فاعلية برنامج تثقيفي عن العولمة على سلوك طلاب كلية المعلمين في بيشة \

ملخص الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى تعزيز وعي طلاب كلية المعلمين في بيشة بظاهرة العولمة ، وزيادة إدراكهم لدور التربية والتعليم في مواجهة تحدياتها ، والحفاظ على الهوية الوطنية الإسلامية . ولتحقيق ذلك قام الباحث بتصميم برنامج تثقيفي وفق تقنية نظامية بالرزم التعليمية ، اشتمل على المكونات التالية :
1ـ العنوان
2ـ الأهداف العامة ، والأهداف السلوكية .
3ـ العناصر الرئيسية والفرعية للمضمون التثقيفي ، نظمت في رزمتين تعليميتين عنوانهما :
3ـ1ـ ما العولمة ؟
3ـ2ـ دور التربية والتعليم في الحفاظ على الهوية ومواجهة الآثار السلبية للعولمة .
4ـ الوسائل والأساليب والأنشطة التعليمية المتنوعة .
5ـ أدوات التقويم .
طبّق الباحث البرنامج على عينة من طلاب الكلية ، من المستوى السادس ، قوامها ( 66 طالبا) تفاعلوا مع أنشطة البرنامج ومضمونه . وقد حقق الطلاب في عينة الدراسة كسبا في السلوك المعرفي بلغ (57.07% )، كما حققوا فاعلية إتقانية بلغت وسطيا (41 % ، 75%) أي أن (41 %) من الطلاب قد حققوا (75%) من الدرجات فما فوق .
وقد مارس الطلاب أنشطة متنوعة تتعلق بظاهرة العولمة ودور التربية والتعليم في مواجهة آثارها ، وسوف تنظم هذه الأنشطة في معرض خاص عن العولمة ، سيقام في كلية المعلمين في بيشة من أجل تعميم الفائدة على كافة طلاب الكلية وزائريها .
وفي ضوء تنفيذ البرنامج ونتائج الدراسة ، توصل الباحث إلى مجموعة من المقترحات تساعد على تعزيز الوعي بقضايا العولمة لدى الطلاب المعلمين والإسهام في مواجهة آثارها السلبية .


The tangible influence
of Globalization course
on the behavior of the students
of Bisha Teachers College .
Dr. Riad Aref Al-Gabban
This Study aims at enhancing the student’s perception of the phenomenon of globalization , at familiarizing them with the role that education may play in facing its challenges , and to preserve their traditional and Islamic identity .
To fulfill this , the researcher designed an educational program based on systematic baggage’s teaching techniques . He included the following :
1. The title .
2. Aims and behavioral objectives .
3. Major & minor titles of the educational content put in two baggage’s teaching titled :
a. What is globalization ?
b. The role of education in preserving the identity and facing the negative consequences of globalization .
4- A variety of teaching tools, aids and activities .
5- Evaluation tools .
The researcher applied this program on a sample of (66) sixth level- students who interacted with the content and activities of this program . On the basis of this study, it can be said that the students scored a remarkable improvement (rated 57.07 %) in their educational behavior, equally they fulfilled mastery effectiveness approximately (41 % , 75 %) that is to say (41%) of the students scored (75%) of the points .
The aforementioned students practiced various activities relating to globalization and the role of education in facing its negative consequences ; there activities will be organized in a special exhibition on globalization in the college for the general welfare of the students as will as the visitors .
In the process of accomplishing this program the researcher concluded that : There are various suggestions which help enhancing the students’ understanding of the issues of globalization and enabling them to face its negative consequences.
