مراحل عمليات التقويم الشامل

بسم الله الرحمن الرحيم


يعد التقويم الشامل للمدرسة أحد الأساليب المهمة والناجحة التي تحقق الطمأنينة لجميع المهتمين بالتربية، حيث نحافظ- أولاً وقبل كل شيء- على هويتنا.. وأننا نسير في الاتجاه الصحيح.. باتباع الإجراءات السليمة.


وهذا التقويم يساعدنا على تحقيق أهدافنا، ويتيح لنا توجيه برامجنا المستقبلية الوجهة الصحيحة، وسوف يتم التطرق إلى مفهوم التقويم مرورًا بأهدافه واستعراضًا لمراحله الثلاث وتوضيحًا للمجالات التي يعنى بها, ومن ثم سمات التقويم الشامل وما يميزه عن غيره من الأنظمة التربوية، وتطوير آلياته.
مفهوم التقويم الشامل:
هو ضرورة التحقق من مدى قيام المدرسة بأداء مهماتها المنوطة بها- الإدارة- المعلم- الطالب إلى آخر منظومة عناصر العملية التعليمية.
وأيضًا هو المجهر الذي يحدد بوضوح الإيجابيات وفرص التحسين في البيئة التعليمية بجميع عناصرها وعلاقتها بالبيئة المحيطة بها سعيًا وراء تحسين عمليات التعليم والتعلم والتربية وصولاً إلى بناء شخصية المتعلم.
أهداف التقويم الشامل:
- التعرف على مدى تحقق أهداف سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية.
- تحديد موطن القوة وموطن الضعف في المدرسة.
- الارتقاء بمستويات جميع عناصر العملية التعليمية والتربوية.
- إشعار المجتمع بجميع فئاته بمستوى الخدمات التي تقدمها المدرسة.
- تقديم معلومات للمسؤولين عن التعليم تساعدهم على رسم خطط التعليم وتوجيهها وفق أسس متينة قوامها الإحصاءات الدقيقة والمعلومات الصادقة.
- مراجعة الخطط التعليمية الحالية وتطويرها بناء على ما تظهره نتائج التقويم.
- بث روح المنافسة للعمل الفعال في المدارس كافة لتحقيق الأهداف على أفضل مستوى.
- تعزيز الثقة لدى العاملين في المدرسة بإنجازاتهم، وجعل المدرسة محل ثقة المسؤول وولي الأمر وجميع فئات المجتمع.
- تذكير المدرسة بمسؤولياتها تجاه الوطن والمواطن والأجيال، وأن العمل التربوي رسالة وليس وظيفة.
- مساعدة المدرسة على المحافظة على الترابط بين العاملين فيها وأفراد المجتمع والعمل بروح الفريق الواحد.
- توفير معلومات كافية عن المدرسة للعاملين فيها وللآباء ولإدارة التعليم وللوزارة، ليعمل كل فيما يخصه على الارتقاء بمستوى المدرسة.
- ضمان استمرارية الاطلاع على أوضاع المدرسة، ومدى قيامها بتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات.
- تحسين عملية التقويم ذاتها ووضع قاعدة بيانات ومعلومات متينة يقوم عليها تقويم المدرسة الشامل في المستقبل.
يمر التقويم الشامل للمدرسة بثلاث مراحل هي:
1- مرحلة ما قبل التقويم والإجراءات الرئيسية لهذه المرحلة:
- تكوين فريق التقويم وتعيين رئيسه.
- تحديد موعد تقويم المدرسة وتزويدها بنسخة من الإطار العام.
- الاتصال بالمدرسة لشرح هدف وإجراءات التقويم وأخذ معلومات عنها بما في ذلك صورة من الجدول المدرسي وكل ما يريد مدير المدرسة أن يؤخذ بعين الاعتبار أثناء عملية التقويم.
- الاجتماع بأولياء الأمور حسب الموعد الذي تحدده المدرسة.
