العرض العلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

العرض العلمي
مفهوم العرض العلمي:
أسلوب تعليمي-تعلمي يقوم به معلم العلوم (غالبا) لتقديم (عرض) حقيقة علمية (غاز الأوكسجين يساعد على الاشتعال)، أو مفهوم علمي معين (كالكثافة مثلا)، أو تعميم علمي (مبدأ) أو قانون علمي أو قاعدة علمية (كقاعدة ارخميدس) لتحقيق أهداف تعليمية-تعلمية معينة. وتعتبر هذه الطريقة من أكثر طرائق التدريس في تعليم العلوم في المدارس.
مزايا ومبررات استخدام طريقة العرض العلمي:
1. توفر عنصر المشاهدة (الملاحظة) كعملية أساسية من عمليات العلم مما يعمل على جذب انتباه الطلبة وربما إثارة انتباههم بحصص العلوم ودروسها.
2. تحقق الاقتصاد في النفقات والكلفة وبخاصة إذا علمنا أن إمكانات المدارس كما ذكر غالبا ما تكون محدودة وان تكاليف الدورات والتجهيزات المخبرية الأخرى غالبا ما تكون مرتفعة ولهذا يمكن استخدام نموذج أو جهاز واحد لعرض التجربة مثلا أمام الطلاب.
3. تعتبر طريقة مفضلة في حالة استخدام بعض النشاطات والتجارب المخبرية التي يتطلب إجراؤها وتنفيذها خبرة كافية (من قبل المعلم) ليست متوفرة عند الطلبة كما في استخدام بعض عمليات التشريح المعقدة على سبيل المثال.
4. توفر الجهد والوقت المبذول من قبل معلم العلوم إذا ما قورنت بطريقة العمل المخبري التي تتطلب جهدا كبيرا في إعداد وتحضير المواد والأدوات والأجهزة المخبرية اللازمة لتنفيذ التجارب العلمية.
5. تمكن معلم العلوم من تدريس كمية كبيرة من المادة العلمية الدراسية نسبيا، وذلك بطريقة معدة ومنظمة وفي وقت أقل مقارنة بطريقة المختبر ونشاطاته المخبرية المرافقة.
6. طريقة مفضلة في حالة التجارب العملية الخطيرة أو الصعبة مما يعني ضرورة استخدامها عندما يكون الهدف السلامة والأمان وتجنب الطلبة الخطر الذي قد يترتب على قيامهم بإجراء التجارب الخطرة كما في تحضير بعض الغازات السامة أو المواد المشعة أو استخدام الأحماض المركزة...الخ
7. لها تأثير في زيادة تذكر الطلبة للمعرفة العلمية بعد العرض مباشرة، كما تساعد في زيادة بقاء واحتفاظ الطلبة بالمعلومات بوجه عام.
8. توفر خبرات تعليمية-تعلمية مشتركة لجميع الطلبة كما توحد تفكيرهم باتجاه واحد (وهذا الأمر قابل للنقاش العلمي) من حيث تخطيط وتنفيذ الموقف التعليمي-التعلمي والوصول إلى النتائج.
9. يمكن أن تسهم وبقدر معقول في تحقيق قدر كبير من أهداف تدريس العلوم إذا ما قدمت (عرضت) المادة العلمية أو النشاط العلمي المخبري بأسلوب استقصائي مثير بحيث تسهم بطريقة ملحوظة في:
• إثارة ميول الطلبة واهتماماتهم العلمية.
• تنمية بعض مهارات عمليات العلم.
• المساعدة على تنمية قدرات الطلبة على التفكير العلمي.

