فاعلية برنامج تعليمي مقترح في تنمية مهارات التقويم التربوي لدى طلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية في ضوء المعايير القومية لجودة المعلم في مصر

فاعلية برنامج تعليمي مقترح في تنمية مهارات التقويم التربوي لدى طلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية في ضوء المعايير القومية لجودة المعلم في مصر

د. أحمد محمد أحمد سالم د. أحمد سيد مصطفى
أستاذ مشارك المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم أستاذ مشارك علم النفس التربوي
كلية التربية للبنات بالرياض كلية التربية للبنات بالرياض

مقـدمـة:
يعد التقويم التربوي أحد المكونات المهمة فى المنظومة التربوية، يؤثر فى كل مكونات المنظومة ويتأثر بها، ويمكن من خلاله إصدار الحكم على بقية مكونات المنظومة من مدخلات وعمليات ومخرجات فى ضوء أهدافها، ومن ثم اتخاذ القرارات والإجراءات العملية لعلاج نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة فى مدخلات وعمليات المنظومة للوصول إلى مخرجات أو نتاجات مرضية.

وللمعلم أهمية خاصة فى المنظومة التعليمية، ذلك لأنه المسئول عن تصميم المواقف التعليمية، وتنفيذها بمشاركة الطلاب، كما أنه المسئول عن إعداد أدوات التقويم الملائمة لتقويم أداء طلابه فى الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية التى يسعى لتنميتها، ومن جانب أخر هو المسئول عن تشخيص أدائهم ومعالجة جوانب الضعف وتعزيز جوانب القوة من خلال تصميم برامج إثرائية وأخرى علاجية وتنفيذها.

وإذا كانت تنمية المجتمعات تعتمد اعتمادا كبيرا على وجود نظام تعليم راقى النوعية، وإذا كانت المستويات المتميزة للتعليم ضرورة للازدهار الاقتصادي وخاصة من خلال تكوين قوة عمل ديناميكية ذات مرونة ومهارة عالية، وإذا كانت الأمة التى ترغب فى ضمان التماسك الاجتماعي لها والازدهار الاقتصادي لا ترضى بتعليم فى مستوى أقل من المستوى العالمي المتقدم، وإذا كان "المعلم" هو أبرز عناصر المنظومة التعليمية الذى يعلم النشء ويكونهم باعتبارهم الثروة البشــرية المستقبلية للأمة، كان من الضروري تطوير برامــــج إعداد المعلم فى كليات التربية، وتطوير البرامج التدريبية للمعلم وأساليب تقييمه أثناء الخدمة لرفع مستوى أدائه وزيادة فاعليته فى أداء مهامه وذلك فى ضوء معايير قومية لممارساته فى مجالات التخطيط، والتدريس والتعلم، وإدارة الفصل، والتقويم، والمهنية. (المعايير القومية للتعليم فى مصر ، 2003، ص ص70-71)
وتأكيدا على مبدأ "التعليم للجميع" باعتباره المشروع القومي الكبير لمصر، وعلى مبدأ "التعليم للتميز والتميز للجميع" للاهتمام بجودة التعليم، اهتمت وزارة التربية والتعليم بتقديم مشروع لإعداد المعايير القومية للتعليم فى مصر بدأ فى أكتوبر 2002 وانتهى فى أغسطس 2003 حيث تضمنت وثيقة المشروع معايير ومؤشرات للأداء التربوي لتوكيد جودة التعليم ومواكبة المتغيرات المحلية والعالمية وذلك فى خمسة مجالات قدمتها خمس لجان رئيسية تمثل جوانب/مكونات العملية التعليمية هي: المدرسة الفعالة، المعلم، الإدارة المتميزة، المشاركة المجتمعية، المنهج ونواتج التعلم.

وقدمت لجنة المعلم _ فى مشروع إعداد المعايير القومية _ مجموعة من المعايير والمؤشرات للارتقاء بمستوى أداء المعلم الحالي إلى المستوى الذى يستطيع أن يؤدى به كل مهامه بفاعلية وإتقان، وجاءت هذه المعايير فى خمسة مجالات هي: التخطيط، استراتيجيات التعلم وإدارة الفصل، المادة العلمية، التقويم، مهنية المعلم.

ويتطلب ذلك ضرورة الاهتمام بالإعداد التربوي للمعلم ومعلم اللغة الفرنسية على وجه التحديد بكليات التربية من خلال تقديم برامج عصرية تكسبه مهارات أساسية وأخرى نوعية تتناسب مع الأدوار المنوطة به ومع دوره المتجدد دائما وحتى يستطيع تحقيق الحد الأدنى من المعايير القومية لجودة المعلم فى المجالات الخمسة.

لقد أوصى المؤتمر الرابع لوزراء التربية والتعليم العرب الذى عقد فى بيروت بعنوان "استراتيجيات التقويم لتحقيق الجودة الشاملة فى التعليم" فى مايو 2004 بإعداد برامج كفايات العاملين فى مجالات التقويم التربوى وضبط الجودة الشاملة، ووضع الأدلة والمراجع التى تضمن نشر ثقافة التقويم التربوي والجودة الشاملة بين الأوساط التربوية. (http://arabic.peopledaily.com.cn)

وبمراجعة برنامج الإعداد التربوي للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية فى كليتى التربية بالزقازيق وأسيوط، وجد الباحثان مقرر بعنوان "القياس والتقويم" يدرس لطلاب الفرقة الرابعة ويقوم بتدريسه أعضاء هيئة تدريس من قسم علم النفس ولا يشترك فى تدريسه متخصصون فى مجال تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية، على الرغم من أهمية هذا المقرر فى تنمية مهارات معلم اللغة الفرنسية فى استخدام وإعداد أساليب وأدوات التقويم المناسبة لتقييم الأداء اللغوي للغة الفرنسية لتلاميذه.

وبإجراء مقابلات غير مقننة مع طلاب الفرقة الرابعة بشعبة اللغة الفرنسية فى كليتى التربية بالزقازيق وأسيوط حول أهمية وطبيعة مقرر " القياس والتقويم "، أكد الطلاب على عدم ارتباط المقرر بتخصصهم وعدم استفادتهم من المقرر فى إعداد أدوات التقويم المناسبة لتقويم الأداء اللغوي الشفهي والتحريري لتلاميذهم فى التربية الميدانية، ولذلك يحاولون دائما الابتعاد عن مجال التقويم وإعداد اختبارات أثناء فترة التربية العملية.

ومن خلال الإشراف على طلاب اللغة الفرنسية بالتربية العملية بالمدارس الثانوية، يتضح أن موجهى اللغة الفرنسية يركزون على جانبين أساسيين فى تدريب الطلاب المعلمين هما: مهارات ما قبل التدريس (التخطيط للتدريس) ومهارات التدريس الفعلي في الفصل (تنفيذ التدريس) دون الاهتمام بمهارات ما بعد التدريس والخاصة بالتقويم.

