منهج مقترح في التربية البيئية لتنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلبة كلية التربية بجامعة صنعاء في الجمهورية اليمنية

منهج مقترح في التربية البيئية لتنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلبة كلية التربية / جامعة صنعاء


الباحث: د/ عبد الباقي محمد عبده النهاري
الدرجة العلمية: دكتوراه
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2003م
نوع الدراسة: رسالة جامعية

مقدمة:
يتناول هذا الفصل ملخصاً للدراسة ونتائجها، كما يقدم التوصيات المتعلقة بها، والمقترحات الناتجة عنها، وفيما يلي تفصيل ذلك:
أولاً: خطوات الدراسة:
هدفت هذه الدراسة إلى بناء منهج مقترح في التربية البيئية لتنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء في الجمهورية اليمنية، خاصة بعد أن تزايد الاعتراف العالمي والإقليمي والمحلي بالدور الذي يمكن أن تقوم به برامج التربية البيئية ومناهجها في حماية البيئة ورعايتها ومواجهة المشكلات التي تتعرض لها نتيجة لجهل الإنسان لمفهومها، ولمكانته فيها وسوء تصرفه حيالها.
وإزاء هذا الاهتمام المتزايد بالبيئة ومشكلاتها، بدأت العديد من دول العالم تضع برامج ومناهج من شأنها أن تمارس التربية البيئية في المدارس والمعاهد والجامعات، وتنادي بضرورة إدخال التربية البيئية على أسس سليمة وصحيحة ضمن مقررات ومناهج إعداد المعلمين في كليات التربية، لإعداد المعلم الكفء، الذي يستطيع من خلالها أن يترجم هذه المقررات والمناهج في عقول ووجدان المتعلمين، وينمي وعيهم تجاه ما تتعرض له البيئة من مشكلات مختلفة من حيث أسبابها، والعوامل التي تتحكم فيها، والآثار السلبية المترتبة عليها، وأهم الطرق والأساليب المتبعة لعلاجها، مع توجيه كل ذلك نحو تنمية المفاهيم والاتجاهات الإيجابية نحو البيئة وتكوين الأساس المعرفي الذي يشكل تصرفات الأفراد تجاه البيئة ويكسبهم المهارات اللازمة للتعامل الناجح مع قضايا البيئة في مستقبل حياتهم.
ومن هنا كان المعلم الدارس للبيئة والواعي بأمورها ومشكلاتها، والمدرك لمفاهيمها والاتجاهات الإيجابية نحوها، من أهم أركان نجاح أي جهد في التربية البيئية. وقد أدى ذلك إلى تطوير برامج الإعداد والتدريب للمعلمين في مجال التربية البيئية، بل إن العديد من المنظمات الإقليمية والدولية أصبحت تشارك بشكل جاد وفعال في إعداد هذه النوعية من البرامج والمناهج المتخصصة في التربية البيئية، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة حتى يصبحوا قادرين على تحقيق أهداف التربية البيئية والإسهام في حل مشكلات مجتمعهم، وذلك من منطلق أن التحقيق الفعال للتربية البيئية باعتبارها جزءاً من العملية التربوية، يتوقف إلى حد كبير على المعلم ومدى إدراكه لأهميتها وفهمه لفلسفتها وإيمانه بالأهداف المرجو تحقيقها من خلالها.
وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي حظيت به برامج التربية البيئية ومناهجها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، إلا أن واقع الحال بالنسبة لكلية التربية بجامعة صنعاء في الجمهورية اليمنية، يشير إلى أن الجهود المبذولة في هذا الصدد رغم وجودها لا تزال متواضعة وغير كافية لإحداث التأثير المطلوب في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء، الأمر الذي أوضحته نتائج العديد من الدراسات التي تم تناولها في الفصل الأول.
من هذا المنطلق نبعت فكرة هذه الدراسة وأمكن بالتالي تحديد مشكلتها في الإجابة عن السؤال الرئيسي التالي:
ما مدى فعالية منهج مقترح في التربية البيئية على تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء؟
وقد انبثق عن هذا السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية:
ما الإطار العام للمنهج المقترح في التربية البيئية الذي يعمل على تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء؟
ما فعالية المنهج المقترح في تنمية المفاهيم البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء؟
ما فعالية المنهج المقترح في اكتساب الاتجاهات الإيجابية نحو البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء؟
أهداف الدراسة:
تحديد قائمة بالمفاهيم البيئية التي ينبغي أن يكتسبها طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء.