مجالات استخدام العرض العلمي:
1. تستخدم كمدخل أو مقدمة لتقديم المادة العلمية وإثارة الفكر لإثارة اهتمام الطلبة بموضوعات المادة، كأن يعرض المعلم فيلما عن الوراثة دون مناقشة مسبقة، بقصد إثارة انتباه الطلبة وشدهم لموضوع الوراثة وبالتالي دراستها وبحثها لمعرفة المزيد عنها.
2. تستخدم في حل المشكلات العلمية أو للإجابة عن بعض الأسئلة والتساؤلات التي طرحها الطلبة أو المعلم نفسه من حين إلى آخر.
3. تستخدم كوسيلة لتوضيح بعض أشكال المعرفة العلمية كالحقائق العلمية (غاز الهيدروجين يشتعل بلهب ازرق)، أو المفاهيم العلمية (الانقسام غير المباشر)، أو القواعد العلمية (قاعدة برنولي أو ارخميدس)، أو القوانين العلمية ( قانون بويل)...الخ
4. توضيح كيفية عمل أداة أو جهاز علمي (المجهر) معين أو تشريح حيوان ما أو تحضير شرائح مبللة أو دائمة...الخ
5. تستخدم كوسيلة لجمع المعلومات عن مشكلة علمية ما مبحوثة وكذلك اختبار مدى صحة الفرضيات العلمية المقترحة لحل المشكلة أو المشكلات التي يقترحها الطلبة أو المعلم.
6. تستخدم للمراجعة كما في بعض الموضوعات (الوحدات) العلمية أو إعادة التجارب أمام الطلبة لتوكيد ما تم التوصل إليه سابقا وتثبيت نواتج التعلم النظرية من جديد وبخاصة الطلبة الذين فاتهم ذلك.


7. تقويم أعمال الطلبة كأن يختبر معلم العلوم الطلبة في معلوماتهم العلمية النظرية والعملية عن طريق طرح الأسئلة الشفوية أو الاختبارات التحريرية أو العملية كما في التحقق من معرفة كيفية استخدام المجهر وحمله والعناية به وتحضير شرائح مجهرية مؤقتة (مبللة) أو دائمة.
8. تستخدم لتطبيق مهارات عمليات العلم والتقصي والاكتشاف كما في الملاحظة والقياس والتصنيف الاستنتاج والاستدلال والتجريب... وذلك تنمية للعمليات العقلية والتفكير العلمي لدى الطلبة.

الحدود والمحددات (القصور) لاستخدام العرض العلمي:
1. مشاهدة وسماع العرض، ما لم تكن العروض والتجارب العلمية مشاهدة ومسموعة جيدا فإنها تفقد وظيفتها الأساسية أو هدفها التعليمي.
2. لا تهيئ طريقة العرض التي يقوم بها معلم العلوم فرصا للطلبة لتناول للأجهزة والأدوات المخبرية والتعامل معها أو معالجتها عمليا.
3. هناك احتمال أن يقف الطلبة أو بعضهم أثناء عملية العرض موقفا سلبيا أو موقف اللامبالاة وبخاصة إذا ما عرضت النشاطات العلمية والمخبرية بأسلوب مباشر أو تلقيني ممل أو إذا فشل المعلم بشده انتباه الطلبة وجذبهم إليه أثناء عرض الموقف التعليمي.
4. هناك بعض المفاهيم الأساسية التي يصعب على الطلبة إدراكها أو استيعابها بواسطة السماع أو الرؤية وخاصة طلبة المرحلة الأساسية كما في بعض مفاهيم القياس والوزن والقوة واللمس والرائحة والطعم... الخ
5. قد تجري بعض العروض والتجارب العلمية أحيانا بطريقة لا تتناسب مع الفروق الفردية بين الطلبة وبالتالي لا يستطيع بعض الطلبة متابعة المعلم أو الموقف التعليمي في سرعته أو الإفادة من العرض أو التجربة.
6. يصعب تحقيق بعض أهداف تدريس العلوم من خلال عرض المادة التعليمية كما في اكتساب الطلبة للمهارات اليدوية واستخدام الأجهزة العلمية.