وبمراجعة مقررات طرق تدريس اللغة الفرنسية فى الفرقة الثالثة والرابعة لعدة سنوات وجد أنها لا تتناول مكونا أساسيا من مكونات منظومة التدريس وهو التقويم مع عدم الاهتمام بتنمية مهارات التقويم اللغوي لدى الطلاب المعلمين أو تدريبهم على طرق وأساليب التقويم الذاتي أو الاستفادة من التغذية الراجعة للتقويم.

وبمراجعة أساليب وأدوات التقويم التى يستخدمها معلمى اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية فى المرحلة الثانوية، وجد أن أسلوب الامتحانات هو الأسلوب الوحيد المستخدم حيث يقتصر المعلمون على الاختبارات التحريرية فقط: اختبار التعبير التحريري واختبار الفهم القرائى للغة الفرنسية، دون استخدام أساليب وأدوات تقويم أخرى للتقويم اللغوي الشفهي والتحريري.

قام الباحثان بإجراء دراسة استطلاعية على عينة من طلاب الفرقة الرابعة بشعبة اللغة الفرنسية فى كليتى التربية بالزقازيق وأسيوط فى العام الجامعي 2004/2005م، وتم صياغة عبارات الاستبانة فى ضوء المعايير القومية لجودة المعلم فى مصر والخاصة بمجال التقويم، وجاءت النتائج لتؤكد عدم توفر الحد الأدنى لمعايير الجودة فى إعداد الطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية، ويتضح ذلك من النتائج التالية:
 لا يستخدم الطالب المعلم أساليب التقويم الحقيقي مثل ملفات الإنجاز، واختبارات الأداء، وخرائط المفاهيم.
 لا يقوم بتصميم أدوات متنوعة ومناسبة لتقويم التلاميذ فى أدائهم اللغوي للغة الفرنسية.
 لا يستخدم نتائج التقويم فى تحسين نقاط ضعفه.
 لا يستخدم نتائج تقويم التلاميذ فى تجويد أدائه.
 لا يستخدم أدوات لتقييم أدائه فى الفصل الدراسي.
 لا يشرك التلاميذ والزملاء فى إعداد أدوات التقويم الذاتي.

ومن جانب آخر، أكدت بعض الدراسات والبحوث السابقة وأوراق العمل ومؤتمرات علمية على أهمية الأخذ بحركة المعايير التربوية، وتخطيط وتطوير برامج إعداد المعلم وفق مستويات معيارية محددة وواضحة للجميع، وتخطيط المقررات الدراسية فى ضوء مستويات معيارية بحيث ترتبط مع جانب الإعداد المهني، وضرورة وجود وسائل مختلفة لقياس أداء التلاميذ فى ضوء المستويات المعيارية، وإحداث تغييرات على أشكال التقويم اللغوي السائدة حاليا، وعلى أدواته المستخدمة لأنه لا يجدي تعليم قائم على الأداء مع تقويم قائم على المعرفة، واحتياج معلمي اللغات إلى التدريب على بناء أدوات التقويم القائم على الأداء - الذى تنادى به حركة المعايير التربوية- واستخدامها، وتوظيفها، لترقية الأداء اللغوي لتلاميذهم. ( الزغاط، 2005؛ فضل الله، 2005؛ المغربي وعبد الموجود،2005؛ المؤتمر العلمي السابع عشر للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، 2005؛ المؤتمر القومي السنوي الحادي عشر (العربي الثالث) لمركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة عين شمس، 2004)

وتستدعى المعايير القومية للتعليم فى مصر إعادة هيكلة كليات التربية، بوصفها مؤسسات الإعداد الأول للمعلم قبل الخدمة، وهذا يتطلب تطوير برامج إعداد المعلم فى ضوء المعايير القومية بحيث: (المعايير القومية للتعليم فى مصر،2003، ص ص34-35)
 تطابق محتوياتها وعملياتها معايير أداء المعلم التى تنص عليها وثيقة المعايير القومية، بحيث يستطيع الخريج أن يحقق الحد الأدنى المقبول الذى تنص عليه المعايير ومؤشراتها وقواعد التقدير المتدرجة.
 تترجم التصور المعاصر للمعلم الذى تتحدد أدواره فى: المربى - المخطط - المتأمل -الباحث - المفكر - المقيم - المتعلم - القائد.
 تركز على النواحى التربوية التى تمكن الطالب المعلم من تكوين بنية معرفية وأساس نظري، واكتساب الجوانب المهارية التى تتسق مع هذه البنية الفكرية.
 تكسب الطالب المعلم مهارات التفكير الأساسية، وحل المشكلات، والتأمل، والتفكير الناقد، واتخاذ القرار، والتفكير الإبداعي، وأساليب مواجهة التحديات كما تكسبه مهارات التطبيق العملي للأفكار والنظريات.

ومما سبق ظهرت الحاجة إلى تصميم وبناء برنامج تعليمي فى مجال التقويم التربوى فى ضوء المعايير القومية لجودة المعلم لتنمية مهارات التقويم التربوي لدى الطلاب المعلمين بشعبة اللغة الفرنسية فى كليات التربية حتى يمكن إعداد معلما قادرا على تقويم الأداء اللغوي لتلاميذه، وتقويم ذاته، والاستفادة من التغذية الراجعة للتقويم، حيث لا يوجد - فى حدود علم الباحثان- دراسة سابقة تصدت لهذه المشكلة.

مشـكلة البحـث: Problématique de la recherche
تتلخص مشكلة البحث الحالي فى ضعف مستوى الطلاب المعلمين بشعبة اللغة الفرنسية فى كليتى التربية بالزقازيق وأسيوط فى أداء مهارات التقويم التربوي المرتبطة بتقويم المعلم الذاتي كاستخدام وبناء أساليب وأدوات لتقييم أدائه، أو المرتبطة بتقويمه لتلاميذه كاستخدام أساليب التقويم الحقيقي أو تصميم وبناء أدوات متنوعة لتقويم الأداء اللغوي للغة الفرنسية، أو المرتبطة باستخدام نتائج التقويم لتحسين وتجويد أدائه (التغذية الراجعة)، وذلك بما يتطلبه تحقيق المعايير القومية لجودة المعلم ومؤشراتها فى مصر وعلى وجه التحديد فى مجال التقويم.

ولذلك يحاول البحث الحالي تصميم وبناء برنامج تعليمي فى مجال التقويم التربوي فى ضوء المعايير القومية لجودة المعلم فى مصر لتنمية مهارات التقويم التربوي اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية فى كليات التربية حتى يستطيع خريج اللغة الفرنسية بكلية التربية من تجويد أدائه فى العملية التعليمية خاصة فى مجال التقويم.