تصميم الإطار العام للمنهج المقترح في التربية البيئية لطلاب كلية التربية بجامعة صنعاء.
بناء وحدة من وحدات المنهج المقترح وقياس فعاليتها في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء.
أهمية الدراسة:
تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية الموضوع الذي تناولته، ومن هدفها في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء. كما تستمد أهميتها من تقديمها لقائمة بالمفاهيم البيئية التي ينبغي أن يتضمنها المنهج المقترح في التربية البيئية، وإعدادها لأدوات الدراسة الميدانية، والاستفادة منها في تقويم الطلاب المعلمين، وفي بناء أدوات مماثلة، وكذلك فإن نتائج هذه الدراسة قد يستفاد منها عند التخطيط لبناء مناهج جديدة للتربية البيئية وصولاً إلى تطوير التعليم البيئي. كما يمكن أن تشكل هذه الدراسة دافعاً لفتح المجال أمام الباحثين لإجراء دراسات وبحوث أخرى في كلية التربية تثري مجالات مختلفة من جوانب الاهتمام بالتربية البيئية في مراحل التعليم المختلفة.
حدود الدراسة:
اقتصرت هذه الدراسة على طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء الدارسين في المستوى الرابع بقسم الجغرافيا، وبحسب عينة الدراسة مما يحد بالتالي من تعميم نتائج هذه الدراسة خارج مجتمع الدراسة.
اقتصرت على تجريب وحدة من وحدات المنهج المقترح ميدانياً على عينة الدراسة التجريبية للتعرف على مدى فعاليتها في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية المتضمنة بها واتخاذها كمؤشر يدل على فعالية المنهج المقترح في التربية البيئية.
حددت نتائج هذه الدراسة في ضوء أدوات الدراسة التي صممها الباحث واستخدمها لقياس مقدار النمو في المفاهيم والاتجاهات البيئية، وهى عبارة عن اختبار تحصيلي، ومقياس للاتجاهات البيئية.
أدوات الدراسة:
وحدة التلوث البيئي موضوع الدراسة الميدانية.
دليل المعلم للوحدة موضوع الدراسة.
اختبار تحصيلي للوحدة موضوع الدراسة.
مقياس اتجاهات للوحدة موضوع الدراسة.
منهج الدراسة:
استخدم الباحث المنهج الوصفي في الإطار النظري للدراسة وفى مراجعة نتائج الدراسات السابقة وفى بناء منهج التربية البيئية.
المنهج التجريبي في تجريب وحدة من وحدات المنهج على عينة من طلاب المستوى الرابع بقسم الجغرافيا في كلية التربية بجامعة صنعاء للتأكد من فعالية المنهج المقترح في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية.
إجراءات الدراسة:
للإجابة عن التساؤلات التي تطرحها الدراسة وتحقيقاً لأهدافها والتزاماً بحدودها تسير الدراسة وفقاً للخطوات الآتية:
1- تحديد الإطار النظري للدراسة من خلال:
أ - تحديد مشكلة الدراسة وأهدافها، وأهميتها، وحدودها، وأدواتها، وكذلك منهج الدراسة وإجراءاتها، ومصطلحاتها.
ب - تناول التربية البيئية من حيث نشأتها وتطورها وتعريفها وأهدافها ومبادئها وأهميتها وطرق تدريسها.
ج - عرض أهم المشكلات البيئية المعاصرة وأبرزها في العالم وفى اليمن، وإظهار خطورتها على الإنسان والبيئة، والتأكيد على أهمية التربية البيئية في مواجهة هذه المشكلات في الوقت الحاضر.
2- تحديد الأهداف العامة والخاصة للمنهج المقترح في التربية البيئية.
3- إعداد قائمة بالمفاهيم البيئية التي تعد أساسا لما يليها من خطوات تتعلق ببناء المنهج المقترح في التربية البيئية، وذلك من خلال المصادر التالية:
البحوث والدراسات السابقة التي عنيت ببناء قوائم بالمفاهيم البيئية.
الكتب والمراجع المتخصصة في العلوم البيئية.
الكتب والمراجع المتخصصة في التربية البيئية.
المؤتمرات والندوات والورش التي عقدت حول البيئة والتربية البيئية.
تحليل مقررات التربية البيئية التي تدرس في كليات التربية في بعض الدول العربية.