- إعداد خطة عمل الفريق أثناء مرحلة التقويم تشمل الزيارات الصفية والمحاور العامة وكذلك اجتماعات أعضاء الفريق.
2- مرحلة أثناء التقويم والإجراءات الرئيسية لهذه المرحلة:
- تخصيص وقت كاف لملاحظة دروس في المواد التي سيتم تقويمها وملاحظة المحاور العامة ولقاءات العاملين بالمدرسة (تجميع شواهد).
- عقد اجتماع يومي لمناقشة سير عملية التقويم بالمدرسة وما تم إنجازه من أعمال وكذلك تقويم عمل الفريق نفسه ومراجعة برنامج وخطط اليوم التالي.
- الاطلاع على جميع سجلات المدرسة والاستئناس بملاحظات المشرفين ومدير المدرسة والمعلمين.
- تقديم التقرير الشفهي لمدير المدرسة في آخر أيام التقويم.
3- مرحلة ما بعد التقويم والإجراءات الرئيسية لهذه المرحلة:
- استكمال كتابة التقرير النهائي للمدرسة من قبل جميع أعضاء الفريق.
- تسليم التقرير النهائي لمدير المدرسة متضمنًا القضايا الرئيسية لإعداد خطة عمل المدرسة.
- إعداد خطة عمل المدرسة من قبل مدير المدرسة والعاملين بها كل فيما يخصه ومراجعتها.
- مراجعة خطة العمل من قبل أعضاء الفريق واعتمادها من مدير عام التربية والتعليم وإعادتها لمدير المدرسة.
- متابعة إدارة التعليم تنفيذ المدرسة خطة العمل التي أعدتها ووعدت بتنفيذها.
- إرسال أحد أعضاء الفريق أو مندوبين من إدارة التقويم إلى بعض المدارس للتأكد من تنفيذ الخطة كما هو مطلوب منها.
آلية عمل التقويم الشامل:
تكون الأحكام شاملة ولا تتطرق للفردية، وتبنى على شواهد سواء كانت إيجابية أو سلبية بالمدرسة في عدد من المحاور لمجالين:
أولاً: مجال المادة الدراسية ويتكون من خمسة عناصر أساسية:
1- التدريس:
ويحتوي على عدد من العناصر تصل إلى 10 وهي لب التدريس من إلمام المدرس إلى إدارة صفه مرورًا بالإعداد الذهني والكتابي وطرائق التدريس.
2- التحصيل الدراسي وتقدمه:
يحتوي على كثير من العناصر التي تعمل على تقييم ا لتحصيل الدراسي الواقعي ومقارنة النتائج السابقة بالحالية لمعرفة مدى تقدم الطلاب في التحصيل، ولا يعني وجود طلاب ضعاف أن التحصيل ضعيف بل القياس يتمحور حول هل هناك تقدم أم هو ثابت أم أن الاختبارات التحصيلية غير متكافئة النتائج.
3- أساليب التقويم
وتركز على معرفة هل يتم تقويم أهداف الدرس والتأكد منها أثناء الشرح بالنقاش والحوار وضرب الأمثلة، وهل التلاميذ متجاوبون، وهل هناك تصنيف للمعلم لتلاميذه حسب مستوياتهم لمراعاة الفروق الفردية واستخدام الطرق المختلفة أثناء الشرح لفهم الجميع، وهل يتم توزيع نطاق التقويم بالفصل على جميع الطلاب. وهل يستخدم المعلم نتائج التقويم والمعلومات المتوفرة لديه ويستثمرها في تحسين مستويات الأداء.
4- سلوك التلاميذ وتفاعلهم
هنا يلاحظ الاهتمام بسلوك التلاميذ أثناء الحصة مع معلمهم من تعاون في الشرح وقدرة المعلم في التجديد بحيث يشرك التلاميذ في الدرس، بمعنى أن هناك معلمين يطلبون من التلاميذ شرح بعض نقاط الدرس أو تلخيصها أو استنتاج المعلومات أو مقارنتها بمعلومات سابقة وعمل حلقات تعاونية بين التلاميذ وهذا يعطي نتائج عظيمة لفهم الدرس...إلخ ذلك من تفاعل التلاميذ مع المعلم ثم سلوكهم الانضباطي وانتباههم للدرس.