ويحاول البحث الحالي الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:
ما البرنامج التعليمي المقترح لتنمية مهارات التقويم التربوي اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية فى ضوء المعايير القومية لجودة المعلم فى مصر؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس التساؤلات الفرعية التالية:
1- ما المعايير القومية وأهم مؤشراتها لجودة معلم اللغة الفرنسية فى مجال التقويم التربوي فى مصر والتى يمكن أخذها فى الاعتبار فى مرحلة الإعداد فى كليات التربية؟
2- ما مهارات التقويم التربوي اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية فى ضوء المعايير القومية وأهم مؤشراتها لجودة المعلم فى مجال التقويم؟
3- ما نموذج التصميم التعليمي الذى يمكن فى ضوئه تصميم البرنامج التعليمي المقترح وبناؤه؟
4- ما مكونات البرنامج التعليمي المقترح لتنمية مهارات التقويم التربوي اللازمة لطلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية؟
5- ما فاعلية البرنامج التعليمي المقترح فى تنمية التحصيل المعرفي للتقويم التربوي لدى طلاب الفرقة الرابعة بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية بأسيوط؟
6- ما فاعلية البرنامج التعليمي المقترح فى تنمية مهارات التقويم التربوي (مهارات التقويم الذاتي للمعلم - مهارات تقويم التلاميذ - مهارات التغذية الراجعة) لدى طلاب الفرقة الرابعة بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية بأسيوط؟

أهـداف البحـث: Objectifs de la recherche
1- تحديد المعايير القومية وأهم المؤشرات لجودة معلم اللغة الفرنسية فى مجال التقويم التربوي فى مصر والتى يمكن أخذها فى الاعتبار فى مرحلة إعداده فى كليات التربية.
2- تحديد مهارات التقويم التربوي اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية فى كلية التربية فى ضوء المعايير والمؤشرات القومية لجودة المعلم فى مجال التقويم.
3- تصميم وبناء برنامج تعليمي لتنمية مهارات التقويم التربوي اللازمة لطلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية فى ضوء خطوات نموذج تصميم تعليمى قائم على مدخل النظم للبعد عن العشوائية فى التصميم.
4- قياس مدى فاعلية البرنامج التعليمي المقترح فى تنمية التحصيل المعرفي ومهارات التقويم التربوي الخاصة بـ (التقويم الذاتي للمعلم، تقويم التلاميذ، التغذية الراجعة) لدى الطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية.

أهميـة البحـث: Importance de la recherche
تتمثل أهمية البحث الحالي فى أنه قد:
1- يساعد أعضاء هيئة تدريس المناهج وطرق التدريس وعلم النفس التربوى بكليات التربية فى تقديم قائمة بأهم مهارات التقويم التربوي اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية منبثقة من المعايير القومية المصرية لجودة المعلم فى مجال التقويم.
2- يلفت الانتباه إلى أهمية المعايير القومية للتعليم فى مصر، وإلى ضرورة ربط مناهج الإعداد التربوي لمعلم اللغة الفرنسية بكليات التربية بها حتى يتم الاهتمام بالجانبين المعرفي والتطبيقي ويتزامن ذلك عند تدريب الطالب المعلم بالتربية الميدانية.
3- يقدم برنامج يساعد الطلاب المعلمين فى اكتساب مهارات التقويم التربوي اللازمة لتقويم طلابهم فى جوانب تعلم اللغة الفرنسية المختلفة من جانب، ولتقويمهم الذاتي من جانب آخر، والاستفادة من التغذية الراجعة من جانب ثالث.
4- يساعد موجهي اللغة الفرنسية فى تقويم أداء الطالب المعلم أثناء التربية الميدانية ومعلم اللغة الفرنسية أثناء الخدمة فى مجال التقويم التربوى من خلال ما يقدمه البحث الحالي من أدوات.
5- يفتح المجال أمام الباحثين للقيام ببحوث ودراسات أخرى ترتبط بالمعايير القومية للتعليم ومجالاتها المختلفة: المدرسة الفعالة، المعلم، الإدارة المتميزة، المشاركة المجتمعية، المتعلم، المناهج الدراسية.

حـدود البحـث: Limites de la recherche
أجرى البحث الحالي فى إطار الحدود التالية:
1- المعايير القومية لجودة المعلم فى مصر تشمل ثلاثة جوانب رئيسة، أقتصر البحث الحالي على المعايير الخاصة بجانب التقويم.
2- اقتصر البحث الحالي على بعض مهارات التقويم التربوي اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية فى ضوء المعايير القومية لجودة المعلم وأهم مؤشراتها فى مجال التقويم.
3- اقتصرت عينة البحث الحالي على طلاب وطالبات الفرقة الرابعة شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية جامعة أسيوط لسهولة تطبيق تجربة البحث.
4- تم تطبيق تجربة البحث الحالي فى الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2004/ 2005م.

أدوات البحـث: Outils de la recherche
أعد الباحثان الأدوات التالية:
1- قائمة المعايير القومية وأهم مؤشراتها لجودة معلم اللغة الفرنسية فى مجال التقويم.
2- قائمة مهارات التقويم التربوي والتي تم إعدادها فى ضوء المعايير القومية وأهم المؤشرات لجودة المعلم فى مجال التقويم لتحديد المهارات اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية.
3- اختبار موضوعي لقياس التحصيل المعرفي لمهارات التقويم التربوى.
4- بطاقة تقويم لقياس الجانب الأدائى لمهارات التقويم التربوى.



منهـج البحـث:Genre et nature de la recherche
استخدم الباحثان فى البحث الحالي أسلوب النظم، وذلك باتباع خطوات نموذج التصميم التعليمي لـ "جيرلاك وإيلى" Gerlach & Ely ، وهذا المنهج تضمن المنهج الوصفى فى بعض خطوات هذا النموذج لتحديد المعايير القومية وأهم مؤشراتها لجودة المعلم فى مجال التقويم، ومهارات التقويم التربوي اللازمة للطالب المعلم بشعبة اللغة الفرنسية وفق المعايير القومية ، وبناء البرنامج المقترح، كما تضمن المنهج التجريبي فى المراحل النهائية للنموذج للتأكد من فاعلية البرنامج عن طريق تنفيذه، وتم استخدام التصميم التجريبي المعروف بتصميم القياسين القبلى والبعدى للمجموعة الضابطة غير المتكافئة Pretest Posttest Nonequivalent Control Group Design، حيث تم اختيار عينة من طلاب وطالبات الفرقة الرابعة شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية جامعة أسيوط وتقسيمها إلى مجموعتين: مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة، وتم تطبيق البرنامج المقترح على المجموعة التجريبية، ودرست المجموعة الضابطة بالطريقة المعتادة، وتم تطبيق أدوات البحث قبليا وبعديا على المجموعتين (الاختبار الموضوعي، بطاقة تقويم المهارات) لقياس فاعلية البرنامج المقترح.

