منتــــدى الدكتور عبد الســــلام دائل... تربية....علــــــــوم.... تكنولوجيـــــــا

مرحبابكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتــــدى الدكتور عبد الســــلام دائل... تربية....علــــــــوم.... تكنولوجيـــــــا

مرحبابكم

منتــــدى الدكتور عبد الســــلام دائل... تربية....علــــــــوم.... تكنولوجيـــــــا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
                 
     

 

نتائج التربية البيئية لطلبة البيولوجي والانجليزي على هذا الرابط: http://abdulsalam.hostzi.com/resultterm2.htm

المواضيع الأخيرة

» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالخميس مايو 09, 2013 10:32 pm من طرف قداري محمد

» استخدام طريقة العروض العملية في تدريس العلوم
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالخميس أبريل 18, 2013 10:26 am من طرف قداري محمد

» Ten ways to improve Education
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالخميس فبراير 21, 2013 8:44 am من طرف بشير.الحكيمي

» مقتطفات من تصميم وحدة الإحصاء في الرياضيات
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالثلاثاء يناير 29, 2013 8:30 am من طرف بشير.الحكيمي

» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالأربعاء يناير 02, 2013 7:49 am من طرف انور..الوحش

» تدريس مقرر تقنية المعلومات والاتصالات
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:00 am من طرف محمدعبده العواضي

» الواجبات خلال الترم 5
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2012 11:12 pm من طرف بشرى الأغبري

» الواجبات خلال الترم4
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2012 11:11 pm من طرف بشرى الأغبري

» الواجبات خلال الترم3
المتعلم في عصر العولمة : Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2012 11:10 pm من طرف بشرى الأغبري

مكتبة الصور


المتعلم في عصر العولمة : Empty

التبادل الاعلاني


    المتعلم في عصر العولمة :

    avatar
    بشرى الأغبري
    super 2


    عدد المساهمات : 387
    تاريخ التسجيل : 21/05/2012
    العمر : 42

    المتعلم في عصر العولمة : Empty المتعلم في عصر العولمة :

    مُساهمة من طرف بشرى الأغبري الأربعاء أغسطس 15, 2012 10:46 pm

    المتعلم في عصر العولمة :

    نقصد بالمتعلم العالمي، الشخص الذي يكون لديه الرغبة والقدرة علي الانفتاح علي المجتمع العالمي، وخاصة بعد أن وفرت شبكة إنترنت هذا العمل، وجعلته سهلاً ميسوراً.
    وفي ظل استخدام الكمبيوتر والانترنت المتعددة والمتقدمة علمياً وتكنولوجياً ، ظهرت مجموعة من المنتجات التعليمية والخدمات التربوية ، التي تقوم على أساس المعنى الحقيقي للعمل التعاوني ، ومن هنا ينبغي أن يفهم المتعلم العالمي أبعاد العمل التعاوني ، وان يتمكن منهما ويسيطر عليها ، خاصة بعد أن ظهر مفهوم المواطنة العالمية ، إذ بات علي الإنسان أن يكون مواطنا صالحاً ونافعاً علي المستويين : المحلي والعالمي معاً .
    في ضوء ما تقدم ، يقتضي المنطق أن يعمل المتعلم العالمي مع غيره من الأفراد،أيا كانوا، من داخل المدرسة أم خارجها، وسواء أكانوا من الذين يعرفهم عن قرب وبطريقة قوية، أم من الذين لا يعرفهم مطلقاً آو يعرفهم بطريفة سطحية،علي أن يتم العمل من خلال منظومة التعاون المعاصرة ، التي تفرض حالياً قيماً ومواثيق وتعاملات جديدة ، لم تكن معروفة من قبل .
    وحيث أن التقنيات الحديثة أسهمت بدرجة كبيرة في تقليص فرص العمل أمام المتعلمين بعد تخرجهم ، لذا ليس أمام المتعلم ليكون عالمياً ، غير أن يكون صاحب عقلية ،تقبل فكرة ترك المكان الذي ولد فيه أو يعيش فيه ،إذا اضطرته الظروف لذلك ، دون النظر لارتباط قائم بينه وبين عائلته أو عشيرته.
    إن فرصة العمل المناسبة قد تتطلب أن يترك الانسان البلد الذي يعيش فيه ، وان يقيم علاقات إنسانية رائعة مع الآخرين ، رغم اختلاف جنسياتهم وأعرافهم ودياناتهم وتوجهاتهم وإيديولوجياتهم .... إلخ .
    أيضاً ، ينبغي أن يسبق المتعلم زمانه – وليس مكانه فقط كما ذكرنا من قبل – ليتوقع هوية وطبيعة الوظائف المستقبلية ، التي عليه أن يختار من بينها بعد تخرجه ، وبذا يكون مستعداً نفسياً وعلمياً وتأهيلياً لشغل وظيفة ، تتوافق مع قدراته العقلية و إمكانياته الذهنية ، لأنه قد حسب حساب كل شيء بدقة.
    وفي عصر العولمة قد يتحول المتعلم – إذ أراد أن يكون عا لمياً – إلى إنسان شبه آلي ، ولكنه سوف يستفيد كثيراً من إمكانات العصر الجبارة المتوفرة بين يديه ، إذا استطاع أن يعيش العصر بظروفه وأحواله ومتغيراته ، وإذا توافق معه في ظل إيقاع حركته المتسارع .