مقـدمـة :
يعيش العالم اليوم واقعاً جديداً متسارعاً تتلاشى فيه حدود المسافات وتحوله إلى قرية كونية صغيرة ، تذوب فيها الاقتصاديات و الحدود الجغرافية والثقافات الوطنية ( هيرست وطومبسون : 2001، ص 9 ). هذا الواقع أو هذه الظاهرة التي يطلق عليها العولمة ، والتي تبلورت وشكلت بداية مرحلة تاريخية جديدة انطلقت خلال الأعوام 1989 ـ 1991م ( الجميل : 1997 ، ص 52 ) ، وأصبحت الآن القوة الرئيسة التي تقود البشرية إلى المستقبل . وإن معظم التحولات الاقتصادية و السياسية والعلمية والثقافية المتسارعة التي يشهدها العالم ، هي إما بسبب العولمة ، أو أنها مجرد نتيجة من نتائجها الضخمة والعميقة ( عبد الله : 1999، ص 39 ـ 40) .
وبما أن العولمة هي التعبير المعاصر عن سلوك الأقوى ، وهيمنته وفرضه نفوذه على الجهات الأخرى من أجل تحقيق مصالحه وضمان استمرار سطوته ونفوذه ( العظم وحنفي : 1999، ص 78 ) ، كما أن شبابنا المعاصر أصبح يعايش ثقافتين غير متكافئتين ، ثقافة تراثية مفعمة بالمواطنة الأصيلة ، وأخرى عولمية تغريبية تدفعه نحو عصرنة شكلية مصطنعة ، تجعله فاقد الهوية مهمش الشخصية ، غير قادر على التكيف مع الواقع ، أو التعايش مع الآخـر من أجل إعادة إنتاج الذات ( حجازي : 1999، ص 123ـ124). لذلك لابد أن نسعى بمختلف المستويات والإمكانات من أجل إدراك أبعاد هذه المرحلة الراهنة ، مرحلة العولمة ، والتعامل معها تعاملاً ندياً يمكننا من الحفاظ على ذاتنا وهويتنا وقيمنا .
ويتحمل النظام التربوي مسؤولية وطنية وإنسانية ، في مواجهة آثار العولمة على الهوية الثقافية التربوية ، باعتباره إحدى الاستراتيجيات الفعالة في مواجهة التحديات المعاصرة ، والتطوير نحو الأفضل انطلاقاً من قيم الحضارة العربية الإسلامية . وهذا يتطلب فهم هذه المرحلة التاريخية ، ووضع آليات للتعامل معها ، مع الحفاظ على هويتنا الثقافية والحضارية .
وكليات المعلمين أحد مكونات النظام التربوي في المملكة العربية السعودية ، وهي تعنى بإعداد معلمي المستقبل ، حيث تعد توعيتهم بالعولمة قضية ملحة ، باعتبارهم مثقفين وبناة أجيال ، فهم ملزمون بالتعرف على العولمة والتفكير فيها وتحليلها وتفسيرها على أسس علمية قائمة على البحث والتدقيق ، بهدف تكوين رؤية واضحة عنها ، والتعرف على جذورها وامتداداتها والآثار المترتبة عليها وكيفية التعامل معها .
مشـكلة البحـث :
بناءً على ما سبق ، وبهدف تطوير أداة عمل إجرائية تسهم في إيجاد إحدى الآليات للمحافظة على الهوية المجتمعية في ظل الهجوم العولمي . قام الباحث بتصميم برنامج تثقيفي عن العولمة ، وفق تقنية نظامية بالرزم التعليمية ، والتعرف على فاعليته على سلوك طلاب كلية المعلمين في بيشة ، من خلال دراسة تجريبية .
ويمكن تحديد مشكلة البحث في التساؤل الرئيس التالي :
" كيف يمكن أن نجعل طلاب كلية المعلمين في بيشة على وعي بظاهرة العولمة وبدور التربية والتعليم في مواجهة آثارها السلبية ، باستخدام برنامج تثقيفي عن العولمة ، وفق تقنية تربوية نظامية ، ومصنفة في رزمة تعليمية متكاملة ؟ ".