مصطلحـات البحـث:Terminologie de la recherche
الفاعلية :
تعرف الفاعلية بأنها: "مدى الأثر الذى يمكن أن تحدثه المعالجة التجريبية باعتبارها متغيرا مستقلا فى أحد المتغيرات التابعة". ( السعيد، 1997، ص17)

وتعرف الفاعلية إجرائيا بأنها: مدى أثر البرنامج التعليمي المقترح كمتغير مستقل فى تنمية مهارات التقويم التربوي كمتغير تابع لدى طلاب وطالبات شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية، وتم تحديد هذا الأثر إحصائيا باستخدام معادلة بلاك Black للكسب المعدل.

التقويم التربوى:
يعرف التقويم التربوي بأنه: " العملية التى يحكم بها على مدى نجاح العملية التربوية فى تحقيق الأهداف المنشودة أى معرفة مدى تحقق التغيرات المرغوبة فى سلوك المتعلمين، أو معرفة مدى تقدمهم نحو الأهداف التربوية المراد تحقيقها". ( الزيود وعليان، 1998، ص13)

ويمكن تعريف التقويم التربوى إجرائيا بأنه: عملية نظامية ترمى إلى تحديد مدى تحقيق العملية التربوية لأهدافها، أى تحديد نواحى القوة ونواحى الضعف فى كل مكونات المنظومة التربوية حتى يتم علاج نواحى الضعف وتعزيز نواحى القوة.

مهارات التقويم التربوى
تعرف المهارة بأنها: القدرة على أداء مهمة ما بسهولة وسرعة ودقة.
وبناء على التعريف السابق، يمكن تعريف مهارات التقويم التربوي إجرائيا بأنها: قدرة الطالب المعلم بالفرقة الرابعة بشعبة اللغة الفرنسية على أداء بعض مهارات التقويم التربوي بسهولة ودقة وسرعة والمتمثلة فى ثلاث مهارات رئيسة: التقويم الذاتي للمعلم، تقويم التلاميذ، التغذية الراجعة، وتتضمن كل مهارة مجموعة من المهارات الفرعية (والتى تم تحديدها بقائمة المهارات) التى يمكن قياسها باستخدام بطاقة تقويم واختبار موضوعي.

المعايير القومية للتعليم فى مصر:
هي معايير ومؤشرات للأداء التربوي قدمتها وزارة التربية والتعليم فى وثيقة للمعايير القومية للتعليم فى مصر من منظور عالمي مقارن فى مجالات خمسة هي: المدرسة الفعالة، المعلم، الإدارة المتميزة، المشاركة المجتمعية، المنهج ونواتج التعلم لتحقيق الجودة الشاملة فى التعليم فى مصر والارتقاء به لمواكبة المتغيرات العالمية والمحلية.

المعايير القومية لجودة المعلم:
مجموعة من المعايير المرتبطة بمجالات مختلفة لأداء المعلم هي: التخطيط، استراتيجيات التعلم وإدارة الفصل، المادة العلمية، التقويم، مهنية المعلم ، ويضم كل معيار مجموعة من المؤشرات الإجرائية التى تدل على تحقيق المعيار لرفع مستوى أداء المعلم الحالي إلى المستوى الذى تحدده هذه المعايير.

البرنامج التعليمي:
يمكن تعريف البرنامج التعليمي المقترح إجرائيا بأنه: مخطط مصمم (أو منظومة تعليمية) يضم مجموعة من الوحدات التعليمية المصممة وفق المنحى المنظومي لتنمية مهارات التقويم التربوي، ويضم الأهداف التعليمية، والمحتوى، والأنشطة والوسائل التعليمية، وطرق وأساليب التدريس، وأدوات التقويم لتقديمها إلى طلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية.

الإطـار النظـري للبحـث: Etude théorique
يمكن عرض الإطار النظري للبحث فى المحاور الثلاثة التالية:
المحور الأول: المستويات المعيارية والجودة الشاملة فى مجال التعليم.
الوجه الأول: المستويات المعيارية.
الوجه الثاني: الجودة الشاملة فى مجال التعليم.
المحور الثاني: المعايير القومية للجودة الشاملة للتعليم فى مصر.
المحور الثالث: التقويم التربوي ومعايير الجودة الشاملة.

المحـور الأول: المستويات المعيارية والجودة الشاملة فى مجال التعليم(*):
يعد المعلم أحد المدخلات المهمة فى المنظومة التعليمية والذي يلعب دورا أساسيا فى الحصول على مخرجات أو نتاجات عالية الجودة - أي تحقيق أهداف المنظومة التعليمية فى خريجيها - ويتطلب ذلك

ضرورة الاهتمام بإعداد المعلم وتدريبه وفق مستويات معيارية Standards تؤدى إلى تحقيق الجودة الشاملة حيث أن الجودة الشاملة تهدف إلى تحسين المنتج، وفى مجال التعليم إلى جودة المنتج التعليمي وذلك اعتمادا على مجموعة من المعايير أو المستويات المعيارية.
إن المستويات المعيارية شرط لتحقيق الجودة الشاملة، حيث أن المستويات المعيارية والجودة الشاملة وجهان لعملة واحدة، ومن هذا المنطلق يسعى الباحثان فى النقاط التالية إلى إلقاء الضوء على وجهي العملة كما يلى:
الوجه الأول: المستويات المعيارية .
الوجه الثاني: الجودة الشاملة فى مجال التعليم .

المحـور الثـاني: المعايير القومية للجودة الشاملة للتعليم فى مصر:
يسعى المسئولون عن اتخاذ القرار التعليمي الخاص بالعملية التعليمية فى مصر إلى إحداث عملية تطوير شاملة لجميع مكونات وعناصر المنظومة التعليمية لإحداث نقلة نوعية فى التعليم المصري، وكانت أهم المحاولات التى تم تقديمها أخيرا مشروع المعايير القومية للتعليم فى مصر انطلاقا من أن المعايير القومية لمصر يجب أن تنبع من ثقافتها حتى تثبت كفاءتها.