التوصل إلى قائمة المفاهيم البيئية ووضعها في صورتها النهائية بعد عرضها على مجموعة من المحكمين المتخصصين.
4- تحديد محتوى المنهج المقترح، وطرائق تدريسه، والأنشطة التعليمية المصاحبة له، وأساليب التقويم الخاصة به.
5- ضبط الإطار العام للمنهج المقترح في التربية البيئية، وذلك بعرضه على مجموعة من المحكمين المتخصصين في المناهج وطرق التدريس، والوقوف على آرائهم وحكمهم على هذا الإطار، والتأكد من مناسبته للطلاب المعلمين في كلية التربية.
6- إعداد وحدة دراسية مختارة من وحدات المنهج بالتفصيل من حيث:
أ - النظرة الشاملة للوحدة الدراسية.
ب - تعريف الوحدة الدراسية.
ج - أهداف الوحدة الدراسية.
د - محتوى الوحدة الدراسية.
ه - طرق تدريس الوحدة الدراسية.
و - الأنشطة التعليمية المصاحبة للوحدة الدراسية.
ز - تقويم الوحدة الدراسية.
ح - إعداد دليل المعلم للوحدة الدراسية.
ط - إجراءات ضبط الوحدة الدراسية.
ي - التجربة الاستطلاعية للوحدة الدراسية.
7- إعداد أدوات قياس الوحدة الدراسية، بغرض التعرف على مدى فعاليتها في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية المتضمنة بها لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء، واتخاذها كمؤشر يدل على فعالية المنهج المقترح في التربية البيئية. وهي تتضمن ما يلي:
اختبار تحصيلي بالمفاهيم البيئية المتضمنة في الوحدة الدراسية وعرضه على مجموعة من المحكمين المتخصصين، وتجربته استطلاعيا على عينة من طلاب السنة الرابعة بقسم الجغرافيا في كلية التربية بجامعة صنعاء بغرض حساب معامل السهولة والصعوبة والتمييز لمفردته، والتأكد من صدقه وثباته، وحساب الزمن المناسب له. وقد اشتمل في صورته النهائية على (106) سؤالاً من نوع الاختيار من متعدد.
مقياس الاتجاهات البيئية المتضمنة في الوحدة الدراسية، وعرضه على مجموعة من المحكمين المتخصصين، وتجربته استطلاعيا بغرض حساب معامل السهولة والصعوبة لمفرداته، والتأكد من صدقه وثباته، وحساب الزمن المناسب له. وقد اشتمل في صورته النهائية على (44) عبارة بطريقة ليكرت، نصفها يمثل عبارات إيجابية، والنصف الآخر يمثل عبارات سالبة.
8- إجراء الدراسة الميدانية التجريبية للوقوف على فعالية تطبيق الوحدة الدراسية، ويتطلب ذلك:
أ - اختيار عينة من طلاب السنة الرابعة بقسم الجغرافيا في كلية التربية بجامعة صنعاء وتطبيق أدوات تقويم الوحدة الدراسية عليهم تطبيقاً قبلياً .
ب - تدريس الوحدة الدراسية على عينة الدراسة التي تم اختيارها من قبل الباحث.
ج - تطبيق أدوات التقويم تطبيقاً بعدياً على عينة الدراسية
9- جمع البيانات التي حصل عليها الطلاب أفراد العينة الدراسية ومعالجتها إحصائياً باستخدام الحاسب الآلي وفقاً لبرنامج (SPSS) لحساب:
أ - المتوسطات الحسابية.
ب - الانحرافات المعيارية.
ج - قيمة (ت) ودلالتها الإحصائية.
د - معامل الارتباط بين المتوسطات.
ه - نسبة الكسب المعدل لمعادلة بلاك Black.
وذلك تمهيداً للحصول على نتائج الدراسة وتفسيرها، ثم تقديم التوصيات والمقترحات الخاصة بها.
ثانياً: نتائج الدراسة:
أسفرت الدراسة عن النتائج التالية:
وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الطلاب أفراد الدراسة الميدانية، وذلك من الدرجة الكلية للاختبار التحصيلي القبلي والبعدي، حيث بلغت على التوالي (60.03) درجة، (98.11) درجة، مما يدل على وجود تحسن كبير بين متوسط الدرجات وذلك من النهاية الكبرى في كل من التطبيق القبلي والبعدي على حده والتي قدرها (100%) درجة، وهو ما كشفت عنه نتائج قيمة (ت) المحسوبة (504,41)، وهى بذلك أكبر من قيمة (ت) الجدولية التي بلغت (76,2) عند درجة حرية (29) وبمستوى معنوية (001,0) بين المتوسطين، ولصالح التطبيق البعدي بفارق قدره (38.08) درجة، كما بلغت نسبة الكسب المعدل لبلاك Black (1.334)، الأمر الذي يشير على التأثير الواضح للوحدة الدراسية في تنمية المفاهيم البيئية لدى الطلاب عينة الدراسة.
وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الاختبار التحصيلي القبلي والبعدي في مستوياته الثلاثة ( التذكر- الفهم – التطبيق )، حيث بلغ المتوسط لمستوى التذكر في الاختبار القبلي (60.26) درجة، ولمستوى الفهم (59.82) درجة، ولمستوى التطبيق (59.80) درجة، بينما بلغت هذه المتوسطات للمستويات الثلاثة في الاختبار البعدي (98.01)، (97.75)، (99.22) درجة على التوالي. مما يدل على وجود تحسن كبير بين متوسط الدرجات لكل مستوى من المستويات الثلاثة التي يتكون منها الاختبار التحصيلي، وذلك من النهاية الكبرى لكل مستوى على حده. وهو ما كشفت عنه نتائج قيمة (ت) المحسوبة بالنسبة للمستويات الثلاثة والتي بلغت على التوالي (230,30)، (498,28)، (168,19)، وهى بذلك أكبر من قيمة (ت) الجدولية التي بلغت (76,2) عند درجة حرية (29)، وبمستوى معنوية (001,0)، بين متوسطات التطبيقين القبلي والبعدي ولصالح التطبيق البعدي، الأمر الذي يؤكد التأثير الواضح لدراسة الوحدة الدراسة في تحقيق الأهداف المعرفية.
وجود فروق ذات دلالة إحصائية على مستوى كل موضوع من الموضوعات الثمانية التي تتكون منها الوحدة الدراسية، حيث بلغ المتوسط للموضوع الأول في الاختبار القبلي(62.22)درجة، وللموضوع الثاني(60.78) درجة، وللموضوع الثالث(61.33) درجة، وللموضوع الرابع(60.28) درجة، وللموضوع الخامس(58.72) درجة، وللموضوع السادس(60.00) درجة، وللموضوع السابع(59.00) درجة، وللموضوع الثامن(57.86) درجة، بينما بلغت هذه المتوسطات للموضوعات الثمانية في الاختبار البعدي(99.72)، (99.01)، (99.11)، (98.61)، (98.97)، (97.69)،(96.00)، (95.24) درجة على التوالي، مما يدل على وجود تحسن كبير بين متوسط الدرجات لكل موضوع من الموضوعات التي تتكون منها الوحدة الدراسية، وذلك من النهاية الكبرى المخصصة لكل موضوع على حده، وهو ما كشفت عنه نتائج قيمة(ت) المحسوبة لكل موضوع والتي بلغت على التوالي(16.66)، (19.83)، (17.95)، (15.44)، (12.46)، (15.52)، (9.71)، (11.59)، وهي بذلك أكبر من قيمة(ت) الجدولية التي بلغت (2.76) عند درجة حرية(29)، وبمستوى معنوية(0.001) بين التطبيقين القبلي والبعدي ولصالح التطبيق البعدي الأمر الذي يؤكد فعالية الوحدة الدراسية في تنمية المفاهيم البيئية لدي الطلاب أفراد الدراسة الميدانية. كما بلغت نسبة الكسب المعدل لبلاك Black (1.334)، وهي بذلك أعلى من النسبة الحرجة للكسب المعدل التي حددها بلاك بـ (1.2) وهو مؤشر دال على مستوى النمو الكبير للمفاهيم البيئية لدى الطلاب عينة الدراسة الميدانية نتيجة لدراسة الوحدة الدراسية.
وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الطلاب أفراد الدراسة الميدانية، وذلك من الدرجة الكلية على مقياس الاتجاهات البيئية القبلي والبعدي، حيث بلغت في التطبيق القبلي (2.23) درجة، بينما بلغت في التطبيق البعدي (2.85) درجة، مما يدل على وجود تحسن ملحوظ بين متوسط الدرجات وذلك من النهاية الكبرى لمقياس الاتجاهات البيئية القبلي والبعدي على حده ولصالح التطبيق البعدي، وهو ما كشفت عنه نتائج قيمة (ت) المحسوبة(222,25)، وهى بذلك أكبر من قيمة (ت) الجدولية التي بلغت (76,2) عند درجة حرية (29) وبمستوى معنوية (001,0)، بين المتوسطين ولصالح التطبيق البعدي بفارق قدره (0.62) درجة، الأمر الذي يؤكد فعالية الوحدة الدراسية في تنمية الاتجاهات البيئية.
وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الطلاب أفراد الدراسة الميدانية، وذلك من الدرجة الكلية في التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس الاتجاهات البيئية بالنسبة لكل موضوع من الموضوعات الثمانية التي تتكون منها الوحدة الدراسية، حيث بلغ المتوسط للموضوع الأول في القياس القبلي(2.27) درجة، وللموضوع الثاني (2.32) درجة، وللموضوع الثالث (2.19) درجة، وللموضوع الرابع (2.31) درجة، وللموضوع الخامس (2.24) درجة، وللموضوع السادس (2.33) درجة، وللموضوع السابع (2.08) درجة، وللموضوع الثامن (2.10) درجة، بينما بلغت هذه المتوسطات للموضوعات الثمانية في الاختبار البعدي (2.85)،(2.99)، (2.77)، (3.00)، (2.77)، (2.66)، (2.49)، (2.91) درجة على التوالي، مما يدل على وجود تحسن كبير بين متوسط الدرجات لكل موضوع من الموضوعات التي تتكون منها الوحدة الدراسية، وذلك من النهاية الكبرى المخصصة لكل موضوع على حده، وهو ما كشفت عنه نتائج قيمة(ت) المحسوبة لكل موضوع والتي بلغت على التوالي(8.70)، (9.63)، (8.72)، (9.20)، (6.60)، (3.81)، (4.21)، (11.19)، وهي بذلك أكبر من قيمة(ت) الجدولية التي بلغت (2.76) عند درجة حرية(29)، وبمستوى معنوية(0.001) بين التطبيقين القبلي والبعدي ولصالح التطبيق البعدي الأمر الذي يؤكد فعالية الوحدة الدراسية في تنمية الاتجاهات البيئية لدي الطلاب أفراد الدراسة الميدانية. وقد بلغت نسبة الكسب المعدل لبلاك Black 1.02، وهى بذلك تقع في المدى الذي حدده بلاك بين (1 – 2)، مما يشير على التأثير الملحوظ لدراسة الوحدة الدراسية في تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو البيئة لدى الطلاب عينة الدراسة الميدانية.
ثالثاً: توصيات الدراسة:
في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة يوصي الباحث بما يلي:
الاهتمام بتضمين المنهج المقترح موضوع الدراسة الحالية ضمن برنامج إعداد المعلمين في كلية التربية بجامعة صنعاء كمقرر إجباري لكافة التخصصات، لما لذلك من أهمية في تنمية المفاهيم والاتجاهات الإيجابية نحو البيئة، الأمر الذي كشفت عنه نتائج الدراسة.
الاهتمام بتوفير الأدلة والمراجع المتخصصة في مجال التربية البيئية التي تساعد الطلاب المعلمين على تدريس الموضوعات البيئية والمصادر الطبيعية بصورة صحيحة وواضحة بحيث تنمي مهاراتهم، وتزيد من فاعلية التدريس.
الاهتمام بتوفير الوسائل التعليمية المختلفة التي يمكن استخدامها عند تدريس الموضوعات البيئية المختلفة، خاصة الأفلام، واللوحات، والخرائط، والرسوم البيانية التي تبرز خطورة المشكلات البيئية ومظاهر التلوث البيئي، وكذلك الآثار البيئية الناجمة عن الأنشطة البشرية المختلفة في اليمن والعالم، وذلك بناء على ما لوحظ أثناء الدراسة الميدانية من نقص واضح في هذه الوسائل بكلية التربية في جامعة صنعاء.
الاهتمام بتبسيط القضايا والمشكلات البيئية المعقدة والمتداخلة، والابتعاد قدر الإمكان عن التوسع الكمي في حجم المعلومات دون الاهتمام بالكيف، والتركيز على توضيح العلاقات المتداخلة بين الإنسان والبيئة واتخاذها محوراً للدراسة كلما أتيحت الفرصة لذلك بغرض الوصول إلى إعداد ناجح للطالب المعلم، بحيث يصبح أكثر فهماً لهذه العلاقات وأكثر نفعاً للبيئة.