    فعلى سبيل المثال، ألغت آليات وتقنيات عصر العولمة المسافات الرأسية بين المتعلمين بعضهم البعض ، وبينهم وبين المعلمين، وذلك له مردوداته الايجابية بالنسبة لعملية المشاركة في الوثائق واستعادتها .
    أيضاً ، يمكن للمتعلمين الاتصال السريع والمباشر بغيرهم عن طريق شبكة الانترنت ، مما يسهل جدولة المواعيد ، والمشاركة في الحوارات والمناقشات العلمية ، والتعبير عن آرائهم في الأحداث المتلاحقة والمتسارعة ، التي تحدث يومياً .
    إن بعض المتعلمين الواعدين الجادين ، يتميزون بخصائص وايجابيه بعينها ، ولكنهم لا يمتلكون النزعة أو الميل للانفتاح على الآخرين خارج حدود أوطانهم . إن هذه النزعة هي التي تميز المتعلم العالمي، عن المتعلمين ذوي النزعة المحلية، إذ تساعده على فهم وإدراك الأمور التالية:
    أ‌- إدراك أن أنشطة وفعاليات العملية التعليمية تسعي إلى تحقيق أهداف بعينها، ترتكز علي التوجهات التالية:
    1 . تسير التغييرات التربوية التكنولوجية في مسارين ، أولهما : التغييرات البسيطة المتصاعدة ، ثانيهما : التغييرات الجذرية التي تحقق خدمات تعليمية جديدة لم تكن موجودة من قبل .
    2 . أهمية وضع إستراتيجية تعليمية وطنية، تتضمن تطوير نشاطات الخدمات التعليمية في جميع المراحل الدراسية.
    3 . تحقيق قدر معقول من التنافسية الدولية في مجال التعليم .
    ب‌- إدراك أهمية صياغة الإصلاحات والتطويرات والتغييرات التعليمية ، وفق الخطط التعليمية المعمول بها في بلدان العالم المتقدم ، ووفق الخرائط الاستشرافية العالمية للتطورات المستقبلية في العلم والتكنولوجيا .