أهـداف البـحث :
يتوقع أن يحقق البحث بعد إنجازه الأهداف التالية :
1ـ تعزيز وعي طلاب كلية المعلمين في بيشة بظاهرة العولمة ، من خلال إثارة اهتمامهم وإحساسهم بقضايا العولمة وتأثيراتها المختلفة .
2ـ زيادة ثقافة الطلاب وإنماء معارفهم بظاهرة العولمة ، من حيث معناها ونشأتها وخصائصها و أدواتها وآثارها .
3ـ زيادة إدراك الطلاب لدور التربية والتعليم في حماية الهوية الثقافية الإسلامية .
4ـ تصميم برنامج تثقيفي عن العولمة يناسب طلاب كليات المعلمين .
5ـ التعرف على فاعلية البرنامج بعد تطبيقه على عينة من طلاب الكلية بهدف تطويره بالتجريب.
6ـ إسهام الطلاب في أنشطة موجهة نحو قضايا العولمة ، وتنظيمها في معرض تثقيفي عن العولمة يقام بالكلية لتعم الفائدة على كافة الطلاب والزائرين .
أسـئلة البحـث :
1ـ ما مكونات البرنامج التثقيفي المقترح على طلاب كلية المعلمين في بيشة ، حول ظاهرة العولمة ودور التربية والتعليم في مواجهة آثارها السلبية ؟
2ـ ما فاعلية الرزمة التعليمية المقترحة للبرنامج التثقيفي عن العولمة في السلوك المعرفي ؟
3ـ ما هي مقترحات الطلاب في عينة التجربة ، لتطوير البرنامج التثقيفي عن العولمة ؟
4ـ ما المقترحات التي تسهم في تعزيز الوعي البيئي لدى طلاب كليات المعلمين ، والمجتمع بشكل عام عن ظاهرة العولمة ومواجهة آثارها السلبية ؟
فرضيـة البـحث :
" إذا درس طلاب كلية المعلمين في بيشة برنامجاً تثقيفياً عن العولمة ، والمصمم من الباحث بطريقة الرزم التعليمية فإن فاعلية التدريس ترتفع بحيث يتوصل 50% من الطلاب إلى نسبة نجاح 75% أو أكثر من درجات الاختبار التحصيلي المعد من الباحث " .
منـهج البحـث :
لتحقيق أهداف البحث والإجابة عن أسئلته ، استخدم الباحث المنهج التجريبي الميداني ، ويتضمن :
1ـ تصميم برنامج تثقيفي ينظم ضمن رزمة تعليمية .
2ـ تنفيذ البرنامج بالتجربة الفعلية على عينة من طلاب كلية المعلمين في بيشة .
3ـ تحليل نتائج التجربة .
4ـ تحليل آراء الطلاب في مكونات البرنامج .
5ـ إقامة معرض تثقيفي عن العولمة لعموم طلاب كلية المعلمين في بيشة.
حـدود البـحث :
1ـ اقتصر البحث على عينة من طلاب كلية المعلمين في بيشة ، من المستوى السادس ومن مختلف التخصصات الأكاديمية في الكلية وهي الدراسات القرآنية واللغة العربية والرياضيات والعلوم .
2ـ اقتصر البحث على قياس مدى التحسن في السلوك المعرفي ، حول ظاهرة العولمة ودور التربية في مواجهة آثارها السلبية ، وفق ما جاء في محتوى البرنامج المصمم .
مصطلحـات البحث :
الفاعلية : معيار يقيس مدى إجادة الطلاب لأهداف البرنامج ، وقد حدد الباحث مدى إجادة الطلاب للأهداف في هذا البحث بوصول 50% من الطلاب إلى النجاح بنسبة تصل إلى 75% وما فوق من درجات الاختبار التحصيلي المعد من الباحث .