الأمور الواجب مراعاتها لكي يكون العرض العلمي نشاطا تربويا تعليميا تعلميا ناجحا ومحققا لأهداف تدريس العلوم:1. توجيه طريقة العرض توجيها استقصائيا بدلا من الاقتصار على اللسان والمناقشة والشرح التقليدي التلقيني.
2. إتاحة المجال للطالب للقيام بالعروض العلمية الفردية أو الجماعية سواء المقررة أم المقترحة خاصة تلك العروض/ المواقف التعليمية التعلمية التي تقدم أفكارا علمية مثيرة.
3. استخدام العروض الصامتة من حين لآخر وإتاحة الفرصة للطلبة لكي يكتبوا ويعبروا عما لاحظوه أو شاهدوه في صيغة تقرير علمي له أصوله وأسسه العلمية.
4. تقديم مشكلات علمية من العروض لإثارة اهتمام الطلبة وشدهم إليها ومن ثم محاولة التصدي لها وبحثها ودراستها للوصول إلى حل مناسب لها.
5. مراعاة أن تكون العروض العلمية ملاحظة أو مشاهدة من جميع الطلبة ومسموعة ومثيرة وزمن كاف عند طرح الأسئلة بحيث يسمح للطلبة بالتفكير والاستجابة والتفاعل الايجابي مع العروض العلمية.
6. إن فن طرح الأسئلة وتوجيهها توجيها استقصائيا عامل حاسم في نجاح أو فشل العروض العلمية وتحقيق أهدافها. وفي هذا الصدد يقترح على معلم العلوم عرض الموقف التعليمي المشكل بحيث يستفز تفكير الطلبة ويثير اهتمامهم وميولهم نحو المشكلة. ومن هنا ينبغي أن يضع المعلم في ذهنه بعض الأسئلة العامة كما في: ماذا أريد أن اعلم؟ وماذا أتوقع من الطلبة أن ينجزوا أو يكتشفوا من خلال الأسئلة؟ وما مستوى ونوع الأسئلة (متقاربة، متباعدة، مفتوحة النهاية، تفكير منتج، تفكير غير منتج) التي يجب أن اطرحها؟ وكيف استجيب لأسئلة الطلبة؟ أما إذا فشل أو اخفق المعلم في طرح الأسئلة وتوجيهها استقصائيا لسبب أو آخر فإنه قد يمنع -لا شعوريا- نجاح طريقة العرض وبالتالي عدم تحقيق أهدافها التدريسية في تعليم العلوم وتعلمها.
7. إعداد العروض العلمية وتخطيطها إعدادا وتخطيطا مسبقا وتحويل العروض العلمية وغير الناجحة إلى مواقف تعليمية تعلمية جديدة لمناقشتها والتعرف إلى أسباب فشلها أو نجاحها.


يتطلب إعداد وتخطيط العروض العلمية ملاحظة وممارسة ثلاث عمليات هي:1. الإعداد الذي يسبق العرض العلمي، ينبغي لمعلم العلوم مراعاة ما يلي:
أ‌. تحديد الغرض (الهدف) من العرض بحيث يرتبط هذا العرض بالأهداف التعليمية-التعلمية المنشودة من دروس العلوم.
ب‌. تجريب العرض قبل تقديمه أو عرضه أمام الطلبة تجنبا لبعض الإحراج الذي قد ينشأ من فشل بعض العروض العلمية أحيانا.
ت‌. إعداد المواد والأدوات والأجهزة ذات العلاقة إعدادا مسبقا.
ث‌. تحديد مكان العرض العلمي بحيث يكون مشاهدا ومسموعا لجميع الطلبة.
ج‌. يستحسن أن ينتهي العرض العلمي قبل انتهاء الوقت المخصص للحصة.

2. عند تقديم العرض ينبغي لمعلم العلوم مراعاة ما يلي:
أ‌. تهيئة مناخ صفي مناسب قبل البدء بالعرض لإثارة انتباه الطلبة وشدهم للعرض العلمي.
ب‌. توضيح أهداف العرض وأغراضه.
ت‌. عدم تشتيت أذهان الطلبة بأمور ثانوية.
ث‌. الانتباه إلى طرح الأسئلة (مستوى ونوعية) والاستفادة من أسئلة الطلبة المطروحة.
ج‌. إتاحة الوقت الكافي بعد نهاية العرض للطلبة لتسجيل ملاحظاتهم ونتائج العرض ومناقشتها أو تقريرها.

3. تقويم العرض العلمي، ينبغي لمعلم العلوم بعد تقديم العرض تقويم العرض العلمي من خلال:
أ‌. مدى فهم الطلبة لموضوع العرض العلمي واستفادتهم منه وذلك عن طريق الأسئلة والأجوبة والمناقشة المتبادلة بين المعلم والطلبة أو استخدام الاختبارات التحريرية
ب‌. مدى نجاح المعلم نفسه في إجراء العرض العلمي وتقديمه ويتضح ذلك بمدى استجابة الطلبة للعرض العلمي ومدى تفاعلهم معه وبالتالي مدى تحقيق الأهداف المنشودة من العرض العلمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطالبه/رحاب عبدالله علي
القسم /علوم حياه
مستوى /رابع