    العولمة وتكنولوجيا التعليم

    لقد ساعدت تكنولوجيا المعلومات Information Technology على تأكيد العولمة كحقيقة واقعية، إذ بات من السهل الآن إلغاء حواجز الوقت والمسافة بين الدول بعضها البعض، كما تنامي نقل البيانات والأخبار والأحداث – أيا كان كمها أو نوعها أو هويتها – بسهولة مذهلة، وذلك عن طريق البريد الالكتروني ( E-Mail ) والفاكس والانترنت وشبكات الاتصال التليفوني العالمية السريعة . بحيث أصبح من المستحيل أن تكون لدولة بعينها بعض خصوصياتها العلمية أو العسكرية، إلا في أضيق الحدود، وبعد إجراء عمليات تعتيم جبارة لحفظ بعض الأسرار.
    على الرغم من أن الفرق بين سياسة العلم وسياسة التكنولوجيا في عصر العولمة، أصبح أقل أهمية الآن، بسبب اعتماد التكنولوجيا ذاتها على العلم، فإن الدول النامية ترى المزيد من الدينامية التكنولوجية، وبالتالي يصبح تطوير الإمكانات العلمية أقل أهمية،على الأقل في الوقت الحاضر مع مواجهة المشكلات الحادة قريبة المدى في هذه الدول .
    ولكن ، ( التنمية التكنولوجية المستمرة مستحيلة بدون وجود قاعدة علمية قوية إلى حد معقول : فالتكنولوجيا عملية دينامية وتحتاج للقاعدة المعرفية التي يقدمها التراث العلمي الأصيل ) .
    وعلى أية حال ، فإن الجدل السابق الذي يدور حول ، من يسبق الآخر في الأهمية ، أهو العلم أم هي التكنولوجيا ؟ لا يعنينا كثيراً هنا ، إذ يعنينا بالدرجة الأولى موقف تكنولوجيا التعليم في عصر العولمة .
    وبمعنى آخر ، فإننا نحاول الإجابة عن التساؤلات المهمة التالية :
     ما دور تكنولوجيا التعليم في تأكيد العولمة كحقيقة واقعية ؟
     ما الأهداف التي تسهم في تحقيقها تكنولوجيا التعليم في عصر العولمة ؟
     لماذا يجب أن تكون تكنولوجيا التعليم من اهتمامات التربويين الأساسية ؟
    وللإجابة عن الأسئلة، نقول:
    يمكن النظر إلي العولمة علي أنها حركة متدفقة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعية وتكنولوجيا . . إلخ ، تسهم في الانفتاح علي العالم ، الذي تلاشت فيه فعاليات وتأثيرات حدود ، الزمان والمكان . فالعالم يتحرك الآن بغير قيود ، والإنسان ينتقل بغير حدود ، وتتدفق المعلومات بغير عوائق .
    ونتيجة لما قدم ، تتداخل الثقافات ، وتقترب الحضارات ، وتتبادل الأسواق ، وتتحالف الاستثمارات ، لتخلق بيئة جديدة لم يألفها الانسان في خمسينيات وستينيات القرن العشرين . ومع بدايات القرن الحادي والعشرين ، تأكدت العولمة ، كحقيقة لا مفر منها . إن العولمة – في صورتها الجديدة – كحركة غير مسبوقة ، تفرض علي الانسان أن يعيش ويتعايش مع المتغيرات المحلية والإقليمية والعالمية في الوقت ذاته ، وذلك يؤكد مفهوم المواطنة علي المستويين : المحلي والعالمي ، الذي يسهم بدوره في بلوغ الكفاءة والفاعلية في الأداء ، وفي تخطي الحواجز الفكرية الثقافية ، التي تقيد حركة الانسان وتضل تفكيره ، بحجة المحافظة علي الهوية والتراث والقيم والأعراف .
    إن الخروج إلى الأفاق الأوسع والحدود الأرحب ، التي تتيحها العولمة ، يتطلب :
    • دراسة وتحليل ثقافة وقيم واتجاهات ودوافع ورغبات وسلوكيات الآخرين.
    • التوفيق بين أوضاع ومتطلبات الأنا والآخر ، في شكل منظومة لها صبغة أو صفة عالمية

