطلاب المتفوقين بالاستفادة من الاسئلة والمعلومات الاثرائية الموجودة ضمن إطارات البرنامج ، ثم طبق بعد يومين اختبار تشخيصي مكافئ تغذية راجعة لتصحيح أخطاء الطلاب وتوجيههم مرة أخرى إذا اقتضى الأمر بالرجوع إلى النسخة العلاجية ، وبعدها الانتقال إلى وحدة أخرى وتكرار ما سبق.
ب- المجموعة التجريبية الثانية (مجموعة العلاج بالبطاقات التعليمية) استخدم معها أسلوب المجموعة الأولى نفسه في تدريس وحدة الجمل الرياضية وبعد تصحيح الاختبار التشخيصي تسلم كل طالب ورقة أسئلته مع نسخة من البطاقات التعليمية ، وطلب منهم الرجوع إليها لتصحيح أخطائهم وأشعر الطلاب ذوي الإجابات الصحيحة بالاستفادة من قراءة الهدف والأنشطة الأثرائية الموجودة في كل بطاقة تعليمية ، ثم طبق بعد يومين الاختبار التشخيصي المكافئ وركز على الأهداف غير المحققة ، وأرشد الطلاب بالرجوع إلى البطاقات التعليمية لتصحيح أخطائهم، واتبعت الإجراءات مع الوحدات الأخرى نفسها.
جـ- المجموعة الضابطة: درست المحتوى قيد الدراسة على وفق الطريقة الاعتيادية دون التعرض لأي أجراء تشخيصي أو علاجي. وبعد الانتهاء من تدريس المحتوى طبق الاختبار التحصيلي المعد لغرض هذه الدراسة ، تلاه إعادة تطبيق مقياس الاتجاه نحو الرياضيات.
واستخدام تحليل التباين الأحادي واختبار دانكان Dunkan في المعالجات الإحصائية وكانت النتائج على النحو الآتي:


1- تفوق مجموعتي التجريب على الضابطة بدلالة إحصائية عند مستوى (0.05) في كل من التحصيل والاتجاهات نحو الرياضيات.
2- تفوق المجموعة التجريبية الأولى (العلاج بالتعليم المبرمج) على المجموعة التجريبية الثانية (العلاج بالبطاقات التعليمية) في التحصيل بدلالة إحصائية عند مستوى (0.05).
3- لم تظهر فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعتي التجريب في متوسط مقياس الاتجاه نحو الرياضيات.
وفي ضوء نتائج الدراسة يوصي الباحث باستخدام الطريقتين العلاجيتين المستخدمة في هذه الدراسة في العملية التعليمية بوصفها إجراءات علاجية ناجحة لرفع مستويات الطلاب وتحسين اتجاهاتهم نحو الرياضيات وتدريب المعلمين على كيفية إعدادها وتنفيذها.
ويقترح الباحث إجراء المزيد من الدراسات المماثلة في موضوعات وصفوف دراسية أخرى ، واستخدام طرق علاجية أخرى كالحاسوب وكتب النشاط والوسائل السمعية-البصرية.