يهدف مشروع المعايير القومية للتعليم فى جملته إلى تحقيق الجودة الشاملة فى التعليم فى مصر، وذلك باعتبار المعايير القومية محددة لمستويات الجودة المنشودة فى منظومة التعليم والتعلم بكل عناصرها , وتقوم فلسفة بناء المعايير القومية للتعليم على مجموعة من المبادئ والمفاهيم الرئيسة تعكس محاور الرؤية المستقبلية للتعليم، وتشكل فى الوقت نفسه الأساس الفكري لهذا المشروع، منها ما يلي: (المعايير القومية للتعليم فى مصر، 2003، ص ص10-11)
1- التزام المعايير بالمواثيق الدولية والقومية الخاصة بحقوق الطفل والمرأة والإنسان عموما.
2- خدمة المحاسبية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والحرية.
3- إحداث تحول تعليمي يرتقى بقدرة المجتمع على المشاركة وغرس مقومات المواطنة الصالحة والانتماء والديموقراطية لدى المتعلم.
4- مواكبة التطورات الحديثة فى عالم متغير يعتمد على صنع المعرفة، والتكنولوجيا، وعلى تعدد مصادر التعلم وتنمية المهارات اللازمة للتعامل مع مجتمع المعرفة.
5- تؤدى المعايير إلى استحداث نمط من الإدارة يرسخ مفاهيم القيادة ومجتمع التعلم، وتعمل على تحقيق الجودة الشاملة.
6- مساهمة المعايير فى توفير مناخ يكفل حق التعليم المتميز لجميع التلاميذ والتنمية المهنية المستديمة للممارسين التربويين.
7- تعزز المعايير المتعلم على توظيف المعرفة ودعم قيم الإنتاج.
8- تحقق المعايير الالتزام بالتميز فى التعلم والقدرة على المتابعة، والتقويم الأصيل.
9- تدعم المعايير قدرة المشاركين فى العملية التعليمية على حل المشكلات، واتخاذ القرار، والتفكير الناقد والإبداع.
10- تساعد المعايير قدرة الأنساق التربوية على التجدد، والتطوير المستمر.

واستنادا إلى الأساس الفكري للمشروع، اقترحت لجنة التيسير والتنسيق وضع المعايير والمؤشرات فى خمسة مجالات رئيسة تمثل جوانب العملية التعليمية وهي: المدرسة الفعالة، المعلم، الإدارة المتميزة، المشاركة المجتمعية، المنهج الدراسي ونواتج التعلم. وتم تشكيل لجنة لكل مجال من المجالات الخمسة، ضمت فى عضويتها أساتذة وخبراء ومعلمين من الميدان وغيرهم. وبدأت مجموعات عمل كل لجنة بدراسة وفحص الأدبيات التربوية العالمية ونماذج من المعايير التى تم التوصل إليها فى البلاد المتقدمة وتحليل هذه النماذج. وتوصلت كل لجنة إلى وضع وثيقة بالمعايير والمؤشرات الخاصة بالمجال، وفيما يتعلق بلجنة المعلم، قدمت اللجنة وثيقة معايير للمجالات المختلفة لأداء المعلم والمؤشرات الإجرائية لكل معيار، والمجالات الخمسة هي: "مجال التخطيط، مجال استراتيجيات التعلم وإدارة الفصل، مجال المادة العلمية، مجال التقويم، مجال مهنية المعلم , وقدمت اللجنة فى مجال التقويم ثلاثة معايير أساسية ويتضمن كل معيار مجموعة من المؤشرات كما يلى:
المعيار الأول: التقويم الذاتي.
المعيار الثانى: تقويم التلاميذ.
المعيار الثالث: التغذية الراجعة.

يرى (مينا، 2005، ص138) أن جميع المعايير المذكورة فى الوثيقة جيدة بوجه عام –على الأقل من الناحية النظرية - إلا أن بعض هذه المعايير يعد بمثابة "ومضات مضيئة" لأسباب متنوعة، قد يكون من بينها أنها جديدة، أو غير مألوفة فى نظام التعليم فى مصر، أو أنها تتفق مع أحدث التوجهات التربوية فى العالم، ومما ذكره من "الومضات المضيئة" فيما يتعلق بمجال التقويم هو المعيار الأول وهو التقويم الذاتي للمعلم , ويضيف (بشير، 2005، ص287) أن الجهد الذى بذل فى بناء المعايير القومية للتعليم فى مصر ينبغي أن يستكمل ويستمر ويستثمر حيث أن ما تم إنجازه فى المرحلة السابقة (Phase1) كان بداية وليس نهاية المطاف. وهذا يمثل ضرورة قومية من أجل تحسين مستوى الأداء وتوفير تعليم أفضل للأجيال القادمة، الأمر الذى يتطلب من الجهات المعنية المختلفة المتمثلة فى وزارة التربية والتعليم والمراكز البحثية والروابط المهنية وكليات التربية أن تبادر فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل دور المعايير.

المحـور الثالـث: التقويم التربوي ومعايير الجودة الشاملة:
تؤكد الاتجاهات التربوية الحديثة على ضرورة الوصول إلى نظام/ منظومة تعليمية تتحقق فيها الجودة الشاملة للوصول إلى مخرجات أو نتاجات ذات جودة عالية، وهذا يتطلب تطوير نظام التقويم واستخدام أساليب وأدوات تقويم تربوي مناسبة للحكم على مخرجات المنظومة وكأحد المداخل الأساسية لتحقيق الجودة الشاملة فى العملية التعليمية.

والجودة الشاملة هي هدف الإصلاح التربوي المعاصر، ووجود مواصفات قياسية: عقلية وأدائية لكل عنصر من عناصر العمل التربوي هو الأساس لتحقيق هذه الجودة. ويتضح تأثير حركة الإصلاح التربوي على كل مكونات المنهج المدرسي، وفى مقدمتها التقويم، وأشكاله، ووسائله، لقد جاءت حركة الإصلاح التربوي المعاصر (حركة معايير الجودة الشاملة أو المعايير التربوية) لتلفت النظر إلى حاجة التقويم بعامة، والتقويم اللغوي بخاصة إلى التطوير، يأخذ مما هو موجود ما يتفق ومبادئ هذه الحركة، ويضيف إلى ما هو موجود ما يمكن أن يسهم فى تحقيق المراد منها، وهو الجودة: الجودة فى استقبال اللغة، وفى إرسالها، وجودة معلميها، ومتعلميها، وجودة ما يقدمه الأول، وما ينتجه الآخر. (فضل الله، 2005، ص ص147-148)