الاهتمام بتزويد مكتبة كلية التربية بجامعة صنعاء بالكتب والمراجع والمجلات التي تتناول قضايا البيئة ومشكلاتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لما لذلك من أهمية لفهم قضايا البيئة وزيادة فاعلية مناهج التربية البيئية، وبالذات في مجال إنجاز البحوث والتقارير والملخصات التي يكلف بها الطلاب أثناء الدراسة، حيث لوحظ عدم توفر هذه الكتب والمراجع والمجلات المتخصصة في مكتبة الكلية.
الاهتمام بدعم الأنشطة التعليمية المصاحبة للمنهج المقترح في التربية البيئية، كالزيارات الميدانية في البيئة المحلية، سواء الطبيعية أو المشيدة، واتخاذها معملاً للدراسة الحقلية، التي بدورها تعزز جوانب التعلم البيئي وتثريه، الأمر الذي أكدته نتائج الدراسة الحالية.
الاهتمام بالجوانب الوجدانية إلى جانب الجوانب المعرفية والمهارية عند إعداد وتصميم المناهج والوحدات الدراسية في التربية البيئية، وذلك لأن الجوانب المعرفية وحدها لا تكفي لإكساب الاتجاهات الإيجابية نحو البيئية.
الاهتمام بعقد دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة ترمي إلى التعريف بالتربية البيئية وأهميتها في حماية البيئة، وتزويدهم بالخبرات التعليمية المناسبة، والتي تسهم بدورها في علاج القصور الناجم أثناء إعدادهم في مجال التربية البيئية، وصولاً إلى تحقيق أهداف التربية البيئية.
الاهتمام بتدريب الطلاب المعلمين في كلية التربية على استخدام طرق واستراتيجيات حديثة تلائم تقديم التربية البيئية للطلاب، وتستثير دافعيتهم لتنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية، مثل طريقة المناقشة، وحل المشكلات، والدراسات الميدانية، والتي أظهرت الدراسة الحالية فعاليتها.
ضرورة التركيز على استخدام الأساليب الحديثة في التقويم، بحيث لا تركز فقط على الطرق التقليدية، التي تعتمد على الحفظ والاستظهار، وإنما ينبغي أن تركز أيضاً وبدرجة أساسية على المستويات المعرفية المختلفة، التي تقيس مشاركة الطالب في المجالات المعرفية، والوجدانية، والمهارية.
رابعاً: مقترحات الدراسة:
في ضوء هذه الدراسة يقترح الباحث القيام بالبحوث والدراسات التالية:
إجراء دراسات مماثلة للدراسة الحالية تتناول عينات مختلفة من مراحل التعليم العام، وقياس أثرها في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لديهم.
إجراء دراسات تتناول إعداد وحدات دراسية أخرى من وحدات المنهج المقترح الحالي، وتطبيقها على طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء وقياس أثرها في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية المتضمنة بها لديهم.
إجراء دراسات تتناول إعادة تطبيق وحدة التلوث البيئي موضوع الدراسة الحالية علي التخصصات المختلفة داخل كلية التربية، وذلك بغرض إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة خارج مجتمعها الأصلي.
إجراء دراسات تتناول التعرف على العلاقة بين المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء.
إجراء دراسات تتناول كشف طبيعة الاتجاهات وعلاقتها بالقيم والأخلاق البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء.
إجراء دراسات تتناول أثر استخدام طريقة حل المشكلات في تدريس التربية البيئية ومقارنتها بالطرق التقليدية السائدة في مراحل التعليم المختلفة.
إجراء دراسات تتناول بناء منهج مقترح في التربية البيئية لتنمية المهارات اللازمة لتدريس التربية البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء.
إجراء دراسات تتناول إعداد مناهج في التربية البيئية لفئات مختلفة من المجتمع، حيث لفت نظر الباحث أن غالبية الدراسات التي أجريت قد اقتصرت على فئات من طلاب التعليم العام والعالي.
إجراء دراسات تتناول أثر استخدام الأنشطة التعليمية المختلفة في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية لدى طلاب كلية التربية بجامعة صنعاء.
إجراء دراسات تتناول التعرف إلى جدوى استخدام المناهج المندمجة أو المستقلة في تقديم التربية البيئية، وقياس مدى فاعليتها في تنمية المفاهيم والاتجاهات البيئية في مراحل التعليم المختلفة، ومن ثم تحديد أفضلها للتلاميذ.