    وإذا كانت العولمة الاقتصادية قد حولت العالم إلي سوق ، وأشعلت وزادت من حدة المنافسة ، التي تقوم على أساس تحقيق : الجودة ، والتكلفة المرشدة ، والأسعار التنافسية ، وتقدم المنتج في الوقت المناسب ولأفضل مستوى خدمة للعميل ، فإن العولمة جعلت المدارس بلا جدران ، وذلك يتطلب أن للتعلم منظور عالمي ، يقوم على أساس تفاعل وتشابك منظومات : المعرفة العملية المتقدمة ، وقدرات المتعلمين العقلية العالية ، وسلوكيات الأداء والتعامل الفاعلة .
    ويهيئ تنوع جنسيات وثقافات وقيم واتجاهات وتوجهات وقدرات العاملين في حقل التعليم مردودات تربوية رفيعة المستوي ، إذ يسهم هذا التنوع في تحقيق الابتكار والإبداع لكل أطراف العملية التعليمية ، كما يولد الأفكار الجديدة ، ويساعد على الحصول على حلول متنوعة لمشكلات التعليم .
    وعلى الرغم من مخرجات التعليم الممتازة التي يمكن تحقيقها في ظل العولمة ، فإن مشكلة كيفية إدارة التنوع في قوة العمل Workforce diversity بطريقة تكفل إدراك صور التميز والإسهامات الفردية ، وتطوير إحساس عام مشترك برؤية وكيان منظومة التعليم ، تظل قائمة . ناهيك عن تحديات أخرى يجب أخذها في الاعتبار ، مثل : تجنب وضع الناس في قوالب أو أنماط Stereotyping بالحكم على فرد ، ليس وفقاً لخصائص الذاتية ، بل وفقا لخصائص المجموعة أو الجنسية التي ينتمي إليها . وتجنب التحيز مع أو ضد فرد أو جنسية أو عرق معين ، فضلا عن صعوبة تكوين مزيج منسجم من المعلمين والمتعلمين ، والموظفين والموجهين : الفنيين والإداريين ، ... الخ .
    * يتطلب مقابلة التحديات السابقة ، ضرورة تحقيق الأهداف التالية :
     تهيئة المصادر التي تتيح الفرص المناسبة لانبثاق الأعمال الإبتكارية ، وظهور الأداءات الإبداعية .
     توفير المناخ الصحي للأداء الكفء الذي يتخطى حواجز اللغة وحدود الثقافة .
     وجود البرامج التعليمية والتدريبية التي تساعد على تحقيق الانسجام والالتحام بين العاملين في حقل التعليم ، على الرغم من تنوع وتباين ثقافاتهم .
     تقديم الحلول المناسبة لمقابلة الفروق البينية والاختلافات النوعية عي الجنس والجنسية والسن والقدرات العقلية والإمكانات الجسمية .
     تحليل المواقف والمشكلات التي تهم الانسان عي كل مكان ، بما يسهم في إدراك أبعادها والتعاون المشترك في حلها .
    تأسيساً على ما تقدم، ينبغي أن يفكر المسئولون عن التعليم بطريقة عالمية، وأن ينفذوا ما يصلون إليه من قرارات على أساس محلي. فالتفكير العالمي. يرفع الحواجز الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحول دون إنطلاق وتحرر الانسان من الخوف ، والممارسة المحلية توثق ذاتية الانسان وتؤكد هويته.
    مادام الأمر كذلك، ينبغي أن تسهم تكنولوجيا التعليم في تحقيق:
    تهيئة الظروف المناسبة لتتحول عملية التعليم لتكون عملية تعلم فاعلة وفعالة، بما يتوافق مع ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي يشهدها العالم الآن، وذلك يتعين تنفيذ الآتي:
    o تطوير جودة الخدمات التعليمية بإعادة بناء البنية الأساسية للتعليم، وفق الأسس والصياغات العلمية والعملية المعاصرة.
    o إعادة صياغة وتشريعات ونظم وسياسيات العمل في المجال التربوي، والتعامل بين جميع أطراف العملية التعليمية، بما يحقق رؤية إستراتيجية عالمية تراعي ما بين الدول من اختلافات اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وتعليمية، ونظم الحكم ذاتها.
    o تزويد المتعلمين بالمهارات التعليمية العالمية، التي تجعل أقدامهم علي الأرض ورءوسهم في السحاب، إذ تساعد هذه المهارات المتعلمين على:
    1. إدراك أهمية التكيف مع الآخر، حتى وإن اختلفت ثقافته وقيمه واتجاهاته ومطلقاته في التفكير.
    2. التخلي عن قوالب التفكير والعمل والإدارة النمطية التقليدية ، والأخذ بالأساليب الحديثة المعاصرة التي تأكد صدقها وفعاليتها في ممارسة التفكير ، وفي تنفيذ العمل والإدارة .
    3. القيام بالتحليلات العاقلة الرصينة للأعمال الشخصية ولأعمال الآخرين، وبذا يمكن قبول أو رفض أمور بعينها.
    4. في ضوء الحديث السابق ، يمكن الزعم بأن دور تكنولوجيا التعليم فيعصر العولمة ، لا يمكن الإقلال من شأنه أو إهمال ، إذ بات هذا الدور المحور الذي تتمركز حوله أدوار التعليم الأخرى .