برنامج تثقيفي عن العولمة : خطة منظمة تشمل خبرات تعليمية وتثقيفية وتربوية متنوعة ومتكاملة ، متعلقة بالعولمة ومصممة لطلاب كليات المعلمين من أجل تحقيق أهداف محددة من قبل الباحث ، الذي وصف البرنامج بالتثقيفي ، لأن الثقافة تتضمن المعارف و القيم وطراز الحياة وطرائق التفكير والإبداع الفني والمعرفي والتقني ، وتطلعات الإنسان للمثل العليا ، ومحاولته إعادة النظر في منجزاته ، والبحث الدائم عن مدلولات جديدة لحياته وقيمه ومستقبله ، وهو ما عبرت عنه الخطة الشاملة للثقافة العربية ( الخطيب : 1999 ، ص 229 ) ، وقد نظم هذا البرنامج على شكل رزمة تعليمية بعنوان : " العولمة ودور التربية في التعامل معها " . ويسعى هذا البرنامج إلى زيادة وعي طلاب كلية المعلمين بظاهرة العولمة وإدراكهم لدور التربية والتعليم في حماية الهوية الثقافية ، من خلال مشاركتهم بأنشطة تعليمية وتثقيفية متنوعة .
العولمة : تشير الدلالة اللغوية للعولمة إلى إسباغ صفة العالمية على موضوع ما . وتعرفها موسوعة الإدارة والأعمال بأنها : " عملية زيادة الالتحام في الحضارة العالمية " ( أحمد : 2000 ، ص 1). ومنهم من يرى أن العولمة تعني ترابط في الأحداث التاريخية والتكوينات الاقتصادية والاجتماعية ، من خلال ثلاث منظومات : مالية ، وإعلامية اتصالية ، ومعلوماتية (غليون وأمين: 1999،ص 16ـ17).وإضافة للأبعاد الاقتصادية والثقافية والاتصالية للعولمة ، هناك أبعاد سياسية واجتماعية وتربوية ، مما يجعل إصلاح النظام التربوي أمر حتمي لمسايرة تحول المجتمعات المتقدمة إلى مجتمع المعلومات ( الجنحاني : 1999 ، ص 34 ـ 35 ) ، وهكذا نرى أن للعولمة أكثر من تعريف وأن لها أكثر من بعد ، وتأخذ أكثر من شكل . ومن التعاريف و الكتابات العديدة التى اطلع عليها الباحث ، يمكن أن يعرّف العولمة بما يلي : " ظاهرة تاريخية يعيشها العالم المعاصر ، تمتاز بسرعة التحولات والمستجدات ، وتقودها المجتمعات المتقدمة اقتصادياً وتقنياً ومعلوماتياً ، مما أدى إلى ازدياد العلاقات والتفاعلات بين أمم الأرض في كافة المجالات ، وشكلت خطراً على الهوية والقيم الحضارية للشعوب الأقل تقدماً " .
طلاب كلية المعلمين في بيشة : كليات المعلمين مؤسسات تشرف عليها وزارة التربية والتعليم ، وتمنح درجة البكالوريوس في التعليم الابتدائي ، وطلاب كلية المعلمين في بيشة هم طلاب المستوى السادس من مختلف التخصصات الذين يدرسون مقرر استخدام الوسائل التعليمية 201و ، وهو من مقررات الإعداد العام لقسم تقنيات التعليم .
الرزمة التعليمية : يعرّف سميث الرزم التعليمية بأنها :" برنامج محكم التنظيم يقترح مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية ، تساعد المتعلم على تحقيق أهداف محددة " ( زاهر :1980 ، ص 25 ). وقد قام الباحث بتنظيم البرنامج التثقيفي عن العولمة ضمن رزمة تعليمية ، سماها " العولمة ودور التربية في التعامل معها " ، تضمنت رزمتين فرعيتين الأولى بعنوان :"ما العولمة ؟ " والثانية بعنوان :" دور التربية والتعليم في الحفاظ على الهوية ومواجهة الآثار السلبية للعولمة "