كما قامت حركة الإصلاح التربوي المعاصر على معايير الجودة نتيجة حركات سابقة , وإستندت على مبادئ مستمدة من جميع الحركات السابقة، وكان لهذه الحركة تأثيرها أيضا على التقويم اللغوي للغة الفرنسية، ومن هذه الحركات حركة الأهداف التعليمية التى ركزت فى التقويم اللغوي على الجانب المعرفي للغة أي الاهتمام بمعرفة القواعد النحوية دون الاهتمام بالمهارات اللغوية وتنميتها وتوظيف القواعد النحوية، ثم كانت حركة القياس محكي المرجع التى ساعدت على ظهور اختبارات التحصيل اللغوي دون الاهتمام بالجانب الشفهي. وبظهور حركة التعلم الإتقاني كان الاهتمام بالتقويم البنائي مما أدى إلى الاهتمام بوصول المتعلم إلى درجة الإتقان فى اكتساب المهارات اللغوية. وأفرزت حركة الكفايات التعليمية بعد ذلك استخدام مقاييس الكفاءة اللغوية وبطاقات ملاحظة الأداء اللغوي. وكان لحركة نواتج التعلم ثم حركة معايير الجودة أخيرا الفضل فى تطوير منظومة التقويم اللغوي، وأصبح الاهتمام ينصب على الأداء اللغوي شفهيا وتحريريا الذي يعد أهم أهداف تعليم وتعلم اللغة الأم أو الأجنبية، مع وضع معايير للأداء ومؤشرات ترتبط بالجانب المعرفي والمهاري للتأكد من تحقيق المعيار أو المعايير، وبذلك تحول التقويم اللغوي من تقويم نهائي يتم فى نهاية دراسة المقرر أو الفصل الدراسي إلى تقويم مستمر يصاحب العملية التعليمية، ويقدم تغذية راجعة مستمرة للمتعلم والمعلم على السواء. وتنوعت أساليب التقويم اللغوي المستخدمة وأصبح مفهوم التقويم اللغوي يرتبط بمفهوم "التقويم القائم على الأداء اللغوي" أو "التقويم القائم على المعايير" Standards Based Evaluation الذى يعتمد على مقارنة أداء المتعلم بمحك معين (تقويم محكي المرجع وليس معياري المرجع) أي أنه يهتم بالمواصفات التى تحددها المستويات المعيارية.

ويتطلب التقويم القائم على المعايير رصد مجموعة من الأدلة تسمى مؤشرات الأداء Performance Indicators والتى تستخدم كمقياس للحكم على أداء معين، أو إنتاج معين. وتتضمن هذه الأدلة إرشادات واضحة لما يجب النظر إليه عند القيام بالتقويم وهي أدلة فعلية على الأداء والتى تبرهن على استيعاب المتعلم لما تعلمه، وقدرته على استخدامه وتوظيفه، وقد استحدث ما أطلق عليه علامات الأداء Bench Marks أو وقفات الأداء. وإذا كانت حركة المعايير تدعو بالأساس إلى جعل التعليم قائم على الأداء، فإنه من الطبيعي أن يكون تقويم هذا التعليم قائما -أيضا- على الأداء. وقد أدى هذا التوجه الجديد إلى ظهور وسائل أخرى للتقويم يمكن أن توفر المواقف التى تكشف عن مستوى أداء المتعلم. ومن هذه الوسائل: المهام الأدائية Performance Tasks، وملفات الإنجاز المهني Portfolios وهما أمثلة للتقويم الأصيل.(فضل الله، 2005، ص ص 162-161)

وهذه الوسائل الجديدة الهامة فى التقويم اللغوي للغة الفرنسية كالمهام الأدائية التى تستخدم فى تقويم الأداء الشفهي مع استخدام بطاقة ملاحظة أو تقويم، وملفات الإنجاز أو البورتفليو التى تستخدم فى تقويم الأداء التحريري، والاختبارات التي لم تعد تستخدم بالشكل التقليدي بل تم تحسينها وتطويرها كاختبارات المواقف فى تقويم الجانب الاستقبالي للغة الفرنسية لقياس القدرة على الفهم السماعي والقرائي.

وتحتل عملية استخدام وبناء أساليب وأدوات التقويم اللغوي/ التربوي أهمية بالغة فى تحديد كفاءة المعلم بعامة، ومعلم اللغة الفرنسية بخاصة. ويتطلب ذلك من معلم اللغة الفرنسية إتقان مجموعة من المهارات الأساسية المرتبطة بتصميم وإعداد أدوات التقويم اللغوي المختلفة وتنفيذها وتقويمها وتطويرها حيث أن تقويم الأداء اللغوي للمتعلم، وتقويم المعلم لنفسه، والاستفادة من التغذية الراجعة للتقويم لتجويد أداء المعلم وتحسين الأداء اللغوي للمتعلم من أهم مهارات التقويم التى يجب أن يتقنها المعلم من خلال برامج الإعداد التى تقدمها مؤسسات الإعداد والتأهيل المهني والتربوي، ومن جانب آخر فإن هذه الجوانب الثلاثة المتمثلة فى: تقويم التلاميذ، التقويم الذاتي للمعلم، التغذية الراجعة تمثل المعايير القومية المصرية لجودة المعلم فى مجال التقويم والتى تتضمن مجموعة من المؤشرات التى تعبر عن الأداء المهني الذى يجب أن يصدر عن المعلم فى كل معيار تحقيقا لجودة المعلم فى مجال التقويم.

ولا يتوقف نجاح معلم اللغة الفرنسية فى التدريس على مدى إتقانه لمهارات التدريس فقط بل تشكل مهارات التقويم التربوي من المتطلبات الرئيسية لنجاح المعلم فى تدريسه والارتقاء بمستوى أداءه وكفاءته.

وقد توصلت دراسة (سكر والخزندار، 2005، ص ص673- 674) فى مجال كفاية التقويم متعدد الأغراض والأبعاد إلى (13) كفاية فرعية تعتبر بمثابة مستويات معيارية لكفاية التقويم متعدد الأغراض والأبعاد منها أن ينفذ التقويم الشامل لجوانب عملية التعليم (معرفيا- وجدانيا- مهاريا)، أن يستخدم طرق وأساليب حديثة ومتنوعة فى التقويم، أن يستخدم مصادر متعددة ومتنوعة للمعلومات فى عملية تقويم تعلم المتعلم، أن يوظف نتائج التقويم فى توجيه عمليتي التعليم والتعلم.

كما أوصت دراسة (الرازحى، 2005، ص430) بضرورة العمل على اعتماد المساقات الدراسية فى مجالات الإحصاء والتقويم والبحث التربوي والتعامل معها كمجموعة متكاملة تغطى مجالا أساسيا من مجالات المعرفة والتأهيل المهني والتربوي الإجباري للمعلمين فى مراحل التعليم كافة، والتأكيد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإدخال تعديلات جوهرية على برامج تأهيل المعلمين فى كليات التربية لاستيعاب مثل هذه التعديلات .

ويذكر (مينا، 1994، ص ص170- 171) أن من أهداف برامج إعداد المعلم فى ضوء مستجدات العصر هو جعل الطالب المعلم قادرا على القيام بعمليات التقويم بكفاءة.