5- إدارة تدريس المادة:
وهو يختص بما قدم للمعلم من خدمات تربوية وتعليمية وتدريبية ومعنوية ومادية من قبل إدارة المدرسة وإدارة التعليم والوزارة.
ثانيًا: مجال المحاور العامة:
ويتم خلالها ملاحظة الجوانب التالية:
1- مستوى حضور الطلاب ومواظبتهم.
2- النمو الخلقي والاجتماعي والثقافي للطلاب.
3- التوجيه والإرشاد والخدمات الطلابية.
4- البرامج والأنشطة الإضافية في المدرسة.
5- الإدارة المدرسية.
6- علاقة المدرسة بالآباء وبالمجتمع المحلي.
7- العاملين في المدرسة.
8- المنشآت والمرافق المدرسية ومصادر التعلم.
والتقويم الشامل من خلال ما يقوم به من أعمال شاملة في المدرسة وما يثبته على المعلم داخل الفصل وخارجه، وكيف سير اليوم الدراسي يعتبر أهم ركن في التعليم ليعطي الصورة الواضحة للوزارة عما يجري داخل مدارسنا من جميع الجوانب.
ولقد قدم التقويم الشامل الصورة الحقيقية لواقع التعليم بمملكتنا الغالية بل استطاع تصوير الواقع لأدق التفاصيل التعليمية والتربوية.
وإن الناظر للمنجزات الكبيرة التي حققها التقويم الشامل على مستوى إدارات التربية والتعليم سواء فيما يتعلق بالمبنى المدرسي أو الكادر التعليمي...إلخ يرى أنه حقق منجزات انعكس أثرها على الرقي بالعملية التربوية والتعليمية في فترة وجيزة.
ويستشف من خلال ذلك مدى العائد الكبير على أبنائنا الطلاب والارتقاء بجودة الخدمة المقدمة لهم.
سمات التقويم الشامل:
يختلف التقويم الشامل عن بقية الأنظمة التربوية الإشرافية والرقابية المعمول بها في مؤسسات التعليم من حيث:
- الأحكام والتقارير بصفة عامة لا تتحدث عن معلم نهائيًا بل على مادة دراسية مهما كان عدد معلميها... (التقرير على المادة الدراسية فقط).
- الأحكام جماعية وتبتعد عن الفردية والذاتية باشتراك أكثر من مشرف بزيارة المعلم.
- الأحكام واقعية وغير متسرعة... بل يقيم الدرس بالكامل.
- يساهم في تخطيط جيد للمادة الدراسية وتغذية راجعة لتحسين الأداء المستقبلي.
- يحقق عائدًا كبيرًا على التلاميذ عند استيعاب وتطبيق جميع عناصر التقويم بالجودة المطلوبة.
- التقرير الذي صدر عن فريق التقويم الشامل يرصد الشواهد التي تساعد على تحسين الأداء وجودته.
- يتم إعلام إدارة المدرسة ومعلميها قبل فترة التقويم بوقت كاف وترسل لهم جميع أدوات التقويم، وهذا تدريب له أثر إيجابي على تحسين مستوى الطلاب تربويًا وتعليميًا.
- عند ظهور خلل يعيق سير العملية التربوية والتعليمية يتم التفاعل معه بإجراءات خاصة بالتنسيق مع ذوي العلاقة، ويتم متابعته حتى يتم علاجه بالطرق التربوية السليمة.
ومن يقرأ التقويم الشامل جيدًا يرى أنه نظام مرن يشخص الواقع بأعلى معايير الجودة، ويدعو إلى التغيير كسمة أساسية وليس إلى الجمود، وإلى الجماعية وروح الفريق وليس الفردية.
تطوير آليات وأدوات التقويم الشامل:
هناك متابعة مستمرة من سعادة المدير العام لإدارة التقويم الشامل بالوزارة الأستاذ عبدالله أبو علامة.