    فعلى سبيل المثال، فإن توليد المعرفة العلمية الأساسية يعتمد على تكنولوجيا التعلم، رغم أن التكنولوجيا ذاتها تقوم على العلم والمعرفة، كما قلنا في بداية الحديث. أيضا، فإن أخذ القرارات الخاصة بتكنولوجيا التعليم ، مثل : الإعداد والتصميم والطريقة والاستخدام ...الخ ، يمكن أن يسهم في إنتاج مواقف تعليمية حديثة ، وفي ابتكار التلاميذ لبعض الأساسيات البحثية ، سواء أكانت نظرية أم عملية . كذلك، يمكن عن طريق تكنولوجيا التعليم استخدام البرمجيات، التي باتت الآن اللغة الوحيدة التي يفهمها العصر، واستخدام المعرفة ذاتها بصورة منظمة ودقيقة.
    خلاصة القول ، لقد أكدت تكنولوجيا التعليم العولمة بصورة سافرة صريحة ، كما أسهمت في تحقيق العديد من الأهداف التربوية المألوفة والمنشودة ، التي لا يمكن الاستغناء عنها في عصر العولمة ، لذا كان من الضروري أن تنال تكنولوجيا التعليم اهتمام التربويين وتقديرهم .

    المتعلم في عصر العولمة :
    باتت التخصصات الدقيقة غير منعزلة عن بعضها البعض ، لذا ظهرت العلوم البينية ، التي عن طريقها يمكن ربط بعض التخصصات في بنية هيكلية متكاملة ، والتي يمكن استخدامها كمداخل متعددة في حل المشكلات ، وبخاصة عندما يتوفر المناخ الاجتماعي السياسي الذي يحترم الحرية الأكاديمية ، ويحترم جماعية العمل العلمي ويسهل له المشكلات الإدارية والمالية .
    تأتي أهمية التعليم المستمر والتعليم التناوب مع العمل – بعد زيادة سرعة التراكم المعرفي كمياً وكيفياً – ( خاصة بعد أن أخذ التقسيم الدولي للعمل صوراً مختلفة عن التقسيم القديم. ومع التغيير النسبي في قوى الإنتاج وعلاقاته، ومع ازدياد الحاجة إلي إعادة النظر في ترتيب المهن والوظائف، أصبح التمييز التقليدي بين العمل اليدوي والعمل العقلي يحتاج إلى إعادة. فالإنسان في هذا العصر، لن يعيش من خلال تقسيم رتيب لحياته، يبدأ بالتدريس ثم العمل ثم التقاعد ).
    إذاً ، في ظل التدفق ألمعلوماتي ، قد يتخرج الطالب من المجرسة أو الجامعة ، فيكتشف أن المناهج التي درسها ، أصبحت لا تناسب العصر أو لا تتوافق معه . فالمهارات والمعارف في عصر العولمة دائمة التغير ، لذا ينبغي أن يظل الفرد المتعلم طالباً للعلم مدى الحياة ، وبخاصة أن العديد من الأعمال والوظائف والمهن والتخصصات قد تختفي ، وتظهر لها نظائر جديدة تختلف عنها تماما .
    وعليه ، ينبغي أن تقوم فلسفة التعليم على أساس اكتساب المتعلم أساليب : المناقشة والحوار ، والاكتشاف : الاستقرائي والاستدلالي ، وحل المشكلات والتعلم الذاتي ، كأساليب للدراسة العلمية ، وكطرائق للتعبير عن إمكانات المتعلم وقدراته والجوانب المختلفة لشخصيته ، وكسبل لتغيير سلوك المتعلم بما تتطلبه الظروف الموضوعية والتفاعل العقلاني مع الأفكار والأشياء والمرونة التي تتطلبها الممارسة العملية .
    وفي عصرنا هذا، باتت التنمية البشرية مطلباً إنسانياً رائعاً وسامياً، ينبغي أن تتكاتف الجهود لتحقيقه في كل مكان. فإذا أخذنا في الاعتبار أن أهداف التعليم ومحتواه وعملياته ، يجب أن تتسق مع طبيعة المتعلم ، لأنه في الأصل وحدة متكاملة دينامية . أدركنا أهمية أخذ الأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والأخلاقية ، عند الحديث عن التنمية البشرية في عصر العولمة .