التقويم الحقيقي واللغة الفرنسية:
أصبح التركيز فى الأهداف التعليمية يستند على نتاجات تعلم أساسية ليست بالضرورة مما يمكن التعبير عنه بسلوك قابل للملاحظة والقياس يتحقق فى موقف تعليمي محدد، وأصبح الاهتمام بأهداف حول نتاجات التعلم والتي تكون على شكل أداءات أو إنجازات Performances يتوصل إليها المتعلم كنتيجة لعملية التعلم. وهذه يجب أن تكون واضحة لكل من المعلم والمتعلم وبالتالي يستطيع المتعلم تقويم نفسه ذاتيا ليرى مقدار ما أنجزه مقارنة بمستويات الأداء المطلوبة.(الخليلي، 1998، ص119)
ويقيس التقويم الحقيقي أداء الطالب فى مواقف حقيقية قريبة بقدر الإمكان من الواقع حيث يقوم الطالب بأداء مهماتTasks وتكليفات مشابهة للمهمات الحياتية خارج المدرسة. ويشير هنسون وإيلر(Henson & Eiller,1999, p491) أن التقويم الحقيقي يهيئ الطلاب للحياة، فهو واقعي لأنه يتطلب من الطالب إنجاز مهام لها معنى ويحتاجها فى حياته الواقعية، كما يتضمن حل مشكلات حياتية.

ويوضح كمن(Kamen,1996, p859) أن للتقويم الحقيقي عدة مصطلحات منها التقييم البديل Alternative Assessment ، التقييم الأدائي Performance Based Assessment ، التقييم بملفات التعلم Portfolio Assessment، وهي كلها مصطلحات عديدة تشير إلى أساليب تقويم حديثة ولها معنى.

ويركز التقويم الحقيقي للغة الفرنسية على إنجازات الطلاب ويعتمد فى ذلك على استخدام أدوات تهيئ للطالب فرصة التقويم الذاتي ومقارنة أداء الطالب بمحكات الأداء المطلوبة للحكم على مستوى هذا الإنجاز (تقويم محكي المرجع) وليس ببقية زملائه مع تقديم التغذية الراجعة له، ومن أهم أدوات التقويم الحقيقي: ملف الإنجاز، الملاحظة، اختبارات الأداء، المقابلات الشخصية، خرائط المفاهيم، خرائط الشكل، الاختبارات المعدلة.

أساليب وأدوات حديثة للتقويم الذاتي لمعلم اللغة الفرنسية وتقويم التلاميذ:
إيقوم معلم اللغة الفرنسية نواتج التعلم المعرفية والمهارية والوجدانية لدى تلاميذه وهو يستخدم فى ذلك أساليب وأدوات تقويم متنوعة، ونظرا لأهمية دور معلم اللغة الفرنسية، ينبغي تقويم أداءه وفاعلية تدريسه ليس بالاعتماد على تقويم أفراد وجهات أخرى له بل بالتركيز أيضا على أهمية التقويم الذاتي. ويشير نيكولز (Nicholls, 1990, p90) فى هذا الشأن بأنه يتم تقويم أداء المعلم من خلال معرفة أراء كل من الطلاب والمعلمين والزملاء والموجهين والإداريين، فضلا عن المعلم نفسه (التقويم الذاتي).

وهناك أساليب وأدوات حديثة لتقويم أداء المعلم من قبل آخرين ولتقويمه الذاتي ولتقويم تلاميذه منها: الاختبارات التحصيلية، اختبارات الأداء، الاستبانة، الملاحظة، التقرير الذاتي، البورتفوليو، خرائط المفاهيم، التسجيلات الصوتية والمرئية، المقابلة الشخصية.

وفيما يلى توضيح لأساليب وأدوات التقويم الذاتي للمعلم وتقويم التلاميذ باختصار:
1- البورتفوليو أو ملفات الإنجاز: إحدى أدوات التقويم الحقيقي التي تستخدم في تقويم ما أنجزه المتعلم أو المعلم من أعمال، وتستخدم ملفات الإنجاز فى التقويم الذاتي للمتعلم وكذا المعلم حيث يقوم المتعلم بوضع أفضل ما أنجزه فى الملف أو الحقيبة من أعمال تحريرية: مشروعات، رسومات، مقالات، وهى أسلوب للتقويم الشامل لجميع جوانب التعلم المعرفية والمهارية والوجدانية.
2- الملاحظة: تعد الملاحظة من أدوات التقويم الحقيقي التى يستطيع المعلم من خلالها تحديد مدى تقدم تلاميذه من خلال أفعالهم باستخدام أدوات لتقويم الأداء الملاحظ مثل قوائم التقدير التى تتضمن قائمة بالسلوكيات وقائمة بـ (نعم/ لا). ويمكن استخدام الملاحظة فى ملاحظة أداء المعلم وتستخدم أيضا فى التقويم الذاتي للمعلم من خلال الملاحظة غير المباشرة من خلال التسجيل الصوتي أو المرئي.
3- المقابلة الشخصية: تعتبر المقابلة إحدى أدوات التقويم التربوي التى لها أهميتها ومميزاتها بالمقارنة ببقية الأدوات الأخرى، حيث يمكن التعرف من خلالها على اتجاهات الأفراد، والأسباب التى تكمن وراء سلوك معين، ومدى صدق المفحوص ومدى دقة استجابته، وتتطلب المقابلة إتباع خطوات علمية فى تصميمها وإعدادها وتطبيقها.
4- الاستبانة: تعتبر الاستبانة أحد أساليب التقويم التربوي تستخدم فى جمع البيانات والمعلومات الخاصة بالأفراد أو بالمشكلات التى تواجههم أو لتحديد احتياجاتهم. وتتضمن الاستبانة مجموعة من الأسئلة أو المواقف ترتبط بموضوع معين وتتطلب إجابة المفحوصين، وقد تكون الاستبانة مقيدة أو مفتوحة أو مقيدة مفتوحة أو مصورة.
5- التقرير الذاتي: هو أحد أساليب التقويم التربوي، يقوم فيه الفرد بالتعبير الشفهي أو التحريري عن نفسه فيما يتعلق بسمة أو نقد يرتبط بسلوكه أو ميوله أو أرائه ومعتقداته تجاه موضوعات أو أشخاص أخرى.
6- خرائط المفاهيم: من أدوات التقويم الحقيقي حيث يقوم المتعلم ببناء خريطة مفاهيم لموضوع معين ثم تقارن هذه الخريطة بخريطة أخرى نموذجية أو تقويمها على أساس تحديد درجة لكل جزء من أجزاء الخريطة.
7- الاختبارات: من أهم أدوات التقويم التى مازالت تحتل مكانا مهما بين بقية أدوات القويم الأخرى، ومن الاختبارات: اختبار قياس القدرة على الفهم السماعي، اختبار قياس القدرة على التعبير الشفهي، اختبار قياس القدرة على الفهم القرائي، اختبار قياس القدرة على التعبير التحريري. لقد أدخلت تعديلات على هذه الاختبارات حتى تصبح من أدوات التقويم الحقيقي مثل اختبار الكتاب المفتوح، وتحسين اختبارات الاختيار من متعدد بأن يبرر المتعلم سبب اختياره للإجابة.