حيث يتم باستمرار حصر الأفكار والتجارب المميزة في الميدان التي تهدف إلى تطوير وتحسين إجراءات وأدوات التقويم الشامل للمدرسة بحيث تواكب عملية التطوير التي تهتم بها الوزارة في مجالات المناهج وطرائق التدريس الحديثة.
- تم حصر الملاحظات على سير عمل التقويم في الميدان، وذلك من خلال دراسة التقارير ومن خلال الزيارات الميدانية، ومن خلال المتابعة لما يكتب من أفكار وآراء في الصحف والإنترنت.
- يتم تحديث وتطوير أدوات التقويم الشامل بناء على مخرجات العمل الميداني، إضافة إلى تصميم بعض النماذج والاستمارات التي تساعد على متابعة وتنفيذ أعمال التقويم.
- إصدار نسخة جديدة من الإطار العام ودليل التقويم الشامل للمدرسة ليتوافق مع آخر المستجدات المتعلقة بتطوير إجراءات وأساليب التقويم.
- تم تعديل وتطوير أدوات وإجراءات التقويم بما يتوافق مع تقويم المدارس الأهلية وتصنيفها.
- تم إعداد خطة تنفيذية لتطبيق التقويم الشامل للمدرسة في مدارس تعليم البنات.
- جار العمل على خطة لإدراج التقويم الشامل للمدرسة مادة في دورات مديري المدارس.
- إعادة صياغة بطاقات ملاحظة الدرس مع التركيز على الكيف وليس الكم، وذلك من خلال عقد ورش العمل لتطوير تلك الأدوات بما يتواكب مع مستجدات العملية التربوية.
- حوسبة عمل التقويم من خلال تطبيق برنامج شامل بفروعه الأربعة التي تختص بالمدرسة ومشرف التقويم وإدارة التقويم، ومن ثم الإدارة العامة للتقويم الشامل بالوزارة التي تصدر من خلالها تقارير الختامية على مستوى المدرسة والمنطقة ومن ثم الوزارة.
وختامًا وكما صرح معالي النائب لتعليم البنين الدكتور سعيد بن محمد المليص: أصبح «التقويم» عمومًا ثقافة ينبغي أن نتعلمها ونمارسها ونتأقلم معها في كل الأحوال والظروف. والوزارة عندما أقرت مشروع التقويم الشامل للمدرسة هدفت إلى الإجابة عن تساؤل مهم هو إلى أي مدى أسهمت المدرسة في الرفع من مستوى تحصيل الطالب وتنمية مهاراته وسلوكياته كما رسمتها سياسة التعليم في المملكة؟ وهذا هو المحك الرئيس الذي يكشف مدى سلامة توجهاتنا وبرامجنا التربوية.. والوزارة جادة في دعمه وتطويره، والذي نرجوه أن يشمل التقويم العلمي المدروس القطاعات الأخرى في الوزارة وإدارات التعليم في إطار خطة تكاملية محددة ومقننة.
ولنتأمل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما تولى الخلافة وهو يدرك أهمية ذلك حينما خطب في الناس قائلاً: «أيها الناس أني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتم فيّ خيرًا فأعينوني، وإن رأيتم فيّ اعوجاجًا فقوموني» وهكذا كل العظماء يحرصون على تعديل الخلل متى وجد وتصحيح المسار.
فلنجعل ذلك ديدننا ولا نظن أنفسنا فوق النقد، بل نقبل الرأي والرأي الآخر بهدف أن نصل جميعًا إلى مستوى أفضل، وتحقيق أهداف التربية والتعليم على أسس سليمة تفتح للأجيال القادمة طريق التقدم والازدهار على مصراعيه في ظل الرعاية الكريمة لحكومتنا الرشيدة ومن ثم جهود الرجال المخلصين.

مراحل عمليات التقويم الشامل كان موضوع الطالبه وتكلمت عنه وكان بحث ممتاز