    وإذا كان تحقيق التنمية البشرية يتطلب تحقيق الأبعاد أنفة الذكر ، التي أشرنا إليها فيما تقدم ، يكون من الأجدر بمكان تطوير مقررات كليات التربية بعامة ، التي تعتبر المصدر الوحيد إعداد المعلم ، الذي يعتبر بدوره من المرتكزات الأساسية لتحقيق التنمية البشرية .
    وحيث أن العالم الواحد الآن ، يتعامل بلغة موحدة ، هي لغة الكمبيوتر ، التي يفهمها غالبية سكان الكرة الأرضية في وقتنا هذا . يكون من المهم تطوير مقررات الرياضيات والعلوم ، وخاصة أنهما ركيزتان من ركائز اكتساب التفكير الاستقرائي والاستدلالي ، اللذين يحتاج إليهما كل من يتعامل مع عصر العولمة ، بلغته الموحدة .
    تقوم التنمية بعامة ، والتنمية البشرية بخاصة ، في عصر العولمة ، على إنتاج السرعة بدلاَ من إنتاج الوفرة ، وعلى الإنتاج كثيف المعرفة بدلاً من الإنتاج كثيف العمالة . لذا ، فإن متطلبات القرن الحادي والعشرين ، تستوجب أن يتسم المتعلم بالعديد من الصفات ، نذكر منها على سبيل المثال ، مايلي :
    صفات المتعلم التي يجب أن يتصف بها في القرن الحادي والعشرين:
     قاموسي قادر على مواجهة التغيرات والتعامل مع المجهول .
     متعدد المهارات والخبرات، ليكون قادراً على التعليم الدائم والمستمر.
     يقبل إعادة التدريب والتأهيل أكثر من مرة ، وخاصة أن الظروف قد تجبره على الانتقال من عمل إلى آخر .
     لجيه إحساس بالتحولات والتغيرات التي تجري من حوله بسرعة هائلة ، فيتمكن من مسايرتها ومعايشتها والتوافق معها ، وبذا لا تكون أبداً صدمة بالنسبة له .
     يؤمن بأصول المواطنة : المحلية والعالمية ، فيستطيع التعاون مع غيره في أي مكان وزمان .
     يتمتع بعقلية عملية ناقدة وقوية ، فيستطيع إصدار الأحكام الموضوعية العقلانية .
     له ذاتيته المتفردة، التي تجعله يثق في نفسه عن جدارة واستحقاق، ودون أن يقلل من شأن وقيمة الآخرين.
     يؤمن بدوره المهم في صنع الحاضر والمستقبل على السواء.
     له دور ريادي ، وله يد المبادأة ، في حل المشكلات المادية والمعنوية .
     يؤمن ويدافع عن الجوانب الصحيحة من التراث وثقافة المجتمع ، ويقاوم الجوانب الهابطة المظلمة فيها ، وبخاصة تلك التي تدعو للتقوقع والإنهزامية والتعصب ومقاومة التجديد والتحديث .
     يحترم الثقافات الأخرى، حتى وإن تعارضت مع ثقافته الشخصية.

    ولكي يعيش الإنسان ظروف القرن الحادي والعشرين ، من خلال الصفات السابقة ، فذلك ( يتطلب تربية من نوع جديد ، تربية تصقل العقل وتنمي القدرات على التصور والنقد والخلق والابتكار ، وعلى الفهم والتحليل والتقويم "، تربية تحرر الفكر من الخرافة وعاتقة التقاليد، تؤصل القيم وشمولها وتكاملها ، تؤمن بالله وتمشى بالتدين جنبا إلى جنب مع العلم حتى ترفع الإنسان وترقي بالمجتمع ت، تربية مستمرة لا تقف عند مرحلة معينة ، تدرب التلاميذ على التعليم الذاتي ومهارات مواصلة التعليم مدى الحياة الذي يعتبر أحد مفاتيح القرن الحادي والعشرين ، تربية تقوم على القدرة على الاختلاف بدلاَ من التسليم بالأفكار والمعلومات السائدة ، تربية تقوم على التعاون مع الآخرين وليس الذوبان فيهم ، وبذلك تنتعش الثقافة التي يجب أن تستفيد وتتفاعل مع غيرها وتصنع معها ثقافة عالمية ).

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:44 pm