الدراسـات السابقـة: Etudes antérieures
يمكن تصنيف الدراسات والبحوث السابقة تحت المحورين التاليين: (*)
المحور الأول: دراسات اهتمت بإعداد وتدريب المعلم فى ضوء المستويات المعيارية.
المحور الثاني: دراسات في مجال التقويم التربوي.

تعليق على الدراسات السابقة:
بمراجعة دراسات المحور الأول، يمكن إيجاز النقاط التالية التى أفادت البحث الحالي:
- أكدت معظم الدراسات على أهمية تخطيط وإعداد برامج إعداد المعلم وتدريبه وكذا المقررات الدراسية فى ضوء المستويات المعيارية مثل دراسة نصر (2005)، دراسة المغربي وعزت (2005)، دراسة النجدي (2005).
- أكدت بعض الدراسات على أهمية وضع معايير اعتماد المعلم والأخذ بها مثل دراسة عبد العظيم وعبد الرازق (2002).
- اهتمت بعض الدراسات بإعداد قوائم بالمستويات المعيارية للمعلم مثل دراسة نصر (2005)، دراسة النجدي (2005)، دراسة فضل لله وسالم (2004)، دراسة سكر والخزندار (2005).
- اقترحت بعض الدراسات فى المستويات المعيارية الخاصة بالمعلم معيارا خاصا بالتقويم التربوي مثل دراسة نصر (2005)، دراسة المغربي وعزت (2005)، دراسة سكر والخزندار (2005).

وبمراجعة دراسات المحور الثاني، يمكن إيجاز النقاط التالية التى أفادت البحث الحالي:
- اهتمت بعض الدراسات بنظم تقويم طلاب الجامعة، وضرورة تطوير طرق وأساليب التقويم المتبعة، وأهمية الاعتماد على أسلوب التقويم الذى يرتكز على معايير الإتقان مثل دراسة الخطيب (1995)، دراسة خليل وجمعه و إمام و السيد (1995)، دراسة الجمل وأبو الذهب (1996).
- اهتمت بعض الدراسات بالخصائص العامة للاختبارات التربوية وعلاقتها بالأهداف مثل دراسة بابكر (1995).
- أكدت بعض الدراسات أن اكتساب الطلاب المعلمين لمهارات التقويم يرفع من مستوى تقويمهم لطلابهم مثل دراسة حامد (2000)، ودراسة فيتزجيبون وجونز (2004 (Fitzgibbon & Jones,.
- اهتمت بعض الدراسات باختبار الفهم القرائي للغة الفرنسية مثل دراستي جادو (2000،2005).
- اهتمت بعض الدراسات بتقديم برامج لتطوير مستوى المعلمين فى تقويم تلاميذهم من خلال استخدام التقنية الحديثة مثل الإنترنت مثل دراسة فيتزجيبون وجونز (2004 (Fitzgibbon & Jones,، ودراسة رادا (2005(Rada, ، ودراسة تايلور ووالز Walls, 2005)& (Taylo.
- أثبتت إحدى الدراسات أن استخدام طريقة الورقة والقلم التقليدية فى التقويم أفضل من استخدام الإنترنت مثل دراسة جميل ودافوديفتز (Gamliel & Davidovitz, 2005).
- أوصت دراسات عديدة بأهمية تدريب الطلاب المعلمين بكليات التربية على اكتساب مهارات التقويم ، وتقديم البرامج المناسبة لها.

ويختلف البحث الحالي عن الدراسات والبحوث السابقة فى أنه يقترح برنامج فى مجال التقويم التربوي لطلاب الفرقة الرابعة شعبة اللغة الفرنسية بكليات التربية فى ضوء المعايير القومية لجودة المعلم فى مصر، وهذا ما لم تقدمه دراسة سابقة.

فـروض البحـث: Hypothèses de la recherche
أولا: الفروض التجريبية:
1- يؤدى البرنامج التعليمي المقترح إلى تنمية التحصيل المعرفي للتقويم التربوي لدى طلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية جامعة أسيوط.
2- يؤدى البرنامج التعليمي المقترح إلى تنمية مهارات التقويم التربوي لدى طلاب شعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية جامعة أسيوط.

ثانيا: الفروض الإحصائية:
1- لا يوجد فرق دال إحصائيا عند مستوى 0.05 بين متوسطى درجات طلاب المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية فى اختبار التحصيل المعرفي للتقويم التربوي.
2- لا يوجد فرق دال إحصائيا عند مستوى 0.05 بين متوسطي درجات طلاب المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية فى مهارات التقويم التربوي.
3- لا يتصف البرنامج التعليمي المقترح بدرجة مناسبة من الفاعلية فى تنمية التحصيل المعرفى ومهارات التقويم التربوي لدى طلاب المجموعة التجريبية.

إجراءات البحـث: Procédures de la recherche
للإجابة عن أسئلة البحث، والتحقق من صحة الفروض، سار البحث الحالي فى الخطوات التالية:
أولا: تحديد المعايير القومية وأهم مؤشراتها لجودة معلم اللغة الفرنسية فى مجال التقويم التربوي:
قدمت لجنة المعلم في مشروع إعداد المعايير القومية في مصر وثيقة معايير المعلم، التي تضمنت خمسة مجالات منها مجال التقويم. والذي ضمن ثلاثة معايير: التقويم الذاتي، تقويم التلاميذ، التغذية الراجعة، وتضمن كل معيار مجموعة من المؤشرات الإجرائية التى تدل على تحقق المعيار.

ونظرا لكثرة هذه المؤشرات، وصعوبة الأخذ بها مجتمعة عند تصميم البرنامج المقترح وبناءه، وتأكيد بعض الدراسات السابقة على ضرورة إخضاع هذه المعايير للتجريب مثل دراسة زيتون (2004)، ودراسة المهدي (2005)، رأى الباحثان ضرورة اختيار بعض هذه المؤشرات بناء على أراء المتخصصين فى تعليم اللغات الأجنبية، والطلاب المعلمين بشعبة اللغة الفرنسية بكلية التربية فيما يمكن أن يقدم لهم فى البرنامج المقترح أثناء فترة الإعداد (مع العلم أنه يمكن لدراسات أخرى الأخذ ببقية المؤشرات)، ولذلك قام الباحثان بإعداد قائمة تضمنت المعايير الثلاثة الخاصة بمجال التقويم ومؤشراتها(*) كما وردت فى وثيقة معايير المعلم ،ونظرا لأن وثيقة المعلم تم التأكد من صدقها (المعايير القومية للت